ونقلت الوكالة عن مصادر صحفية ومحلية قولها، إن 15 فلسطينيا على الأقل قتلوا في قصف استهدف منزلا لعائلة أبو شمالة قرب مقر الخدمات الطبية في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة .

وأضافت المصادر أن الطيران الإسرائيلي أغار على بناية مكونة من 4 طوابق في حي الزيتون جنوب شرق غزة ما أوقع عشرات القتلى والجرحى.

وأسفر قصف لدراجة نارية في خان يونس، جنوب القطاع عن مقتل عدد من الأشخاص وإصابة آخرين بجروح.

وشهدت مناطق بيت حانون وبيت لاهيا والعطاطرة وشمال غرب مدينة غزة قصفا عنيفا من قبل الطيران الإسرائيلي.

كما شهدت مناطق في البريج وشرق خان يونس وشرق رفح غارات إسرائيلية وقصفا مدفعيا.

وواصل طيران الاستطلاع الإسرائيلي التحليق بشكل مكثف في سماء غزة، هذا إلى جانب إطلاق قنابل مضيئة على معظم أنحاء القطاع.

هل تغيّر إسرائيل خطتها لاجتياح القطاع برياَ ؟

هل تغيّر إسرائيل خطتها لاجتياح القطاع برياَ ؟
هل تغيّر إسرائيل خطتها لاجتياح القطاع برياَ ؟

حينما وقع هجوم حماس المباغت في 7 أكتوبر الجاري، ردت إسرائيل بقصف جوي يتواصل إلى الآن على قطاع غزة، إضافة لتنفيذ أكبر عملية تعبئة في تاريخ البلاد باستدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط، حيث كانت تذهب التصريحات والتوقعات الرسمية والتحليلية إلى تنفيذ الجيش الإسرائيلي لـ”عملية اجتياح بري شاملة” للقطاع، لكن مع دخول دباباته وقواته إلى غزة، لم يكن ذلك هو “الغزو الشامل” الذي توقعه البعض.

وتشن القوات الإسرائيلية على مدار الساعات الماضية، عمليات برية ضد حركة حماس في غزة، وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنها المرحلة الثانية من الحرب المستمرة منذ 3 أسابيع.

وأوضح تقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، أن النطاق المحدود للتوغل الإسرائيلي الأولي يعكس مزيجا معقدا من العوامل، لكن قبل كل شيء، أرادت إسرائيل تعظيم ميزة قوتها النارية على حركة حماس وتقليل خسائرها، مع محاولة تجنب جذب خصوم آخرين إلى الحرب.

وواجه سكان غزة، مساء السبت، انقطاعا شبه كامل للاتصالات والإنترنت، مع قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية ودخول دبابات ومدرعات إلى القطاع، مع إشارة قادة الجيش الإسرائيلي إلى أنهم يستعدون لـ”هجوم بري موسع”، لكن ذلك لم يحدث إلى الآن.

تكتيك الهجوم البري

• ظلت التحركات المبكرة وحتى الأهداف على المدى القريب للهجوم البري للجيش الإسرائيلي يكتنفها الغموض “ليس بسبب ضباب الحرب، ولكن بسبب ستار من السرية”، وفق صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

• نشر الجيش الإسرائيلي مقاطع فيديو قصيرة بالأبيض والأسود تظهر دبابات وجرافات مدرعة وجنود على الأقدام داخل غزة، لكن لم يتم الكشف عن أعداد الجنود ووحداتهم وحجم المدفعية المشاركة، وإلى أي مدى توغلوا في غزة وأين هم الآن.

• بدلا من شن هجوم كبير، يقول محللون عسكريون في إسرائيل إن الجيش الإسرائيلي “يتحرك ببطء، وبحذر في القطاع، ويبحث عن أنفاق حماس لتدميرها، ويجهز ممرات للنشر السريع للدبابات والقوات في محيط مدينة غزة”.

• أوضح العضو السابق في الاستخبارات الإسرائيلية، مايكل ميلشتين إنه “في الوقت الحاضر، تعمل القوات الإسرائيلية في الغالب على أطراف غزة، وفي الحقول الزراعية والقرى المهجورة، وحول معبر إيريز شمالي القطاع”.

• على المستوى التكتيكي، تُشير “فاينانشال تايمز” إلى أن حجم القوات البرية الأصغر من المتوقع، يعني أنه يمكن بسهولة زيادة القوات البرية بالدعم الجوي القريب، وهو غطاء حاسم لدخول أجزاء من شمال غزة حيث أمضت حماس سنوات في إعداد الدفاعات، وفقا لشخص مطلع على خطط المعركة الإسرائيلية.

• يقول المسؤولون الإسرائيليون إن القتال في غزة سيكون شديدا، إذ تدربت حماس على القتال في المناطق الحضرية وبنت شبكة ضخمة من الأنفاق، أطلق عليها اسم “مترو غزة”، تساعد على نقل المقاتلين والأسلحة دون أن يتم كشفها، كما لدى الحركة “ترسانة من الأسلحة المضادة للدبابات والمتفجرات”.

• جاءت التوغلات الإسرائيلية في الساعات الأولى بالقرب من بيت حانون في شمالي غزة والبريج بوسط القطاع، في حين قد يشير هذا النهج إلى أن إسرائيل قد تحاول تطويق مدينة غزة تدريجيا.

عدد القوات الإسرائيلية

– يتكتم الجيش الإسرائيلي بشأن عمليات النشر الدقيقة لواحدة من أهم عملياته منذ عقود، لكن مسؤولين يقولون إن التعزيز التدريجي للقوات يهدف إلى تقليل احتمال انضمام حزب الله، إلى الصراع.

– تخصيص عدد أقل من القوات في غزة يعني أنه يمكن نشر القوة البشرية بسهولة أكبر في الشمال إذا دخل حزب الله الحرب، وفق تحليلات خبراء عسكريين.

– المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، قال يوم الأحد، إن “المزيد والمزيد من القوات تنضم الآن بشكل مستمر وتدريجي إلى القوات التي تقاتل بالفعل على الأرض، وتتقدم على مراحل، وفقا للخطة”.

– يعتقد محللون أن حجم التوغل الراهن هو علامة على أن إسرائيل تهدف إلى شيء أقل طموحا من الإطاحة بحماس، كما ذكرت في بادئ العملية.

– ومع ذلك، يصر المسؤولون الإسرائيليون على أنهم لن يتأثروا بالضغوط الدولية لكبح جماح قواتهم المسلحة قبل أن يهزموا حماس بشكل حاسم، إذ قال الوزير في حكومة الطوارئ الإسرائيلية بيني غانتس: “من المهم أن يعرف العالم أنه في هذه الحرب لا توجد ساعة رملية سياسية، بل ساعة عملياتية والتزام إنساني بإعادة المختطفين”.

السيطرة على الأرض

يعتقد المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، يوئيل جوزانسكي، أن نهج إسرائيل “الأبطأ والأكثر تدرجا” قد يقوض التوقعات بأنها ستدخل بقوة وبسرعة، كما فعلت في الحروب الأربع السابقة التي شنتها ضد حماس.

وأضاف في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “إنهم يسعون، إلى هدفين تكتيكيين: تحديد وإزالة الأجهزة المتفجرة، وأي عوائق أخرى طبيعية أو من صنع الإنسان أمام دخول أعداد أكبر من القوات، ومن ناحية أخرى إعطاء إسرائيل فرصة للتعرف على العدو”.

ويتفق مع ذلك الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية، محمد حسن، الذي قال في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه على الرغم من القوة الضاربة، إلا أن الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة، لا يسير وفق تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أو حتى حجم القوة البرية المتمركزة على طول 65 كيلومترا من السياج الحدودي للقطاع.

وأوضح أن “العملية البرية تسير بوتيرة بطيئة جدا”، فحتى الآن لم تنجح أيّ من الوحدات الإسرائيلية في تثبيت نقاط ارتكاز وسيطرة داخل القطاع أو أحيائه السكنية، على الرغم من حدوث مواجهة بين الدبابات الإسرائيلية وفصائل المقاومة جنوب مدينة غزة وشرق حي الشجاعية.

وأضاف حسن أن “طريق صلاح الدين الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، ما زال تحت سيطرة الفصائل الفلسطينية، كما أن العمليات البحرية لإسرائيل لم تُحدث توغلا استمر أكثر من ساعات ثم غادرت من حيث أتت، وهذا مرده في تكتيك حرب الشوارع الذي لا يقوى عليه الجيش الإسرائيلي على الرغم من هذه التجربة في اجتياح بيروت عام 1982”.

واعتبر الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية، أن اجتياح غزة حاليا “يعني مواجهة قتال شوارع بالمسيرات والأنفاق والألغام والكمائن وكتل خرسانية تعيق تقدم المهاجم وتتيح للمدافع مزايا الدفاع الهجومي على أكثر من محور، فضلا عن عدم مقدرة نظام التعبئة الإسرائيلي على الصمود في وجه حرب تستمر عدة أشهر”.

 صحيفة العراق تنشر اَخر التطورات في غزة الان !