توصلت دراسة جديدة إلى أن اتباع نظام غذائي متوسطي، منخفض السعرات الحرارية يعتمد على الخضراوات والفواكه يساعد في تقليل الدهون في الجسم ومنع فقدان العضلات مع التقدم في العمر، وفقًا لبحث جديد نشره موقع VegNews نقلًا عن دورية JAMA Network Open.
تلقي الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين الإسبان والأميركيين، الضوء على الفوائد المحتملة لإدخال نظام غذائي متوسطي منخفض السعرات الحرارية في نمط الحياة للبالغين في منتصف العمر وكبار السن الذين يعانون من حالات صحية مزمنة.
وشملت الدراسة 1521 رجلاً وامرأة تتراوح أعمارهم بين 55 و75 عامًا دون تاريخ من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتم تصنيفهم على أنهم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين لتقييم تأثير حمية البحر المتوسط منخفضة السعرات الحرارية مع ممارسة الرياضة مقارنة باتباع حمية البحر المتوسط دون أهداف محددة لإنقاص الوزن.
نظام غذائي نباتي وممارسة الرياضة
تم تزويد المجموعة الأولى من المشاركين، التي اتبعت حمية البحر المتوسط منخفضة السعرات الحرارية، ببرنامج غذائي وسلوكي شامل. استلزم البرنامج تقليل السعرات الحرارية بنسبة 30% وتجنب الأطعمة مثل اللحوم المصنعة والقشدة والزبدة والسمن والسكر المضاف والبسكويت والخبز والحبوب المكررة.
كما تم تشجيعهم على زيادة نشاطهم البدني وممارسة التمارين الرياضية بشكل مطرد، بهدف تحقيق المشي لمدة 45 دقيقة أو ما يعادلها ست مرات في الأسبوع، إلى جانب التمارين لتعزيز المرونة والقوة والتوازن. أتيحت لهذه المجموعة الفرصة للتشاور مع اختصاصي التغذية ثلاث مرات كل شهر خلال السنة الأولى من البرنامج.
نتائج ملحوظة مهمة
وكشفت نتائج الدراسة أن أولئك في المجموعة الملتزمين بالنظام الغذائي المتوسطي منخفض السعرات الحرارية مع ممارسة التمارين الرياضية شهدوا انخفاضًا كبيرًا في إجمالي كتلة الدهون في الجسم وزيادة في إجمالي الكتلة الخالية من الدهون.
أما المجموعة الثانية، التي تلقت نصائح عامة حول اتباع نظام غذائي متوسطي ولكن لم يكن هناك متطلبات محددة للنشاط البدني، فلم تشهد سوى تغييرات طفيفة في تكوين الجسم.
وكتب الباحثون أن اتباع حمية متوسطية منخفضة السعرات مصحوبة بنشاط بدني معتدل لمدة ثلاث سنوات، “أدى إلى تحسينات كبيرة في تكوين الجسم لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن الذين يعانون من الحالات الصحية المزمنة. وعلى وجه الخصوص، تم تقليل إجمالي الدهون في الجسم والدهون الحشوية”.
أهمية الوزن الصحي
وأشار الباحثون إلى أن هذه التغييرات من المرجح أن يكون لها أهمية على الصحة العامة والسريرية، مؤكدين على الأهمية الأيضية لمكونات محددة في الجسم، وخاصة الدهون الحشوية والكتلة الخالية من الدهون، فيما يتعلق بالنتائج الصحية.
إن تقليل الدهون الحشوية الزائدة والحفاظ على كتلة العضلات يمكن أن يكون له آثار عميقة على الصحة ويساهم في تقليل مخاطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، بما يشمل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني.
زيادة خطر الوفاة
وعلى العكس، فإن وجود كمية كبيرة من الدهون في الجسم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مختلفة، بما يشمل زيادة خطر الوفاة من جميع الأسباب ومرض السكري من النوع 2 والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب التاجية.
ترتبط الدهون المخزنة حول الخصر، المعروفة باسم الدهون الحشوية، على وجه الخصوص، بقوة بمخاطر استقلاب القلب. وأضاف الباحثون أن “الدهون الحشوية الزائدة وفقدان كتلة العضلات، الذي يحدث مع تقدم العمر، ارتبطا بزيادة خطر مجموعة واسعة من النتائج الصحية من بينها أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني”.
رؤى قيمة للبالغين وكبار السن
توفر نتائج الدراسة رؤى قيمة للبالغين في منتصف العمر وكبار السن الذين يتطلعون إلى تحسين تكوين الجسم والصحة العامة من خلال اعتماد نظام غذائي متوسطي منخفض السعرات الحرارية ودمج النشاط البدني المنتظم في روتين حياتهم اليومي.
نصائح متميزة
يركز النظام الغذائي المتوسطي، كما أبرزته الدراسة، على الأطعمة النباتية والفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات، وأحيانًا الأسماك واللحوم الخالية من الدهون. يتم تشجيع تناول الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون، في حين يتم الحد من الأطعمة المصنعة واللحوم الحمراء والخبز الأبيض والزبدة والسمن.
زيادة الملح بوجباتك يؤدي أيضا للإصابة بمرض السكري!
هل تصدق أن إضافة الملح إلى الطعام بشكل منتظم قد يزيد من خطر إصابتك بمرض السكري من النوع الثاني؟.. هذا ما كشفت عنه أحدث الدراسات بحسب ما أفادت به صحيفة “ذا إندبندنت” The Independent البريطانية.
وتظهر البيانات المأخوذة من أكثر من 400 ألف بالغ في المملكة المتحدة أن أولئك الذين لديهم أعلى استهلاك للملح لديهم خطر أعلى بنسبة 39% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بأولئك الذين نادرا ما يستخدمون الملح.
الدراسة التي كانت أول من أظهر هذا الارتباط، نشرت في مجلة Mayo Clinic Proceedings.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور لو تشي، من كلية الصحة العامة والطب الاستوائي بـ”جامعة تولين” في الولايات المتحدة: “نحن نعلم بالفعل أن الحد من الملح يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، ولكن هذه الدراسة تظهر لأول مرة أن استبعاد الملح من المائدة يمكن أن يساعد في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني أيضا”.
وتوصي الهيئات الصحية البالغين بعدم تناول أكثر من 6غ (نحو ملعقة صغيرة) من الملح يوميًا.
وفحص الباحثون في بيانات 402.982 بإلغا تتراوح أعمارهم بين 37 و73 عاما من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهي قاعدة بيانات على الإنترنت للسجلات الطبية ونمط الحياة لنصف مليون بريطاني.
وتم استخدام استبيانات لتقييم عدد المرات التي أضافوا فيها الملح إلى أطعمتهم، ولكنها لم تشمل الملح المستخدم في الطهي.
وقال البروفيسور تشي إن الفريق ركز بدلا من ذلك على اختبار “مؤشر سلوكي جديد لتناول الملح على المدى الطويل”.
وأخذ الباحثون في الاعتبار عوامل تشمل العمر والجنس والعرق والخصائص الجسدية، بما في ذلك الطول والوزن ومحيط الورك والتدخين والشرب ومستويات النشاط البدني والدخل ومستويات التعليم.
وعلى مدى متابعة استمرت نحو 12 عاما، أصيب أكثر من 13 ألف شخص بمرض السكري من النوع الثاني
ووجد الباحثون أن الذين أبلغوا عن إضافة الملح إلى طعامهم “أحيانا” أو “عادة” أو “دائما” كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 13% و20% و39% على التوالي، مقارنة بأولئك الذين “لم يسبق لهم مطلقا”، أو “نادرا” إضافة الملح.
وقال الفريق إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم سبب ارتباط تناول كميات كبيرة من الملح بزيادة خطر الإصابة بالسكري، لكن البروفيسور تشي يعتقد أن إضافة الملح إلى الطعام قد يشجع الناس على تناول كميات أكبر، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل السمنة والالتهابات.
وأضاف بالقول: “كما أظهرنا في الورقة البحثية، فإن ارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني يرجع جزئيا إلى زيادة الدهون في الجسم المرتبطة بإضافة الملح إلى الأطعمة. لقد أظهرت الدراسات السابقة أيضا أن تناول الملح يرتبط بضغط الدم غير الطبيعي والالتهابات، وقد يساهم ذلك أيضا في ارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري”.
ولذلك، ينصح الباحثون بإضافة الأعشاب والتوابل المختلفة لتعزيز النكهات في الطعام بدلا من إضافة المزيد من الملح.
آبل تعتزم قياس ضغط الدم بطريقة ذكية !َ