تمر اليوم ذكرى وفاة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التي تركت لنا آرث من الأعمال الفنية المميزة سواء في السينما أو الدراما التليفزيونية، وتميزت النجمة الراحلة بإطلالتها الجذابة، حيث اتسمت بالأناقة والرقى، لذلك اعتبرتها الكثيرات بمثابة مثل أعلى لهن في الجمال والرشاقة.
وقد حرصت الكثيرات في الوصول إلى رشاقة سيدة الشاشة العربية، لذلك بحثن عن تصريحاتها الإعلامية سواء في الصحف أو البرامج التليفزيونية والتي تحدثت فيها عن أسرار رشاقتها حيث قالت إنها كانت لا تتناول السكر إلا قليلا جداً، و إذا رغبت في تناول حلوى اكتفت بقطعة صغيرة فقط، ولأنها لا تفضل تناول الحلوى كثيراً كانت تشرب القهوة والشاى بدون سكر.
وكانت تحرص على أن تظهر بأجمل صورة لذلك كانت ترتدى ما يليق بها من فساتين وبنطلون وبلوزة وكانت تنسق ألوانها، بالإضافة إلى إنها كانت تختار تسريحات الشعر المناسبة لها حيث كانت تميل طوال حياتها لتسريحات الشعر القصير بكافة أنواعه ولعل أبرزها تسريحة “البوب”، والتي كانت تظهر جمال ملامحها وكذلك تسريحة “الجرسون”.
سر خلاف فاتن حمامة مع شكرى سرحان وزيجاتها الثلاثة
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة فاتن حمامة والتى قدمت عدد من الأعمال الفنية التى تظل علامة فى تاريخ السينما المصرية والفن العربى.
مسيرة فاتن حمامة
ولدت الفنانة فاتن حمامة لأب من كبار الموظفين في وزارة المعارف وقد كان يعمل بمدينة المنصورة.
كان للفنانة فاتن حمامة ثلاثة أشقاء هم منير وليلى ومظهر، وقد أحبت الفن منذ سن مبكرة جدًا حين اصطحبها والدها لسينما عدن بالمنصورة وشاهدت فيلم لآسيا داغر، وقد روادها حلم التمثيل من حينها.
بدأت مسيرتها الفنية في سن صغير، فبعد أن فازت في مسابقة أجمل طفلة؛ أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذى كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب فى فيلم يوم سعيد عام 1940، واقتنع المخرج محمد كريم بموهبتها ورشحها لأول أدوارها “أنيسة” فى فيلم “يوم سعيد”
زيجات فاتن حمامة
تزوجت فاتن حمامة ثلاث مرات، المرة الأولي كانت من المخرج عز الدين ذو الفقار عام 1947، واستمر زواجهما حتى 1954 وأثمر عن زواجهما ابنتها نادية.
ثم تزوجت من عمر الشريف من 1954 حتى 1974 وأثمر عن زواجهما ابنه طارق الشريف، وبالرغم من انفصالها عن عمرو الشريف إلا أن قصة حبهما تعد من أشهر قصص الحب في الوسط الفني، وظل عمر الشريف يؤكد طوال حياته إن حب فاتن حمامة سيظل هو الحب الحقيقي في حياته.
وبعدما انفصلت عن عمر الشريف، تزوجت من الطبيب المصري عبد الوهاب محمود وعاشت معه حتى وفاتها عام في عام 2015.
كانت فاتن قد كشفت في إحدى اللقاءات الصحفية، عن أن حكومة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كانت قد فرضت في تلك الفترة قيوداً على سفرها وعمر سوياً، بسبب رفضها التعاون مع المخابرات، فاستقر عمر الشريف وفاتن حمامة لاحقاً في أوروبا.
وبعد وفاة عبد الناصر قررت فاتن أن تعود إلى بلدها، أما عمر فقرر أن يبقى في أوروبا.
وأوضحت فاتن حمامة أن البعض حاول إقناعها بالعودة إلى مصر، ومنهم السيدة أم كلثوم، حيث تحدثت معها تليفونياً وقالت لها: “ارجعي وأنا أضمن لكِ دخولك وخروجك من مصر”، إلا أنها ردت عليها بكلمة واحدة: “كتر خيرك”، مؤكدة أنها حينها لم تستوعب فكرة أن يضمن مواطن مثلها فكرة دخولها وخروجها من بلدها.
خلاف فاتن حمامة وشكرى سرحان
قال الفنان شكري سرحان، في حوار سابق له مع مجلة (أهل الفن) في عددها الثالث عام 1954: «إن الفنانة فاتن حمامة اعتادت كلما ظهرت في موقف من المواقف الغرامية علي أن تفرض قيودا بينها وبين الممثل الذي يؤدي أمامها هذا النوع من الأدوار، ما يمنع الممثل من الانطلاق في أداء دوره على الوجه الأكمل».
وتابع شكري سرحان : «كنا نلتمس لها العذر في ذلك، ونقول إن لها مبدأ يجب أن نحترمه، حتي خرجت علينا أخيرا بقبلتها التاريخية الأولى في فيلم (صراع في الوادي ) في الوقت الذي مثلت أمامها دورا عاطفيا في فيلم من إنتاجها (موعد مع الحياة) وكانت فيه مواقف كثيرة تتطلب إظهار مشاهد (القبلات) ولكنها كانت تمانع بشدة».
وعندما بلغ هذا الأمر إلى الفنانة فاتن حمامة أبدت دهشتها وقالت: «أنا مندهشة لأن هذا الكلام موجه من شكري سرحان ولكني ألتمس له بعض العذر لأنه لم يشاهد الفيلم جيدا، موضحة فلو كان شاهده لغير رأيه في كل ما قاله لأن مشهد (القبلة ) الذي ظهر في هذا الفيلم لا يمثل القبلة بمعناها الصحيح لأنها بسيطة عادية على (الخد )، مشيرة وهي ليست القبلة الأولي لي كما ذكر فقد أديت أكثر منها في فيلم ( قلوب الناس) مع الفنان أنور وجدي».
وتابعت فاتن حمامة: «ولكن يوسف شاهين مخرج الفيلم، هو الذي أثار حول هذه القبلة البسيطة العادية، جوا من الإثارة ما جعل المتفرج العادي يشعر بأن هناك قبلة حقيقية».
وأضافت: «أحب اطمئن شكري سرحان بأنني لم ولن أخرج عن التقليد الذي وضعته لنفسي وسأظل أضع الحدود والقيود بيني وبين الممثل الذي يؤدي أمامي النوع من الأدوار».
فاتن حمامة فى عيون الفنانين العرب
فنانة قديرة منحتها ملامحها الشرقية البريئة جمالا هادئا لتكون شخصية شهيرة قدوة لكل فتيات جيلها، عبرت بحرفية شديدة عن قضايا المرأة، لمعت في سماء الفن وجسدت معنى النجومية على نحو لم يصل اليه فنان فاحتلت مكانا مرموقا طيلة اكثر من نصف قرن، وقد رحلت في مثل هذا اليوم منذ تسع سنوات لكنها لم تنس، وبعد هذه السنوات ماذا قال عنها زملاءها وزميلاتها الفنانين.
قالت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد: عشق الوطن كان يجرى في دماء فاتن حمامة فكانت تحرص على متابعة جميع الأحداث التي مرت بها مصر حتى وصلت الى النضج الفني والشخصى غير المسبوق ولا انسى عبارتها الأخيرة في مسلسل ليلة القبض على فاطمة حين قالت ” ماتخافوش اتكلموا، ما بيضيعش حق وراه مطالب ” فاتن قدمت المرأة في جميع حالاتها وكانت خير ممثل لها فقدمت أدوار الفتاة الصغيرة والمراهقة والفلاحة والبورسعيدية والارستقراطية، تعلم منها الجميع إنسانية الفن، حتى الأدوار الشريرة التي قدمتها بإنسانية وإحساس بعيدا عن المبالغة، هي نموذج للفنان المثقف المنحاز لبلده.
سيدة القلوب
وقالت مادلين طبر: فاتن حمامة ممثلة من الزمن الجميل، سيدة القلوب التي صنعت الجمال في الفن، فنانة لن تتكرر، اعمالها نموذج يحتذى بها لكل الأجيال، نجحت في ان تكون اكثر فنانة احبها الجمهور، وستظل اسطورة القرن التي لن تتكرر.
موهبة لن تتكرر
وقالت الفنانة لبلبة: موهبة نادرة لن تتكرر في الوسط الفني، تمتلك الصدق في الأداء والقدرة على التعبير، تملك أسلوبا خاصا في تقديم الشخصية جعلتها تكون هي مصر والنيل، ومثال شرف المصريين، عاشت فاتن حمامة والجمهور يحبها، وماتت الجمهور يحبها حيث بكاها الملايين وما زالوا يفتقدونها.
قالت الفنانة يسرا: هي بحق سيدة الشاشة، كانت الام والصديقة فلم تضن على احد بالنصيحة او المساعدة، وكانت نصيحتها لى “احترمى فنك وحبيه تلقى رد فعل ايجابى من الجمهور “معاملتها راقية مع الجميع فكانت تتعامل وتعاتب بشكل هادئ ورقة شديدة.