في بيان خاص ورد لصحيفة العراقي اليوم الثلاثاء يفيد بالقول عن ان قياديا بارزا في تنظيم داعش الارهابي قتل في غرب إفريقيا يدعى أبو حذيفة، وذلك خلال عملية واسعة النطاق في منطقة ميناكا شمالي مالي، حسبما قالت باماكو في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي.
وأضاف البيان أنه تم التأكد من مقتل أبو حذيفة، ، بعد العملية، من دون ذكر اي تفاصيل اخرى
كان برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية قد حدد مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن أبو حذيفة، وذلك على خلفية اتهامه بالضلوع في هجوم وقع عام 2017 في النيجر وأسفر عن مقتل 4 جنود أميركيين ومثلهم من النيجر.
وخلال العقد الماضي، أدت الهجمات التي شنتها جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة و”داعش”، إلى مقتل آلاف الأشخاص في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، مما أدى إلى زعزعة استقرار منطقة الساحل بإفريقيا.
ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، أدت الأزمة الأمنية والإنسانية التي طال أمدها إلى تشريد أكثر من 3 ملايين شخص في المنطقة حتى شهر مارس.
تاريخ داعش الارهابي
يرجعُ تاريخ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى عام 1999 حينما أسَّس السلفي الجهادي الأردني أبو مصعب الزرقاوي جماعةً سمَّاها جماعة التوحيد والجهاد والتي تشتركُ مع داعش – الذي ظهر بشكلٍ فعلي عام 2014 – في الكثير من الأمور بما في ذلك الأيديولوجية؛ فالزرقاوي كان يُسمِّي الانتحاريين من جماعته بـ «الجهاديين» وقد حثهم على تنفيذ العمليات الانتحارية لبدءِ حربٍ مفتوحةٍ ضد الشيعة والجيوش الغربية وعدد من الهيئات والجماعات الأخرى.
اتحد مجلس شورى المجاهدين في الثاني عشر من تشرين الأول/أكتوبر 2006 مع ثلاثِ مجموعاتٍ أصغر وست قبائل سنية لتشكيلِ تحالفٍ أقوى تعهد «بتخليصِ السنة من قمعِ الروافض [يقصدُ المسلمين الشيعة] والمحتلين الصليبيين؛ ولاستعادة كل الحقوق وجعلِ كلمة الله هي العليا وكذا استعادة مجد الإسلام.» بعد يومٍ واحدٍ فقط من التعهد؛ أعلنَ مجلس شورى المجاهدين عن تأسيسِ دولة العراق الإسلامية والتي تضمُّ ست محافظات في العراق معظمها من العرب السنة؛ فعُيِّن أبو عمر البغدادي أميرًا لها؛ فيما عُيّن أبو حمزة المهاجر (ويُعرف أيضًا باسمِ أبو أيوب المصري) وزير حرب داخل مجلس الوزراء المُكوَّن من عشرةِ أعضاء.
وفقًا لدراسةٍ أعدها مجتمع الاستخبارات الأمريكي في أوائل عام 2007؛ فقد خطَّطت دولة العراق الإسلامية على الاستيلاء على السلطة في المناطق الوسطى والغربية من العراق وتحويلها إلى خلافة سنية. لقد تمتعت المجموعة بُعيد تشكيلها بقوّةٍ كبيرةٍ وبحضور أكبر في محافظات الأنبار وديالى وبغداد في حين حدّدت مدينة بعقوبة عاصمةً لها أيضًا.
أرسلت واشنطن المزيد من قواتها للعراق بعدما احتلته؛ كما زوّدت عناصرها هناك بأسلحة متطوّرة ما مكّن الأمريكان من اعتقال وقتل عددٍ من كبار أعضاء القاعدة في العراق (قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين)، وبين تمّوز/يوليو وتشرين الأول/أكتوبر 2007؛ ذُكر أن تنظيم القاعدة في العراق قد فقدَ قواعدهُ العسكرية الآمنة في محافظة الأنبار ومنطقة بغداد. مكَّنت سلسلةٌ من الهجمات الأمريكية والعراقية عام 2008 من طردِ «المتمردين» المؤيدين لتنظيمِ القاعدة من ملاذاتهم الآمنة السابقة مثل محافظتي ديالى والأنبار إلى مدينة الموصل.
بحلول عام 2008؛ كانت دولة العراق الإسلامية تقولُ إنها تمرُّ من «أزمة غير عادية»، وقد أدّت محاولاتها العنيفة لحكمِ الأراضي إلى رد فعلٍ عنيفٍ من العرب السنة العراقيين ومن باقي الجماعات المتمردة حتى ظهرت ميليشيا الصحوة التي قاتلت دولة العراق الإسلاميّة. صرَّح قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ريموند توماس أوديرنو في أواخر عام 2009 بأن دولة العراق الإسلامية «قد تحولت بشكلٍ ملحوظٍ في العامين الأخيرين … إنَّ ما كان يُهيمن عليه الأفراد الأجانب في السابق أصبح الآن أكثر هيمنةً من قِبل المواطنين العراقيين.» بحلول الثامن عشر من نيسان/أبريل 2010؛ قُتل اثنان من كبار قادة دولة العراق الإسلاميّة وهما أبو أيوب المصري (وزير الحرب)
وعمر البغدادي (أمير التنظيم) وذلك في غارةٍ أمريكيةٍ عراقيةٍ مشتركةٍ بالقربِ من مدينة تكريت. في مؤتمر صحفي عُقد في حزيران/يونيو 2010؛ أفادَ الجنرال أوديرنو أن 80% من كبار قادة دولة العراق الإسلامية البالغ عددهم 42 بما في ذلك المُجنِّدين والمموِّلين قد قُتلوا أو أُسروا مع بقاءِ ثمانيةٍ فقط طُلقاء؛ مؤكدًا على أنهم معزولون عن قيادة القاعدةِ في باكستان
عُيِّن أبو بكر البغدادي في السادس عشر من أيّار/مايو 2010 قائدًا جديدًا لدولة العراق الإسلامية. جدَّد البغدادي قيادة التنظيم عبر تعيينِ ضباط سابقين في القوة البرية العراقية وجهاز المخابرات الذين خدموا في عهد صدام حسين. أحاطَ هؤلاء الرجال – الذين كانوا قد اعتُقلوا جميعهم تقريبًا من قَبْلُ من طرفِ الجيش الأمريكي في معسكر بوكا – بالزعيمِ الجديد أبو بكر وشكّلوا نواة التنظيم خاصة أبو عبد الرحمن البيلاوي، أبو أيمن العراقي وأبو مسلم التركماني فضلًا عن العقيد سمير الخليفاوي المعروف أكثر باسمهِ حجي بكر الذي أصبحَ القائد العسكري العام المسؤول عن الإشرافِ على عمليات التنظيم؛ وكان له دورٌ فعالٌ وبارزٌ في القيام بالأعمال الأوليّة التي مهدت لظهورِ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
أصدرَ البغدادي في تمّوز/يوليو 2012 بيانًا صوتيًا على الإنترنت أعلنَ فيه أن التنظيم سيعود لمعاقل سابقة له كانت القوات الأمريكية والصحوة قد طردتهُ منها في عامي 2007 و2008، كما أعلنَ عن بدء عمليةٍ عسكريةٍ جديدةٍ في العراق سمَّاها «كسر الجدران» وتهدفُ إلى إطلاق سراح أعضاء التنظيم المُحتجَزين في السجون العراقية. بدأَ العنف يتصاعدُ في تلك الفترة في العراق؛ فشنَّ تنظيم دولة العراق الإسلامية الكثير من الهجمات عبر السيارات المُفخَّخة وبحلول تموز/يوليو من عام 2013 تجاوزَ عدد القتلى الشهري 1000 شخصٍ لأول مرة منذ نيسان/أبريل 2008.
هجمات لداعش الارهابي تحلف 20 قتيلا من الجيش السوري حسب بيان خاص