يروي مدير المخابرات العراقي الأسبق، فاضل العزاوي، قصة هروب حسين كامل حسن المجيد صهر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلى الأردن، ثم عودته إلى العراق وإعدامه.
وكان كامل الذي تولى وزارة التصنيع العراقية، قد فرّ إلى الأردن في 8 أغسطس/آب 1995، وكان برفقته زوجته وأخوه وزوجته.
وحظي كامل بمكانة خاصة لدى صدام حسين قبل أن ينشق عنه، فقد قام بترقيته من شرطي حراسة إلى جنرال ووزير، كما زوجه ابنته رغد، وهذا خلافا لرغبة إخوته -أي صدام- كما يقول العزاوي.
وحسب شهادة مدير مخابرات صدام لبرنامج “شاهد على العصر” على قناة الجزيرة، فإن هروب كامل كان خيانة للرئيس، ويرجع سبب هروبه إلى مشاكل وقعت بينه وبين عدي، نجل صدام.
وتتمثل الرواية الصحيحة في ما حصل- حسب شهادة العزاوي- أن الخلاف بين عدي وصهر صدام كان بسبب مصالح شخصية وبسبب تصدير النفط.
ويوضح العزاوي أن عدي نجح في إقناع والده بوجود تلاعب وسوء تصرف في ملف تصدير النفط الذي كان كامل مسؤولا عنه، وفي إحدى الاجتماعات خاطب صدام صهره قائلا له “آتني بجرد خاص بموضوع تصدير النفط منذ كلفتك بالملف حتى الآن”.
وبينما كان الجميع منشغلا باحتفالات المولد النبوي الشريف، خرج صهر صدام برتل من السيارات محملة بما يحتاجه وغادر إلى الأردن، ويؤكد العزاوي في شهادته مازحا أنه لا يدري هل حمّل معه “أموالا أو قنابل نووية”.
وكان برفقة كامل زوجته وأولاده وأخوه وزوجته وأولاده، وكلتا الزوجتين بنتا صدام.
ويكشف العزاوي أنه بعد هروب كامل، بعث صدام بوفود إلى الأردن، وكان بينهم عدي، للاطمئنان على بناته ولضمان أن لا يخرجن إلى بلد آخر، ويرى العزاوي أن صهر صدام أخطأ بهروبه وبدعوته العراقيين لإسقاط صدام.
العودة والإعدام
ويكشف العزاوي أن “ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال طلب من حسين كامل الخروج من الأردن بسبب تصرف غير لائق وغير منضبط أمام الملك”، وبعد أن تواصل مع بعض السفارات ورُفض طلبه، لجأ إلى السفارة العراقية.
وبحسب ما جاء في شهادة مدير مخابرات صدام، فقد أخبر كامل السفير العراقي في ذلك الوقت أنه مستعد للعودة إلى العراق بشرط أن يعلن الرئيس صدام أمام الملأ أنه عفا عنه وعن عائلته ويسامحهم، واستجاب الرئيس لهذا الطلب وأعلن العفو عنهم، لكنه ترك الأمر للعشيرة كي تتصرف بشأنهم.
وعند عودة صهر صدام وعائلته، وضعوهم تحت المراقبة في أحد البيوت في بغداد، ثم جيء بقاضي من أجل تطليق ابنتي صدام من زوجيهما، وبعدها تم قتل كامل وأخيه، ويصف العزاوي ما جرى قائلا “قتل حسين كامل وعائلته كانت مجزرة بلا معنى”.
ويذكر أن حسين كامل كان من أقارب صدام، حيث إن والده هو ابن عم صدام من عائلة المجيد.
رغد صدام حسين تنشر مذكرات والدها في ألاسر
>