وجدت دراسة فريدة من نوعها أن فيروس كورونا أدى إلى انخفاض بسيط، لكنه مستمر في الذاكرة والإدراك للمرضى الذين أصيبوا به الامر الذي اثار جدلا كبيرا في الفترة الاخيرة
وبحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء، فقد أكمل 34 متطوعاً تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، 11 مهمة عبر الكومبيوتر خلال يومين متتاليين قبل إصابتهم عمداً، عن طريق الأنف، بفيروس كورونا في أوائل عام 2021.
وعلى الرغم من أن المشاركين لم يبلغوا عن أي عجز إدراكي بعد تعرضهم الأولي لفيروس كورونا، فقد وجدت ست جولات من الاختبارات الإدراكية أن الإصابة بفيروس كورونا تسببت في انخفاضات صغيرة، لكنها مستمرة في الدرجات المعرفية.
ويضيف هذا الاكتشاف – الذي نُشر السبت في مجلة «eClinicalMedicine» إلى الأدلة على أن «كوفيد – 19» ربما أدى إلى تغييرات إدراكية قابلة للقياس حتى لو لم يلاحظ المتعافون منه ذلك.
وكتب آدم هامبشاير و غريغوري سكوت من قسم علوم الدماغ في إمبريال كوليدج لندن، واللذان شاركا في الدراسة: «ينبغي للأبحاث المستقبلية أن تدرس الآليات البيولوجية المسببة لهذه العلاقة بين الإصابة بـ(كورونا) والضعف الإدراكي، وتحديد كيفية اختلاف الأمر عما يحدث في حالات العدوى التنفسية الأخرى، واستكشاف ما إذا كانت هناك تدخلات صحية قادرة على إصلاح هذا الضعف».
لكن على الرغم من ذلك، فقد أشار فريق الدراسة إلى أن المشاركين كانوا من الذكور البيض في الغالب، وهو ما قد يحدّ من إمكانية تعميم النتائج على مجموعات أخرى. إلا أنهم أكدوا على أهمية التطعيم ضد «كورونا»، مؤكدين أنه يخفض من خطر الإصابة بمشاكل إدراكية مستمرة إذا أصيب الشخص بالعدوى.
علاقة فيروس كورونا بضعف الإدراك شبيه الزهايمر
كشفت دراسة جديدة بقيادة مستشفى كليفلاند كلينك الأميركية، الآليات التي يمكن أن يؤدي بها “كوفيد – 19” إلى ضعف الإدراك الشبيه بمرض الزهايمر.
وتشير النتائج المنشورة في العدد الأخير من دورية “الزهايمر ريسيرش ثيربي”، إلى وجود تداخل بين فيروس كورونا والتغيرات الدماغية الشائعة في مرض الزهايمر، ويساعد ذلك في توجيه إدارة المخاطر والاستراتيجيات العلاجية لضعف الإدراك المرتبط بالمرض.
الفيروس يصيب خلايا الدماغ بشكل مباشر
يقول فايكسيونغ تشنغ، الباحث بمعهد الطب الجينومي في كليفلاند كلينك والمؤلف الرئيسي في الدراسة “بينما تشير بعض الدراسات إلى أن الفيروس يصيب خلايا الدماغ بشكل مباشر، لم يعثر البعض الآخر على دليل على وجود الفيروس في الدماغ”.
ويضيف: “تحديد كيفية ارتباط مرض (كوفيد – 19) بالمشاكل العصبية أمراً بالغ الأهمية لتطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية فعالة لمعالجة الارتفاع المفاجئ في الإعاقات الإدراكية العصبية التي نتوقع رؤيتها في المستقبل القريب”.
وفي الدراسة، استخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي باستخدام مجموعات البيانات الموجودة لمرضى الزهايمر و”كوفيد – 19″، وقاموا بقياس القرب بين الجينات – البروتينات المضيفة للفيروس المسبب لمرض “كوفيد – 19″، وتلك المرتبطة بالعديد من الأمراض العصبية، حيث يكشف ذلك عن مسارات المرض ذات الصلة أو المشتركة، كما حلل الباحثون العوامل الوراثية التي مكنت الفيروس من إصابة أنسجة وخلايا المخ.
وبينما وجد الباحثون القليل من الأدلة على أن الفيروس يستهدف الدماغ بشكل مباشر، اكتشفوا علاقات شبكة وثيقة بين الفيروس والجينات – البروتينات المرتبطة بالعديد من الأمراض العصبية، وأبرزها مرض الزهايمر، مشيرين إلى المسارات التي يمكن أن يؤدي بها “كوفيد – 19” إلى الخرف الشبيه بمرض الزهايمر.
ولاستكشاف هذا الأمر بشكل أكبر، قاموا بالتحقيق في الارتباطات المحتملة بين كورونا والتهاب الأعصاب وإصابة الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ، وكلاهما من السمات المميزة لمرض الزهايمر.
وأوضح تشنغ: “اكتشفنا أن عدوى فيروس كورونا المستجد قد غيرت بشكل كبير علامات مرض الزهايمر المتورطة في التهاب الدماغ، وأن بعض عوامل دخول الفيروس يتم التعبير عنها بشكل كبير في الخلايا الموجودة في الحاجز الدموي الدماغي، وتشير هذه النتائج إلى أن الفيروس يؤثر على عدة جينات أو مسارات تشارك في الالتهاب العصبي وإصابات الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ، مما قد يؤدي إلى ضعف إدراكي يشبه مرض الزهايمر”.
وجد الباحثون أيضاً أن الأفراد الذين لديهم أليل APOE E4 – E4) وهو عامل الخطر الجيني الأكبر لمرض الزهايمر، قللوا من التعبير عن جينات الدفاع المضادة للفيروسات، مما قد يجعل هؤلاء المرضى أكثر عرضة للإصابة بمرض كورونا.
يقول تشنغ: «في النهاية، نأمل أن نكون مهدنا الطريق للبحث الذي يؤدي إلى مؤشرات حيوية قابلة للاختبار والقياس يمكنها تحديد المرضى الأكثر عرضة لخطر المضاعفات العصبية مع كورونا. ويعمل تشنغ وفريقه الآن على تحديد المؤشرات الحيوية القابلة للتنفيذ والأهداف العلاجية الجديدة للمشاكل العصبية المرتبطة بـ«كوفيد – 19» باستخدام طب الشبكات المتطورة و تقنيات الذكاء الصناعي.
رُب سائلاَ يسأل | كيف نسيطر على تهديدات الذكاء الاصطناعي؟