أكد خبراء في المجال الأمني، أن مقتل من يسمى بـ(والي العراق) لتنظيم داعش في مناطق نائية من سلسلة جبال حمرين (شمال شرقي العراق)، سيكون له تأثير كبير في تقليل العمليات الإرهابية التي تنفذها فصائل ومفارز مسلحة تابعة لتنظيمات داعش في العراق.
وقال الأمين العام السابق في وزارة البيشمركة اللواء جبار ياور، للحرة أن “تنظيم داعش الارهابي لديه مجموعة من القياديين الذين يقودون التنظيم في سوريا والعراق وليبيا وبعض الدول الأخرى، واستهداف هؤلاء القياديين في التنظيم يضعف معنوياتهم، ويقلل من العمليات العسكرية التي يقوم بها أنصار التنظيم في مناطق مختلفة من البلاد”.
وأوضح ياور أن “تاثير تنظيم داعش على المجتمع العراقي تراجع خلال السنوات الأخيرة “بفضل التنسيق الكبير بين الأجهزة الأمنية العراقية وقوات التحالف الدولية”.
وذكر أن “أغلب عناصر تنظيم داعش ينتشرون في الشريط الفاصل بين مدن إقليم كردستان وبقية المحافظات العراقية، الذي يبدأ من منطقة خانقين على الحدود الإيرانية وينتهي في منطقة سحيلة عند الحدود السورية العراقية بطول 600 كلم”.
وبين أن “هناك فراغات أمنية كثيرة وواسعة تقع في هذه المناطق “يصل مساحاتها في بعض الأماكن إلى 40 كلم طولا و40 كلم عرضا مما يسمح للفصائل التابعة لتنظيم داعش بالتحرك بحرية في تلك المناطق، وتنفيذ بعض العمليات الارهابية فيها”.
وبخصوص أعداد المنضوين في هذه التنظيم بالعراق، أكد ياور أنه “لا توجد أرقام مؤكدة بشأن إحصائياتهم”، موضحا أن “أعدادهم قليلة تتراوح ما بين 300 إلى 500 عنصر في عموم العراق”.
وما يؤكد ذلك قلة العمليات الإرهابية التي نفذها عناصر التنظيم خلال الأشهر التسعة الأخيرة، إذ لم تتجاوز 20 عملية، وهي قليلة بالمقارنة مع العمليات التي نفذتها تلك العناصر في العام 2018 إذا بلغت آنذاك أكثر من 400 عملية، بحسب قوله.
وذكر ياور أن “الحكومة الإتحادية نسقت مع وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان، من أجل سد الفراغات التي تعاني تخلخلا أمنيا في محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى والأنبار”، مشيرا إلى أنه “تم إنشاء لواءين مشتركين من قوات البيشمركة والجيش العراقي، ستكون مهتمهما التمركز في المناطق الرخوة أمنيا، التي ينشط فيها عناصر تنظيم داعش”.
وبحسب قوله فإنّ هذين اللواءين تم تعيين منتسبيها وصرف رواتبهم من قبل الحكومة الاتحادية، لكنه لم يتم نشرهم في هذه المناطق، لأنهم بحاجة إلى تدريبات وتجهيزات وأسلحة ومعدات للبدء بمهامها.
من جانبه، ذكر المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، أن “عملية مقتل (والي العراق) لتنظيم داعش، تمت بجهود مشتركة بين قوات التحالف الدولية والقيادات الأمنية العراقية”.
وأكد أن “التحالف الدولي كان دوره منصبا على دعم القوات العراقية بمعلومات استخبارية، والعملية كانت دقيقة جدا، جاءت نتيجة عمل وتخطيط لمدة ثلاثة أشهر”، مشيرا إلى أن “العملية قد أسفرت عن مقتل 9 من عناصر التنظيم من بينهم (والي العراق) والعملية بحسب قوله مازالت مستمرة لحين التأكد والتحقق من القتلى عن طريق الـ(DNA)”.
وأوضح الخفاجي أن “العمليات العسكرية ضد تنظيمات داعش ستستمر بالتنسيق مع قوات التحالف الدولية لحين القضاء على آخر داعشي في العراق، لا سيما في المناطق الوعرة التي يتمركزون فيها في سلاسل جبال حمرين”، لافتا الى أن “نجاح هذه العملية جاء نتيجة التعاون والتنسيق العالي بين القيادات الأمنية العراقية وقوات التحالف الدولية التي تدعم باستمرار القوات العراقية بالمعلومات الاستخباراتية والفنية والتدريبية وحتى التجهيز بأحدث أنواع الأسلحة والعتاد”.
في حين أكد الخبير الأمني العميد عدنان الكناني، أن “تنظيم داعش في العراق لا يمكنه القيام بالتحشيد البشري حاليا، لأن كل المنتمين لهذا التنظيم مطلوبون قضائيا لدى الأجهزة الأمنية العراقية فضلا أن المجتمع العراقي ينبذ هذا التنظيم بعدما كشفت حقيقته لدى الجميع، بفعل الجرائم التي ارتكبوها ضد ابناء الشعب العراقي”.
ويرى الكناني أن “مقتل قائد تنظيم داعش أو ما يسمى (والي العراق) من شأنه زعزعة صفوف تنظيمات داعش الموجودة في العراق، لا سيما أن العمليات العسكرية مستمرة ضد عناصر التنظيم في جميع أنحاء العراق، خاصة في المناطق الرخوة التي تعاني فراغا أمنيا”.
وهو يرى أن “استمرار وجود نشاط لهذا التنظيم داخل العراق إلى الآن، يعود لأسباب عدة، من بينها أن قادة هذا التنظيم مرتبطون بتنظيمات دولية تدعمهم وتقودهم كما أنهم داخليا يقتاتون على الخلافات السياسية بين الأحزاب العراقية”.
ولفت الكناني الى أن “موقع مخيم الهول بالقرب من العراق يعد سببا لقدوم أتباع هذا التنظيم إلى العراق”.
وعد المخيم “بمثابة قنبلة موقوتة لأنه يضم أكثر 60 ألف داعشي من بينهم 9500 من غير العرب”، محذرا أن “هذا المخيم صار “أشبه بأكاديمية لنشر الفكر الداعشي”.
ودعا “المجتمع الدولي إلى ضرورة العمل على إزالة من هذا المخيم، والتخلص منه، لأن غالبية الذين يعيشون هناك هم بمثابة أدوات للقتل، فهم يرون أن القتل حالة صحية”، بحسب تعبيره.
ويرى الكناني أن “أفراد تنظيم داعش الذين تم نقلهم من مخيم الهول إلى مخيم الجدعة جنوب الموصل، لا يشكلون خطرا كبيرا على العراق”، مؤكدا أنهم “بحاجة إلى اهتمام أكثر من الجهات المعنية، لكي يستطيعوا الاندماج مع المجتمع، والخروج من دائرة الفكر الداعشي”.
وبين “أنهم لا يستطيعون الالتحاق بعناصر تنظيم داعش ومفارزها التي تنفذ عمليات ارهابية في العراق، بين الفينة والأخرى”.
وأعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم الثلاثاء 22 من تشرين الاول الجاري، عن قيام جهاز مكافحة الإرهاب والأمن الوطني، بإشراف من قيادة العمليات المشتركة بتنفيذ عملية بطولية أدت إلى مقتل قائد تنظيم داعش أو ما يسمى (والي العراق) مع 8 من عناصر التنظيم الإرهابي في منطقة جبال حمرين، شمال شرقي البلاد.