الولايات المتحدة لديها عشرات الآلاف من القوات المنتشرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفغانستان ، وكثير منهم في دول بالقرب من إيران في وقت كانت فيه الدولتان على وشك الصراع الشامل.
أثار قرار الرئيس دونالد ترامب قتل أحد أبرز الشخصيات الإيرانية ، قائد قوة القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني وزعيم الميليشيا العراقية أبو مهدي المهندس في بغداد ، صدمة في جميع أنحاء المنطقة. جادلت الإدارة بأن الشخصية العسكرية الإيرانية العليا لديها “خطط لمهاجمة” المواطنين والمصالح الأمريكية ، لكن هذه الخطوة أثارت تساؤلات حول علاقات واشنطن مع الدول المضيفة. كما قاد البرلمان في بغداد إلى التصويت لطرد القوات الأمريكية من داخل حدودها.
وفي بيان أرسلته وزارة الخارجية إلى نيوزويك ، قالت المتحدثة مورجان أورجتوس إن إدارة ترامب “تشعر بخيبة أمل إزاء هذا الإجراء”.
“بينما ننتظر مزيدًا من التوضيح بشأن الطبيعة القانونية لقرار اليوم وتأثيره ، نحث الزعماء العراقيين بقوة على إعادة النظر في أهمية العلاقة الاقتصادية والأمنية المستمرة بين البلدين واستمرار وجود التحالف العالمي لهزيمة داعش” ، قال. “نعتقد أنه من المصالح المشتركة للولايات المتحدة والعراق الاستمرار في قتال داعش معًا. تظل هذه الإدارة ملتزمة بعراق يتمتع بالسيادة والاستقرار والازدهار”.
وسط تصاعد التوترات ، أرسلت الولايات المتحدة قوات إضافية إلى المنطقة على الرغم من محاولات ترامب السابقة لسحب الأفراد ورسالة تحتوي على خطط البنتاغون لمغادرة العراق ، والتي تبين أنها “مسودة” أرسلت إلى بغداد عن طريق الخطأ.
العراق
فرض الجيش الأمريكي مناطق حظر طيران فوق العراق في أعقاب حرب الخليج عام 1991 ، وأنشأ البنتاجون وجودًا بريًا هناك في غزو 2003 الذي أطاح بالرئيس العراقي السابق صدام حسين. بعد القتال مع المسلحين السنة والاشتباك مع الميليشيات الشيعية أيضًا ، انسحبت الولايات المتحدة في عام 2011 لكنها أعادت نشر آلاف الجنود في عام 2014 بعد الاستيلاء الجزئي لجماعة الدولة الإسلامية (ISIS).
دعمت كل من الولايات المتحدة وإيران معركة العراق ضد الجماعة الجهادية ، لكن هزيمة داعش فتحت الباب أمام توترات دولية جديدة حيث شنت الولايات المتحدة حملة “ضغط أقصى” ضد إيران المجاورة. إن الهجمات الصاروخية التي لم تطالب بها والتي تستهدف القواعد العسكرية التي ألقت عليها واشنطن باللوم على المقاتلين الشيعة المدعومين من إيران ، والضربات الأمريكية الانتقامية التي وقعت الأسبوع الماضي ، هددت بنقل البلاد إلى ساحة قتال بين قوتين أجنبيتين تعتبرهما بغداد شريكتين.
في حين أن العديد من العراقيين ، الذين احتجوا على حكومتهم لعدة أشهر ، عبروا عن معارضتهم للنفوذ الإيراني داخل بلادهم ، تحولت حشود حاشدة أيضًا إلى حداد على سليماني ومهندس بعد مقتلهم في العملية العسكرية الأمريكية بالقرب من مطار بغداد الدولي أواخر الأسبوع الماضي. حذر ترامب من أنه سوف يعاقب العراق إذا نفذ خططه لطرد 6000 جندي أمريكي.
العراق، جنازة، سليماني، مهند، كربلاء
المشيعون يحملون نعوش نائب القائد شبه العسكري العراقي القتيل أبو مهدي المهندس وقائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني وثمانية آخرين باتجاه ضريح الإمام الحسين في مدينة كربلاء العراقية المقدسة خلال مراسم تشييع هتف آلاف العراقيين “الموت لأمريكا” بينما كان المشرعون على استعداد لإجبار الحكومة على طرد القوات الأمريكية.
أفغانستان
تدخلت الولايات المتحدة عسكريا في أفغانستان بعد أسابيع من هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي أودت بحياة ما يقرب من 3،000 شخص وتمهد الطريق لـ “الحرب على الإرهاب” التي سيطرت منذ ذلك الحين على وجود البنتاغون في الشرق الأوسط القريب. على الرغم من أن الولايات المتحدة تمكنت من الإطاحة بحكومة طالبان ، فقد ظلت المجموعة قوة متمردة قوية تمكنت حتى بعد 18 عامًا من الحرب من استعادة المناطق بشكل مطرد.
انخرطت إدارة ترامب في جولات متتالية من الدبلوماسية مع دبلوماسيي الجماعة المتشددة في العاصمة القطرية الدوحة على أمل التوصل إلى اتفاق سلام من شأنه أن يعزز المفاوضات المباشرة بين حكومة طالبان وأفغانستان. ذكرت مجلة نيوزويك في أغسطس أن الولايات المتحدة فكرت في تخفيض عدد قواتها في أفغانستان بحوالي 14000 جندي بأكثر من النصف ، تاركة وراءها قرابة ستة آلاف – على الرغم من أن المحادثات فشلت في الشهر التالي وسط استمرار العنف.
بعد يوم من استئناف الحوار في ديسمبر ، أعلنت حركة طالبان شن هجوم خارج قاعدة باغرام الجوية ، وهي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في البلاد تضم معظم القوات في هذه القائمة. المحادثات ، ومع ذلك ، تبقى رسميا على الطاولة. وفي الوقت نفسه ، سعت إيران – المتاخمة لأفغانستان – ودول أخرى مثل الصين وروسيا والهند إلى لعب دور في عملية سلام محتملة.
البحرين
حافظت الولايات المتحدة على وجود عسكري في دولة البحرين الجزيرة الصغيرة منذ الحرب العالمية الثانية ، عندما تم إرسال قوات لدعم قوات المملكة المتحدة بعد تعرضها للغارات الجوية الإيطالية. واليوم ، فإن نشاط الدعم البحري – البحرين ، الذي يقع في عاصمة المنامة ، يعد بمثابة مقر لكل من الأسطول الخامس والقيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية (CENTCOM). يتمركز ما يصل إلى 7000 جندي أمريكي في جميع أنحاء البلاد.
اعربت الملكية الاسلامية السنية ، التي قادت البحرين لعدة قرون ، عن قلقها من تأثير ايران المحتمل على السكان المسلمين الشيعة في البلاد وكانت من أوائل الدول التي انضمت إلى تحالف بحري بقيادة الولايات المتحدة أنشئ العام الماضي للقيام بدوريات في الخليج القريب. قال علي سعيدي ، ممثل المرشد الأعلى الإيراني في الحرس الثوري ، لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية يوم السبت إنه لا يتوقع حربًا بين الولايات المتحدة وإيران ، لكن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية لديها صواريخ تستهدف 35 قاعدة أمريكية في المنطقة ، “الأقرب يجري في البحرين.”
صرح مسؤولون عسكريون لمجلة نيوزويك يوم الجمعة بأن أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكي أرض باتريوت وضعت في حالة تأهب في البحرين.
الأردن
لطالما كان الأردن شريكًا غربيًا وثيقًا وهو واحد من دولتين عربيتين فقط توصلتا إلى اتفاق سلام مع إسرائيل. الآخر مصر. ساعدت المملكة في تسهيل البرنامج الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم المتمردين في سوريا المجاورة ، على الرغم من أن هذا الدعم اقتصر بشكل أساسي على مجموعة مغاور الثورة الناشطة في موقع صحراوي أمريكي عبر الحدود.
يستضيف الأردن حوالي 3000 جندي كجزء من مهمة مكافحة داعش ويحد العراق مباشرة. ومع ذلك ، فقد أعرب عن الحذر بشأن تزايد عدم الاستقرار الإقليمي.
الكويت
بعد هزيمة القوات العراقية الغازية في عام 1991 ، دخلت الولايات المتحدة في اتفاقية عسكرية مع الكويت ، والتي كانت واحدة من أهم مراكز البنتاغون في الشرق الأوسط منذ ذلك الحين. في أكتوبر ، أعيد نشر القوات الأمريكية والعربات المدرعة من الكويت إلى شرق سوريا لتعزيز السيطرة على موارد النفط في المنطقة بعد أن أمر ترامب بالانسحاب الجزئي من أجزاء أخرى من البلد الذي مزقته الحرب.
وسط التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران ، أفادت التقارير أن الكويت بدأت تستقبل معظم أفراد البنتاغون البالغ عددهم 3000 فرد الذين يتم إرسالهم إلى الشرق الأوسط. تستضيف البلاد الآن حوالي 13000 جندي أمريكي ، بربطها بقطر.
واصلت الكويت الحفاظ على علاقات رسمية مع إيران على الرغم من العلاقات المضطربة للجمهورية الإسلامية مع الولايات المتحدة والدول العربية عبر الخليج . نفت الكويت اليوم الاحد ان تكون الطائرة الامريكية التى اغتالت سليمانى من اراضيها.
سلطنة عمان
تتمتع عُمان بعلاقات دبلوماسية مع إيران ، وكانت في بعض الأحيان بمثابة قناة خلفية بين الولايات المتحدة وإيران. سعت السلطنة من أجل الحياد في معظم الشؤون الإقليمية ، لكنها سمحت للولايات المتحدة بالوصول إلى منشآتها العسكرية منذ عام 1980 ، في نفس العام الذي غزا فيه العراق إيران وشن صراعًا دمويًا دام ثماني سنوات رافقه ما يسمى بـ “حروب الدبابات” ، “تدخل خلالها الولايات المتحدة مباشرة.
تحتل عُمان موقعًا استراتيجيًا بالقرب من مضيق هرمز ، وهو أهم طريق للنفط في العالم ، وتستضيف اليوم حوالي 606 من القوات الأمريكية. الهجمات غير المعلنة التي ألقت الولايات المتحدة باللوم فيها على إيران ضربت سفن تحمل النفط في خليج عمان في الربيع الماضي ، مما أدى إلى اشتعال الاضطرابات بالقرب من طرق النفط الاستراتيجية في منطقة الخليج .
وقد أنكرت إيران أي دور في هذه الهجمات ، التي استخدمت جنبًا إلى جنب مع إسقاط الحرس الثوري لطائرة تابعة للبحرية الأمريكية في يونيو / حزيران لتبرير بناء الأمن البحري الدولي التابع لإدارة ترامب ، وانضمت إليه حتى الآن ألبانيا وأستراليا والبحرين والسعودية ، الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة
دعت إيران دول المنطقة ، بما في ذلك عمان ، لتشكيل تحالف من أجل الأمل ، أو هرمز للسلام المسعى.
دولة قطر
قطر هي موطن لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط ، قاعدة العيد الجوية ، التي بنيت بعد حرب الخليج الأولى. يستضيف التركيب الضخم اليوم ما يقدر بنحو 13000 جندي ، إلى جانب قاعدة أمامية من القيادة المركزية الأمريكية ، وهو مقر قيادة القوات الجوية الأمريكية.
كانت العلاقات المستمرة بين قطر وإيران ، إلى جانب دعمها لجماعة الإخوان المسلمين ، من بين الأسباب التي ذكرتها المملكة العربية السعودية المجاورة لقرارها إعلان مقاطعة تامة لشبه الجزيرة الصغيرة في عام 2017. وكانت البحرين ومصر والإمارات العربية المتحدة من بين الدول التي قطعت العلاقات مع قطر تضامنا.
ظلت الولايات المتحدة محايدة رسميًا في الأزمة ، على الرغم من أن ترامب كرر بعض المزاعم السعودية فيما يتعلق بعلاقات قطر المشبوهة بالإرهاب. تستضيف قطر أيضًا قاعدة عسكرية تركية تأسست عام 2017.
المملكة العربية السعودية
استقبلت المملكة العربية السعودية أعدادًا كبيرة من الأفراد العسكريين الأمريكيين خلال حرب الخليج ، وبقي عدد منهم حتى بعد الصراع ، وهي خطوة أثبتت أنها مثيرة للجدل بين المسلمين في المنطقة الذين رأوا أن هذا لا يحترم موقعين مقدسين في الإسلام ، مكة والمدينة المنورة ، والتي تقع داخل المملكة. استشهد تنظيم القاعدة بوجود الوجود العسكري الأمريكي في المملكة العربية السعودية لهجماته على سفارات الولايات المتحدة في شرق إفريقيا عام 1998 ، وتفجير المدمرة الأمريكية يو إس إس كول عام 2000 و 9/11 عام 2001.
سحبت الولايات المتحدة أفرادها من المملكة العربية السعودية في أواخر أبريل 2003 ، أي قبل شهر من غزو العراق. عادت أول قوات أمريكية خلال هذا الصيف الماضي بينما سعى ترامب إلى تعزيز مواقف البنتاغون ضد ما تعتبره إدارته عدوانًا إيرانيًا في منطقة الخليج .
تشارك المملكة العربية السعودية وإيران منذ فترة طويلة في منافسة إقليمية للتأثير وقطعت العلاقات في أوائل عام 2016 بعد أن أحرق محتجون إيرانيون سفارة الرياض في طهران رداً على إعدام المملكة لرجل دين شيعي بارز. يُعتقد أن المملكة العربية السعودية تستضيف الآن ما يصل إلى 3000 جندي أمريكي ، وقد أرسل البنتاغون قدرات دفاعية صاروخية إضافية هناك منذ أن استُهدفت المنشآت النفطية في هجوم صاروخي بطائرات بدون طيار في سبتمبر / أيلول أعلنته جماعة أنصار الله اليمنية ، أو الحوثية ، الشيعية الشيعية المسلمة ، لكن ألقي باللوم عليها من قبل الرياض وواشنطن على طهران.
سوريا
دعمت الولايات المتحدة انتفاضة التمرد والجهاد ضد الحكومة السورية عام 2011 ، لكنها لم تتدخل مباشرة حتى بدأت مهمتها ضد داعش في يونيو 2014. وجاءت هذه الخطوة بعد فترة وجيزة من قيام طهران ، التي كانت تساعد دمشق بالفعل ، بدعمها لأقربها ، حليف عربي قديم.
كما هو الحال في العراق ، أشرف سليماني نفسه على جهود إيران في سوريا. في حين أن كلا من الولايات المتحدة وإيران عارضتا داعش ، إلا أنهما دعمتا فصائل مختلفة ، حيث تعاون البنتاجون لاحقًا مع القوات الديمقراطية السورية ذات الأغلبية الكردية حيث انضمت روسيا إلى إيران في دعم الحكومة السورية.
عبر ترامب لسنوات عن رغبته في سحب القوات من سوريا ، التي تعتبر الولايات المتحدة وتركيا قوات احتلال وطالب مرارًا وتكرارًا كلاهما بالمغادرة فورًا. في حين أن أنقرة تعارض الحكومة في دمشق ، إلا أنها ترى أن المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة يشكلون تهديدًا كبيرًا. أدى هجوم عبر الحدود مدعوم من تركيا في أكتوبر / تشرين الأول إلى سحب ترامب من قواته ، تاركًا نحو 800 جندي ، معظمهم في الشرق الغني بالنفط.
تركيا
على الرغم من أنه خارج نطاق عمليات القيادة المركزية الأمريكية ، تستضيف تركيا حوالي 2500 جندي في قاعدة إنجرليك الجوية ، التي تخدم القيادة الأوروبية الأمريكية وتضم أسلحة نووية. كانت تركيا عضوًا في حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ عام 1952 ، لكن حربها على المقاتلين الأكراد المدعومين من البنتاغون في سوريا وقربها المتزايد من موسكو تركتها في بعض الأحيان على خلاف مع واشنطن.
تعارض تركيا العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران ، وقد انضمت كلتا القوتين الشرق أوسطيتين إلى روسيا في الانخراط في عملية سلام ثلاثية في سوريا.
الإمارات العربية المتحدة
تستضيف الإمارات حوالي 5000 جندي أمريكي على الخطوط الأمامية للتوترات المتزايدة مع إيران. وقعت هجمات العام الماضي على ناقلات النفط في المياه الإماراتية والطائرة الأمريكية التي أسقطتها إيران في يونيو الماضي من الإمارات. ومع ذلك ، يبدو أن أبو ظبي قد خففت قليلاً من موقفها تجاه طهران في الأشهر التالية ، حيث استضافت محادثات التعاون البحري الثنائية ودعت إلى الدبلوماسية الإقليمية.
كما صعدت الإمارات العربية المتحدة من مشاركتها في الحرب التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن ، وهي حملة عسكرية دعا المشرعون الأمريكيون إدارة ترامب إلى التخلي عنها بسبب مخاوف حقوق الإنسان. كانت أبو ظبي ذات مرة مؤيدة للجهود الرامية إلى الإطاحة بالحكومة السورية ، ومنذ ذلك الحين دعمت دمشق.
وقعت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة أول اتفاق تعاون دفاعي بينهما
وقعت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة أول اتفاق تعاون دفاعي بينهما في عام 1994 وتواصل العمل بشكل وثيق ، على الرغم من أن أبو ظبي ، مثل العديد من القوى الإقليمية الأخرى ، سعت أيضًا إلى تطوير العلاقات مع القوى الإقليمية الناشئة ، مثل روسيا والصين.