سلط تقرير نشرته “مجموعة الأزمات” وهي فريق يضم أكثر من 100 من الصحفيين والدبلوماسيين ومراقبين حول العالم، على ارتفاع نسب الخطر المحتمل لتنظيم “داعش” في ظل انشغال العالم في مواجهة “كورونا”.
وانطلق التقرير اليوم (11 نيسان 2020)، من افتتاحية لصحيفة “النبأ” التي تصدر عن التنظيم المتطرف، والتي دعت بشكل واضح وصريح عناصر التنظيم إلى استغلال الأوضاع في العالم لشن هجمات مؤثرة وكبيرة.
يقع العراق في مقدمة البلدان التي قد تواجه مثل تلك الهجمات، وفق ما يشير التقرير، داعياً إلى مواصلة التنسيق والتعاون الدولي في مواجهة “داعش” وتخفيف حدة الأزمات والتوتر بما في ذلك الصراع الأميركي الإيراني.
وفيما يلي نص التقرير:
مع تسبب جائحة كوفيد-19 بإعادة ترتيب سريعة لأولويات صُنّاع السياسات وعامة الناس في سائر أنحاء العالم، تتراجع الصراعات التي كانت حتى وقت قريب تحتل موقع الصدارة في السياسات العالمية والنقاشات الجارية في وسائل الإعلام إلى الخلفية. ولا تشكل الحرب ضد تنظيم داعش في العراق وسورية ومناطق أخرى استثناءً على هذا.
لكن في حين جادل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن البشرية تواجه عدواً مشتركاً يتمثل في كوفيد–19، ومن ثم أطلق مناشدته للتوصل إلى “وقف إطلاق نار عالمي”، أوضح تنظيم داعش بأنه يرى الأمور بشكل مختلف. في افتتاحية جديدة في نشرته الأسبوعية، أبلغ التنظيم أعضاءه بأن حربه الممتدة على نطاق العالم ستستمر، حتى مع انتشار الفيروس. علاوة على ذلك، أخبرهم أن الأنظمة الأمنية الوطنية والدولية التي تساعد في كبح جماح التنظيم على وشك مواجهة أعباء تفوق طاقتها، وأن أعضاءه ينبغي أن يستغلوا ذلك إلى أقصى درجة ممكنة.
في الإحاطة الأخيرة لمجموعة الأزمات حول التداعيات المحتملة لكوفيد–19 على السياسات والصراعات العالمية، حذرنا من أن أزمة الصحة العامة هذه يمكن أن توفر فرصة للجهاديين لمهاجمة الدول التي أضعفتها الجائحة والتي تواجه أصلاً حالات تمرد مسلح، مع قيام المتشددين بـ “استغلال الفوضى” بشكل انتهازي. وقد أصدر داعش الأوامر لأعضائه في سائر أنحاء العالم بفعل ذلك تحديداً.
على الرغم من أن من المفهوم أن يركز العالم على مواجهة الجائحة، لكن ينبغي على الدول أن تتخذ خطوات للتحوّط من الخطر الذي يشكله تنظيم داعش. وعلى الرغم من أن بعض أعضاء التحالف الدولي لهزيمة التنظيم أعلنوا أصلاً أنهم سيسحبون جزءاً من قواتهم الموجودة في العراق بسبب المخاوف من انتشار كوفيد–19، ينبغي على الدول المحافظة قدر الإمكان على التعاون الدولي في محاربة داعش والذي لعب دوراً حيوياً في تقليص عمليات التنظيم. ويشمل ذلك المساهمات العسكرية الرئيسية مثل مساهمات الولايات المتحدة في العراق وفرنسا في غرب أفريقيا، لكن أيضاً التعاون البيني بين الدول الإقليمية التي تحارب التنظيم، الذي رسخ جذوره في مناطق مثل المنطقة الحدودية بين مالي والنيجر واستغل إلى أبعد حد فشل دول المنطقة في التنسيق بشكل فعال.
علاوة على ذلك، ينبغي على خصوم تنظيم داعش الإصغاء إلى نصيحة الأمين العام للأمم المتحدة ووضع صراعاتهم وتسوية حساباتهم جانباً، وهم يواجهون ليس العدو المشترك المتمثل في كوفيد–19 فقط بل أيضاً التهديد الجهادي المستمر. وذلك يعني – رغم أنه لا يبدو مرجحاً الآن – خفض تصعيد توترات مثل تلك القائمة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي لابد وأن تقوض الحرب لوقف داعش.
“أسوأ كوابيس الصليبيين“
نشر تنظيم داعش مقالته الافتتاحية حول كوفيد–19 في عدد 19 آذار/مارس من نشرته الأسبوعية النبأ، وهي جزء من تشكيلة التنظيم من المخرجات الإعلامية المنتظمة، والتي تشمل أيضاً صوراً، ومقاطع فيديو وخُطب مطولة لكبار قادته. وتوفر النشرة خلاصة للعمليات التي يقوم بها التنظيم على مستوى العالم، إضافة إلى افتتاحية، ومقالات تبرز “الولايات” المثالية، ومقالات دينية، وملخصات للأخبار العالمية ومعلومات على شكل مخططات بيانية. إن أهمية النبأ بالنسبة للتنظيم العابر للحدود ليست واضحة تماماً، لكن يبدو أن النشرة تهدف إلى إحاطة “ولايات” التنظيم – حتى النائية منها – بآخر مستجدات حملته العالمية العنيفة وتعريف أعضاء التنظيم بالخط المنهجي العام الذي يظلون دونه مشتتين ومعزولين. وقد استخدم تنظيم الدولة مخرجات إعلامية أخرى للترويج لتوزيع النبأ على أعضائه المحليين، وحصلت جيوش البلدان التي تحارب التنظيم على نسخ من النشرة خلال غاراتها على وحدات التنظيم.
الافتتاحية، التي جاءت تحت عنوان “أسوأ كوابيس الصليبيين”، تتحدث بشماتة عن أثر كوفيد–19 على الأعداء الكثر الذين يطلق عليهم تنظيم الدولة اسماً جماعياً هو “المشركون”. وتقول النبأ “فعل فيهم الخوف من هذا الوباء أكثر مما فعله الوباء نفسه”، في إشارة إلى قيام الناس في سائر أنحاء العالم بعزل أنفسهم في منازلهم وتوقف الأعمال التجارية. وانتشار قوات الأمن في الشوارع لوقف انتشار الفيروس، والأزمة الاقتصادية الوشيكة التي من شأنها نشر الأعمال الإجرامية والاضطرابات الاجتماعية.
حسب الافتتاحية، فإن أثر كوفيد–19 يصيب بالشلل الدول الغربية “الصليبية” على نحو خاص. مع مخاوف هذه الدول على الصحة العامة والسلامة، فإن “آخر ما يتمنونه أن يرسلوا المزيد من جنودهم إلى مناطق يحتمل انتشار المرض فيها، أو يضطروا إلى حشد عناصر الأمن والجنود في داخل البلاد في الوقت الذي يبذلون فيه جهدهم لتقليل الحشود والاحتكاكات بين الناس في مختلف وظائفهم”. وتتابع الافتتاحية قائلة بأن هذه البلدان تشعر بالضيق والقلق من “تصعيد [مقاتلي التنظيم] لعملياتهم العسكرية ضدهم وضد أوليائهم المرتدين في بلدان المسلمين” أو تكرار هجماتهم الإرهابية التي قاموا بها في الماضي في باريس، ولندن وبروكسل في وقت “وصل [فيه] انشغال مؤسسات [تلك الدول] الأمنية والطبية الحد الأقصى في بعض الأماكن”. إن آخر ما تحتاجه هذه الدول هي أعباء جديدة وهي تصارع لتقديم الرعاية لسكانها وتخفيف حدة الركود الاقتصادي. وتقول الافتتاحية إنه في هذه اللحظة، لا تستطيع القوى “الصليبية” التنسيق مع حلفائها وتخشى من أن “أعداء آخرين” – ربما روسيا والصين – يمكن أن يحققوا مكاسب على حسابها جميعاً.
رغم ذلك، وحتى لو كان الغرب يأمل في أخذ استراحة من هجمات “المجاهدين”، حسب قول التنظيم، فإنه ينسى أن عدوانه على المسلمين لم يتوقف. فالأسرى المسلمون يكابدون في السجون المكتظة، والنساء والأطفال يعانون في مخيمات الاحتجاز غير الإنسانية. ينسى الغرب كيف تعرض آخر المقيمين في باغوز في سورية، والموصل في العراق وسرت في ليبيا، وهي المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم، من الجوع والمرض، ليتم أيضاً قصفهم ودفنهم أحياء تحت الركام. وينسى أنه يستمر في التدخل عسكرياً في مناطق مثل أفغانستان وغرب أفريقيا، ويستمر في دعم حلفائه المحليين في حربهم ضد حالات التمرد المسلح.
وتخلص النبأ مما تقدم إلى أن من “واجب” المسلمين حماية أنفسهم وأحبتهم من انتشار كوفيد–19، لكن من واجبهم أيضاً العمل. وتأمر الافتتاحية أنصار التنظيم بتحرير المعتقلين المسلمين في السجون والمخيمات؛ وعدم إظهار أي رحمة لـ “الكُفار” و”المرتدين” في لحظة أزمتهم، وبدلاً من ذلك مهاجمتهم وإضعافهم، وجعلهم أقل قدرة على إلحاق الأذى بالمسلمين؛ وأن يتذكروا أن الكارثة التي تحل بالغرب وحلفائه “سيكون لها أثر كبير في الفترة القادمة على إضعاف قدرتهم على محاربة المجاهدين”. وتختم الافتتاحية بتذكير القراء بأن أفضل طريقة لتجنب عقاب الله – بما في ذلك فيروس كورونا – هي طاعته، وأن أحب أشكال الطاعة إلى لله هو “الجهاد” وإلحاق الألم بأعدائه.
لقد تطور خطاب تنظيم داعش حول كوفيد–19 بعد أن أصبح النطاق الجغرافي لانتشار الفيروس والضحايا البشرية منه أكثر وضوحاً. في كانون الثاني/يناير، ذكرت النبأ أن “مرضاً جديداً ينشر الموت والهلع” في “الصين الشيوعية”. ومن ثم انتشر الفيروس في إيران. فقالت النشرة بشماتة إن الوباء عقاب مثالي من الله لـ “وثنية” المسلمين الشيعة. يبدو أن التنظيم سلّم الآن بالانتشار العالمي للفيروس، رغم أنه يأمل بأن الله سيصيب بوبائه بشكل خاص الأمم “المشركة”.
هذا كله غير مفاجئ؛ ففلسفة داعش، في المحصلة، هي نقيض القيم التي ترتكز عليها المناشدة الإنسانية للأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش. إن عقيدة التنظيم تشمل التضامن مع مجتمع مسلم حصري، وطبقاً للتعريف الضيق لـ”المسلم” لدى التنظيم. إن النزعة الإنسانية العالمية لا تتطابق مع منظور تنظيم داعش للعالم.
دُول أضعفت وتعاون دولي مفكك
لكن في أعماق الخطاب العدواني للافتتاحية وتحريضها على العنف، هناك بعض الحقيقة؛ فمن شبه المؤكد أن كوفيد–19 سيعطل الجهود الأمنية المحلية والتعاون الدولي في محاربة تنظيم الدولة، ما سيسمح للجهاديين بالتحضير على نحو أفضل لهجمات إرهابية وتصعيد حملات حرب العصابات على ساحات حرب في سائر أنحاء العالم.
بطبيعة الحال، ليس الأمر كما لو أن تنظيم الدولة سيكشف الآن عن قدرة احتفظ بها على سبيل الاحتياط سابقاً. كما أشار توماس هيغهامر بعد مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي والمتحدث الرسمي باسمه أبي الحسن المهاجر في العام 2019، فإن تنظيم الدولة والتنظيمات الشبيهة به “قد وصلت أصلاً إلى حدودها القصوى من حيث النوايا”. إنها ليست بحاجة لدافع خاص لارتكاب العنف؛ وبدلاً من ذلك، المهم هو قدراتها الكامنة والمجال الذي يُسمح لها بالعمل فيه. داخل هذا المجال، يمكن عادة التوقع أنها ستستخدم تلك القدرات إلى الحد الأقصى. ولهذا السبب فإن عمليات تنظيم الدولة لم تكن مشحونة بنوع من الرغبة بالانتقام بعد مقتل البغدادي وأبي الحسن، رغم أن التنظيم حاول الادعاء بأن هجماته المسلحة المعتادة كانت نوعاً من حملة “ثأر” عالمية. ورغم قطع رأس التنظيم، فإن قدرات الوحدات شبه المستقلة المكوِّنة له حول العالم لم تتغير. لقد استمرت في عملها المهلك كالمعتاد.
بهذا المعنى، فإن تحريض الافتتاحية على العنف لا يشكل خبراً جديداً؛ فبالنسبة لتنظيم الدولة، الوقت دائماً مناسب للعنف. المهم فعلاً هو مدى قدرة التنظيم وما يسمح به سياقه العملياتي. إذا أصبح ذلك السياق أكثر مؤاتاة – كما تتوقع الافتتاحية – سيكون تنظيم الدولة أكثر قدرة على ترتيب وتنفيذ هجمات مركبة تستخدم موارد مكثفة، تلحق أضراراً بشرية كبيرة.
كانت هذه هي الرسالة الجوهرية لتقرير مجموعة الأزمات في العام 2016، استغلال الفوضى: القاعدة وتنظيم الدولة؛ أي أن نمو التنظيمات الجهادية في السنوات الأخيرة كان في معظم الأحيان نتيجة الحرب والفوضى وليس سببها الرئيسي. فتنظيم داعش، على سبيل المثال، أصبح تهديداً عالمياً بشكل أساسي باستغلاله الصراع المحلي وفشل الدولة في سورية، لينطلق من ثم ويجتاح العراق ويحاول تصدير نموذجه عالمياً.
على العكس من ذلك، فإن القوى السورية والعراقية المحلية وشركاءها الدوليين تمكنت من هزيمة تنظيم الدولة عبر الجهود المشتركة ووحدة الهدف، ولو بشكل مؤقت وغير مكتمل. منذ ذلك الحين، اعتمد منع التنظيم من العودة إلى الظهور في كلا البلدين على استمرار التعاون الدولي وعلى تجنب حدوث صراع جديد مدمر يخفف الضغط على ما تبقى من مسلحي التنظيم.
لنأخذ مثلاً حالة العراق، المركز الأصلي لما أصبح حملة التنظيم العابرة للحدود. هناك، كانت القوى المحلية هي التي قامت بمعظم القتال والتضحية بأرواحهم ضد داعش على الأرض. لكن تلك القوى العراقية اعتمدت أيضاً على التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لتقديم قدرات تقنية أساسية مثل الدعم الجوي والاستخباري، والمراقبة والاستطلاع لتتمكن الاستمرار في حربها ضد عناصر التنظيم. لكن مؤخراً، هددت التوترات الأوسع بين الولايات المتحدة وإيران استمرارية دعم التحالف للعمليات العراقية ضد التنظيم، حيث أصبحت الولايات المتحدة والفصائل شبه العسكرية الحليفة لإيران منخرطة في هجمات صاروخية وضربات جوية متبادلة. وقد منح ذلك العنف زخماً جديداً لجهود بعض الكتل السياسية العراقية للضغط على الحكومة لدفع الولايات المتحدة والقوى الأجنبية الأخرى للخروج من البلاد.
أضف إلى ذلك الآن كوفيد–19. لقد أعلن أعضاء التحالف، بمن فيهم بريطانيا، وفرنسا وإسبانيا جميعاً أنهم سيسحبون جنودهم من العراق، بسبب مخاطر الوباء وتوقف عمليات تدريب القوات العراقية لذلك السبب أيضاً. إذا تعرض دعم التحالف الدولي، الذي تَقوّض استقراره أصلاً بسبب التوترات الأمريكية – الإيرانية، للتهديد أيضاً من فيروس كورونا ونزعة الدول الأعضاء المفهومة لإعادة التموضع، فإن الدولة العراقية التي تصارع هي أيضاً مع تفشي الجائحة ستصارع على الأرجح لاحتواء مقاتلي تنظيم الدولة كذلك.
إن كوفيد–19 يهدد الآن التضامن والتعاون الدوليين اللذان كانا محوريين لمحاربة تنظيم داعش في مناطق أخرى أيضاً مثل الساحل الأفريقي، وحوض بحيرة تشاد وأفغانستان، حيث حاولت القوى المحلية وشركاؤها الدوليون احتواء “ولايات” تنظيم داعش. في غرب أفريقيا، حتمت عمليات التنظيم المتنقلة بسهولة عبر الحدود الوطنية في الساحل وحول بحيرة تشاد بذل جهود مشتركة لمواجهته من قبل الدول الإقليمية، بدعم من فرنسا، والولايات المتحدة ودول أخرى – رغم أن تلك الجهود لم تخضع دائماً وبشكل مفيد لاستراتيجية سياسية منسقة. من المرجح أن تجعل الجائحة هؤلاء المتمردين الذين يتمتعون بسرعة الحركة أكثر خطورة، بالنظر إلى أنها تبطئ وتضعف الحكومات والجيوش المحلية. إذا انهار التعاون بين الدول الإقليمية التي تواجه أزمات محلية في الصحة العامة، أو إذا دفع فيروس كورونا الشركاء إلى الانسحاب كما يبدو أن البعض يفعل في العراق، فإن التبعات يمكن أن تكون مكلفة.
يدرك تنظيم داعش هذا الاحتمال، طبقاً لافتتاحيته؛ ويتوقع أن كوفيد–19 سيشغل أعداءه ويقسمهم؛ وبالتالي فإنه سيضعف قدرتهم واستعدادهم لـ “لمحاربة المجاهدين”، كدول منفردة أو بشكل جماعي.
إضافة إلى استجابة الصحة العامة المنسقة دولياً لتفشي كوفيد–19، حثت مجموعة الأزمات على إبقاء جهود السلام ومنع الصراع حية والمحافظة على القنوات الخلفية لإدارة مخاطر التصعيد في مناطق متوترة. وقد جادلت مجموعة الأزمات أنه يمكن لفيروس كورونا أن يشكل فرصة “لخفض التصعيد لأغراض إنسانية”، بين الولايات المتحدة وإيران بشكل خاص. لكن على الجانب الآخر، إذا عطلت هذه الجائحة التعاون الدولي القائم – أو إذا أدت إلى نشوء صراع جديد – فإن تنظيم داعش سيستغل ذلك.
من المرجح أن يستفيد التنظيم في كل الأحوال، حيث يستنزف كوفيد–19 قوة أعدائه. وحتى لو انصب الاهتمام العالمي، عن حق، على الاستجابة للجائحة، فإنه ينبغي أن نحضر أنفسنا أيضاً لاحتمال أن يصبح العنف المحلي والإرهاب الدولي اللذان يمارسهما التنظيم أسوأ. إن تخفيف ذلك الضرر سيتطلب تعاوناً دولياً مستمراً لمواجهة داعش ودعماً لدول المواجهة التي عانت أكثر من غيرها على أيدي عدو تشكل أيديولوجيته الشوفينية غير المتسامحة العكس تماماً من ذلك النوع من النزعة الإنسانية الذي تتطلبه هذه اللحظة.