أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن وزير الدفاع لويد أوستن أجرى الثلاثاء، اتصالا مع نظيره الروسي أندريه بيلاوسوف بشأن الصراع في أوكرانيا وسط تصاعد حاد للتوترفي المنطقة
وقال باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاغون في مؤتمر صحفي، إن “الوزير أوستن تحدث هاتفيا اليوم مع وزير الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف، وشدد الوزير خلال المكالمة على أهمية الحفاظ على قنوات الاتصال (العسكرية) على خلفية الحرب الروسية المستمرة ضد أوكرانيا”.
وأشار المتحدث باسم البنتاغون إلى أن آخر اتصال بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي كان في 15 مارس العام الماضي، وكان سيرغي شويغو آنذاك وزيرا للدفاع.
هذا و اتهمت وزارة الدفاع الروسية، الولايات المتحدة بالتورط في الهجوم الذي نفذته قوات كييف يوم الأحد ضد مدينة سيفاستوبول بجمهورية شبه جزرة القرم الروسية.
وقالت الوزارة إن الولايات المتحدة إلى جانب السلطات الأوكرانية، مسؤولة عن الضربة الصاروخية المخطط لها والتي تم تنفيذها باستخدام صواريخ “ATACMS ” االأمريكية المزودة بذخيرة عنقودية.
وشدد وزارة الدفاع على أن مثل هذه الأحداث لن تبقى بدون رد.
وفي وقت لاحق قال المتحدث باسم البنتاغون تعليقا على التصريحات الروسية بشأن الهجوم الإرهابي في سيفاستوبول، إن السلطات الأمريكية لا تريد مقتل مدنيين وستناقش هذه القضية مع كييف.
محادثات “صريحة” بين موسكو وواشنطن بشأن الأزمة الأوكرانية
أجرى وزير الخارجية الروسي ونظيره الأمريكي ما وصفاه بمحادثات “صريحة” في محاولة لتقليل فرصة نشوب صراع أوسع في أوكرانيا.
وكرر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، نفي بلده اعتزامها استخدام قوة ضخمة حُشدت بالقرب من حدودها مع أوكرانيا لغزو الأخيرة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، إن الولايات المتحدة سترد بشدة على أي غزو.
ويسيطر متمردون موالون لروسيا على أجزاء كبيرة من شرقي أوكرانيا منذ اندلاع حرب شرسة قبل ما يقرب من 8 سنوات.
وقتل نحو 14 ألف شخص وفر مليونان على الأقل من منازلهم قبل التوصل إلى اتفاقات سلام هشة.
وهددت الولايات المتحدة وحلفاؤها بفرض عقوبات جديدة إذا تحرك الجيش الروسي
ومن المتوقع أن توضح واشنطن موقفها كتابة الأسبوع المقبل، وبعد ذلك ستجرى مناقشات أخرى.
أصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مطالب للغرب، يقول إنها تتعلق بأمن روسيا، تشمل منع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). تأتي تلك الخطوة ومع انتشار ما يقدر بنحو 100 ألف جندي روسي بالقرب من أوكرانيا،
ويريد بوتين من التحالف الدفاعي الغربي التخلي عن التدريبات العسكرية والتوقف عن إرسال الأسلحة إلى أوروبا الشرقية، معتبراً ذلك تهديداً مباشراً لأمن روسيا.
وقال بلينكن إن المحادثات كانت “صريحة وموضوعية”، بينما قال لافروف إنها كانت “صريحة” وشهدت توافقا على “إجراء حوار عقلاني”.
وأضاف لافروف: “آمل أن تفتر المشاعر”.
وحذر بلينكن نظيره الروسي من رد “موحد وسريع وشديد” في حالة حدوث غزو روسي.
وقال بلينكن بعد المحادثات إن الولايات المتحدة مستعدة لاتباع الوسائل الممكنة للتعامل مع المخاوف الروسية بروح المعاملة بالمثل.
وتكهن محللون بأن هذا قد يشمل مزيدا من الشفافية حول التدريبات العسكرية في المنطقة، أو إحياء فرض قيود على نشر الصواريخ في أوروبا. وكانت هذه القيود منصوص عليها سابقا في معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، وهي اتفاقية تعود إلى حقبة الحرب الباردة، ألغتها الولايات المتحدة في عام 2019، بعد اتهام روسيا بانتهاكها.
كما دعا بلينكن روسيا إلى وقف ما سماه عدوانها على أوكرانيا، قائلاً إن حشد القوات يمنحها القدرة على مهاجمة البلد من الجنوب والشرق والشمال.
وقال إن الولايات المتحدة تعلم من تجربتها أن موسكو، التي ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، لديها أيضا “دليل شامل” للطرق غير العسكرية لتعزيز مصالحها، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية.
وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل تسليم “المساعدة الأمنية” لأوكرانيا في الأسابيع المقبلة. وأرسلت الولايات المتحدة أنظمة صواريخ موجهة مضادة للدبابات إلى أوكرانيا العام الماضي، بالإضافة إلى أسلحة صغيرة وذخيرة.
وقال بلينكن إن المحادثات تطرقت أيضا إلى إيران والمفاوضات حول قدراتها النووية، التي وصفها بأنها مثال على كيفية عمل الولايات المتحدة وروسيا معًا في القضايا الأمنية.
من جهته، وصف لافروف المحادثات بأنها كانت مفتوحة ومفيدة لكنه اتهم الناتو بالعمل ضد روسيا. وكرر موقف موسكو بأنها “لم تهدد أبدًا الشعب الأوكراني” وليس لديها خطط لمهاجمة أوكرانيا.
كما اتهم الحكومة الأوكرانية باستخدام “إرهاب الدولة” ضد المتمردين في الشرق و”تخريب” اتفاقيات مينسك للسلام بشأن الصراع هناك.
وقال لافروف إن الولايات المتحدة سترسل “ردودًا مكتوبة” على جميع مقترحات روسيا الأسبوع المقبل، لكن بلينكن قال فقط إن الولايات المتحدة تأمل في مشاركة “مخاوفها وأفكارها بمزيد من التفصيل المكتوب الأسبوع المقبل”.
وتأتي المحادثات بين الدبلوماسيين بعد يوم واحد فقط من كشف روسيا النقاب عن خطط لإجراء مناورات بحرية تشمل أكثر من 140 سفينة حربية وأكثر من 60 طائرة، في ما يُنظر إليه على أنه استعراض للقوة.
ويوم الخميس، قالت الولايات المتحدة إن ضباط المخابرات الروسية يجندون مسؤولين حاليين وسابقين في الحكومة الأوكرانية للتدخل كحكومة مؤقتة والتعاون مع قوة روسية محتلة في حالة الغزو.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على عضوين أوكرانيين حاليين في البرلمان واثنين من المسؤولين الحكوميين السابقين بتهمة المشاركة في المؤامرة.
ووصل بلينكن إلى جنيف بعد رحلة إلى كييف لإظهار الدعم لأوكرانيا، وكذلك بعد إجراء محادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في برلين.
وتحركت عدة دول أوروبية الآن لتعزيز الانتشار العسكري لحلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية. وقررت إسبانيا إرسال سفن حربية للانضمام إلى قوات الناتو البحرية في البحر المتوسط والبحر الأسود، وقالت الدنمارك أيضا إنها سترسل فرقاطة إلى بحر البلطيق.
وعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إرسال قوات إلى رومانيا.
وفي وقت سابق من الأسبوع، أعلنت بريطانيا أنها تزود كييف بقوات إضافية للتدريب والأسلحة الدفاعية.
وفي خطاب ألقته دعت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس يوم الجمعة، ، بوتين إلى “الكف عن أوكرانيا والتراجع قبل أن يرتكب خطأ استراتيجيًا جسيمًا” من شأنه أن يؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح.
وأثار الرئيس بايدن تساؤلات بشأن مدى اتساق النهج الأمريكي بشأن أوكرانيا يوم الأربعاء، عندما توقع بشكل قاتم أن روسيا “ستدخل” أوكرانيا، لكن بدا أنه يشير إلى أن “توغلا محدودا” قد يثير ردا أضعف من الولايات المتحدة وحلفائها.
واستفز ما قاله بايدن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي قال عبر موقع تويتر: “لا توجد عمليات توغل بسيطة. تماما كما لا تكون هناك خسائر طفيفة وحزن بسيط على فقدان الأحبة”.
وسعى بايدن لاحقا إلى التوضيح بالقول إن أي تحرك للقوات الروسية عبر الحدود الأوكرانية سيُعتبر غزوا، وأن موسكو “ستدفع ثمناً باهظاً”.
الولايات المتحدة تسلّم أسلحة “فتاكة” لكييف
سلّمت الولايات المتحدة تسعين طناً مما وصفته بـ “المساعدة الفتاكة” لأوكرانيا، بعد يوم واحد من محادثات روسية أمريكية في جنيف حول الأزمة الأوكرانية.
وتعد الشحنة، التي وصلت إلى كييف اليوم، الأولى في أعقاب وعد جديد من الرئيس الأمريكي جو بايدن بتقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا.
وقالت السفارة الأمريكية في كييف إن الشحنة تضمنت ذخيرة للقوات الأوكرانية على خطوط الجبهة لتمكينها من مواجهة أي اعتداء روسي.
وكانت الولايات المتحدة قد وافقت في الأيام الأخيرة على اقتراحات من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا بإرسال أسلحة أمريكية الصنع إلى أوكرانيا تشمل صواريخ مضادة للدروع وللطائرات.
وقد حشدت موسكو مئة ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، لكنها تنفي وجود أي خطط لديها لغزو جارتها.
وتفيد الأنباء بأن جو بايدن سافر إلى منتجع كامب ديفيد حيث من المقرر أن يلتقي بفريقه للأمن القومي خلال نهاية الأسبوع لبحث التوترات مع روسيا حول أوكرانيا.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد التقى بنظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في جنيف حيث عقدا محادثات وصفاها بالصريحة في محاولة منهما لتقليل فرص اندلاع صراع أوسع نطاقاً في أوكرانيا.
وكرر لافروف نفي موسكو بأن القوات الروسية هائلة العدد التي حُشدت بالقرب من الحدود مع أوكرانيا ستستخدم في غزو ذلك البلد.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة سترد بشدة على أي غزو لأوكرانيا.
ويسيطر المتمردون الموالون لروسيا على أجزاء واسعة من شرقي أوكرانيا منذ اندلاع حرب شرسة هناك قبل حوالي ثمانية أعوام.
استخدام أسلحة أمريكية لضرب أهداف داخل روسيا
أمام دعوات متزايدة من بعض أبرز الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) للسماح لكييف باستخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، أعلن مسؤول أمريكي الخميس أن الرئيس جو بايدن سمح لكييف باستخدام أسلحة أمريكية لضرب أهداف داخل روسيا، لكن هذه الموافقة تصاحبها بعض الشروط. وجاء هذا التغير في الموقف الأمريكي غداة تلميح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن واشنطن قد تغير مقاربتها الرافضة لاستخدام أسلحتها داخل روسيا. وظلت واشنطن متمسكة بهذه السياسة منذ بداية الحرب في أواخر شباط/ فبراير 2022.
وقال المسؤول دون الكشف عن هويته إن “الرئيس كلف فريقه التأكد من قدرة أوكرانيا على استخدام أسلحة أمريكية لشن هجوم مضاد في منطقة خاركيف، وذلك للرد عندما تهاجمها القوات الروسية أو تستعد لمهاجمتها”.
وأضاف أن الولايات المتحدة لا تزال تعارض تنفيذ ضربات أوكرانية في عمق الأراضي الروسية، موضحا أن “موقفنا من حظر استخدام صواريخ أتاكمس ومنع الضربات في عمق روسيا لم يتغير”.
ويصل مدى صواريخ أتاكمس البعيدة المدى التي زود بها الأمريكيون أوكرانيا إلى 300 كلم.
وباتت خاركيف الواقعة شرقي أوكرانيا هدفا لقصف شبه يومي يشن خصوصا من الأراضي الروسية.
ونقلت صحيفة بوليتيكو الأمريكية الخميس عن مسؤول أمريكي ومصدرين آخرين مطلعين قولهم إن بايدن أعطى الإذن سرا لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية في ضرب أهداف داخل روسيا قرب منطقة خاركيف فقط. ولم يذكر تقرير بوليتيكو متى أعطى بايدن هذا الإذن.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذر من خطر اندلاع صراع عالمي، إذا سمح حلفاء كييف الغربيون لها باستخدام الأسلحة التي يزودونها بها لضرب الداخل الروسي، وهو الأمر الذي تحث الحكومة الأوكرانية شركاءها على السماح به.
وألمح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء إلى أن الولايات المتحدة غيرت موقفها في ما يتعلق بالضربات الأوكرانية على الأراضي الروسية.
وقال للصحافيين خلال زيارة لمولدافيا، وهي دولة متاخمة لأوكرانيا، إنه “في وقت تغيرت فيه الظروف، وتغيرت فيه ساحة المعركة، وبينما غيرت روسيا الطريقة التي تدير بها عدوانها، فإننا قد تكيفنا وأنا مقتنع بأننا سنواصل القيام بذلك”.
وبدأ وزراء خارجية دول حلف الناتو الخميس اجتماعا في العاصمة التشيكية براغ، في ظل دعوات متزايدة لأبرز بلدان التكتل العسكري لرفع قيود تمنع كييف من استخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل روسيا.
وسيركز الاجتماع الذي يتواصل على مدى يومين على الجهود الرامية للتوصل إلى حزمة دعم لأوكرانيا في قمة الناتو المزمع عقدها في واشنطن في تموز/يوليو.
وردت موسكو بقوة، إذ حذر بوتين من “عواقب خطيرة” حال إعطاء البلدان الغربية أوكرانيا الضوء الأخضر. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن “الدول الأعضاء في الناتو، الولايات المتحدة وعواصم في أوروبا، تخوض منذ الأيام والأسابيع القليلة الماضية جولة جديدة من تصعيد التوتر”.
وتأمل الأطراف الداعية إلى تخفيف القيود على كييف بأن الزخم يزداد لدفع واشنطن وغيرها لتغيير موقفها، في وقت تواجه كييف صعوبة في التصدي للهجوم الروسي في منطقة خاركيف.
اعتقال راقصة باليه تبرعت بــ50 دولارا لجمعية خيرية موالية لأوكرانيا