يوم 8 نيسان/أبريل 2024، يستعد عدد كبير من سكان المكسيك والولايات المتحدة الأميركية وكندا لمتابعة كسوف كلي للشمس سيستمر للحظات ويتحول خلاله النهار إلى ليل. وحسب وكالة ناسا، سيكون هذا هو آخر كسوف كلي للشمس يمكن رؤيته في الولايات الـ 48 السفلى حتى عام 2044.
وتاريخيا، ارتبط كسوف الشمس الكلي ببعض الأحيان بأحداث غيرت مجرى التاريخ حيث لعبت هذه الظاهرة الفلكية دورا هاما في تحديد مسار العديد من المناطق بالعالم.
معركة الكسوف عام 585 قبل الميلاد
حسب المؤرخ الإغريقي هيرودوتس (Herodotus)، لعب كسوف كلي للشمس دورا بارزا في إنهاء معركة مصيرية بين دولتين بالقرب من نهر هاليس (Halys) بوسط تركيا حاليا. فعلى مدار نحو 5 سنوات، تقاتل الميديون والليديون للسيطرة على الأناضول. وخلال معركة الكسوف، شهدت ساحة القتال يوم 28 أيار/مايو عام 585 قبل الميلاد كسوفا كليا للشمس. وأمام مظهر النهار الذي تحول لليل، ألقى الجنود بأسلحتهم وتوقفوا عن القتال.
عقب هذه الواقعة، تحدث الجميع حينها عن إشارة إلهية تفيد بغضب الآلهة بسبب تواصل القتل والحرب. وأمام هذا الوضع، اتجه الجميع حينها لإنهاء العمليات القتالية والتفاوض لوضع حد الحرب.
كسوف أنهى عظمة أثينا
خلال الحرب البيلوبونيسية التي وضعت الحلف الديلي، بقيادة أثينا، في وجه الرابطة البيلوبونيسية بقيادة أسبرطة، وجدت القوات الأثينية نفسها متأخرة أمام قوات المدينة-الدولة الصقيلية، نسبة لجزية صقلية الإيطالية، سيراكيوز (Syracuse). ومع تزايد خسائره البشرية، أمر القائد الأثيني نيسياس (Nicias) قواته يوم 27 آب/أغسطس سنة 413 قبل الميلاد بالتراجع نحو الشواطئ والاستعداد للعودة نحو الوطن.
المؤرخ بلوتارخ، شهد ذلك اليوم كسوفا كليا للشمس. ومع تحول النهار لليل، أمر نيسياس قواته بالتريث والانتظار قبل الإبحار. إلى ذلك، استغلت قوات سيراكيوز هذا الأمر، لتهاجم القوات الأثينية، التي تأخرت في الرحيل، وتفتك بعدد كبير منها.
أضعف هذا الهجوم الأخير القوة العسكرية لأثينا التي سرعان ما فقدت مكانتها وهيبتها بالبحر الأبيض المتوسط. وحسب العديد من المؤرخين، مثلت هذه الهزيمة بصقلية بداية نهاية الهيمنة الأثينية.
كسوف كلي أنقذ حياة كولومبوس
بعد مضي 12 سنة عن حلوله بسان سلفادور وبلوغه القارة الأميركية، تواجد المستكشف الإيطالي الأصل كريستوف كولومبوس بمهمة لاستكشاف سواحل وسط القارة الأميركية. وبسبب عدد من المشاكل بسفينته، اضطر الأخير للنزول بشكل عاجل بجامايكا.
وبادئ الأمر، رحّب السكان الأصليون بكولومبوس وطاقمه ومنحوهم المأوى والغذاء. لاحقا، تدهورت العلاقة بين الطرفين بسبب العمليات التجارية التي وصفها السكان الأصليون بغير العادلة. وأمام هذا الوضع، اتجه سكان جامايكا لقطع الإمدادات الغذائية عن كولومبوس وطاقمه الذي أصبح مهددا بالموت جوعا.
أمام هذا الوضع، قرأ كولومبوس بإحدى الوثائق الفلكية عن كسوف كلي للشمس أواخر شباط/فبراير 1504. وانطلاقا من ذلك، تحدث البحار الأوروبي للسكان الأصليين عن غضب إلهي وقرار بحجب الشمس وتغيير لون السماء بسبب رفضهم منحه الطعام.
وعقب هذا الكسوف الكلي، آمن السكان الأصليون بكلام كولومبوس واتجهوا لمنحه الغذاء الكافي لينجوا بذلك هؤلاء البحارة الأوروبيون من الموت جوعا.
خطورة النظر إلى الشمس بالعين المجردة
سيتمكن ملايين الأشخاص على طول مسار يبدأ من المكسيك إلى الولايات المتحدة ثم كندا من مشاهدة الكسوف الكلي للشمس الذي سيحصل يوم الاثنين المقبل.
ومن المتوقع أن يستمر كسوف الشمس قرابة أربع دقائق ونصف، حيث يحجب القمر الشمس تماما، في ظاهرة طبيعية لا تخلو من الخطورة لأولئك الراغبين بمشاهدة هذا الحدث النادر.
وفقا لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، يبدأ الكسوف يوم الثامن من أبريل فوق جنوب المحيط الهادي، ويصل مساره إلى ساحل المكسيك على المحيط الهادي نحو الساعة 11:07 صباحا بتوقيت المحيط الهادي قبل دخول الولايات المتحدة في تكساس.
ثم يمر مساره عبر أوكلاهوما وأركنسو وميزوري وجزء صغير جدا من تنيسي وإيلينوي وكنتاكي وإنديانا وأوهايو ومساحة صغيرة من ميشيغان، وبنسلفانيا ونيويورك وفيرمونت ونيوهامشير ومين.
ويدخل المسار بعد ذلك كندا في أونتاريو وينتقل عبر كيبيك ونيو برونزويك وجزيرة الأمير إدوارد وكيب بريتون، ويخرج من أميركا الشمالية القارية على ساحل نيوفاوندلاند على المحيط الأطلسي بكندا، الساعة 5:16 مساء بتوقيت نيوفاوندلاند.
ومن المقرر أن يكون الكسوف الجزئي مرئيا للناس في جميع الولايات الأميركية المتجاورة الثماني والأربعين.
حذر الخبراء من أنه من غير الآمن النظر مباشرة إلى الشمس الساطعة دون استخدام وسائل حماية العين المتخصصة المصممة للنظر نحو أشعة الشمس.
ووفقا لهؤلاء الخبراء، فإن مشاهدة الكسوف من خلال عدسة الكاميرا أو المنظار أو التلسكوب دون استخدام مرشح شمسي خاص يمكن أن يعرض العين لأشعة الشمس الضارة والتسبب في الإضرار بها.
وينصح هؤلاء باستخدام نظارات آمنة أو نظارة شمسية آمنة محمولة باليد، مشيرين إلى أن النظارات الشمسية العادية ليست آمنة لمشاهدة الشمس.
ويؤكدون أن اللحظة الوحيدة التي يمكن فيها إزالة حماية العين بأمان أثناء كسوف الشمس الكلي وهو الوقت القصير الذي يحجب فيه القمر سطح الشمس بالكامل.
ووفقا لنصائح منشورة على موقع وكالة “ناسا” فإن مشاهدة أي جزء من الشمس الساطعة من خلال عدسة الكاميرا أو المنظار أو التلسكوب بدون مرشح شمسي مخصص لهذا الغرض سيؤدي على الفور إلى إصابة شديدة في العين.
نصائح للكسوف الجزئي
يختلف كسوف الشمس الجزئي أو الحلقي عن كسوف الشمس الكلي، فلا توجد فترة من الكسوف الكلي يحجب فيها القمر وجه الشمس الساطع تماما.
لذلك، أثناء كسوف الشمس الجزئي أو الحلقي، ليس من الآمن أبدا النظر مباشرة إلى الكسوف دون حماية مناسبة للعين.
عند مشاهدة كسوف الشمس الجزئي أو الحلقي مباشرة بعينيك، يجب عليك النظر من خلال نظارات رؤية شمسية آمنة “نظارات الكسوف” أو عارض شمسي آمن محمول باليد في جميع الأوقات.
نظارات الكسوف ليست نظارات شمسية عادية، لأن النظارات الشمسية العادية، مهما كانت داكنة، ليست آمنة لمشاهدة الشمس، حيث تعتبر أجهزة العرض الشمسية الآمنة أكثر قتامة بآلاف المرات، وفقا لناسا.
تنصح الوكالة الراغبين بمشاهدة الحدث بفحص نظارات الكسوف أو جهاز العرض المحمول قبل الاستخدام، لمعرفة ما إذا كانت هناك خدوش أو تلف في أحد الأجزاء وبالتالي يجب عدم استخدامها بتاتا.
كذلك تنصح بعدم النظر للشمس من خلال عدسة الكاميرا أو التلسكوب أو المنظار أو أي جهاز بصري آخر أثناء ارتداء نظارات الكسوف أو استخدام عارض شمسي محمول، لأن الأشعة الشمسية المركزة سوف تحترق عبر المرشح وتتسبب في إصابة خطيرة للعين.
نصائح للكسوف الكلي
يجب أن تتم مشاهدة الشمس من خلال نظارات الكسوف أو جهاز عرض الطاقة الشمسية المحمول أثناء مراحل الكسوف الجزئي قبل وبعد الكسوف الكلي.
لا يمكن مشاهدة الكسوف مباشرة دون حماية مناسبة للعين إلا عندما يحجب القمر وجه الشمس المشرق تماما، خلال الفترة القصيرة والمذهلة المعروفة باسم الكسوف الكلي.
ويمكن معرفة أن الأمر آمن عندما لا يمكن رؤية أي جزء من الشمس من خلال نظارات الكسوف أو عارض الطاقة الشمسية.
بمجرد رؤية ولو القليل من الشمس الساطعة تعود للظهور بعد الكسوف الكلي، يجب ارتداء نظارات الكسوف مرة أخرى على الفور أو استخدم عارضا شمسيا محمولا للنظر إلى الشمس.
عبير فؤاد تحذر مواليد 5 أبراج من كارثة في 8 أبريل
مع اقتراب موعد كسوف الشمس الكلي في 8 أبريل، تحذر خبيرة الأبراج عبير فؤاد من مخاطر تواجهها 5 أبراج خلال هذه الفترة.
عبير فؤاد، في تصريح خاص لـ”مصراوي”، أوضحت أن كسوف الشمس يحدث في برج الحمل، ويسبب متاعب ومخاطر لمواليد 5 أبراج.
ونصحت هؤلاء المواليد بضرورة توخي الحذر والانتباه خلال هذه الفترة، وذلك لتجنب حدوث أي مخاطر
هل الكسوف الكلي للشمس له التأثير على الحالة النفسية ؟