وواحدة من أبرز الكاتبات العربيات الأمريكيات في عصرها، إيتيل عدنان (1925-2021).احتفى محرك البحث غوغل اليوم، بإرث واحدة من والتي تعد من أهم الأصوات الأدبية والفنية في العالمين الغربي والعربي،
ويصادف 15 أبريل/نيسان ذكرى تدشين إيتيل عدنان لأول معرض منفرد لها في مدينة سان رافاييل، في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، عام 1955.
فماذا نعرف عن إيتيل عدنان؟
النشأة والتعليم
ولدت الكاتبة والرسامة اللبنانية – الأمريكية، إيتيل عدنان، في بيروت في 24 فبراير/شباط عام 1925، وتوفيت فى 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2021 في العاصمة الفرنسية باريس عن عمر ناهز 96 عامًا.
نشأت في بيئة متنوعة، فأمها يونانية مسيحية تُدعى روز لاكورت، ووالدها آصاف عدنان قدري، سوري مسلم خدم في الجيش العثماني.
في الخامسة من عمرها، بدأت بتلقّي تعليمها في مدارس فرنسية للراهبات. وإلى جانب اللغة الفرنسية، التي كتبت بها أولى أعمالها، اتقنت إيتيل التحدث باللغة اليونانية والتركية، ثم تعلمت الإنجليزية بعد ذلك وهي في مرحلة الشباب فكتبت بها باقي أعمالها.
في عام 1949، حصلت الكاتبة على منحة دراسية من جامعة السوربون وانتقلت إلى باريس لدراسة الفلسفة، ومنها توجهت إلى جامعة كاليفورنيا “بيركلي” وجامعة هارفارد لاستكمال دراستها العليا في المجال ذاته.
بين عامي 1958 و1972 درّست إيتيل عدنان فلسفة الفن في جامعة دومينيكان في كاليفورنيا، لتعمل بعد ذلك محاضرة في عدة جامعات في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.
عادت إيتيل إلى لبنان عام 1972، وشغلت منصب المحرر الثقافي في الجريدتين اليوميتين الناطقتين باللغة الفرنسية وهما جريدة “الصفا” و”لوريان”، حيث تجسدت اهتماماتها بالمسائل المتعلقة بالناحية الجمالية والسياسية.
وخلال إقامتها في لبنان تعرفت إيتيل عدنان على صديقتها الفنانة السورية المولد سيمون فتال، ومع اندلاع الحرب الأهلية في لبنان قررتا الهرب إلى باريس، قبل أن تنتقلا لاحقًا إلى الولايات المتحدة، وتستقرا بشكل دائم في فرنسا عام 2012.
الفن والشعر والأدب
لأكثر من نصف قرن، زاولت إيتيل مهنة كتابة الرواية والشعر والمقالات التي تناولت الحرب والتاريخ، واشتهرت برسم اللوحات الزيتية والمنسوجات والمنحوتات الخزفية التي تعكس حبها للطبيعة والكون.
وكتبت إيتيل باللغتين الفرنسية والإنجليزية، ونشرت أكثر من 20 كتاباً، بما في ذلك مجموعات شعرية.
نشرت رواية واحدة بعنوان “الست ماري روز” عام 1977، التي تحكي قصة سيدة أسست مدرسة للصم والبكم، اختطفتها الميليشيات خلال الحرب الأهلية في لبنان، وكتاب “رحلة إلى جبل تملباييس”، وسلسلة رسائل بعنوان “مدن ونساء: رسائل إلى فواز” ()
وألفت عام 1980 قصيدة مطولة بعنوان “يوم القيامة العربي” تُرجمت للغات عدة، و”27 أكتوبر” كتبتها بالفرنسية بعد الغزو الأمريكي للعراق، و”بحر وضباب” عام 2012.
اللون هو اللغة
كانت إيتيل مؤلفة وشاعرة قبل أن تبدأ الرسم عام 1959، عندما اقترحت عليها إحدى زميلاتها في قسم الفنون أنها إذا أرادت تدريس فلسفة الفن عليها أن تبدأ الرسم بنفسها أولًا.
وفي إحدى مقابلاتها مع مجلة “باريس ريڤيو” قالت إيتيل: “أعطتني أقلام تلوين وأوراق، وبدأت بإنجاز بعض الأعمال، ثم قالت إنني لست بحاجة إلى أي تدريب، وأنني رسامة، لذا واصلت العمل”.
والألوان الزاهية والقوية والأشجار والشمس والمناظر الطبيعية، هي أول ما يلفت انتباه الناظر إلى أعمال إيتيل التي تقول إنها “اكتشفت في اللون والرسم لغة يمكن للجميع فهمها”.
وعُرضت سلسلة من لوحاتها في معرض “دوكومنتا” في مدينة كاسل بألمانيا عام 2012، وفي عام 2014 عرضت مجموعة من لوحاتها وأعمالها في متحف ويتني للفن الأمريكي، و”المتحف العربي للفن الحديث بالدوحة” تحت عنوان “إيتيل عدنان بكل أبعادها”، إضافة إلى عرض متحف “سولومون روبرت غاغينهام” في نيويورك عام 2021 لأعمالها.
ولها الكثير من الأعمال الفنية المنتشرة في المتاحف وصالات العرض في جميع أنحاء العالم من باريس إلى بيروت، ومن هونغ كونغ إلى لندن، وغيرها.
الجوائز والتكريمات
عام 1977، حصلت إيتيل على جائزة مرموقة من فرنسا عن روايتها “ست ماري روز”.
عام 2003، اختارتها المجلة الأكاديمية MELUS “الكاتبة العربية الأمريكية الأكثر شهرة وإنجازًا في الكتابة اليوم”.
عام 2010، حصلت على جائزة الكتاب العربي الأمريكي عن مجموعتها القصصية “سيد الكسوف”، التي تحتوي قصصاً عن النزوح والحب والفقدان والشعر والحرب.
عام 2013، فازت مجموعتها الشعرية “بحر وضباب” بجائزة كاليفورنيا للكتاب الشعري وجائزة لامدا الأدبية.
عام 2014، حصلت على لقب “فارس” في الفنون والآداب من الحكومة الفرنسية.
عام 2020، فازت المجموعة الشعرية “الوقت”، التي تضم مختارات من أعمال إيتيل عدنان، بجائزة غريفين للشعر.
تعرف على سبب احتفال جوجل بـ إيتيل عدنان
خصص محرك البحث العالمي “جوجل” اليوم تكريمًا للكاتبة الأمريكية من أصول لبنانية إيتيل عدنان، بمناسبة الذكرى السنوية لمعرضها الفردي الأول الذي أقيم في مثل هذا اليوم من عام 1955 في سان رافائيل، كاليفورنيا، حيث عرفت عدنان بأنها واحدة من أبرز الشعراء والفنانين الأمريكيين في عصرها، وقد تركت أثرًا كبيرًا ككاتبة عربية أمريكية، حيث تشابكت مواهبها الأدبية والبصرية.
وبحسب موقع “devdiscourse” العالمي يأتي احتفال جوجل بالرسامة والشاعرة وكاتبة المقالات إيتيل عدنان، التي أشادت بها إحدى المجلات الأدبية الأمريكية باعتبارها “المؤلفة العربية الأمريكية الأكثر شهرة وإنجازا اليوم”، كذلك جاء الاحتفال أيضا أيضا بدورها كجسر بين الثقافتين الغربية والعربية، واستكشافها للموضوعات الجيوسياسية، ودفاعها عن القضايا النسوية، تظل إيتيل عدنان شخصية محورية في مد الجسور بين العوالم المتنوعة من خلال فنها وأدبها.
ساهمت عدنان خلال حياتها بشكل كبير في مختلف الوسائط الفنية، بما في ذلك اللوحات الزيتية والأفلام والمفروشات، التي تم الاحتفال بها في المدن الكبرى مثل باريس وبيروت وغيرهما، وتعكس رواياتها الشهيرة مثل “سيت ماري روز” ومجموعاتها الشعرية مثل “عندما تكون عارية” و”سيد الكسوف” موهبتها المتعددة الأبعاد ومنظورها العالمي.
امتد تأثير “عدنان” إلى ما هو أبعد من فنها البصري، كما يظهر في أدوارها القوية كناشطة نسوية، حصل عملها على جوائز مرموقة مثل جائزة لامدا الأدبية وجائزة شوفالييه للفنون والآداب الفرنسية، كرمتها جائزة جريفين للشعر بجائزة تقدير مدى الحياة، مما يؤكد تأثيرها العميق على الفنون.
أقيم للكاتبة والفنانة الأمريكية الراحلة عدة معارض كبري، مثل: المعرض الاستعادي “إيتيل عدنان بكل أبعادها” في متحف: المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة وإدراجها في معرض “إفساح المجال: فنانات وتجريد ما بعد الحرب” في متحف الفن الحديث، تسلط الضوء على اعترافها العالمي ومساهماتها في الفن النسوي. .