معذرة يا بغداد فلم يعد صبحك مشرق وليلك مقمر ومعذرة إن عيون المها غادرتك ولم يبقى لها مكان بين الرصافة والجسر ومعذرة يا بغداد لك وللسيد مصطفى جمال الدين

فلم يعد وريق عمرك أخضر ومعذرة أيضا فلم يعد ماء دجلة خير ماء ولا سيد الشجر النخيل والقائمة تطول وتطول فما قاله الشعراء قديما وحديثا في بغداد لم تحضى به اي مدينة على وجه الارض فلم تعد بغداد كعبة المجد والخلود ومنارة المجد التليد فمعذرة لمصطفى حسن اسماعيل وعلي الجارم وابي نؤاس وعلي بن الجهم ومن قبلهم المتنبي والمعري وعباس بن الاحنف وابن زريق البغدادي وبعدهم الجواهري وشوقي واحمد الصافي النجفي ونزار قباني والزهاوي وعبد الرزاق عبد الواحد وعاصي الرحباني واخرين.

لقد أغتيلت بغداد بطريقة ممنهجة فدمر أرثها الحضاري والانساني ومزق نسيجها الاجتماعي فلم يعد للتبغدد مكانا في حياة أهل بغداد أو ما تبقى منهم ولم تعد شواطئ دجلة مرابع سهر لأهلها الطيبين فكل جميل فيها قد تبدل فأصبحت تحتل مراكز متقدمة كأسوء مدينة للعيش ولعدة سنوات وكل الذين تولوا المسؤولية في العراق لم يكن همهم الحفاظ على بغداد إنما هم جاؤوا من أجل الغنائم والامتيازات ولذلك لم يهتموا لتدمير الغطاء النباتي لبساتين بغداد فجرفت ملايين الدونمات من الاراضي الزراعية بلا رقيب أو حسيب وتحت أنظار مسؤوليها دمرت عناصر بيئة بغداد من خلال حرق النفايات ومعامل صهر المعادن خارج الضوابط وما تنفثه ملايين السيارات في شوارعها من غازات سامة جعلت بغداد تحصل على المركز الاول عالميا في تلوث الجو وكذلك تأثير عشرات الالاف من المولدات فبتنا نصحوا على سحب من الكبريت والسموم ونقضي ليلنا نشم روائح دخان الكبريت المنبعث من محارق مكبات النفايات في أطراف بغداد بعد أن كنا نشم رائحة الرازقي والجوري والشبوي وبعد كل هذا تأتي وزارة البيئة لتنصحنا أن (نوصد الابواب والشبابيك وان لا نتعرض الى الهواء الطلق( هكذا !!

وحسنا أمر السيد رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة لدراسة مشكلة تلوث أجواء بغداد والتي نرجو أن لا تبقى نتائج ما تتوصل اليه اللجنة من قرارات طي أدراج مكاتب رئيس وأعضاء اللجنة فالناس تتعرض الى موت بطيء وبشكل يومي ضاعف من معاناتهم المستمرة من نقص الخدمات وانقطاعات التيار الكهربائي وارتفاع اسعار صرف الدولار مقابل الدينار الذي جعل اسعار السلع في ارتفاع مستمر ايضا
وأخيرا أردد قول الشاعر (قد كنت للكون يا بغداد منطلقا واليوم بغداد هل ضاقت بك السبل ؟)
كان الله في عون العراقيين جميعا وخاصة البغادة منهم فلا مغيث غيره سبحانه .

البغداديون والتصميم الاساسي لبغداد !! بقلم د . علي الزبيدي

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد