أفاد خبير في تتبع حركة الطائرات بأن الملياردير إيلون ماسك وصل إلى تل أبيب، اليوم الاثنين، في مستهل زيارة يعتزم قادة إسرائيليون لفت انتباهه خلالها إلى محنة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة ومناقشة تفاقم معاداة السامية على الإنترنت.
قصة الزيارة
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، سيزور تل أبيب اليوم الإثنين، لعقد لقاء مع رئيس إسرائيل إسحق هرتسوج، وعددا مع الإسرائيليين أقارب المحتجزين في غزة.
وأعلن مكتب هرتسوج عن الاجتماع مساء الأحد، قائلا: “في اجتماعهما، سيؤكد الرئيس على ضرورة العمل لمكافحة معاداة السامية المتزايدة على الإنترنت”، بحسب رويترز و”تايمز أوف إسرائيل”
وتتزامن زيارة ماسك مع هدنة مدتها أربعة أيام في الحرب بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلية في قطاع غزة، بعد نجاح الجهود المصرية والقطرية والأمريكية.
وأثار ماسك غضب المسؤولين الإسرائيليين في أكتوبر عندما قال إنه يعتزم توفير خدمة الإنترنت ستارلينك للفلسطينيين في غزة بعد أن قطعت إسرائيل جميع الاتصالات في القطاع.
وقال آفي شارف الخبير في حركة الطيران لدى صحيفة هآرتس الإسرائيلية عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي التي يمتلكها ماسك أن طائرة تقل الملياردير الذي يدير أيضًا تسلا وسبيس إكس هبطت في الصباح
والتقى نتنياهو بماسك في كاليفورنيا في الـ18 من سبتمبر/ أيلول وحثه على تحقيق التوازن بين حماية حرية التعبير ومكافحة خطاب الكراهية بعد أسابيع من الجدل حول المحتوى المعادي للسامية على منصة إكس.
ورد ماسك بأنه ضد معاداة السامية وضد أي شيء “يروّج للكراهية والصراع”، مكررًا تصريحاته السابقة بأن منصة إكس لا تروّج لخطاب الكراهية.
وتزايدت معاداة السامية ورهاب الإسلام في الولايات المتحدة وأنحاء العالم، بما في ذلك خلال الحرب المستمرة منذ سبعة أسابيع بين إسرائيل وحركة حماس.
إسرائيل تسيطر على ماسك : لا إنترنت لغزة
قال وزير الاتصالات الإسرائيلي إنه توصل لتفاهم مبدئي مع الملياردير الأمريكي إيلون ماسك/ مالك شركة سبيس إكس، يمنع تشغيل تقنية “ستارلينك” التي تقدم خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في غزة دون موافقة وزارة الاتصالات الإسرائيلية.
يأتي هذا، بعد تزايد المطالب بضرورة أن يكرر ماسك مع غزة، ما فعله مع أوكرانيا عندما بدأت الحرب الروسية، إذ سارع بتزويدها بإنترنت ستارلينك.
وقالت “وكالة أنباء العالم العربي” إن ماسك سيلتقي اليوم الاثنين الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج في إسرائيل، كما سيجتمع مع أقارب أسرى محتجزين في غزة، خلال زيارة يقوم بها حالياً لإسرائيل.
وقال مكتب هرتسوج “خلال اجتماعهما، سيؤكد الرئيس ضرورة العمل على مكافحة تزايد معاداة السامية على الإنترنت”.
كان ماسك، أعلن الشهر الماضي، أن شركة “ستارلينك” التابعة لـ”سبيس إكس” ستدعم خطوط الاتصالات في غزة مع “منظمات الإغاثة المعترف بها دوليا”.
وقال ماسك في منشور على منصته إكس: “لم تحاول أي محطات من غزة التواصل مع كوكبتنا من الأقمار الصناعية”، مضيفاً أن “سبيس إكس ستدعم روابط الاتصال مع منظمات الإغاثة المعترف بها دوليا”.
تواجه شبكة التواصل الاجتماعي “إكس” تهديدا بخسارة قرابة 75 مليون دولار من عائدات الإعلانات بحلول نهاية العام بسبب استياء الشركات من تصريحات مالكها حول اليهود والصراع بالشرق الأوسط.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أنه بعد مراجعة الوثائق الداخلية لمنصة إكس ، تبين أن الشركات الكبرى مستاءة من تصريحات رجل الأعمال إيلون ماسك مالك المنصة، بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة وموقفه من اليهود.
وبسبب هذه التصريحات توقفت شركات مثل Airbnb وAmazon وCoca-Cola وMicrosoft وغيرها عن الإعلان على الشبكة الاجتماعية أو تخطط للتوقف عن القيام بذلك.
كما قررت شركة والت ديزني، وشركتا IBM و Apple تعليق إعلاناتهما على شبكة التواصل الاجتماعي “إكس” بعد تصريحات مالكها إيلون ماسك بشأن اليهود.
وهناك 100 علامة تجارية في القائمة لديها إعلانات “معلقة تماما”، وعشرات أخرى مدرجة على أنها “معرضة للخطر”، وتشمل هذه الشركات عمالقة التكنولوجيا وسلاسل الوجبات السريعة والحملات السياسية.
وبحسب الصحيفة، فإن العديد منهم اتخذوا هذا القرار بعد تصريحات ماسك بشأن اليهود في 15 نوفمبر الجاري.
وسبق أن علق ماسك على منشور أحد مستخدمي شبكة التواصل، الذي كتب أن “السكان اليهود في الدول الغربية يقتربون من إدراك ينذر بالخطر بأن جموع الأقليات في هذه الدول لا يحبونهم كثيرا”، وكتب رجل الأعمال معلقا على المنشور: “أنت تقول الحقيقة المطلقة”.
وسبق أن اتهم الإعلام الإسرائيلي، ماسك، بالترويج لمعاداة السامية بعد موافقته على منشور أحد الحسابات على “إكس” جاء فيه أن “اليهود يستخدمون ضد البيض نفس الكراهية التي يطلبون من الناس التوقف عن استخدامها ضدهم”، وعلق ماسك على ذلك قائلا: “لقد قلت الحقيقة”.
وردا على الاتهامات بمعاداة ماسك للسامية، كتب على حسابه: “الأسبوع الماضي، كانت هناك مئات المنشورات الكاذبة في وسائل الإعلام تزعم أنني معاد للسامية. لا شيء أبعد عن الحقيقة من هذا”.
ضربات قوية
وكان ماسك تعرض الأسبوع الماضي لضربات قوية، إذ أعلنت شركات كبرى بينها ديزني وآبل و”آي بي إم”، إيقاف الإعلانات على منصة “إكس” مؤقتاً، بعد اتهامات له بمعاداة السامية.
كما طلبت المفوضية الأوروبية من أجهزتها تعليق حملاتها الإعلانية على المنصة الشهيرة التي يملكها الملياردير الأميركي المثير للجدل العام الماضي (2022).
فيما دان البيت الأبيض ما سماه “الترويج البغيض” لمعاداة السامية من قبل ماسك ومنصته.
إلا أن الرجل الخمسيني نفى كل تلك الاتهامات جملة وتفصيلاً، وفتح ما يشبه الحرب ضد شركة “ميديا ماترز”، وقرر جرّها إلى القضاء بعدما روجت، حسب تعبيره، لمعلومات مضللة عن “إكس”، ما دفع العديد من الشركات لوقف إعلاناتها على المنصة بدعوى معاداتها للسامية.
اتهامات
ولاحقت اتهامات معاداة السامية إيلون ماسك، خلال الأيام الماضية، بعدما ظهرت على منصة “إكس” منشورات مؤيدة لهتلر والنازيين.
كما رد الملياردير الأميركي على منشور يقول إن “اليهود يستخدمون ضد البيض نفس الكراهية التي يطلبون من الناس التوقف عن استخدامها ضدهم”، وعلق ماسك بالقول: “لقد قلت الحقيقة بالفعل”.
ودان البيت الأبيض ما اعتبره “ترويجا بغيضا” لمعاداة السامية من قبل ماسك.
كما قالت المفوضية الأوروبية: “شهدنا زيادة مثيرة للقلق في المعلومات المضللة وخطاب الكراهية في العديد من شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الأخيرة، وهذا بالطبع يشمل منصة (إكس)”.
وكان ماسك قد أثار أيضا جدلا كبيرا بعدما أدلى برأيه في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث قال في مقابلة مع المذيع أليكس فريدمان: “إذا كنت ترتكب إبادة جماعية ضد شعب كامل، فإنك ستترك خلفك كثيرا من الأشخاص الأحياء الذين سيكونون بالتبعية كارهين لإسرائيل”.
والثلاثاء أعلن ماسك أن منصة “إكس” ستتبرع بكل ما يأتي من الإعلانات والاشتراكات المرتبطة بالحرب في غزة، إلى المستشفيات في إسرائيل، والصليب الأحمر والهلال الأحمر في غزة.