كان صباح الأحد يوم طوت سيدة القلعة الأرستقراطية صفحتها الأخيرة تاركة وراءها 92 عاماً تضج فناً عزا ومجدا، عمر حولته جسرا ما بين هياكل بعلبك وألمع نجوم لبنان والعالم.
نعم، عمر طويل عاشته مي عريضة وما مرّ يوم منه هدرا.. ارتشفته وارتشفه لبنان معها حتى الثمالة زاخراً، جمالا وأناقة، جاها ورخاءا، سفرا وشهرة، مشاريع فنون وعروض “كسّرت الدني”، وتواصلا لا يهدأ ولا يستكين مع مشاهير السياسة وعمالقة الموسيقى والمسرح والرقص. هي من وضعت لبنان على خارطة الثقافة العالمية وما تعبت يوما، امرأة استثنائية، قارعت نجوميتها نجومية كبار استقدمتهم لإحياء تلك الليالي اللبنانية العالمية في عز عهودها الذهبية، شاخت كبرت وما خفت بريقها يوما، ورحلت وستبقى للتاريخ “أيقونة مهرجانات بعلبك الدولية”، حكاية لم ولن تنفصل يوما عن حكايات عزّ وأمجاد مهرجانات مدينة الشمس.
ربما ما شهد لبنان ولن يشهد يوما إسما أثار كل هذا السحر، كل ذاك “الغلامور” الذي أثارته تلك السيدة الفاتنة التي لطالما اجتذبت بأناقتها وجمالها ونشاطاتها وعلاقات نسجتها من هنا الى ما وراء الحدود عدسات وفضول الصحافة اللبنانية والعالمية، السيدة التي صارت و”مهرجانات بعلبك الدولية” إسمان مترادفان لا ينفصلان، من رحلت طاوية وراءها صفحة مشرقة من زمن ذهبي كانت أبرز رموزه وصُنّاعه، قد لا يتسع مجلد كامل لرواية حكاياتها. هي من عايشت تاريخ لبنان من زمن الانتداب الى الاستقلال، وصولا الى أيام العز والازدهار، فإلى تلك الحرب وجنونها وما بعدها متوّجا بالعودة الى القلعة ومهرجاناتها وعروضها بعد طول غياب، ليبقى الأبرز في كل حيواتها تلك “مهرجانات بعلبك الدولية”.
الأرستقراطية الرياضية
إنّها مي الخوري سعادة، إبنة عائلة ثرية وراقية، من رأت النور سنة إعلان المفوض السامي هنري دي جوفنيل الدستور اللبناني في 23 أيار 1926 من على شرفة قصر الصنوبر، صاحبة السيرة الصاخبة، فنا رياضة وثقافة، من عاشت طفولة مدللة، ومراهقة شقية قضتها مع شقيقها رينيه بين التزلّج والتنس والسباحة، وصولا الى زواجها من إبراهيم سرسق وسكنها قصر سرسق، فإلى سرّ لا يعرفه كثيرون يكشف عملها كمديرة لمكتب الجنرال سبيرز في بيروت، فإلى سفرها الى القاهرة ولقائها الملك فاروق الذي فتن بجمالها ودعاها إلى الرقص معه قبل أن تهرب منه هي وزوجها إلى بيروت إثر محاولته التحرش بها…
هكذا قدمها المخرج والمسرحي نبيل الأظن في بيوغرافيا “مي عريضة حلم بعلبك” استعرض فيها، باللغة الفرنسية، حياة تلك المرأة الشيقة والمليئة بالإثارة، الحافلة بالنجاحات والتحديات، منذ أن طلب منها الرئيس كميل شمعون، في العام 1956 أن تتولّى مسؤولية عروض الموسيقى والباليه، بعيد إنشائه لجنة مهرجانات بعلبك، وصولاً إلى ترؤسها لهذا الحدث الضخم عام 1973، وعلى مدى أكثر من 50 عاماً.
حياة حافلة سحرا إثارة وتشويقا، تطرح ألف سؤال وسؤال، ومنها كيف أصبحت تلك الشابة اللبنانية الأرستقراطية سفيرة لكريستيان ديور؟ كيف اخترقت عالم الشهرة؟ ما الذي أوصلها الى صالونات رؤساء وأمراء العالم؟
سفيرة كريستيان ديور
هي مي عريضة من روت يوما: “كان ذلك عام 1947، يوم زرت فرنسا لأول مرة، وهناك قابلت السيدة كاترو، زوجة الجنرال جورج كاترو الذي كان مفوضاً فرنسياً في لبنان، ونشأت بيننا صداقة متينة على الرغم من فارق السن”.
كان ذاك العام ذهبيا للسيدة اللبنانية الشابة “أظهرت السيدة كاترو اهتماما كبيرا بي، وعرّفتني الى شخصيات فرنسية، كان بينهم مصمم الأزياء كريستيان ديور الذي كان في أوج شهرته يومها، وبفضل هذا المصمم الرائع، التقيت بالرسام ومصمم الديكور كريستيان بيرارد، أحد أهم مصممي المسرح والأوبرا في عصرنا”. وتروي ان كريستيان ديور صمم لها عدة فساتين، ارتدتها خلال رحلة لها مع زوجها الى الولايات المتحدة دامت عشرين يوما، وتتذكر أنها زارت أثناءها مدينة نيويورك برفقة النجمين السينمائيين الشهيرين بربارا ستانويك وروبرت تايلور. فالتقط المصورون يومذاك صوراً لها وهي ترتدي ثوباً من تصميم ديور، ونُشرت هذه الصور في الصحف والمجلات الأميركية، وكانت عنواناً لإطلاق موضة جديدة، “نيو لوك”، ما نصّبها سفيرة لكريستيان ديور.
وفي ذاك العام، التقت السيدة اللبنانية الأرستقراطية بالأميرة غيشلين دي بولينياك، التي دعتها لتناول العشاء حيث كان دوق ودوقة وندسور حاضرين أيضًا، ونشأت علاقات وثيقة للغاية مع الدوق والدوقة، “ومنذ تلك اللحظة أصر الزوجان على دعوتي لحضور جميع الاحتفالات وحفلات الاستقبال التي أقيمت على شرفهما”.
وهكذا، ومنذ ذاك العام “فتحت باريس ونيويورك ونجوم ذاك العالم وصحافته أبوابهم أمامي”.
مع كميل وزلفا شمعون صداقة وحلم
بعد أميركا، انتقل الزوجان إلى عاصمة الضباب لندن، ليحلا في ضيافة السفير اللبناني المفوض آنذاك في لندن كميل شمعون وزوجته زلفا، وذات مساء بارد من شتاء 1947، كانا جالسين إلى العشاء معهما في مقر السفارة اللبنانية في لندن بعدما شاهدا بصحبتهما في “أوبرا هاوس” مارغو فونتين ترقص باليه “بحيرة البجع” لتشايكوفسكي، وفجأَة يلتفت كميل شمعون إِلى ضيفيه ويقول: “إذا وفقني الله ووصلت الى الحكم في لبنان سأؤسس في هياكل بعلبك مهرجانا يستضيف مسرحيات كهذه المسرحية التي شاهدناها”، وبقيت هذه الكلمات محفورة في ذاكرة تلك السيدة.
لتروي يوما ان “تلك الفكرة لم تكن بعد متبلورة في رأس الرئيس شمعون… لكنها لم تفارقه، وعندما انتُخب عام 1952 رئيساً للجمهورية كانت أول خطوة له أن استدعى المؤلف الموسيقي وعازف البيانو وأستاذ الموسيقى في جامعات أميركية أنيس فليحان وسلّمه إدارة المعهد الوطني للموسيقى، بعد أن أُقفل بسبب وفاة الأستاذ وديع صبرا…”، وتابعت: “لم يكن هناك من وزراة ثقافة أو سياحة وقتها إنما كان هناك فرقة “الشبيبة الموسيقية” وأنيس فليحان ومي عريضة يترددون على الرئيس شمعون ويعرضون عليه حفلات موسيقية فقط لقلعة بعلبك، لكن جوابه كان دائماً أن ذلك لا يكفي”.
في ذاك الوقت وقبل إطلاق مهرجانات بعلبك، كانت “مي سرسق” تشغل منصب رئيسة للجنة التزلج على الماء في لبنان من 1953 إلى 1961، وأيضا عضوا في لجنة دعم الجنوب اللبناني، التي أسسها الوزير السابق الدكتور نجيب أبو حيدر، وعضوا في جمعية الشباب الموسيقية ونائب رئيس لجنة أصدقاء المعهد الوطني للموسيقى.
وكانت مهرجانات بعلبك
وفي صيف العام 1955، كان الحدث الذي مهد الدرب واسعا لقدرها الكبير “جاء إلى بيروت المغترب اللبناني في باريس طوني قزي ومعه فرقة من الـ”كوميدي فرانسيز”، وطلب الإذن من مفوض السياحة ميشال توما لتقديم 4 حفلات في هيكل باخوس في قلعة بعلبك وهذا ما حصل، وقد دعتني السيدة الأولى زلفا شمعون إلى إحداها حيث حضرناها معا، وما كنا لنفوّتها مقابل أي شيء في العالم”.
وخرجت السيدتان من الحفل “مفتونتين” بروعة العرض، وسارعت اللبنانية الأولى لإخبار زوجها عن سحر ذاك الحفل ونجاحه الكبير، فشرقطت الفكرة أخيرا في رأسه وقال لها: “الآن عرفت ماذا سأفعل في قلعة بعلبك، مهرجان دولي للموسيقى الكلاسيكية والأوبرا والباليه والمسرح الفرنسي والإنكليزي وشيء من الفولكلور اللبناني…” وهذا ما كان، وانطلق حلم الرئيس… لتفتح عروض “فرقة الكوميديا الفرنسية” في لبنان الباب أمام تحقيق حلم مهرجانات بعلبك، حلم صار حقيقة وولد أسطورة إسمها “مي عريضة”.
نعم وفى الرئيس شمعون بوعده، وشكّل لجنة مهرجانات بعلبك عام 1956، تولّت رعايتها زوجته السيدة زلفا وعيّنت إيميه كتانة رئيسة لها، واختيرت سلوى السعيد مسؤولة عن النشاط المسرحي، وليعهد إلى مي عريضة كل ما يختص بالحفلات الموسيقية والعروض الأجنبية، وفي 1957 أعلن رئيس الجمهورية كميل شمعون رسميا افتتاح المهرجان مسجلا، أوّل ظاهرة فنية ثقافية عرفها لبنان بهذا المستوى.
تحت الاضواء
وروت سيدة مهرجانات بعلبك: “عندما أسس الرئيس كميل شمعون لجنة المهرجان، كلفني مسؤولية قسم الموسيقى والباليه. كنت في كثير من الأحيان ضيفة على شخصيات دولية كبيرة وتحت أضواء عدسات المصورين، ظهرت صوري في مجلات أميركية شهيرة مثل: Town & Country, Harper’s Bazaar, Holiday, Vogue ، كما في مجلات فرنسية مثل: L’officiel, Elle, Votre Beauté ، وغيرها”. طبعا من دون ان تنسى ذكر صحف ومجلات لبنانية نشرت مقالات لا تحصى عنها تناولت حياتها الشخصية والفنية والاجتماعية على حد سواء.
منذ توليها تلك المسؤولية وقبل ان تصبح رئيسة للجنة مهرجانات بعلبك، بدأت لمساتها تظهر بشكل واضح على مسار وعروض تلك المهرجانات، فمن خلال علاقاتها واتصالاتها وجولاتها الى أوروبا والولايات المتحدة واطلاعها الكبير على تلك الفنون، كانت مي عريضة أوّل من أدخل العروض والفنون الغربية إلى لبنان، لتحول قلعة بعلبك مسرحا رحبا تتلاقى فيه الفنون والحضارات والثقافات اللبنانية العربية والغربية.
هي مي عريضة من تمكنت عام 1961من استقدام الباليرينا البريطانية مارغوت فونتين للمرة الأولى إلى بعلبك، وتحديدا أمام هيكل باخوس لتقدم عرض “بحيرة البجع” ذاته الذي شاهدته في لندن قبل 14 سنة، ولكن هذه المرة مع رودولف نورييف نجم البولشوي الهارب إلى الغرب.
وتوالَت بعدها إِلى هياكل بعلبك الاعمال العالمية الابداعية: لويس آراغون، جان كوكتو، إيلاّ فيتزجيرالد، ﭘلاسيدو دومنغو، أُم كلثوم، فرانك سيناترا، هربرت ﭬـون كارايان، شارل مونش، ماتيسلاڤ روستروﭘوﭬـيتش، موريس بيجار، إِيغور مويـيسـييڤ، مارغو فونتين، جان لوي بارو، جنفياف ﭘاج، مادلين رينو…
وعلى خط آخر، ساهمت مي عريضة بشكل فعال بإطلاق ما كان يُعرف ب»الليالي اللبنانية» لمهرجانات بعلبك الدولية، التي بدأت عام 1957، فكانت من المؤسسين لمهرجانات بعلبك والشاهدة على أعمال فيروز والرحابنة وانطلاق أعمالهم المسرحية في القلعة التاريخية، وفي حديث صحفي روت يوما: “نحن سنة 1957، إيغور موييسييڤ في لبنان، تطلب إليه اللبنانية الأُولى زلفا شمعون تدريب مدربين على الرقص مروان وبديعة جرار، ثم تطلب إِلى عاصي ومنصور الرحباني تحضير مسرحية غنائية وقَّعت لها فيروز على عقد بليرة لبنانية واحدة تخفيفا لـمصاريف اللجنة فكانت “أيام الحصاد” ليلتين (31 آب و1 أَيلول 1957) بأَلحان الأَخوين رحباني وفيلمون وهبي وزكي ناصيف، وإِخراج صبري الشريف”..
عروض عالمية راقية
خلال تلك السنوات الذهبية، استطاعت من أصبحت عام 1973 رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك، استقطاب عروض مسرحية وغنائية من أكبر المنصات العالمية، قدمت على مدرج جوبيتر وهيكل باخوس، وأبدت عريضة تمسكا كبيرا بالمستوى الرفيع لهذه العروض التي جعلت من مهرجانات بعلبك حدثا ثقافياً وسياحياً لبنانيا وعالميا راقياً ذاعت شهرته الى كل عواصم العالم وليشارك فيه ما لا يقل عن 22 فرقة عالمية إلى جانب العروض اللبنانية.
الجنرال ديغول أكثر من أثر بي
بارعة كانت تلك السيدة الكاريزماتية، في نسج علاقات مع الخارج، مدهشة في قدرتها على استقطاب نجوم العالم الأبرز الى هذا البلد الصغير، ولكم ربطتها قصص وعلاقات مميّزة مع شخصيات عالمية، مع سياسيين وملوك وأمراء. وحين سئلت يوما عن الشخصيات العالمية التي عرفتها وكانت الأكثر تأثيرا بها، أجابت: “كنت قريبة جدا من دوق ودوقة وندسور، عرفت الملك فاروق من مصر، شاه إيران، العاهل الأردني الملك حسين، الملك العراقي فيصل، ألبرت الثاني، ملك بلجيكا وزوجته الملكة باولا، لكنه الجنرال ديغول هو الذي ترك لدي الانطباع الأقوى”.
وعن التقدير الكبير لها في فرنسا والأردن أوضحت “فرنسا تقدر كثيرا أنشطتي في إطار مهرجان بعلبك الذي ساهم في تعزيز الروابط الثقافية بين البلدين. أما الأردن فقد منحني وساماً لتنظيمي مع أخي سيمون خوري، بطل العالم في التزلج على الماء، أول مهرجان سياحي للتزلج على الماء في الأردن وتحديدا في العقبة، ومنذ ذلك الحين، يقام هذا المهرجان كل عام في 14 تشرين الثاني، في عيد ميلاد الملك حسين”.
والسيدة التي تربطها علاقات متينة مع شخصيات سياسية بارزة لما سئلت يوما عن رغبتها بخوض عالم السياسة، حسمتها فورا “بالتأكيد لا، الفن ومهرجانات بعلبك الدولية والتحضيرات لها هو كل ما يهمني”.
لكن وإن سجلت مي عريضة بعدا عن الحياة السياسية وعدم اهتمام بالمشاركة مع الحركات النسائية، فهي كشفت يوما أنها كانت تتحدث باستمرار عن حقوق المرأة في جلساتها مع الرئيس شمعون والسيدة زلفا، وخصوصا حول حق تصويتها، الذي حصل عليه اللبنانيون في عام 1953، وخلال ولاية الرئيس شمعون.
أم البنات
ومي عريضة التي حملت إسمها الثاني بزواجها الثاني من كارلوس عريضة، والملقبة بـ”أم البنات” لإنجابها أربع فتيات، لكم جاهرت بفخرها بهن، كثيرا ما سئلت كيف توفق بين عائلتها وأنشطتها التي لا تهدأ، فكان جوابها دائما “أعطي عائلتي وبناتي كل الوقت الذي يحتجنه، إنها مسألة تنظيم جيد للوقت”. وعن تربيتها لبناتها تقول “غرست فيهن التعليم والثقافة والصدق وعشقي للرياضة، أعطيتهن الكثير من الحب، ونصيحتي لهن دائما: الحياة صعبة، واجهنها بشجاعة وهدوء”.
هذه نصيحتها لبناتها وهذا ما فعلته في حياتها، وأوصلها الى ما صارت عليه أيقونة وأسطورة، لتتجلى شجاعتها في شكل خاص خلال الحرب اللبنانية التي شلت نشاطات مهرجانات بعلبك الدولية، وما تمكنت يوما من إطفاء حماسة تلك السيدة وشغفها، وهكذا حافظت طيلة تلك الفترة الصعبة على حضورها وجهوزيتها للعودة لإحياء تلك المهرجانات حالما تسنح الظروف، وما توقفت يوما عن نسج العلاقات والتواصل مع الفنانين الذين جاؤوا إلى بعلبك سابقا وبانتظار الفرصة المناسبة للعودة إليها.
وبالفعل، وما أن هدأت الحرب، حتى عادت المهرجانات إليها عام 1994، ومي عريضة لا تزال رئيسة للجنتها لتعيد إليها في العام 1998 عزّها ومجدها وماضيها العريق يوم اصطحبت معها السيدة الكبيرة فيروز مجددا إلى القلعة وكانت أمسيات رحبانية مقتطفة من مسرحيات سابقة قدمت في ستينات وسبعينات القرن الماضي.
وجاء العام 2006 حاملا شؤم حرب تموز وليغتال حلم مي عريضة بوقوف فيروز مجددا على أدراج بعلبك، وفي عام 2013، استسلمت السيدة الكبيرة، استقالت من منصبها وسلمت الأمانة للسيدة نايلة دو فريج ولتصبح منذ تنحيها الرئيسة الفخرية لمهرجانات بعلبك الدولية.
تنحت مي عريضة، لكن اسمها استمر ملاصقا لتلك المهرجانات، لكأنهما عملة بوجهين، رحلت مي عريضة رفعت لمساتها، وتراجعت مهرجانات بعلبك، هزلت خامة نجومها، هو كل زماننا هزل؟ ربما، لكنه الحنين لا زال الأقوى الى أيام عزّ، الى أيام مهرجانات تشعل أدراج بعلبك ويطنطن بها كل العالم.. الى أيام مي عريضة “الأسطورة” التي صنعت مجدا للبنان، ومضت صباح ذاك الأحد لتطوي معها صفحة زاهية من صفحات أمجاد لبنان جميل، راق، مشعشع.. وداعا سيدة القلعة.
الكاتب والسيناريست السوري خالد خليفة في ذمة الله