النَص الكامل لبيان مقتدى الصدر
ان جل ما يهمني هو سلامة العراق وأمنه… ورفاهية شعبه وسلامته
لذلك فإني قلق فيما يخص مسألة الصراع (الإيراني) مع الاتحاد الثنائي (ترامب ونتنياهو) ذلك الاتحاد الذي أخذ على عاتقه تركيع الشعوب وتجويعها بأبشع الطرق وأذلها … محتجاً بحجج الإرهاب وما شاكله.
ولست هنا لاختار ما بين دعم الجارة (إيران ) أو دعم الإتجاه الثنائي فدعم الأخير ممنوع ومحرم في ديننا وعقيدتنا وشرعنا ولا يجوز الإستعانة بهم فضلاً عن دعمهم ونفعهم.
بيد ان جل ما يهمني كما قلت هو أن لا يزج العراق في أتون هذا الصراع العقائدي من جهة والسياسي من جهة اخرى
وإن قلقي يتزايد يوما بعد يوم وأنا أرى ان التدخلات في الشأن العراقي من كلا الطرفين تتجذر وتتعمق وهناك من يعين على ذلك ويستعين.
وإني في نفس الوقت الذي أريد فيه مصلحة بلدي وشعبي بأن يبقى مستقلا شامخا بعيدا عن تدخلات الجميع إلا انني أريد أن أحافظ على علاقة طيبة مع الجارة إيران بحيث لا تكون أرضي منطلقا للاعتداء عليها ولا سياستها سببا في الإضرار ببلدي وشعبي.
فما ناله العراق بسبب الحرب (الصدامية ) معهم وتوالي الحروب ولاسيما الإحتلال الصدامي للجارة العزيزة (الكويت) وهيمنة الإحتلال وتكالب الإرهاب عليه إلى يومنا هذا، يستلزم من شعب العراق وحكومته واحزابه وقواته الأمنية وحشده أن يكون العراق بمنأى عن ذلك الصراع فلا أرض العراق تتحمل المزيد ولا شعبه.
إلا ان ضعف الحكومة وخلافاتها وفساد الكثير ممن فيها أدى إلى الاستناد على الطرفين بحيث لا يمكنها الاستغناء عنهما وعدم الميل لطرف على حساب الطرف الآخر وهذا ما زاد الأمر تعقيدا بحيث تشابكت الخيوط وضاع العراق وشعبه وسط كل ذلك.
فبين الغاز الإيراني وأرصدة العراق والخوف من العقوبات الرعناء صار العراق خاضعا ذليلا بين المتصارعين وهذا ما احزنني كثيرا وجعلني اكسر من سكوتي وعدم تدخلي في أمور السياسة مجددا.
وعلى الرغم من صعوبة الحل لكثرة التراكمات السلبية ولوجود من يبغض الوطن بيننا ويقدم المصالح الخارجية على الداخلية إلا إنني أضع بين أيدي محبي الوطن بعض الأطروحات عسى أن تنفع كحلول للخروج من عنق هذه المشكلة الكأداء، منها:
الأول: إرسال وفد (رسمي وشعبي) إلى منظمة التعاون الاسلامي وإلى الأمم المتحدة للاستماع إلى آرائهم وما تقدمه من حلول.
الثاني: إرسال وفد إلى المملكة العربية السعودية والتي تريد تقاربا مع الدولة العراقية وشعبها في الوقت الراهن للوقوف على حل بينها وبين جارتنا العزيزة إيران.
الثالث: إرسال وفد إلى الاتحاد الأوروبي للضغط على الاتحاد الثنائي لإخراج العراق من هذه المعمعة فإن العراق بحاجة إلى الدعم فهو المتضرر الأكبر من الارهاب والمدافع الأعظم عن العالم أجمع في مواجهة أعتى الارهابيين واقذرهم.
الرابع: تشكيل أفواج عراقية وطنية من الجيش والشرطة حصرا وبإشراف من رئيس الوزراء لحماية الحدود بصورة دقيقة من أي تدخل من اي جهة كانت.
الخامس: غلق السفارة الأمريكية في العراق في حال زج العراق بهذا الصراع لكبح لجام الاستكبار والاستعمار العالمي وإلا ستكون السفارة في مرمى المقاومين مرة أخرى.
السادس: إيقاف الحرب في اليمن والبحرين وسوريا فورا وتنحي حكامها فورا والعمل على تدخل الأمم المتحدة من أجل الإسراع في استتباب الأمن فيها والتحضير لانتخابات نزيهة بعيدة عن تدخلات الدول اجمع وحمايتها من الارهاب الداعشي وغيره.
السابع: انسحاب الفصائل العراقية المنتمية للحشد الشعبي وغيرهم من سوريا ورجوعهم إلى العراق فورا وبلا تأخير فوجودهم يعني زج العراق بأتون الصراع اعلاه.
الثامن: في حال استمرار (الاتحاد الثنائي) بالاضرار بالعراق وشعبه وأمنه، فعلى الحكومة التعامل بالمثل قدر الإمكان وان تدافع عن نفسها ضد الاحتلال الامريكي الصهيوني في الأراضي العراقية وغيرها حفاظا على هيبة العراق وشعبه .
التاسع: توقيع اتفاقية ثنائية بين العراق وإيران على احترام السيادة لكلا الطرفين أو إتفاقية ثلاثية مع السعودية لإضفاء أجواء السلام ولو جزئيا.
عاشرا: إرسال وفد إلى المرجعيات المهمة في العراق وخارجه وعلى رأسهم شيخ الأزهر وبابا الفتيكان.
الداعي لكم بالسلام
مقتدى الصدر
٢١ شعبان المعظم ١٤٤٠
٢٧ نيسان ٢٠١٩