قالت محامية عبد الله السبعاوي، وهو أحد أقارب الرئيس الراحل صدام حسين، وأعلن العراق اعتقاله أمس، إن موكلها لا علاقة له بداعش، وإن تسليمه للعراق كان جزءا من “صفقة سياسية” مع لبنان.
تصريح بشرى الخليل، محامية عبد الله ياسر سبعاوي، (وهو حفيد السبعاوي إبراهيم، الأخ غير الشقيق لصدام)، يأتي بعد يوم على إعلان العراق أنه استرد السبعاوي، في عملية قال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إن عددا من الأجهزة في وزارة الداخلية، وجهاز المخابرات الوطني العراقي، إضافة إلى سفارة بغداد لدى بيروت، تعاونت فيها.
وقال المكتب إن السبعاوي متهم “بالاشتراك في مذبحة قاعدة سبايكر عام 2014”.
وكالة “أسوشيتد برس” نقلت عن محامية السبعاوي، أن موكلها كان يعيش في اليمن في يونيو 2014، عندما قتل التنظيم المئات من القوات العراقية وسط العراق.
وقالت إن موكلها ليس لديه أي صلة “بداعش”، ولكن “تم تسليمه للعراق كجزء من صفقة سياسية مع السلطات اللبنانية”.
وذكرت الخليل أن السلطات اللبنانية “سلمت عبد الله للعراق يوم الجمعة الماضي على الرغم من تسجيله كلاجئ في لبنان، نافية أي علاقة له بالمجزرة”.
وكان “داعش” أسر نحو 1700 جندي عراقي بعد استيلائه على مدينة تكريت مسقط رأس صدام في عام 2014، وذلك خلال محاولتهم الفرار من معسكر “سبايكر” القريب، وهو قاعدة أمريكية سابقة خارج المدينة الواقعة شمالي العراق.
في وقت لاحق، نشر التنظيم صورا رسومية لمسلحين وهم يقتلون الجنود بإطلاق النار عليهم بعد إجبارهم على الاستلقاء على وجوههم في حفرة ضحلة.
عبد الله هو حفيد الأخ غير الشقيق لصدام، السبعاوي إبراهيم، الذي قضت محكمة عراقية بإعدامه في عام 2009 وظل في السجن حتى توفي جراء مرض السرطان بعد أربع سنوات من الحكم.
قالت بشرى الخليل إن ياسر والد عبد الله يقبع في السجن بالعراق.
الخليل التي كانت تولت الدفاع عن صدام أثناء محاكمته في بغداد قبل إعدامه شنقا في ديسمبر 2006، أشارت إلى أن عبد الله غادر العراق في عام 2003 عندما كان في الثامنة من عمره في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق وانتقل لليمن حيث حصل على الجنسية اليمنية بعد تجريد أسرته من الجنسية العراقية.
وأضافت أن المرة الأولى التي غادر فيها عبد الله اليمن كانت في أواخر سبتمبر 2014، بعد ثلاثة أشهر من قتل الجنود العراقيين، حيث انتقل للأردن.
كما ذكرت أن الشاب انتقل إلى لبنان عام 2019 وطلب اللجوء السياسي على أمل إعادة توطينه في بريطانيا للزواج من امرأة عراقية.
لفتت بشرى الخليل إلى أن عبدالله كان محتجزا منذ عدة أشهر، وتم استجوابه من قبل السلطات التي لم تعثر على أي دليل يدينه.
تكريم
يذكر أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وبوصفه قائدا عاما للقوات المسلحة العراقية أعلن في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء العراقية، أنه “وجّه بتكريم أفراد مديرية الشرطة العربية والدولية في وزارة الداخلية (الأنتربول العراقي)، الذين عملوا على استرداد المتهم المدعو (عبد الله ياسر سبعاوي الناصري)، واستلامه من السلطات اللبنانية، وتقديمه أمام عدالة القضاء العراقي لينال جزاءه العادل”. حسب البيان.
وأضاف البيان أن السبعاوي مطلوب للقانون لاشتراكه في المجزرة في قاعدة سبايكر عام 2014.
وقال البيان إن “عملية استرداده جرت عبر تعاون وثيق من قبل مقاتلينا الأبطال في وزارة الداخلية وجهاز المخابرات الوطني العراقي، وسفارة جمهورية العراق في بيروت”.
وهو ما نفته الخليل ضمنا، قائلة إنها قدمت للسلطات اللبنانية جميع الوثائق التي تثبت أن عبد الله لم يغادر اليمن حتى سبتمبر 2014 حيث كان طالبا جامعيا في ذلك التوقيت.
وقالت إن “التسليم كان جزءا من صفقة” بين مسؤولين لبنانيين وعراقيين، مضيفة أنه لم يكن من المفترض تسليم عبد الله للعراق كونه مواطنا يمني