لا تعد القوة الداخلية من السمات التي يولد بها الطفل، ولكنها تتطور نتيجة تفاعله اجتماعيا مع والديه اللذين يضعان الأساس لنموه خلال أعوامه الأولى.
وخلال مرحلة التعليم الابتدائي وفترة البلوغ، يكون الهدف هو الحفاظ على هذه العلاقة بين الطفل ووالديه، إذ إن الأسرة -إلى جانب البيئة المدرسية- لديها التأثير الأكبر على كيفية تعلم الأطفال طريقة التعامل مع حالات التوتر والمواقف الصعبة، بأسلوب جيد.
وفي ما يلي 7 نصائح لاثنين من الخبراء بشأن دور الوالدين في تعزيز الثقة بالنفس لدى أطفالهم.
1- إعطاء إشارة على الحب والدعم
تقول ميشائيلا جوكه، من المركز الاتحادي الألماني للتثقيف الصحي في كولونيا في تقرير ترجمته صحيفة العراق على إنه “من الضروري أن يكون الآباء إلى جانب أبنائهم من أجل تنمية شخصياتهم، وذلك عن طريق التحدث معهم، مع تقديم الدعم والثقة للطفل”.
وأوضحت أن الأطفال الذين يشعرون بأنهم محبوبون ومقبولون، سيكون تكوينهم للمشاعر الطيبة تجاه أنفسهم أمرا أكثر سهولة.
من جانبها، تحدثت كريستيانه كوتيك، وهي مدربة على الأبوة والأمومة في ميونخ، عن احتياج الطفل إلى “الدفء الأسري”، الذي يتضمن الشعور بأنه محبوب في المنزل وقادر على الاسترخاء، وقالت إن “الأطفال لا يكتسبون احترام الذات من التلاميذ الآخرين في المدرسة، ولكن من المنزل”.
2- إعطاء الاهتمام الكامل
حتى لو لم يعودوا صغارا، وإن كانوا قادرين على القيام بعديد من الأمور، يحتاج الأطفال إلى الاهتمام الكامل من جانب والديهم حتى يتمكنوا من بناء شعور قوي بتقدير الذات.
وتنصح كريستيانه كوتيك، قائلة “يجب على الآباء أن يضعوا هواتفهم الذكية جانبا أكثر من المعتاد، وأن يكرسوا أنفسهم بشكل كامل وتام لأبنائهم”، لأن ذلك يوضح للطفل مدى أهميته بالنسبة إلى والديه، كما يوفر مناخا للحديث عن التجارب.
3- تحديد إشارات إيجابية
تشير كوتيك إلى أن الأطفال يحتاجون إلى الدعم العاطفي خلال مرحلة التعليم الابتدائي وفترة البلوغ، ويجب أن يحصلوا على دفعة إيجابية، ببداية جيدة لليوم، على سبيل المثال، وتضيف أنه “يجب على الآباء والأبناء أن يحصلوا على الوقت الكافي، لكي يقولوا لبعضهم بعضا: إلى اللقاء، قبل الذهاب إلى المدرسة”، فذلك يدعم الطفل عندما يرسله والداه إلى المدرسة مع التوجه إليه بأمنيات طيبة.
4- أن يكون الوالدان قدوة في التعامل
من الممكن أن يواجه الأطفال في حياتهم اليومية أنواعا مختلفة من المشاكل. وتقول جوكه في هذا الصدد إنه “يمكن للوالدين تقديم الدعم لأبنائهم، من خلال توضيح كيفية تعاملهم مع الأعباء التي يواجهونها بأنفسهم”، وذلك بحثهم على الاحتفاظ بهدوئهم، والسعي إلى الحصول على الدعم وقبوله عند الاحتياج.
5- تعلم حل النزاعات
يتعلم الأطفال داخل أسرتهم، وعن طريق والديهم، كيفية التعامل مع النزاعات وطريقة حلها. ويعتبر الآباء والأمهات قدوة مهمة جدا. وتقول جوكه “يجب أن يتعامل الأطفال فض بعض النزاعات بأنفسهم، من دون تدخل الوالدين. خاصة عند تعاملهم مع الآخرين من الفئة العمرية نفسها، أو مع الأشقاء”. ولتحقيق ذلك يجب أن يتعلم الأطفال أن يتحدثوا مع بعضهم بعضا وأن يتوصلوا إلى حلول وسط، لأن ذلك يعطيهم ثقة بالنفس عند مواجهة المواقف الصعبة.
6- تعزيز الاستقلال
كلما صار الأطفال أكبر سنا، زادت الضرورة لتشجيعهم على اتخاذ قراراتهم الخاصة وتحمل مسؤولية أفعالهم. وتقول جوكه “عندما يجرب الأبناء الأمور بأنفسهم ويتعلمون من أخطائهم، فإنهم يتعرفون على أنفسهم أيضا بشكل أفضل”، ومن ثمّ تنمو شجاعتهم وثقتهم بأنفسهم.
7- تشجيع المواهب والهوايات
تنصح كوتيك قائلة “من المدرسة الابتدائية فصاعدا، يحتاج الأطفال إلى هواية لتعزيز شخصيتهم، وتكون في أفضل الأحوال هواية خارج المدرسة”. وفي حال لم يعبر الطفل عن أي رغبة، يجب تشجيعه على اكتشاف اهتماماته ومواهبه، إذ إن إدراك الطفل أنه يجيد القيام بشيء ما، يعزز وعيه بنفسه. وفي الوقت نفسه، يمكن للهوايات أن تقوم بموازنة الحياة المدرسية اليومية، وأن تساعد في تقليل التوتر.
اصابتك باضطراب الشخصية الحدية “تعرف على الاعراض”