المقارنات لا تأتي بنتائج صحيحة إلاباشتراطات معينة وأولها التشابه في عوامل طرفي المقارنة

كنت منذ اسبوعين قد قرأت خبرا مفاده توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على موازنة روسيا لعام ٢٠٢٥ بمبلغ آجمالي قدره ١٢٦.٧ ملياردولار وروسيا هي روسيا ثاني أكبر قوة عسكرية وتسليحية في العالم وأحدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ولها حق إستخدام النقض وعدا ذلك فهي صاحبة السبق في غزو الفضاء الخارجي ومنها يوري كاكارين رائد الفضاء الاول في العالم ويبلغ تعداد نفوسها ما يقارب ال١٤٤ مليون نسمة وهي منذ ثلاث سنوات تخوض حربا شرسة مع أوكرانيا المدعومة من أمريكا والاتحاد الاوروبي كل هذا وموازنتها للعام المقبل ١٢٦.٧ مليار دولار فقط!! فيما تبلغ موازنة العراق ١٥٣ مليار دولار بفارق قدره ٢٦.٣ مليار دولار أكثر من موازنة روسيا الاتحادية وهذا مؤشر يبعث على التفاؤل والسعادة في آن واحد كيف لا ونحن لدينا منظومة كهرباء وطنية تعمل بالطاقة الشمسية وبدون اي انقطاع صيفا وشتاءا

 

ولدينا مصانع تعمل على مدار ٢٤ ساعة يوميا وتستوعب جميع الايدي القادرة على العمل واصبحنا بلا بطالة ولدينا انتاج زراعي فائض عن الحاجة ونحن نصدر منتجات مصانعنا وحقولنا الزراعية الى الخارج وليس لدينا أقتصاد ريعي يعتمد على بيع النفط فقط ولهذا فشعبنا يعيش الرفاهية والمواطنون سواسية في تكافئ الفرص ولدينا نظام صحي متقدم يضمن سرير لكل مواطن وليس لدينا امتيازات في الرواتب ولايوجد في العراق من يتقاضى أكثر من راتب وليس لدينا فيلقا من المستشارين وأصحاب الدرجات الخاصة وعشرات الالوف من أصحاب رواتب الخدمة الجهادية ولا يوجد في العراق اليوم فساد اداري ومالي

ولهذا فاصبح لدينا مترو بغداد والقطار المعلق والشوارع النظيفة المغروسة على الجانبين وفي الجزرات الوسطية بأجود أنواع الورود والزهور واشجار الزينة والتي ساعدت بأن تكون بيئة بغداد من أحسن البيئات عالميا فهل عرفتم لماذا علينا ان نكون متفائلين وسعداء أمام هكذا موازنة تفوق موازنة روسيا الاتحادية ونحن في بلد تفيض شوارعه وتطفح مياه المجاري مع اول موجة امطار وعندما يراجع مريضنا المستشفيات الحكومية تكتب له وصفة الدواء ليشتريها من الصيدليات الاهلية .

 

نعم ان موازنة العراق تفوق موازنة روسيا لأننا نتفوق عليهم بأمور كثيرة غريبة وعجيبة غير موجودة لديهم ورحم الله الفنان جعفر السعدي صاحب اللازمة المعروفة والتي تقول (عجيب أمور غريب قضية)..

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد