بدأت العتبة الحسينية المقدسة، اليوم الاحد، بفرش الكاربت الاحمر في مرقد الامام الحسين (عليه السلام) ايذانا بحلول شهر محرم الحرام.

وبحسب كراس مواقيت الأهلة نشره مكتب المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، فإنه “يتوقع ان يكون هلال شهر المحرم الحرام مساء يوم الأربعاء 19 تموز (30 ذي الحجة) في أفق مدينة النجف الأشرف عند غروب الشمس في الساعة 7:07 مساءً، وفي هذه الحالة يتوقع ان يرى الهلال مرتفعاً واضحاً جداً”.

وتضيف الكراسة “كما يتوقع أن يكون الهلال في الليلة الماضية في أفق مدينة النجف الأشرف عند غروب الشمس في الساعة 7:08 في 29 ذي الحجة {18 تموز} وفي هذه الحالة يتوقع ان يُرى الهلال بالعين المسلحة ويحتمل رؤيته بالعين المجردة مع صفاء الجو تماما”.

يشار الى انه وفي حال ثبوت رؤية الهلال يوم 19 تموز فان 20 من الشهر ويصادف الخميس يكون الأول من شهر محرم الحرام ويوم 29 من تموز {السبت} يوافق العاشر من محرم الحرام ذكرى {عاشوراء} استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام.

بدء موسم الأحزان في العراق لمناسبة حلول أيام عاشوراء

جرت في مدينة كربلاء مراسم رفع الرايات السوداء فوق قباب ضريح الامام الحسين واخيه العباس إيذانا ببدء موسم العزاء والأحزان عند طائفة الشيعة لمناسبة حلول شهر محرم وأيام عاشوراء، ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب في واقعة الطف الشهيرة قبل نحو 1400 عاما. وشارك في المراسم عشرات الآلاف من الشيعة يتقدمهم المئات من رجال الدين في طقوس يغمرها الحزن والمواساة، حيث جرت مراسم انزال الاعلام الحمراء من اعلى قباب الضريحين واستبدالها بأخرى بلون اسود

بدء موسم الأحزان في العراق لمناسبة حلول أيام عاشوراء
بدء موسم الأحزان في العراق لمناسبة حلول أيام عاشوراء

تأتي إيذانا ببدء موسم الأحزان في المدن الشيعية. كما جرت مراسم مماثلة في جميع المراقد المقدسة في أرجاء البلاد ، فيما اتشحت المدن والأحياء الشيعية في مدن العراق بالسواد وتم رفع ملايين الرايات الملونة فوق منازل الشيعة في حين بدأت يوم الأحد (27 تشرين الثاني/ نوفمبر) اقامة مراسم العزاء في الجوامع والحسينيات والمنازل وفي الشوارع والساحات العامة في ظل اجراءات امنية مشددة. وقال احمد الصافي ابرز المقربين للزعيم الشيعي علي السيستاني في كلمة خلال مراسم استبدال الرايات “إن هذه المراسم ليست مراسم أحزان، بل مراسم تجديد العهد والولاء للرسول الكريم محمد”.

اجراءات أمنية مشددة

وبهذه المناسبة ذكرت مصادر أمنية عراقية أن الأجهزة الأمنية هيأت أكثر من 14 ألفا من قوات الشرطة، بينهم ألف امرأة شرطية لتنفيذ خطة أمنية خاصة لحماية زوار مدن كربلاء والنجف والكاظمية إلى جانب حماية مواكب العزاء التي تجول في مناطق الأحياء الشيعية في المدن العراقية. وأوضحت المصادر أن السلطات الأمنية وضعت خطة قسمت بموجبها كربلاء، حيث مرقد اللإمام الحسين ورفاقه، إلى خمسة أطواق أمنية،ونشر قوات الشرطة النهرية في أرجاء المدينة وزيادة عدد نقاط التفتيش والسيطرة الأمنية ونشر القناصة والكلاب البوليسية،فضلا عن نشر أكثر من ألف شرطية لتفتيش النساء.

من جانب أخر أعلنت مصادر أمنية عراقية يوم الأربعاء( 23 تشرين الثاني/ نوفمبر) اعتقال 22 من قيادات حزب البعث العراقي المنحل وتنظيم القاعدة في مدينة كربلاء. وقالت المصادر إن “عملية الاعتقال

جاءت في إطار الخطة الأمنية المقررة لحماية العتبات الشيعية المقدسة وذلك وفق معلومات استخبارية.

أول أيام شهر محرم الحرام

قال الديوان في بيان ورد ئلـ السومرية نيوز، انه “نظرا لعدم ثبوت رؤية الهلال بالوجهين الشرعي والفلكي فان لجنة تحديد الاوائل الاشهر الهجرية في ديوان الوقف السني تعلن ان يوم غد الجمعة هو مكمل لعدة شهر ذو الحجة”.

واضاف ان “يوم السبت القادم هو اول ايام غرة شهر محرم الحرام للعام الهجري 1444”.

معركة كربلاء

معركة كربلاء وتسمى أيضًا واقعة الطف، هي معركة وقعت على ثلاثة أيام وختمت في 10 محرم سنة 61 للهجرة والذي يوافق 12 أكتوبر 680م، وكانت بين الحسين بن علي بن أبي طالب ابن بنت النبي محمد، الذي أصبح المسلمون يطلقون عليه لقب «سيد الشهداء» بعد انتهاء المعركة، ومعه أهل بيته وأصحابه، وجيش تابع ليزيد بن معاوية.

تعدّ واقعة الطف من أكثر المعارك جدلًا في التاريخ الإسلامي فقد كان لنتائج وتفاصيل المعركة آثار سياسية ونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدل إلى الفترة المعاصرة، حيث تعدّ هذه المعركة أبرز حادثة من بين سلسلة من الوقائع التي كان لها دور محوري في صياغة طبيعة العلاقة بين السنة والشيعة عبر التاريخ وأصبحت معركة كربلاء وتفاصيلها الدقيقة رمزا للشيعة ومن أهم مرتكزاتهم الثقافية وأصبح يوم 10 محرم أو يوم عاشوراء، يوم وقوع المعركة، رمزًا من قبل الشيعة «لثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف».

رغم قلة أهمية هذه المعركة من الناحية العسكرية إلا أن هذه المعركة تركت آثارًا سياسية وفكرية ودينية هامة. حيث أصبح شعار «يا لثارات الحسين» عاملًا مركزيًا في تبلور الثقافة الشيعية وأصبحت المعركة وتفاصيلها ونتائجها تمثل قيمة روحانية ذات معاني كبيرة لدى الشيعة، الذين يعتبرون معركة كربلاء ثورة سياسية ضد الظلم. بينما أصبح مدفن الحسـين في كربلاء مكانًا مقدسًا لدى الشيعة يزوره مؤمنوهم، مع ما يرافق ذلك من ترديد لأدعية خاصة أثناء كل زيارة لقبره. أدى مقتل الحسين إلى نشوء سلسلة من المؤلفات الدينية والخطب والوعظ والأدعية الخاصة التي لها علاقة بحادثة مقتله وألفت عشرات المؤلفات لوصف حادثة مقتله.

يعتبر الشيعة معركة كربلاء قصة تحمل معاني كثيرة «كالتضحية والحق والحرية» وكان لرموز هذه الواقعة حسب الشيعة دور في الثورة الإيرانية وتعبئة الشعب الإيراني بروح التصدي لنظام الشاه، وخاصة في المظاهرات المليونية التي خرجت في طهران والمدن الإيرانية المختلفة أيام عاشوراء والتي أجبرت الشاه السابق محمد رضا بهلوي على الفرار من إيران، ومهدت السبيل أمام إقامة النظام الإسلامي الشيعي في إيران وكان لهذه الحادثة أيضًا، بنظر الشيعة، دور في المقاومة الإسلامية في وجه الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان.

 

بعد وفاة النبي محمد سنة 632م في المدينة المنورة كانت هناك فترة من الغموض والتساؤل حول كيفية اختيار خليفة له يقود المجتمع الإسلامي حديث النشوء. حدث الكثير من المناقشات حول تحديد الطريقة الواجب اتباعها في اختيار الحاكم حيث لم يكن هنالك أية وثيقة أو دستور لتحديد نظام الحكم وإنما بعض القواعد العامة فقط حول علاقة الحاكم بالمحكوم. بينما يعتقد البعض أنه كانت هناك نصوص واضحة حول ما اعتبروه أحقية علي بن أبي طالب بخلافة الرسول محمد، وهي الآية القرآنية: Ra bracket.png إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ Aya-55.png La bracket.png التي يطلق عليها الشيعة تسمية آية الولاية، حيث يرون أنها نزلت بحق علي بن ابي طالب. بينما أهل السنة والجماعة أختلف فيمن نزلت فيه الآية، البعض ردها لعلي، وبعضهم لعبادة بن الصامت، والبعض الآخر لأبي بكر.

يرى معظم علماء الدين المسلمين أن حادثة سقيفة بني ساعدة تشير إلى أن من حق المسلمين تحديد ما يصلح لهم في كل عصر ضمن إطار القواعد الرئيسة للإسلام. توزعت الآراء حول اختيار الحاكم في سقيفة بني ساعدة إلى ثلاتة آراء رئيسية: رأي يرى بقاء الحكم في قريش مستندا إلى أبي بكر الذي قال:

معركة كربلاء إن العرب لن تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قـريش ،هم أوسط العرب نسبا ودارا معركة كربلاء
وكان هذا مخالفا لرأي أهل المدينة المنورة (الأنصار) الذين استقبلوا الدعوة الإسلامية واتخذ المسلمون من مدينتهم ملاذا ونقطة انطلاق بدلا من مكة، وكان هناك رأي ثالث بأن يكون من الأنصار أمير ومن المهاجرين أمير آخر ودار النقاش في سقيفة بني ساعدة. وقع الاختيار في النهاية على أبي بكر ليتولى الخلافة -ربما على أساس أن النبي محمد اختاره لإمامة جموع المسلمين حين أقعده المرض، مع وجود رواية تاريخية أخرى تقول بأن أبا بكر كان ضمن جيش أسامة ورجع عندما أرسلت له ابنته السيدة عائشة مبلغة إياه بسوء الحالة المرضية للنبي فرجع وتقدم للصلاة فلما علم النبي في تقدم أبي بكر جاء واستأنف الصلاة من بدايتها ولم يبن على صلاة أبي بكر، ولم يكن في الأمر انفرادٌ في اتخاذ القرار وبينما اعتبرت العملية التي تمت تحت تلك السقيفة في نظر السنة أكثر ديمقراطية في ذلك الوقت من العديد من أنظمة الحكم الوراثية التي كانت ولا تزال لحد هذا اليوم شائعة في بعض مناطق العالم. اعتبر الشيعة غياب ركن هام في المجتمع الإسلامي وهو الهاشميون ينقص من اكتمال اجتماع السقيفة حيث غاب عنها علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وباقي أبناء عبد المطلب حيث كانوا مشغولين بتغسيل الرسول وتكفينه واعترض على نتائجها بعض الصحابة أمثال أبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر والمقداد بن عمرو وأسامة بن زيد وغيرهم.

من جهة أخرى يعتقد الشيعة أن بعض الحوادث التاريخية مثل غدير خم وحادثة الكساء وائتمان الرسول لعلي على شؤون المدينة أثناء غزوة تبوك وبعض النصوص في القرآن والحديث النبوي مثل حديث السفينة وحديث الثقلين وحديث دعوة العشيرة وحديث المنزلة فيها إشارة واضحة إلى حق علي بن أبي طالب بخلافة النبي محمد، على الرغم من مبايعة علي لأبو بكر ليكون الخليفة رغبة منه في تفادي حدوث صدع في صفوف المسلمين، بينما يذهب البعض الآخر إلى التشكيك أصلا في مبايعة علي لأبي بكر استنادا إلى بعض الروايات التي رواها ابن كثير وابن الأثير والطبري عن امتناع علي بن أبي طالب وبعض من الصحابة في دار فاطمة الزهراء عن البيعة لأبي بكر.

بعد مقتل عثمان بن عفان الذي كان من بني أمية، أخذ معاوية بن أبي سفيان الذي كان من بني أمية أيضا مهمة الثأر لعثمان بسبب ما اعتبره معاوية عدم جدية علي بن أبي طالب في معاقبة قتلة عثمان واعتبر معاوية علي بصورة غير مباشرة مسؤلا عن حوادث الاضطراب الداخلي التي أدت إلى مقتل عثمان. وتفاقم الخلاف بين علي ومعاوية مفضيا إلى صراع مسلح بينهما في معركة صفين ولكن دهاء معاوية في المعركة أدى إلى حدوث انشقاقات في صفوف قوات علي بن أبي طالب. وأطلقت تسمية الخوارج على الطائفة التي كانت من شيعة علي بن أبي طالب ثم فارقته وخرجت عليه وقاتلته. استغل معاوية ضعف القيادة المركزية لخلافة علي وقام بصورة غير مركزية ببسط نفوذه على سوريا ومصر وبعد اغتيال علي في عام 661م كان معاوية في موضع قوة أفضل من ابن الخليفة الراحل، الحسن بن علي بن أبي طالب

الذي فضل أن يعيش في المدينة المنورة لأسباب لا تزال موضع نقاش إلى الآن. فحسب السنة قام الحسن بمبايعة معاوية وحسب الشيعة فإن المبايعة تمت بسبب تقديرات الحسن لموقف أهل البيت الذي كان في وضع لايحسد عليه بعد اغتيال علي بن أبي طالب ويعتبر البعض أن الحسن بن علي «تنازل» عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان على شرط أن تعود طريقة الخلافة بعد موته إلى نظام الشورى بين المسلمين ويعتبر البعض أن تعيين يزيد بالوراثة خليفة على المسلمين بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان كان نقطة تحول في التاريخ الإسلامي حيث شكل بداية لسلسلة طويلة من الحكام الذين يستولون على السلطة بالقوة ليورثوها فيما بعد لأبنائهم وأحفادهم ولا يتنازلون عنها إلا تحت ضغط ثورات شعبية أو انقلابات

خلافة معاوية

استنادا لمصادر تاريخية فإن الخلافة استقرت لمعاوية بن أبي سفيان بعد توقيع معاهدة الصلح مع الحسن بن علي بن أبي طالب ويعتقد البعض أن مجموعة من العوامل أدت إلى تنازل الحسن لمعاوية منها:

محاولة لحقن الدماء وتوحيد الكلمة بعد سلسلة من الصراعات الداخلية بين المسلمين ابتداءً من فتنة مقتل عثمان إلى معركة الجمل ومعركة صفين وقد أثنى الكثير على هذه المبادرة وسمي العام الذي تم فيه الصلح «عام الجماعة».
مبادرة الصلح والتنازل كانت مشروطة بعودة طريقة الخلافة إلى الحسن بن علي بن أبي طالب بعد موت معاوية.
أعقب هذا الصلح فترة من العلاقات الهادئة بين أعداء الأمس في معركة صفين وبعد مقتل الحسن عندما قام معاوية وهو على قيد الحياة بترشيح ابنه «يزيد بن معاوية» للخلافة من بعده قوبل هذا القرار بردود فعل تراوحت بين الاندهاش والاستغراب إلى الشجب والاستنكار فقد كان هذا في نظر البعض نقطة تحول في التاريخ الإسلامي من خلال توريث الحكم وعدم الالتزام بنظام الشورى الذي كان متبعا في اختيار الخلفاء السابقين وكان العديد من كبار الصحابة لايزالون على قيد الحياة واعتبر البعض اختيار يزيد للخلافة يستند على عامل توريث الحكم فقط وليس على خبرات المرشح الدنيوية والدينية والفقهية. وبدأت بوادر تيار معارض لقرار معاوية بتوريث الحكم تركز بالحسين بن علي، وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر بن الخطاب.

لوحة لمعركة كربلاء في متحف بروكلين
الزوار الإيرانيون يعودون بقوة للعراق لإحياء فعاليات شهر محرم الحرام . 

على غرار نحو ثلاثة ملايين إيراني، عبرت المدرّسة نجمة الحدود إلى العراق للمشاركة في زيارة الأربعين التي يحييها المسلمون الشيعة سنويًا في مدينة كربلاء المقدّسة، حيث أمكن سماع الحديث بالفارسية في كل مكان تقريبًا.

وتعدّ هذه المناسبة من أكبر التجمّعات الدينية في العالم ويحيي خلالها المسلمون الشيعة الذين يشكلون غالبية السكان في العراق وإيران، ذكرى أربعين مقتل الإمام الحسين، حفيد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

وبعد عامين هيمنت عليهما جائحة كورونا، تجمهر هذا العام 20 مليون شيعي في وسط العراق في مدينة كربلاء التي تضمّ مرقد الإمام الحسين وأخيه العبّاس، فيما تمكّن عدد كبير من الزوار الإيرانيين من الدخول إلى العراق، وفق وكالة «فرانس برس».

مرتديةّ عباءة سوداء تقليدية وحذاء رياضيا، قالت نجمة «كما لو أنني وطأت الجنة.. أنا سعيدة جداً».

جاءت المعلمة البالغة من العمر 37 عاماً برفقة زوجها وأهلها من قم الإيرانية بالسيارة إلى النجف، المدينة الأخرى المقدسة بالنسبة للمسلمين الشيعة، ومن هناك، سارت العائلة على الأقدام مسافة 80 كلم إلى كربلاء.

الزوار الإيرانيون يعودون بقوة للعراق لإحياء فعاليات شهر محرم الحرام . 
الزوار الإيرانيون يعودون بقوة للعراق لإحياء فعاليات شهر محرم الحرام .

ولا تخفي والدتها لطيفة سعادتها بهذه الزيارة، وتقول «نتصل باستمرار بالعائلة في إيران.. أرسل لهم الصور والفيديوهات لكي يشعروا وكأنهم معنا» خلال الزيارة التي تختتم السبت.

دموع حارة وفنادق مملتئة
ونظرا لتوافد أعداد كبيرة من الزوار، امتلأت غرف الفنادق في كربلاء وارتفعت الأسعار، وفي غياب خيارات أخرى، افترش العديد من الزوار الأرصفة.

وفي ظل حرارة قاسية، يسير الزوار في الساحة الواقعة بين مرقدي الإمام الحسين والعباس، وفي الشوارع المحيطة بهذين المسجدين المزخرفين بالذهب والخزف الأزرق.

وفي الليل، تحت ضوء النيون، يقيم الزوار الشعائر، ويجوب رجال بالأسود الشوارع ضاربين على صدورهم على إيقاع الأناشيد الدينية الصادحة في المكان عبر مكبّرات صوت.

وردّد البعض لطميّات مرتبطة بهذه الذكرى، وذرف بعض الرجال دموعاً حارة ولطم آخرون وجوههم، مستذكرين حدث مقتل الإمام الحسين في العام 680، على يد جنود الخليفة الأموي يزيد في صحراء كربلاء.

وأحصت السلطات العراقية خمسة ملايين زائر أجنبي من بين 20 مليونا، توافدوا إلى كربلاء هذا العام، مقابل 17 مليوناً في العام الماضي.

 

ويشرح الباحث أليكس شمس من جامعة شيكاغو، المختصّ في الشيعية السياسية بالعراق وإيران، أن «الأربعين بالنسبة للإيرانيين من الطبقة العاملة، هي فرصة للسفر.. إنه حدث ديني واجتماعي»، مضيفاً أن «العراق من الدول القليلة التي يستطيعون الذهاب إليها ويحظون باستقبال جيد».

وقبل العام 2003 وإسقاط صدّام حسين إثر الغزو الأميركي للعراق، كان يمنع على الشيعة الذين يشكّلون غالبية السكان إحياء ذكرى الأربعين في العلن، تحت طائلة التعرّض للسجن.

واليوم، يكتسي الحدث رمزية كبرى بالنسبة للجمهورية الإسلامية، ويوضح أليكس شمس أن «الحكومة (الإيرانية) تلحظ اليوم مدى شعبية هذا الحدث، وتحاول الاستفادة من ذلك».

وفي العراق أيضاً، تسربت السياسة إلى الذكرى، لا سيّما أن أكبر تيارين سياسيين في البلاد اليوم شيعيان: من جهة، الإطار التنسيقي، القريب من طهران، ومن جهة ثانية، تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي تشهد علاقته مع إيران تقلباً.

وقبل الزيارة، دعا الصدر مناصريه لعدم رفع أي شعار سياسي خلالها، كما منع التعرّض للزوار الأجانب «وبالأخص الأخوة الإيرانيين»، داعياً إياهم أيضاً في المقابل إلى احترام القوانين العراقية.

ونظراً لوجود عدد كبير من الإيرانيين في هذه المناسبة، دعت السفارة الإيرانية في بغداد مواطنيها إلى عدم البقاء في كربلاء إلى ما بعد انتهاء المراسم.

«أشعر وكأنني قادم لزيارة عائلتي الكبيرة»
وقال المدرس الإيراني المتقاعد البالغ من العمر 60 عاماً علي تكلو، إنها أول زيارة له منذ ظهور الجائحة.

وقال الرجل متأثّراً «أشعر وكأنني قادم لزيارة عائلتي الكبيرة»، لكنه أقرّ في الوقت نفسه أن كانت لديه بعض «المخاوف» قبل أن يأتي بسبب الوضع الأمني، لكن «أرى أن الوضع جيد جداً، الأخبار كلها كذب وغير صحيحة».

وفي حين هدأت الساحة في العراق على المستوى الأمني حتى اللحظة، ما زالت الأزمة السياسية متواصلة، وما زالت البلاد غير قادرة على تعيين رئيس جديد للحكومة، بينما تعجز القوى السياسية الشيعية البارزة عن إيجاد سبل للتفاهم.

وتطورت الأزمة إلى مواجهات مسلّحة أواخر أغسطس في بغداد، بين مناصري رجل الدين مقتدى الصدر والقوات الأمنية وقوات من الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلحة شيعية باتت منضوية في أجهزة الدولة، وقتل 30 شخصاً على الأقل من مناصري الصدر خلال المواجهات.

أعداد العراقيين العاطلين عن العمل … الغزو الامريكي لايزال موجوداَ

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد