أشارت مجلة “ميلتاري وتش” المتخصصة بالعتاد والعمليات العسكرية، إلى أن منطقة إدلب تصنف حاليا، بحسب التقارير العسكرية الأمريكية، بأنها “أكبر ملاذ آمن للقاعدة في العالم منذ عام 2001، حيث يحتل أكثر من 50000 جهادي المنطقة”.

وبحسب المجلة التي لم تحدد مصادر معلوماتها، استخدم الجيش السوري أكثر أسلحته دقة من الصواريخ الباليستية في الهجوم على منشآت تكرير النفط في هذه المناطق، في عملية وصفتها “بالقاسية” بالنسبة إلى تركيا.

 

وكشفت المجلة عن نوع الصاروخ الذي استخدمه الجيش السوري في الهجوم المنفذ، حيث أشارت إلى أنه صاروخ قصير المدى يعمل بالوقود الصلب من كوريا الشمالية نوع “KN-02 Toksa”.

ونوهت المجلة إلى أن هذا الصاروخ دخل الخدمة في الجيش العربي السوري في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهو مستنسخ من صاروخ “توشكا” الباليستي السوفيتي الذي تستخدمه سوريا أيضًا بأعداد قليلة.

ونوهت المجلة إلى أن المنشآت النفطية في إدلب وفرت مصدرا رئيسيا لإيرادات المسلحين الذين يسيطرون على المنطقة، واعتبرت أن بقاء المنشآت النفطية خارج سيطرة الحكومة السورية أعاق بشكل ملحوظ جهود التعافي الاقتصادي بعد الحرب، بسبب حرمان دمشق من الإيرادات الرئيسية، خصوصا بعد سيطرة أمريكا على منابع النفط في الشرق.

وجاء في المجلة: “يمكن اعتبار الضربة على المنشأة النفطية في إدلب بمثابة تحذير من هجمات مستقبلية محتملة على منشآت النفط الرئيسية التي يستخدمها خصوم (دمشق) بشكل غير قانوني في المستقبل”.

وشهدت منطقتا الباب وجرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، الأحد الماضي، ضربات صاروخية استهدفت بشكل متتالٍ مواقع تجميع النفط السوري المسروق ضمن مناطق سيطرة الميليشيات “التركمانية” المنتشرة في المنطقتين اللتين يسيطر عليهما الجيش التركي.

وأفادت مصادر محلية لوكالة “سبوتنيك” بأن “عددا كبيرا من الصواريخ المجهولة، استهدف مساء الأحد، سوق المحروقات الرئيسي الواقع قرب قرية “الحمران” جنوب منطقة جرابلس، ما أسفر عن حدوث انفجارات ضخمة هزت أنحاء المنطقة جراء انفجار عدد كبير من الصهاريج المحملة بالنفط السوري المسروق، بالإضافة إلى عدد من مصافي “حرّاقات” تكرير النفط غير الشرعية التابعة للمسلحين الموالين لتركيا.

وتسبب الاستهداف الصاروخي بوقوع عدد كبير من القتلى والجرحى الذين كانوا متواجدين في سوق المحروقات، مما أدى بالنتيجة إلى وقوع أضرار مادية كبيرة، واندلاع حرائق كبيرة امتدت على مساحات واسعة في السوق ومحيطه.

 

وعقب وقت قصير من الضربة الصاروخية التي استهدفت سوق المحروقات في “الحمران”، تعرض موقع التجمع الرئيسي لـ”حراقات” تكرير النفط غير الشرعية التابعة للفصائل التركمانية الموالية لتركيا في محيط قرية “ترحين” بريف منطقة الباب، لاستهداف مماثل تم عبر عدد من الصواريخ التي سقطت مباشرة في موقع تجمع “الحراقات” مؤديةً إلى حدوث انفجارات ضخمة، سُمع دويها في أنحاء مختلفة من منطقة الباب.

كما أدت ضربة “ترحين” إلى اندلاع موجة واسعة من الحرائق، في حين أكدت مصادر لـ”سبوتنيك” من ريف الباب، بأن الضربة أسفرت عن تدمير عدد كبير من “الحراقات” الجديدة التي أنشأها مسلحو تركيا مؤخراً بشكل كامل.

وفي أعقاب الضربتين، سادت حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوق بين مسلحي الفصائل التابعة لتركيا في منطقتي جرابلس والباب، حيث سارعوا إلى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيط الموقعين المستهدفين للمشاركة في عمليات إخماد الحرائق الناجمة عن الاستهداف، كما فرضوا طوقا أمنيا كاملا حول الموقعين. ولم تعرف الحصيلة النهائية لضربتي “ترحين” و”الحمران”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد