في بادرة تصالحية قدمها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لمشجعيه في هونغ كونغ وبر الصين يوم الإثنين، نشر قائد هجوم فريق “إنتر ميامي” تسجيلا مصورا عبر وسائل التواصل الاجتماعي يشرح فيه سبب عدم مشاركته في مباراة استعراضية ودية هذا الشهر، مشددا على أن السبب وراء قراره لم يكن سياسيا.
وخيّب ميسي المشجعين والسلطات في هونغ كونغ بعد أن ظل جالسا على مقاعد البدلاء خلال المباراة التي جمعت “إنتر ميامي” وفريقا محليا في الرابع من فبراير الجاري.
وقال ميسي وفريقه “إنتر ميامي” إنه تعرض لإصابة في الفخذ، لكن الشكوى امتدت إلى بر الصين الرئيسي، بعد أن لعب لمدة نصف ساعة في طوكيو ضد نادي فيسيل كوبي” بعد أيام.
وبعد مباراة طوكيو، نشرت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية شبه الرسمية مقالا افتتاحيا سلط الضوء على “نظرية” دون أدلة تشير إلى أن تصرفات ميسي كانت ورائها “دوافع سياسية” وأن “قوى خارجية” ترغب في إحراج هونغ كونغ.
ومع تصاعد الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، ألغى المكتب الرياضي في مدينة هانغتشو المباراة الودية التي كانت مقررة الشهر المقبل بين نيجيريا والأرجنتين الفائزة بكأس العالم، بقيادة ميسي، في الصين “لأسباب معروفة للجميع”.
ماذا قال ميسي؟
• في تسجيل مصور مدته دقيقتان تم نشره على منصة التواصل الاجتماعي الصينية “ويبو” يوم الإثنين، قال ميسي إنه يريد وضع الأمور في نصابها الصحيح.
• أضاف ميسي بالإسبانية في التسجيل المصور المترجم للغتين الصينية والإنجليزية: “سمعت الناس يقولون إنني لا أريد اللعب (في هونغ كونغ) لأسباب سياسية وأسباب أخرى عدة غير صحيحة على الإطلاق. لو كان الأمر كذلك، لما سافرت إلى اليابان أو زرت الصين كل هذه المرات”.
• ميسي أكد أنه لم يلعب لأنه كان يعاني من التهاب في العضلة المأبضية التي أصبحت أسوأ بعد لعب مباراة ودية أخرى في السعودية.
• ووفق ميسي فإنه قبل يوم واحد من مباراة هونغ كونغ، حاول اللعب أيضا أمام الجماهير التي جاءت لمشاهدة تدريبات إنتر ميامي.
• اختتم ميسي قائلا: “لقد فعلت كل ما بوسعي.. لكنني حقا لم أستطع اللعب، شعرت بعدم الراحة وكان هناك احتمال أن يزداد الأمر سوءا”.
ميسي يثير غضب الصين.. وبكين تعاقبه
ألغى مسؤولو الرياضة في الصين مباراة كرة قدم ودية كانت مقررة في مارس المقبل بين الأرجنتين ونيجيريا في ظل الغضب المتزايد من النجم الأرجنتيني ميسي بسبب عدم مشاركته مع إنتر ميامي في مباراة ودية أقيمت في هونغ كونغ يوم الأحد الماضي.
وكان مقررا أن يلتقي المنتخب الأرجنتيني نظيره النيجيري في مدينة هانجتشو الصينية في مارس المقبل قبل أن يلتقي منتخب كوت ديفوار في بكين، لكن عدم مشاركة ميسي مع إنتر ميامي في مباراة الأحد أثار موجة من الغضب ضده بين الجماهير.
وأعلنت وكالة تاتلر آسيا الخاصة منظمة المباراة التي أقيمت في هونغ كونغ، أنها ستعيد 50 في المئة من ثمن التذاكر للجمهور بعد احتجاجات واسعة النطاق بعد جلوس ميسي على مقاعد البدلاء طوال المباراة بينما شارك في مواجهة مماثلة في اليابان بعدها بأيام فقط.
وتزايدت حالة الغضب اليوم الجمعة وأعلن مسؤولو الرياضة في هانجتشو أن مباراة الأرجنتين الودية أمام نيجيريا لن تقام.
وذكر المسؤولون في بيان “كحدث تجاري، تفاوضت شركة مع المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم حول إقامة مباراة ودية في مارس من هذا العام في مدينة هانجتشو. في ضوء الأسباب الحالية المعروفة بوضوح، وبحسب الجهات المعنية، فإن الظروف غير مواتية لإقامة المباراة الودية، وبناء عليه، قررنا إلغاء المباراة”.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت المباراة الودية الأخرى للأرجنتين أمام كوت ديفوار في بكين ستلغى أيضا أم لا.
وذكرت وكالة تاتلر آسيا الخاصة في بيان عبر صفحتها على إنستغرام أنها تشعر “بأسف بالغ وخيبة أمل” بسبب خيبة الأمل التي تعرض لها الجمهور بعد جلوس ميسي على مقاعد البدلاء طوال مباراة الأحد الماضي”.
واجتذبت مباراة هونغ كونغ 40 ألف مشجع ودفع بعضهم نحو خمسة آلاف دولار هونغ كونغ (640 دولارا أميركيا) مقابل التذكرة الواحدة.
ووفق تاتلر آسيا فإن جميع حاملي التذاكر التي بيعت من خلال القنوات الرسمية سيحصلون على 50 في المئة من الثمن.
وأكدت الوكالة أنها كانت على اتصال بحكومة هونغ كونغ من أجل حل المشكلة.
وقال جيراردو مارتينو مدرب إنتر ميامي إن الطاقم الفني والطبي لفريقه أقرّ بعدم إمكانية مشاركة ميسي في مباراة الأحد الماضي الودية في هونغ كونغ لأنه لم يكن في كامل اللياقة لكنه شارك بديلا في الدقيقة 60 في طوكيو في مواجهة بطل الدوري الياباني فيسل كوبي الأربعاء التالي.
وحول ذلك قالت تاتلر آسيا “علمنا أن ميسي لن يشارك في المباراة وطلبنا من ملاك إنتر ميامي وإدارته أن يطلبوا منه النهوض والتفاعل مع الجمهور وشرح أسباب عدم مشاركته في المباراة لكنه لم يفعل. حقيقة أن ميسي و(لويس) سواريز شاركا في مباراة اليابان في السابع من فبراير يبدو وكأنه صفعة أخرى على الوجه.”
وفي مباراة اليابان التي أقيمت في الاستاد الوطني في العاصمة طوكيو كانت هناك الكثير من المقاعد الخالية وباع المنظمون 28614 تذكرة فقط.
وانتقدت وسائل إعلام رسمية في الصين وسياسيون من هونغ كونغ وبعض مشجعي كرة القدم مشاركة ميسي في اليابان الأربعاء بينما قالت صحيفة غلوبال تايمز التابعة للدولة إن غياب ميسي عن مباراة الأحد يطرح الكثير من الأسئلة حول معاملة هونغ كونغ بشكل مختلف.
وفي بيان قالت حكومة هونغ كونغ إن إعادة الأموال للجمهور يظهر أن تاتلر آسيا بذلت أقصى جهد لترتيب إعادة الأموال وأضافت أن كثيرين لديهم بعض الأسئلة حول ما حدث.
وأضاف البيان “تأمل الحكومة أن يقدم إنتر ميامي في النهاية تفسيرا معقولا لمواطني هونغ كونغ وللجمهور الذي جاء إلى البلاد من أجل مشاهدة المباراة”.
وحسبما قالت تاتلر آسيا فإن إنتر ميامي كان قد تعهد بأن يشارك أفضل لاعبيه ومنهم ميسي وسواريز القادم من أوروغواي لمدة 45 دقيقة إن لم تحدث أي إصابات.
العضلة مصابة بالصين وسليمة في اليابان
أثارت مشاركة ميسي “المصاب” في مباراة باليابان بعد جلوسه على مقاعد الاحتياط في مباراة في الصين أزمة تعدت ملاعب كرة القدم إلى نظرية المؤامرة، والمنافسة السياسية والاقتصادية في منطقة شرق آسيا.
وأعلنت الجهة التي نظمت مباراة كرة القدم التي حظيت بضجة كبيرة وكانت تهدف إلى امتاع الجماهير بحضور النجم ليونيل ميسي إلى هونغ كونغ، أنها تنوي رد بعض الأموال المرتبطة بالمباراة بعد أيام من ردود الفعل العنيفة من جانب المشجعين الغاضبين والحكومة بسبب غياب الفائز بكأس العالم.
انتقلت شكاوى مشجعي هونغ كونغ، التي أعقبت بقاء ميسي على مقاعد البدلاء لمدة 90 دقيقة كاملة في المباراة بين إنتر ميامي الأميركي وفريق نجوم هونغ كونغ بسبب إصابة في الفخذ تعرض لها النجم الأرجنتيني في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلى البر الرئيسي الصيني بعد أن شارك النجم الأرجنتيني لمدة 30 دقيقة في مباراة بطوكيو، في آخر مباراة ودية لإنتر ميامي قبل بداية الموسم، يوم الأربعاء.
وقالت حكومة هونغ كونغ إن عرض رد بعض الأموال المرتبطة بالمباراة خطوة مسؤولة.
خيبة أمل الجماهير
على مدار اليومين الماضيين، عبر العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في البر الرئيسي الصيني عن خيبة أملهم إزاء عدم حضور ميسي، حيث نشرت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية – التي تديرها الدولة – افتتاحية قالت فيها إن تأثير الجدل الدائر حول نجم كرة القدم “تجاوز عالم الرياضة”.
وفي منشور على تطبيق “إنستغرام” يوم الجمعة، اعتذرت الجهة المنظمة، شركة “تاتلر سيا”، لأولئك الذين أصيبوا بخيبة أمل بسبب مباراة هونغ كونغ، وقالت إنها منزعجة من “عدم الاحترام الواضح للجماهير”.
وكررت أنها ناشدت إدارة إنتر ميامي حث ميسي على شرح الموقف للجماهير بعد أن علمت أن نجم كرة القدم، الذي كان مطلوبا منه اللعب لمدة 45 دقيقة ما لم يكن مصابا بموجب عقده، لن يلعب.
كما قالت الجهة المنظمة إنها تجري محادثات مع الحكومة حول كيفية حل المشكلة، وإنه سيتم الإعلان عن تفاصيل ترتيبات رد الأموال بحلول منتصف مارس.
وقالت “تاتلر سيا” يوم الإثنين إنها ستسحب طلبا للحصول على تمويل من حكومة المدينة لتنظيم المباراة.
وردا على هذا الإعلان، رحبت حكومة هونغ كونغ بهذا الترتيب في بيان، ووصفته بأنه خطوة مسؤولة.
لكنها قالت إن مجتمع هونغ كونغ ما يزال لديه العديد من الأسئلة حول الواقعة، خاصة بعد رؤية ميسي يلعب بنشاط في اليابان. وعبرت عن أملها في أن يتمكن إنتر ميامي من تقديم تفسير معقول للجمهور.
ميسي يشرح السبب
بعد كارثة العلاقات العامة التي وقعت يوم الأحد، حاول ميسي خلال مؤتمر صحفي بطوكيو معالجة خيبة الأمل الواسعة النطاق من خلال شرح سبب عدم مشاركته في مباراة هونغ كونغ من البداية.
وقال ميسي على منصة التواصل الاجتماعي الصينية “ويبو” إنه من المؤسف أنه لم يتمكن من اللعب في هونغ كونغ بسبب الإصابة.
كما قال في المنشور إنه يأمل في العودة إلى هونغ كونغ للعب من أجل مشجعيه والذهاب إلى البر الرئيسي للصين لمشاركة متعة كرة القدم.
العضلة تعمل في طوكيو
غير أن ظهوره في مباراة طوكيو يوم الأربعاء زاد من حدة الانتقادات لغيابه عن مباراة هونغ كونغ، حيث سعت الحكومة إلى استخدام مباراة الأحد لتعزيز صورة المدينة كمركز للأحداث الكبرى.
وليل الأربعاء، قالت صحيفة “غلوبال تايمز” في افتتاحيتها إن توضيحات ميسي وإنتر ميامي لم تكن مقنعة، وأشارت إلى بعض التكهنات حول التحركات.
وأضافت “إحدى النظريات هي أن أفعالهم لها دوافع سياسية، حيث كانت هونغ كونغ تعتزم تعزيز الاقتصاد من خلال الحدث”.
كما ذكرت أن “قوى خارجية أرادت عمدا إحراج هونغ كونغ من خلال هذا الحادث”.
توقف مباراة أينتراخت فرانكفورت و فرايبورغ في الدوري الألماني محل جدل