قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن عشرات الآلاف في غزة فروا باتجاه الجنوب وفقا للتقديرات بعدما أمهلت إسرائيل الفلسطينيين 24 ساعة للجلاء عن شمال القطاع قبل هجوم بري مرتقب.

وأضاف المكتب على موقعه الإلكتروني أن قبل أمر الإخلاء نزح ما يربو على 400 ألف فلسطيني داخل غزة بسبب الأعمال القتالية.

وكانت قد دعت منظمة الصحة العالمية، تل أبيب إلى إلغاء أوامرها لأكثر من مليون شخص يعيشون في شمال قطاع غزة بإخلاء منازلهم، والتوجه جنوبا.

ومع ارتفاع حدة التصعيد في قطاع غزة وسط ترجيحات لاتجاه إسرائيل نحو الهجوم البري، أبلغ الجيش الإسرائيلي سكان القطاع بإخلاء منازلهم والتوجه نحو الجنوب، إذ قال في نص البيان الذي ألقاه على سكان القطاع: “إلى سكان مدينة غزة، المنظمات الإرهابية قد بدأت الحرب ضد دولة إسرائيل، مدينة غزة أصبحت ساحة معركة، عليكم إخلاء بيوتكم فورا والتوجه إلى جنوب وادي غزة”.

وفي حين دعت الأمم المتحدة بقوة إلى إلغاء أي أمر من هذا القبيل، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي، اعتبرت منظمة الصحة أن الإخلاء الجماعي “سيمثل كارثة للمرضى والعاملين الصحيين وغيرهم من المدنيين الذين سيبقون في المنطقة أو يعلقون في أثناء حركة النزوح الجماعي”.

وأعربت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين داخليا عن “فزعها” من أمر الإخلاء، والذي يشكل جريمة ضد الإنسانية.

وقالت باولا غافيريا بيتانكور في بيان “نشعر بالفزع من فكرة إلحاق مليون فلسطيني بـ423 ألف شخص أخرجوا بالفعل من منازلهم بسبب العنف الذي وقع الأسبوع الماضي”.

وأضافت “من غير المعقول أن يتمكن أكثر من نصف سكان غزة من المرور عبر منطقة حرب نشطة دون عواقب إنسانية مدمرة، خاصة مع حرمانهم من السلع والخدمات الأساسية”.

وذكّرت الخبيرة الكولومبية أن “التهجير القسري للسكان يشكل جريمة ضد الإنسانية، والعقاب الجماعي محظور بموجب التشريعات الإنسانية الدولية”.

ودعت المقررة الأممية إسرائيل إلى التراجع عن الدعوة.

كيف أعدت حماس “جيشا مصغرا” لشن هجوم دام على إسرائيل؟

ستواجه القوات الإسرائيلية التي تستعد لاجتياح غزة في مهمة للقضاء على حركة حماس خصما يزداد قدرة، وتدرب لسنوات على يد شبكة دعم سرية تمتد بعيدا عن الجيب الصغير إلى إيران والجماعات المتحالفة معها.

فقد أظهر الهجوم الدامي الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل قبل ستة أيام حجم الخبرة العسكرية التي اكتسبتها منذ سيطرتها على غزة في 2007، إذ لم يسبق أن نفذت الحركة هجوما بهذا التخطيط والحجم.

وقال علي بركة القيادي بحماس إن “الحاجة أم الاختراع”، مضيفا أن الحركة تعتمد منذ فترة طويلة على المال والتدريب من إيران ووكلائها الإقليميين مثل ميلشيا حزب الله اللبنانية بينما تعزز قواتها في غزة.

وأضاف بركة، المقيم في لبنان، إن صعوبات استيراد الأسلحة جعلت الحركة خلال السنوات التسع الماضية “تطور قدراتها وأصبحنا قادرين على التصنيع محليا”.

وأردف أنه في حرب غزة عام 2008، كان الحد الأقصى لصواريخ حماس هو 40 كيلومترا، لكنه ارتفع إلى 230 بحلول صراع عام 2021.

ولا يتصور من يرى هذه المنظمة السرية الضخمة اليوم أنها هي نفسها تلك المجموعة الفلسطينية الصغيرة التي أصدرت أول منشور لها قبل 36 عاما احتجاجا على الاحتلال الإسرائيلي، وفقا لمقابلات أجرتها رويترز مع 11 شخصا مطلعين على قدرات المجموعة، بمن فيهم شخصيات من حماس ومسؤولون أمنيون إقليميون وخبراء عسكريون.

وقال مصدر مقرب من حماس في قطاع غزة طلب عدم نشر اسمه لحساسية الأمر “إنهم جيش مصغر”. وأضاف أن الجماعة لديها أكاديمية عسكرية لتدريب مجموعة من التخصصات بما في ذلك أمن الفضاء الإلكتروني، ويضم جناحها العسكري البالغ قوامه 40 ألف فرد وحدة قوات خاصة (كوماندوز) بحرية.

وعلى النقيض من ذلك، يشير موقع (جلوبال سيكيوريتي دوت أورغ) إلى أنه لم يكن لدى حماس في التسعينيات سوى أقل من 10 آلاف مقاتل.

وأشار مصدر أمني إقليمي، رفض أيضا الكشف عن اسمه، إلى أنه منذ مطلع القرن الحادي والعشرين عمدت الحركة إلى بناء شبكة أنفاق أسفل غزة لمساعدة المقاتلين على الاختفاء وتصنيع الأسلحة وجلب العتاد من الخارج. وقال مسؤولون في حماس إن الحركة حصلت على مجموعة من القنابل وقذائف المورتر والصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات.

وازادت هذه القدرات فتكا مع نموها وتطورها على مر السنين. ففي حين فقدت إسرائيل تسعة جنود خلال توغلها عام 2008، قفز العدد إلى 66 في 2014.

قال إتش. هيلر، الباحث الكبير في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا، إن إسرائيل قادرة على تدمير حماس في هجومها المتوقع على القطاع المكتظ بالسكان.

وأضاف “السؤال ليس ما إذا كان ذلك ممكنا أم لا. السؤال هو ما هو الثمن الذي سيُفرض على بقية السكان، لأن حماس لا تعيش على جزيرة في المحيط أو في كهف في الصحراء”.

وبعد حرب غزة الأخيرة في 2021، تمكنت حماس وحركة الجهاد من الاحتفاظ بما يصل إلى 40 بالمئة من مخزونهما الصاروخي، وهو هدف رئيسي للإسرائيليين، وفق المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي ومقره الولايات المتحدة. واحتفظت بنحو 11750 صاروخا مقارنة مع 23 ألفا قبل الصراع.

التغلب على الدفاعات

يدعو الميثاق التأسيسي لحماس عام 1988 إلى تدمير إسرائيل، التي تصنف الحركة منظمة إرهابية. وبالنسبة لإيران، فيرى مسؤولون غربيون أن حماس قد ساعدتها في تحقيق طموحها المستمر منذ سنوات لتطويق إسرائيل بجيوش من الجماعات شبه العسكرية، بما في ذلك الفصائل الفلسطينية الأخرى وحزب الله اللبناني. ولديها جميعا أسلحة متطورة، وتقاوم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ زمن بعيد.

وينتشر زعماء حماس في أنحاء الشرق الأوسط، لكن تظل غزة قاعدة قوتها. وحثت الحركة سكان غزة على عدم الاستجابة لدعوة إسرائيل للمغادرة قبل اجتياح بري متوقع يأتي بعد أيام من القصف الإسرائيلي الذي أودى بحياة نحو 1800 شخص.

وكان الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر أسوأ اختراق لدفاعات إسرائيل منذ 50 عاما، وأطلقت فيه حماس أكثر من 2500 صاروخ. أما مقاتلوها، الذين استخدموا طائرات شراعية ودراجات نارية ومركبات دفع رباعي، فتغلبوا على الدفاعات الإسرائيلية واجتاحوا بلدات وتجمعات سكنية، موقعين 1300 قتيل واحتجزوا العشرات.

وقالت المصادر التي تحدثت إليها رويترز إنه على الرغم من تدريب إيران الحركة وتسليحها وتمويلها، فإنه لا يوجد ما يشير إلى أن طهران وجهت هجوم السابع من أكتوبر أو أجازته.

وقال المصدر الأمني الإقليمي “القرار، ساعة الصفر، كل ذلك كان قرار حماس. ولكن بالطبع التعاون العام والتدريب والإعداد كله جاء من إيران”.

وتعترف إيران بأنها تساعد في تمويل حماس وتدريبها لكنها نفت أي دور لها في الهجوم رغم إشادتها به.

وقال زعيم حماس إسماعيل هنية في مقابلة تلفزيونية إن حركته تلقت 70 مليون دولار مساعدة عسكرية من إيران. وأضاف أن لديها صواريخ محلية الصنع، لكن الصواريخ البعيدة المدى جاءت من الخارج، من إيران وسوريا وغيرها عبر مصر.

يشير تقرير لوزارة الخارجية الأميركية عام 2020 إلى أن إيران تقدم نحو 100 مليون دولار سنويا للفصائل الفلسطينية، ومن بينها حماس والجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين–القيادة العامة.

وقال مصدر أمني إسرائيلي إن إيران زادت بشدة تمويل جناح حماس العسكري العام الماضي من 100 مليون دولار إلى نحو 350 مليون سنويا.

تأسيس حماس

بدأت فكرة حماس تتشكل في العاشر من ديسمبر 1987، عندما اجتمع أعضاء من جماعة الإخوان في اليوم التالي لاصطدام شاحنة تابعة للجيش الإسرائيلي بسيارة تقل أربعة من عمال المياومة الفلسطينيين، مما أدى لمقتلهم جميعا. وتلا ذلك احتجاجات ورشق بالحجارة وإضرابات وإغلاقات في غزة.

وقرروا خلال اجتماعهم في منزل الشيخ أحمد ياسين إصدار منشور يوم 14 ديسمبر يدعو إلى “المقاومة” مع اندلاع الانتفاضة الأولى ضد إسرائيل. وكان هذا أول عمل عام للمجموعة.

وقالت مصادر بأجهزة مخابرات غربية إنه بعد انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، بدأت حماس في استيراد الصواريخ والمتفجرات وغيرها من العتاد من إيران. وأضافوا أنها شُحنت عن طريق السودان قبل نقلها بالشاحنات عبر مصر، ثم تهريبها إلى غزة من خلال متاهة أنفاق ضيقة أسفل شبه جزيرة سيناء.

ولم تكتف إيران بتسليح وتدريب وتمويل الحركات الفلسطينية فحسب، وإنما وسعت نطاق ذلك ليشمل حلفاء إقليميين شبه عسكريين آخرين، مما أعطى طهران في النهاية وجودا قويا في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة.

ويشكل بعض هؤلاء الحلفاء جزءا من “محور” يمتد من الفصائل شبه العسكرية في العراق إلى حزب الله في لبنان وميلشيات في سوريا.

لكن “درة تاج” شبكة الميليشيات الإيرانية هو حزب الله، الذي تأسس في السفارة الإيرانية في دمشق عام 1982 بعد غزو إسرائيل للبنان خلال الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

فالجماعة قصفت أهدافا أميركية ونفذت عمليات احتجاز رهائن وخطف وطردت إسرائيل من لبنان عام 2000 ثم استولت تدريجيا على مقاليد الدولة اللبنانية.

وقال المصدر المقرب من حماس إن إيران اغتنمت الفرصة لاستمالة حماس عام 1992 عندما رحّلت إسرائيل نحو 400 من قادة الحركة إلى لبنان. وأضاف المصدر أن إيران وحزب الله استضافا أعضاء من حماس وتبادلا التكنولوجيا العسكرية وقاما بتدريبهم على صنع قنابل لتنفيذ هجمات انتحارية.

وقال بركة، القيادي بحماس، إن الهدف النهائي لهجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل هو إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وعددهم 5000 ووقف اقتحام إسرائيل للمسجد الأقصى ورفع الحصار المفروض على غزة منذ 16 عاما.

وحذر من أنه إذا استمر الهجوم البري الإسرائيلي، بمباركة الولايات المتحدة وبريطانيا، فإن الحرب لن تقتصر على غزة، وإنما قد تتحول إلى صراع إقليمي.

وأضاف “إنها ليست مجرد حرب إسرائيلية على غزة، فهناك حرب أطلسية على غزة بكل القوى. ستكون هناك خطوط أمامية جديدة”.

بايدن: نعمل بكل جهد للبحث عن الرهائن الأميركيين في غزة

قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إداراته تعمل بكل جهد للبحث عن الرهائن الأميركيين الذين تحتجزهم حركة حماس في صراعها مع إسرائيل، وذلك وفقا لمقطع من مقابلة مدتها ساعة نُشرت الجمعة.

وأضاف بايدن “لن أخوض في تفاصيل الأمر”، مشيرا إلى أنهم يبذلون كل جهد.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي تحدث مع أفراد من عائلات 14 أميركيا فقدوا بعد الهجمات التي شنتها حماس على إسرائيل.

وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن الرئيس وفريقه أبلغوا العائلات أن السلطات الأميركية ستبذل كلما في وسعها لإعادة هؤلاء الأشخاص إلى عائلاتهم.

وقال كيربي للصحفيين “إنهم مواطنون أميركيون. إنهم ينتمون إلى وطنهم مع عائلاتهم”.

وأكد البيت الأبيض مقتل 22 أميركيا في هجمات حماس على إسرائيل. وقال كيربي إن السلطات الأميركية ما زالت تعمل للحصول على مزيد من المعلومات حول عدد الأميركيين بين الرهائن الذين احتجزتهم حماس.

البنتاغون وسيناريوهات تحرير الرهائن

وكان قد قال مسؤول رفيع في البنتاغون ، الثلاثاء، إنه لا يستبعد “أي سيناريو” لتحرير الرهائن الأميركيين في قبضة حركة حماس بقطاع غزة.

وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن “حركة حماس الإرهابية قتلت 11 أميركيا بدم بارد واحتجزت رهائن أميركيين وهددت بإعدامهم”، مضيفا، “لذلك لا نستبعد أي سيناريو لتنفيذ عمليات ذات مخاطر كبيرة لإنقاذ مواطنينا”.

وأضاف المسؤول، أن “الولايات المتحدة تأخذ بجدية عالية سلامة مواطنيها وأمنهم”، مضيفا أن “البنتاغون وتحديدا رئاسة الأركان تعقد اجتماعات مفتوحة ومتواصلة مع وزارة الدفاع الإسرائيلية للبحث في الخيارات والخطط التي يمكن من خلال تحرير الرهائن وحماية الشعب الإسرائيلي من أي تهديد إرهابي”، على حدّ تعبيره.

روسيا تقترح على مجلس الأمن قرارا حول غزة

أظهرت مسودة اطلعت عليها رويترز أن روسيا اقترحت على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا بشأن صراع إسرائيل وحماس يدعو إلى وقف إنساني لإطلاق النار والتنديد بالعنف ضد المدنيين وجميع الأعمال الإرهابية.

الامم المتحدة
الامم المتحدة

ويدعو أيضا مشروع القرار الذي يقع في صفحة واحدة إلى الإفراج عن الرهائن ووصول المساعدات الإنسانية والإجلاء الآمن للمدنيين الذين يحتاجون للإجلاء. وقال دبلوماسيون إن النص سُلم إلى المجلس الذي يتألف من 15 عضوا خلال اجتماع مغلق حول الصراع الجمعة.

تأتي هذه الخطوة بعد أن حثت دول إسرائيل على وقف الهجمات على شمال غزة حيث تحدى أكثر من مليون مدني أمرا إسرائيليا بالإخلاء قبل أن تبدأ القوات الإسرائيلية في ملاحقة عناصر حماس الذين شنوا هجوما على إسرائيل في مطلع الأسبوع.

ويشير مشروع القرار الروسي إلى إسرائيل والفلسطينيين، لكنه لا يذكر حماس على نحو مباشر.

وقال دبلوماسي بالمجلس تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لرويترز “لم يتشاوروا مع أحد ولم يذكر حماس حتى، لذا فمن الواضح أنهم غير جادين أو متحالفين مع معظم أعضاء المجلس”.

ويحتاج قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تسعة أصوات مؤيدة على الأقل وعدم استخدام الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو الصين أو روسيا حق النقض (فيتو).

ولم يتضح حتى الآن متى أو ما إذا كانت روسيا ستطرح مشروع القرار للتصويت.

اجتياح غزة بعد 17 عاما.. 3 صعوبات تواجه إسرائيل

اجتياح غزة بعد 17 عاما.. 3 صعوبات تواجه إسرائيل
اجتياح غزة بعد 17 عاما.. 3 صعوبات تواجه إسرائيل

نقلت إسرائيل عمليتها العسكرية “السيوف الحديدية” من الجو إلى البر بعد أن ركزت ترسانتها الصاروخية من الأسلحة المتطورة والطائرات الحربية، لمدة أسبوع في قصف غزة من الجو، ما أودى بحياة 1799 فلسطينيا بينهم 583 طفلا.

وأمرت إسرائيل، يوم الجمعة، سكان مدينة غزة بإخلائها والنزوح جنوبا، في إجراء رفضته حماس، وأكدت الأمم المتحدة أنه يطال 1.1 مليون شخص، تزامنا مع تزايد احتمالات الاجتياح البري للقطاع المحاصر منذ حوالي 15 عاما.

ولأول مرة منذ انسحابها قبل 17 عاماً، اتخذت إسرائيل قرارا باجتياح بري لغزة، بعد سياسة “الأرض المحروقة” التي اتبعها بالغارات المدمرة، تمهيداً لتخفيف الأضرار والخسائر المتوقعة من هذا الغزو.

وبدأت قوات الاحتياط، التي تم استدعاؤها والبالغ عددها 350 ألف عنصر؛ 100 ألف منهم على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا والبقية في محيط غزة، تدريبات عملية على الاجتياح.

ووفق تقديرات خبراء ، فإن الاجتياح البري سيدمر قطاع غزة بلا مبرر، ويواجه صعوبات أبرزها: الكمائن والخنادق في غزة، والأعداد الكبيرة من الرهائن الإسرائيليين، والتحصينات التي شيدتها حماس بالقطاع، ومع ذلك يمكن تنفيذ عمليات توغل من قبل مجموعات خاصة للقيام بعمليات نوعية فقط.

ماهي القدرات العسكرية للقوات البرية الإسرائيلية؟

يتألف الجيش الإٍسرائيلي من 173 ألف جندي في الخدمة الفعلية، ونحو من 465 ألف جندي احتياط، ويبلغ تعداد المؤهلين للخدمة العسكرية نحو 1.7 مليون شخص.

حشدت إسرائيل قوام جيشها وبينه 8000 من قوات الكوماندوز الخاصة، وقطع المدفعية وقاذفات الصواريخ إلى جانب 300 دبابة في مستوطنة سديروت الحدودية.
يبلغ تعداد القوات البرية الإسرائيلية 140 ألف جندي يزاولون الخدمة حاليا، وتمتلك هذه القوات 1650 دبابة، بينها 500 من فئة الميركافا توصف بأنها من ضمن الدبابات الأكثر تحصينا في العالم.
تمتلك إٍسرائيل 7500 مدرعة قتالية، ويبلغ قوام سلاح المدفعية نحو ألف آلية بينها 650 مدفعا ذاتي الحركة، إلى جانب 300 مدفع ميداني.
ماذا عن قوتها الجوية والصاروخية؟

وفق إحصائية نشرتها صحيفة “ذا صن” البريطانية، استخدمت إسرائيل منظومة قاتلة من الصواريخ والقنابل ضمت أكثر من 600 طائرة حربية و300 قاذفة صواريخ لمهاجمة قطاع غزة المكتظ بالسكان، بينما أسقطت 2000 قطعة ذخيرة و1000 طن من القنابل على أكثر من 2400 هدف لحركة حماس في قطاع غزة وذلك حتى يوم الأربعاء الماضي.

وفق تقارير عسكرية تمتلك إسرائيل 595 طائرة حربية متعددة المهام، بينها 241 طائرة مقاتلة و23 طائرة هجومية، إلى جانب 128 مروحية عسكرية، وطائرات لتنفيذ المهام الخاصة وأخرى للشحن العسكري.

كما لديها، وفق موقع “غلوبال فاير” و”أرمي ريكوغنيش”، 11 نوعا من الصواريخ بعضها محلي وأخرى مستوردة من دول أخرى وتشمل صواريخ مجنحة وأخرى باليستية إضافة إلى المدفعية الصاروخية، وأبرزها:

“أريحا – 1”: صاروخ باليستي قصير المدى تم تطويره بين فرنسا وإسرائيل يتراوح مداه بين 500 و720 كيلومترا، لكن تم إخراجه من الخدمة.
“أريحا – 2”: صاروخ باليستي متوسط المدى طورته إسرائيل يتراوح مداه بين 1500 و3500 كيلومتر.
“أريحا – 3”: صاروخ باليستي متوسط المدى طورته إسرائيل مداه يتراوح بين 4800 و6500 كيلومتر.
“لورا”: صاروخ باليستي قصير المدى مداه 280 كيلومترا يمكن إطلاقه من البر أو البحر وهو من فئة الصواريخ المضادة للسفن.
“”أرو – 3”.. وهي جزء من شبكة الدفاع الجوي متعددة الطبقات، التي صممتها إسرائيل لحماية أجوائها لاعتراض الأهداف الجوية التي تحلق في طبقات الجو العليا.
“القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” وتقوم بتأمين الأجواء القريبة والمتوسطة.

توقعات بعملية برية واسعة طويلة الأمد

واعتبر الخبير العسكري اللواء فايز الدويري، أن عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس تطوراً نوعياً في أدائها قياساً إلى الحروب والعمليات السابقة ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن الرد الإسرائيلي قاس وأكثر غلواً.

إسرائيل صعدت على مدار الأيام الماضية جويا استعدادا للتصعيد البري عبر استخدام كثيف للنيران برا وبحرا
من المتوقع استهداف قادة حماس الذين أداروا العملية بجانب استهداف مفرط للبنية التحتية في قطاع غزة.
القصف الإسرائيلي لم يستثنِ أي مرافق أو مبان، إذ تستخدم مئتي طائرة عسكرية، لقصف رقعة جغرافية تعد صغيرة جدا، على هذا العدد من الطائرات
حديثها عن حرب طويلة الأمد يعني أنها ستمضي إلى عملية برية واسعة قد تستغرق وقتا طويلا.

الانتقام من “حماس”

أما الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور، فيقول لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الاجتياح البري لغزة سيدمر القطاع بلا مبرر، كما أن إسرائيل قامت بتجريب ذلك من قبل في حروب سابقة، ولم ينجح.

الغزو البري يواجه صعوبات الكمائن والخنادق التي حفرتها قوات حماس في القطاع
الأعداد الكبيرة من الرهائن الإسرائيليين لدى حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” تقلق إسرائيل.
التحصينات التي بنتها حماس في القطاع منذ 17 عاما ويمكن أن مفاجأة للقوات الإسرائيلية.
يمكنها تنفيذ عمليات توغل في أراضي القطاع من قبل مجموعات خاصة للقيام بعمليات نوعية فقط وقد يتسع تدريجيا وفقاً للتطورات الميدانية.
إسرائيل تهدف الانتقام من حماس على هجومها الناجح عسكرياً من حيث تحقيق المفاجأة بالكامل وخداع إسرائيل مع تأليب الفلسطينيين ضد الحركة بعد فرحتهم الكبيرة بتلك المكاسب كمقدمة لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
إسرائيل تريد إلحاق أكبر دمار بقطاع غزة أكثر من أي عملية حربية سابقة، حتى تكون نموذجاً ورسالة لـ”حزب الله” ليدرك أن مساندة حماس سيجعل العديد من البلدات اللبنانية كمدن ومخيمات قطاع غزة.
هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل لا يبرر تدمير قطاع غزة.

 صفارات الإنذار في قرية “مسكاف” الإسرائيلية قرب حدود لبنان

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد