لم يكن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، الأول من نوعه، حيث سبقته اغتيالات لقادة بارزين آخرين. وفي ظل هذا المشهد، يبدو اليوم أن يحيى السنوار هو الزعيم الفعلي للحركة.

السنوار البالغ من العمر 61 عاما يعد من بين الأهداف الرئيسية التي تسعى إليها إسرائيل، ولأجل القضاء على هذا الهدف حددت مكافأة قدرها 400 ألف دولار، حسب ما ذكرت شبكة “إيه بي سي نيوز” الأميركية.

وقال ستيفن غانيارد، وهو عقيد متقاعد في مشاة البحرية ونائب مساعد سابق لوزارة الخارجية الأميركية: “الرجل الحقيقي الذي يريد الإسرائيليون الحصول عليه ومن المرجح أن يحصلوا عليه في النهاية هو السنوار وهو موجود في نفق في مكان ما في غزة، ولا يزال يدير العمليات داخل القطاع”.

وخلال يومين متتالين، تم الإعلان عن مقتل هنية، وقائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد ضيف، والقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر.

وذكر غانيارد أن “اغتيال كبار قادة حماس جعل السنوار يتولى زمام الأمور في الحركة، في وقت كانت فيه المفاوضات جارية بمشاركة البيت الأبيض من أجل وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن المتبقين”.

وتابع: “إذن فإن السنوار هو الرجل المناسب، فما يزال بإمكانه إجراء المفاوضات، سيضطر إلى الموافقة على أي مفاوضات جارية”.

وأضاف أنه “يتوقع أن يؤدي اغتيال هنية إلى تعليق مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في حين تقرر إيران كيفية الرد على مقتل هنية على أراضيها”.

من هو يحيى السنوار؟

ساعد السنوار في تأسيس حماس في أواخر الثمانينيات.
في عام 1989، حكمت عليه محكمة إسرائيلية بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة لدوره في قتل جنديين إسرائيليين.
أمضى 22 عاما في السجن وكان واحدا من أكثر من 1000 معتقل فلسطيني تم إطلاق سراحهم في عام 2011 مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي احتجزته حماس كرهينة لمدة خمس سنوات.
في مقابلة مع “إيه بي سي نيوز” في ديسمبر، قال مايكل كوبي، الضابط السابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، إنه استجوب السنوار، لأكثر من 150 ساعة.

ووصف كوبي السنوار بأنه قوي، خال من المشاعر ولكن ليس مريضا نفسيا.
وأضاف أن السنوار الملقب بـ”جزار خان يونس”، نسبة إلى البلدة التي ينتمي إليها تفاخر أثناء استجوابه بقتل المخبرين الفلسطينيين المشتبه بهم “بشفرة حلاقة” و “منجل”.
في عام 2017، بعد ست سنوات من إطلاق سراحه من سجن إسرائيلي، انتُخب السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحماس في قطاع غزة.

الانتقام الصعب والحتمي

قائد الحرس الثوري حسين سلامي توعد بالانتقام لمقتل فؤاد شكر
قائد الحرس الثوري حسين سلامي توعد بالانتقام لمقتل فؤاد شكر

قدم قائد الحرس الثوري الإيراني، الجمعة، التعازي للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في مقتل القائد بالمليشيا اللبنانية فؤاد شكر، متوعدا بالانتقام له.
وأفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية بأن القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي تقدم في بيان بالتعازي لحسن نصر الله في وفاة شكر وأكد أن الانتقام له أمر حتمي.

وأضاف البيان: “على أعداء الأمة الإسلامية، وخاصة العصابة الإجرامية والإرهابية الصهيونية، وقتلة المظلومين من نساء وأطفال ورجال غزة وداعميهم، أن ينتظروا الغضب المقدس، والانتقام الصعب والحتمي (..)”.

وكانت إسرائيل قد أعلنت، الثلاثاء، مقتل شكر وحملته مسؤولية الهجوم الصاروخي على مجدل شمس في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 12 شخصا.

ومساء الأربعاء، أكد حزب الله مقتل القائد العسكري في ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت فؤاد شكر .

وكان نصر الله تعهد في كلمة له، الخميس، بأن الحزب سيرد على اغتيال فؤاد شكر، مؤكدا أن “الرد سيكون حقيقيا وليس شكليا”.

 الاتحاد الأوروبي يرفض القتل “خارج نطاق القضاء”

الاتحاد الاوربي
الاتحاد الاوربي

كشف المتحدث الرسمي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، بيتر سانتو، في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، موقف التكتل من عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران، صباح الأربعاء.

وقال سانتو: “نتابع عن كثب التقارير حول اغتيال الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران”.

وشدد على أن الاتحاد الأوروبي يتخذ موقفا مبدئيا يتمثل في “رفض عمليات القتل خارج نطاق القضاء، ودعم سيادة القانون، بما في ذلك العدالة الجنائية الدولية”.

واعتبر أن الاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين، سبق وأن أدرجوا حماس كـ”منظمة إرهابية”، كما كان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يسعى للحصول على مذكرة توقيف ضد إسماعيل هنية بتهم مختلفة منها ارتكاب جرائم حرب.

وفي مايو الماضي، طلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، إصدار مذكرة اعتقال بحق عدد من المسؤولين الإسرائيليين والقادة بحركة حماس.

وكان أبرز من شملتهم المذكرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، إضافة لإسماعيل هنية، ويحيي السنوار، ومحمد الضيف، من جانب حماس، بتهم متعددة منها مسؤولية “ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية” خلال الحرب الجارية منذ تسعة أشهر.

وعاد المتحدث باسم الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، لتوجيه الدعوة إلى “جميع الأطراف لممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي تصعيد آخر”.

وقال سانتو: “لا يمكن لأي بلد أو شعب أن يستفيد من مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط”

ما هي أبرز المحطات السياسية في حياة إسماعيل هنية ؟

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد