أكدت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الأربعاء، في تقرير خاص ورد لصحيفة العراق أن أكثر من 90 ألف شخص نزحوا على وقع الغارات الإسرائيلية الكثيفة على مناطق عدة في لبنان، في ظل التصعيد المتواصل مع حزب الله.
وقالت المنظمة في بيان، ان “أكثر من 90.530″ شخصاً إضافيا نزحوا، منذ يوم الإثنين الماضي”.
وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة، فإن “عددا كبيرا من النازحين الجدد كانوا في عداد أكثر من 111 ألف شخص فروا تباعا منذ بدء التصعيد بين حزب الله واسرائيل في 8 تشرين الاول، بعيد اندلاع الحرب في غزة”.
وكان وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب قال الثلاثاء، إن “عدد النازحين بسبب التصعيد الراهن ربما يقترب الآن من نصف مليون”.
وتشن اسرائيل منذ الإثنين غارات كثيفة غير مسبوقة تطاول بشكل رئيسي جنوب لبنان وشرقه، وأعلنت أنها تستهدف معاقل حزب الله.
وقتل الإثنين في الغارات الإسرائيلية 558 شخصا في لبنان، في أعلى حصيلة قتلى خلال يوم واحد منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس.
الجيش الإسرائيلي يستدعي لواءين للحدود مع لبنان
دعا رئيس الأركان الإسرائيلي جنوده إلى الاستعداد لـ”دخول محتمل” إلى لبنان، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استدعى لواءين احتياطيين من أجل “مهام عملياتية” في الشمال.
وقال الجيش في بيان “وفقا لتقييم الوضع، يستدعي جيش الدفاع الإسرائيلي لواءين احتياطيين من أجل مهام عملياتية على الجبهة الشمالية”.
وأضاف الجيش أن الإجراء “سيسمح بمواصلة القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية، والدفاع عن دولة إسرائيل، وايجاد الظروف لتمكين سكان شمال إسرائيل من العودة إلى منازلهم”.
ولم يتضمن البيان تفاصيل بشأن اللواءين اللذين تم استدعاؤهما.
ويتألف لواء المشاة الإسرائيلي عادة من حوالى 1000 إلى 2000 جندي، في حين يتألف لواء الدبابات المدرع من حوالي 100 دبابة.
وتتواصل الغارات الإسرائيلية على مناطق مختلفة في لبنان، وتسببت في مقتل 51 شخصاً على الأقل الأربعاء وإصابة 223 آخرين، بحسب ما أفاد وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض خلال مؤتمر صحفي، في وقت يقترب فيه عدد النازحين اللبنانيين من “نصف مليون”.
وقالت الوزارة في حصيلة أولية إن “غارة العدو الإسرائيلي اليوم على بلدة المعيصرة في كسروان”، التي تقع على بعد نحو 30 كم شمال بيروت، أدت إلى “استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة بجروح”.
وأعلنت الوزارة في بيان آخر أن الغارة الإسرائيلية على بلدة جون قضاء الشوف جنوب بيروت، أدت في حصيلة أولية إلى “استشهاد أربعة أشخاص وإصابة سبعة بجروح”.
وعلى الجانب الآخر، أعلن مدير الإسعاف الإسرائيلي إصابة 3 إسرائيليين، أحدهم في حالة خطيرة، جراء سقوط شظايا صواريخ في كيبوتس ساعر قرب نهاريا شمالي إسرائيل.
وبحسب مراسل صحيفة العراق سُمع دوي 10 اعتراضات على الأقل من منظومة القبة الحديدية بين مدينة حيفا والناصرة.
إذ و علن الجيش الإسرائيلي أنه يشنّ غارات “موسعة” على مناطق في جنوب لبنان وشرقه.
وأدّت غارات على بلدات عين قانا وبنت جبيل وتبنين في جنوب لبنان إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة العشرات، وفق وزارة الصحة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر أمني لبناني تأكيده أن الغارة في المعيصرة استهدفت منزلاً.
وأفاد سكان من القرية الواقعة في كسروان ذات الغالبية المسيحية، عن سماع صوت انفجارين.
ورأت شاهدة عيان منزلاً ومقهى مدمّرين بالكامل في مكان القصف.
وتحدثت الوكالة الرسمية اللبنانية عن “سقوط صاروخين” في الغارة غير المسبوقة بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه “يشنّ هجمات واسعة في جنوب لبنان وفي منطقة البقاع” الواقعة عند الحدود الشرقية مع سوريا.
وفجر الأربعاء، أعلن حزب الله إطلاق صاروخ بالستي نحو تل أبيب للمرة الأولى منذ بدء التصعيد قبل نحو عام، مستهدفاً مقراً لجهاز الموساد، لكن الجيش الإسرائيلي اعترضه.
وفي وقت سابق أعلنت ما تسمي نفسها “المقاومة الإسلامية في العراق “- الحليف لحزب الله والمدعومة من إيران- أنها هاجمت بواسطة صاروخ الأرقب “كروز مطور” هدفاً حيوياً في إسرائيل. وأكدت استمرار عملياتها ضد إسرائيل.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن سلاح الجو “اعترض مسيرة جنوب منطقة بحيرة طبريا أطلقت من جهة الشرق واخترقت الاجواء الاسرائيلية عبر سوريا، ولم تقع إصابات أو أضرار”.
وتستهدف غارات إسرائيلية عنيفة منذ الإثنين جنوب لبنان وشرقه، في تصعيد حاد للنزاع المتواصل بين إسرائيل وحزب الله منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، على خلفية حرب غزة.
وأعلنت إسرائيل في منتصف سبتمبر/أيلول، توسيع أهداف الحرب في غزة لتشمل إعادة سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا بسبب تبادل القصف مع حزب الله منذ بدء الحرب في غزة، إلى منازلهم، مدشنة بذلك سلسلة عمليات عسكرية عنيفة ضد حزب الله.
ويؤكّد حزب الله من جانبه أنه سيواصل مهاجمة إسرائيل “حتى ينتهي العدوان على غزة”.
ردود فعل
وأرجأ بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي رحلته إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب التصعيد، لكنه لم يعلن إلغاءها بالكامل.
وقال علي خامنئي الأربعاء في لقاء مع عسكريين قدامى إن “بعض القوى الفاعلة والقيّمة في حزب الله استشهدت، وهذا بلا شك ألحق ضربات بحزب الله، لكن قوة حزب الله أكبر من أن تنهزم أمام العدو، والاغتيالات لن تهزّ حزب الله”.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن لبنان يقف “على حافة الهاوية”.
وحذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من “حرب شاملة” في لبنان، مؤكدا على ضرورة “وضع اللمسات الأخيرة” على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً الأربعاء، بناءً على طلب فرنسا. وهيمنت المخاوف من التصعيد في المنطقة على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وحذّر وزراء خارجية مصر والعراق والأردن من أن “إسرائيل تدفع المنطقة نحو حرب شاملة”، منددين بـ”العدوان الإسرائيلي على لبنان”.
وعبّر مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني عن خشيته من “حرب شاملة” ومن أن يتحوّل لبنان إلى غزة ثانية، التي دمرتها الحرب الدائرة فيها منذ نحو عام.
فجر الاربعاء | “حزب الله” اللبناني يستهدف قاعدة إسرائيلية بالصواريخ