تنشر اليوم الاربعاء صحيفة العراق نصوص الاتفاقيات بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، وتبين أنها لا تتضمن ذكر التنازل عن مشروع الضم، أو ذكر دولة فلسطينية، ولا حل الدولتين.
وتناولت البنود الأساسية لـ”معاهدة السلام والعلاقات الدبلوماسية والتطبيع الكامل” بين الإمارات وإسرائيل، إقامة السلام وعلاقات دبلوماسية والتطبيع الكامل بين البلدين، واعتراف كل جانب بسيادة الطرف الآخر واحترامه، وتسوية النزاعات بين البلدين بطرق سلمية، وإنشاء سفارات وتبادل السفراء بأسرع وقت ممكن، والتزام كلا البلدين باتخاذ خطوات لمنع أي عمل عدائي من أراضيهما ضد الدولة الأخرى، إضافة إلى توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات عديدة منها، منها التجارة والاستثمار والطيران والسياحة.
لكن الوثائق التي باتت معروفة باسم “اتفاقات أبراهام” تخلو من أي إشارة إلى مبادرة السلام العربية أو القرارات السابقة لمجلس الأمن الدولي، كما لا توجد هناك إشارة لحدود 1967، ولا لعاصمة في القدس الشرقية، ولا للاجئين.
وحتى مفهوم “حل الدولتين” الذي أعلن رئيس الوزراء الإسرئيلي بنيامين نتنياهو عن تأييده له في السابق، ولا تزال الإدارة الأمريكية تدعمه، غاب تماما عن الاتفاقين، وكذلك مشروع إسرائيل الاستيطاني في الضفة الغربية.
في ديباجة معاهدة السلام الإسرائيلية الإماراتية يتعهد البلدان بمواصلة “جهودهما للتوصل إلى حل عادل وشامل وواقعي ودائم للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني”.
تلتزم إسرائيل والإمارات أيضا بالعمل معا “لتحقيق حل تفاوضي للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يلبي الاحتياجات والتطلعات المشروعة للشعبين، ولتعزيز السلام الشامل والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط”.
يستخدم “إعلان السلام والتعاون والعلاقات الدبلوماسية والودية البناءة بين دولة إسرائيل ومملكة البحرين” لغة مشابهة جدا، إذ يقول: “ناقش الطرفان التزامهما المشترك بتعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط.. ومواصلة الجهود للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وفي خطابه في البيت الأبيض، خلال مراسم التوقيع، أكد وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان إن بلاده تريد “الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتحقيق آماله في دولة مستقلة”، فيما أكتفى وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني بالقول إن “السلام والأمن ممكنان فقط من خلال مشاركة حقيقية تحمي حقوق ومصالح دول وشعوب المنطقة”.
وكانت الإمارات والبحرين قد أكدتا في الأيام التي سبقت توقيع اتفاقات التطبيع، أنهما ما زالتا متمسكتين بمبادرة السلام العربية، التي تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية على خطوط ما قبل عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأصر مسؤولون من كلا البلدين على أن مواقفهم من القضايا الأساسية للصراع لم تتغير.
اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي وتُطلق عليه إسرائيل اسم اتفاق إبراهيم (بالعبرية: הסכם אברהם)، هو اتفاقٌ أُعلن بين إسرائيل والإمارات في 13 أغسطس (آب) 2020، وبتوقيعه أصبحت الإمارات ثالث دولة عربية الأردن عام 1994، توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل، وكذلك الدولة الخليجية الأولى التي تقوم بذلك وتليها مملكة البحرين. ستعمل الاتفاقية على تسوية العلاقات بين البلدين. ونشر محمد بن زايد في إعلانه على تويتر حول الاتفاق أنه سيوقف الضم الإسرائيلي لمناطق غور الأردن من الضفة الغربية، بينما نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تراجعه عن خططه بضم الأغوار الواقعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدًا على التزامه بوعوده للإسرائيليين بالضم، بالتنسيق مع الولايات المتحدة وتواترت الأخبار عن تعليق الضم. على الصعيد الشعبي الإماراتي فإن مسحا إحصائيا سبق الاتفاق كشف عدم موافقة نحو 80% من الإماراتيين بالسماح للراغبين بأن تربطهم “علاقات عمل أو روابط رياضية مع الإسرائيليين”، وذلك في تباين بين آراء الغالبية الشعبية وبين السياسة الرسمية الإماراتية الحالية.
تُعرف معاهدة السلام (بالإنجليزية: Peace treaty) حسب القانون الدولي بأنه معاهدةٌ (أو اتفاقٌ) بين طرفين أو أكثر من الأطراف المُتعادية (عادةً ما تكون دولًا أو حكوماتٍ) ب
حسب خبير العلاقات الدولية والدبلوماسي العراقي السابق عمر غانم، فإنه في سياق القضية الفلسطينية يُمكن استعمال مصطلح «معاهدة سلام» مع الدول الحدودية لإسرائيل، والتي كانت قد دخلت في نزاعاتٍ مسلحةٍ مباشرة معها منذ عام 1948، وتشمل سوريا، لبنان، الأردن فلسطين. أما «اتفاق التطبيع» فهو يُشير إلى جعل العلاقات طبيعيةً بعد فترةٍ من التوتر أو القطيعة، وتتضمن إنشاء علاقاتٍ دبلوماسية بين إسرائيل والدول المُقاطعة، تضامنًا مع القضية الفلسطينية والدول الحدودية، بالاعتماد على قرارات جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
يُطلق على الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي العديد من التسميات، وتتضمن: اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي، الاتفاق الثلاثي (الإماراتي-الإسرائيلي-الأمريكي).
تُطلق إسرائيل على هذه المُعاهدة اسم اتفاق إبراهيم أو اتفاقيات أبراهام (بالعبرية: הסכם אברהם)، نسبةً إلى النبي إبراهيم، باعتباره شخصيةً محوريةً في الأديان السماوية الثلاث الرئيسية في العالم، وهي الإسلام والمسيحية واليهودية.
مُنذ عام 1971، أشار أول رئيس لدولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى إسرائيل باسم «العدو». في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، أعلنت إسرائيل أنها ستفتح مكتبًا دبلوماسيًا في الإمارات، وهي المرة الأولى مُنذ أكثر من عقد من الزمن التي يكون فيها لإسرائيل وجود رسمي في الخليج العربي. في آب/أغسطس 2019، أدلى وزير خارجية إسرائيل بإعلان علني حول التعاون العسكري مع الإمارات العربية المتحدة وسط تصاعد التوترات مع إيران.
كان الكيان الصهيوني قد عمل مع الإمارات سرًا في الأشهر التي سبقت الاتفاق على محاربة جائحة فيروس كورونا 2019–20، حيث ذكرت وسائل الإعلام الأوروبية أنَّ الموساد قد حصل سرًا على معداتٍ صحيةٍ من دول الخليج. صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في نهاية يونيو 2020 أنَّ البلدين يتعاونان لمحاربة فيروس كورونا وأنَّ رئيس الموساد يوسي كوهين كان قد سافر عدة مرات إلى الإمارات، وعلى الرغم من هذا، إلا أنَّ الإمارات وضحت الأمر بعد ساعاتٍ قليلةٍ أنه كان مُجرد ترتيب بين شركاتٍ خاصة وليس على مستوى الدولة.
تأتي هذه الخطوة أيضًا في أعقاب إنهاء إدارة ترامب للاتفاق النووي الإيراني وزيادة المخاوف الإسرائيلية بشأن تطوير برنامج نووي إيراني، وهو ما تنفيه طهران. تدعم إيران حاليًا فصائل مختلفة في حروب بالوكالة من سوريا إلى اليمن، بينما دعمت الإمارات التحالف الذي تقوده السعودية ضد القوات المتحالفة مع إيران التي تقاتل هناك.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن لوسائل الإعلام الاتفاق من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض بتاريخ 13 أغسطس 2020
أعلن أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية في 13 أغسطس 2020، عن موافقة الإمارات على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قائلًا إنَّ بلاده تريد التعامل مع التهديدات التي تواجه حل الدولتين، وتحديدًا ضم الأراضي الفلسطينية، كما حثَّ الفلسطينيين والإسرائيليين على العودة إلى طاولة المفاوضات، وأشار إلى أنه لا يعتقد أنه ستكون هناك أية سفارة في القدس إلا بعد الاتفاق النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفقًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإنَّ إسرائيل والإمارات العربية المتحدة ستقومان بتطبيع العلاقات الدبلوماسية بشكلٍ كامل، وسيتبادلان السفارات والسفراء ويبدآن التعاون في جميع المجالات وفي مجموعةٍ واسعة من المجالات بما في ذلك السياحة والتعليم، بالإضافة إلى الرعاية الصحية والتجارة والأمن.
وجاء في بيانٍ مُشترك أصدره ترامب ونتنياهو وزايد أنَّ «هذا الاختراق الدبلوماسي التاريخي سيعزز السلام في منطقة الشرق الأوسط ويشهد على الدبلوماسية الجريئة والرؤية للقادة الثلاثة وشجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل. لرسم مسار جديد من شأنه أن يطلق الإمكانات العظيمة في المنطقة.» وقالت الإمارات العربية المتحدة أنها ستواصل «دعم الشعب الفلسطيني» وأنَّ «الاتفاقية ستُحافظ على احتمالات حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين». على الرغم من الاتفاق، إلا أن نتنياهو صرح بأن مطالبة إسرائيل بالسيادة على غور الأردن لا تزال على جدول الأعمال ومجمدة فقط حاليًا.
وغرد زايد أنَّ «الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل اتفقتا أيضًا على التعاون ووضع خارطة طريق نحو إقامة علاقة ثنائية”.»
نص الاتفاقية باللغة العربية:
« بيان مشترك للولايات المتحدة ودولة إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة الرئيس دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة تحدث اليوم ووافق على التطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة. سيعمل هذا الاختراق الدبلوماسي التاريخي على تعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة ورؤية القادة الثلاثة وشجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد من شأنه إطلاق الإمكانات العظيمة في المنطقة. تواجه البلدان الثلاثة العديد من التحديات المشتركة وستستفيد بشكل متبادل من الإنجاز التاريخي اليوم. ستجتمع وفود من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة في الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بالاستثمار، والسياحة، والرحلات المباشرة، والأمن، والاتصالات، والتكنولوجيا، والطاقة، والرعاية الصحية، والثقافة، والبيئة، وإنشاء سفارات متبادلة، ومجالات أخرى ذات المنفعة المتبادلة. سيؤدي فتح العلاقات المباشرة بين اثنين من أكثر المجتمعات ديناميكية في الشرق الأوسط والاقتصادات المتقدمة إلى تغيير المنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وإقامة علاقات أوثق بين الناس. نتيجة لهذا الاختراق الدبلوماسي وبناءً على طلب الرئيس ترامب وبدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، ستعلق إسرائيل إعلان السيادة على المناطق المحددة في رؤية الرئيس للسلام وستركز جهودها الآن على توسيع العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي. إن الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة على ثقة من إمكانية حدوث اختراقات دبلوماسية إضافية مع الدول الأخرى، وستعمل معًا لتحقيق هذا الهدف. ستقوم دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل على الفور بتوسيع وتسريع التعاون فيما يتعلق بعلاج وتطوير لقاح لفيروس كورونا. بالعمل معًا، ستساعد هذه الجهود في إنقاذ حياة المسلمين واليهود والمسيحيين في جميع أنحاء المنطقة. إن تطبيع العلاقات والدبلوماسية السلمية سيجمعان اثنين من أكثر شركاء أمريكا الإقليميين موثوقية وقدرة.
ستنضم إسرائيل والإمارات إلى الولايات المتحدة لإطلاق أجندة إستراتيجية للشرق الأوسط لتوسيع التعاون الدبلوماسي والتجاري والأمني. إلى جانب الولايات المتحدة، تشترك إسرائيل والإمارات العربية المتحدة في نظرة مماثلة فيما يتعلق بالتهديدات والفرص في المنطقة، فضلاً عن الالتزام المشترك بتعزيز الاستقرار من خلال المشاركة الدبلوماسية وزيادة التكامل الاقتصادي والتنسيق الأمني الوثيق. اتفاقية اليوم ستؤدي إلى حياة أفضل لشعوب الإمارات وإسرائيل والمنطقة.
تستذكر الولايات المتحدة وإسرائيل بامتنان ظهور دولة الإمارات العربية المتحدة في حفل استقبال البيت الأبيض الذي أقيم في 28 يناير 2020، حيث قدم الرئيس ترامب رؤيته للسلام، وتعربان عن تقديرهما للبيانات الداعمة للإمارات العربية المتحدة. وسيواصل الطرفان جهودهما في هذا الصدد للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. كما هو موضح في رؤية السلام، يمكن لجميع المسلمين الذين يأتون بسلام زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، ويجب أن تظل الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة للمصلين المسالمين من جميع الأديان. يعرب رئيس الوزراء نتنياهو وولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تقديرهما العميق للرئيس ترامب لتفانيه من أجل السلام في المنطقة والنهج البراغماتي والفريد الذي اتبعه لتحقيق ذلك.
»
يُتوقع أنَّ توقع اتفاقية السلام في بداية سبتمبر (أيلول) 2020 في البيت الأبيض، كما قال دونالد ترامب في إعلانٍ صحفيٍ له يوم 14 أغسطس «أتطلّع إلى الترحيب بهما قريباً جدّاً في البيت الأبيض للتوقيع رسمياً على الاتفاق، الذي على الأرجح سيحدث هذا في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة. سيأتيان إلى واشنطن.». كما أعلن السفير الأميركي في تل أبيب ديفيد فريدمان أنَّ «مختلف الأطراف اختارت بدقة الصيغة. توقف موقّت، وليس استبعاد الأمر نهائيًا».
ذكرت قناة كان الإسرائيلية أنَّ رئيس الموساد يوسي كوهين سيتوجهُ يوم 26 أغسطس إلى الإمارات للقاء ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد لبلورة تفاصيل اتفاقية السلام بين البلدين