في مناظرة رئاسية مثيرة تجمع بين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، يلعب مديرو المناظرة دورا مهما في توجيه النقاش وضمان سيره بسلاسة وموضوعية.
وسيدير المناظرة المرتقبة كل من جيك تابر ودانا باش من شبكة “سي إن إن” وفيما يلي نظرة على أسلوبهما في إدارة المناظرات:
جيك تابر: الحزم في التوجيه
ويتميز جيك تابر، كبير مراسلي واشنطن في “سي إن إن” ومقدم برنامج “The Lead”، بأسلوبه الحازم والدقيق.
ويعرف تابر بقدرته على قطع السياسيين الذين يطيلون في الكلام والمرشحين الرئاسيين الذين يحاولون الاستحواذ على المنصة، وهي الصفات التي تجعله قادرا على الحفاظ على تركيز المناظرة ومنع أي انحرافات غير مرغوب فيها.
ويمتلك تاپر معرفة عميقة بالتاريخ السياسي، مما يضفي على أسئلته طابعا من الثقل والجدية كما يتميز بأسلوب متنوع بين يسمح له بالتعامل مع مجموعة واسعة من المواضيع والشخصيات السياسية.
دانا باش: الهدوء والتحليل الدقيق
كبيرة المراسلين السياسيين إذ و تتبع دانا باش، في “سي إن إن” ومقدمة برنامج “Inside Politics”، أسلوبا أكثر هدوءا وتحليلا دقيقا، وهي ليست من الشخصيات الصاخبة في الأخبار التلفزيونية.
وتعرف باس بقدرتها على تهدئة اللحظات المحتدمة وإعادة النقاش إلى مساره الصحيح إذا انحرف.
بينما يهاجم ترامب عادة جيك تابر ويصفه بـ”تابر المزيف”، لم يقل الكثير عن دانا باش، وهو الأمر الذي سيجعها قادرة على تهدئة اللحظات المتوترة خلال المناظرة.
ومن المتوقع أن يكون تابر خلال المناظرة الرئاسية حازما ومباشرا، بينما ستكون باش هادئة ومحللة، مما يخلق نوعا من التوازن في إدارة النقاش.
حديث إسرائيلي على خلفيتهما اليهودية
تناول موقع “تايمز أوف إسرائيل” سيرة مديري المناظرة من منظور آخر، حيث ركز على ديانتهما اليهودية.
وذكر الموقع الإسرائيلي أن جيك تابر ودانا باش، كلاهما أعضاء في نفس الكنيس اليهودي في واشنطن وهو معبد ميكا، المعروف بدفاعه التقدمي وجذب أعضاء من النخبة السياسية والحكومية والإعلامية في المدينة.
مناظرة بايدن وترامب.. من يجيب بـ”صوت عال”؟
يبرز اهتمام واسع بمستوى اللياقة الذهنية لكلا المرشحين، وبشكل خاص للرئيس الأمريكي الذي يدنو في نوفمبر المقبل حيث المحطة الانتخابية الرئيسية، من عامه الـ 82.
إذ و تاتي تلك الخطوة مع الترقب الواسع محلياً ودولياً للمناظرة الرئاسية الأولى في الولايات المتحدة بين جو بايدن ونظيره اللدود دونالد ترامب،
ويقول محللون أميركيون ومراقبون، لسكاي نيوز عربية، إن الرئيس الأميركي يواجه الكثير من الشكوك والتحديات المتعلقة بقدراته الذهنية والصحية للاحتفاظ بمنصبه كرئيس للولايات المتحدة، خاصة مع الكثير من الأخطاء التي وقع فيها على مدار السنوات الأربع الماضية، في حين سيعمل منافسه ترامب على استغلال هذا الأمر كـ”نقطة ضعف” لغريمه، في محاولة لإظهار أن “البلاد بحاجة لرجل قوي سياسيا وصحياً في آن واحد”.
السؤال الأهم
واعتبرت شبكة “سي إن إن” التي ستستضيف المناظرة المُبكرة، التاسعة مساء الخميس بالتوقيت المحلي، أن “السؤال الأهم” الذي قد يجيب عليه النقاش بين بايدن وترامب للناخبين، هو قدرة كلاهما على قيادة البلاد لـ 4 سنوات مقبلة.
وأوضحت أن ما يهم الناخبين في المناظرات الرئاسية هو أنها تكشف شخصية المرشحين وقدراتهم أكثر مما تكشفه عن سياساتهم، وكذلك فإن التأثير المهم لتلك المناظرات يتعلق برأي الناخبين عن الشخصية ذاتها اعتمادا على القوة والحيوية التي يظهرها كلاهما.
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي يتجاوز فيها رئيس في منصبه عامه الـ 81، وهو في حال نجاح بايدن بالفوز بولاية جديدة فإنه سيغادر البيت الأبيض بعمر الـ 86 سنة.
في المقابل، ينظر داعمو بايدن إلى وجود “معايير مزدوجة” في النظر لقضية سن الرئيس الحالي، بالنظر لكون المرشح الجمهوري ترامب دخل عامه الـ 78، وحال نجاحه في هذه الانتخابات سيغادر المقر البيضاوي في عمر الـ 82 سنة، وبالتالي ففارق السن ليس كبيرًا بينهما.
ويصر مستشارو بايدن على ضرورة أن يركز الناخبين على قضايا أخرى، وألا يكون “العمر” عاملا حاسما في نوفمبر المقبل.
صحيفة “وول ستريت جورنال” تحدثت هيّ الأخرى عن هذه القضية، موضحة أن مناظرة الخميس ستبيّن مدى “التباين الصارخ” بين بايدن وترامب، باعتبارهما أكبر المرشحين عمرًا على الإطلاق بالانتخابات الأميركية، في حين يشكك الكثير من الناخبين في كفاءة كلاهما وقدراتهما على إدارة شؤون الولايات المتحدة في مثل هذا العمر.
واعتبر دوغ سوسنيك، الذي شغل منصب كبير المستشارين السياسيين للبيت الأبيض بحملة بيل كلينتون، إنه “بشكل عام، يمكن معرفة الفائز بهذه المناظرة من خلال مشاهدتها بصوت عال”.
وتُرجح تحليلات أميركية متعددة أن يحاول المرشح الجمهوري استغلال انتقادات الأمريكيين بشأن الحالة الذهنية والصحية لبايدن خلال المناظرة، لتصويره على “أنه رجل ضعيف يقود بلد قوي”.
وقال حاكم ولاية أوهايو السابق جون كاسيتش، الذي ناظر ترامب أثناء تنافسه على ترشيح الحزب الجمهوري عام 2016، إن “ترامب سيحاول إثارة غضب بايدن، ولكي يتمكن الرئيس الراهن من التغلب عليه عليه أن يتجنب الانجرار إلى النقاش على غرار الشجار في ساحات المدارس”.
وأشارت “سي إن إن” إلى أن “قضية العمر” ستكون مجالًا للسجال بين المرشحين، اللذين سيواجهان أسئلة أساسية بشأن كفاءة كل منهما لتولي المنصب.
بدوره، قال المحلل السياسي الأميركي وعضو الحزب الديمقراطي مهدي عفيفي، لـ”سكاي نيوز عربية” إن مسألة “السن والصحة العقلية” ستكون قضية أساسية خلال المناظرة.
وأضاف عفيفي أن “ترامب سيحاول أن يكيل الاتهامات لبايدن في مسألة صحته العقلية ومرضه، على الرغم من كون فارق العمر بينهما ليس كبيرًا”.
ومع ذلك، أوضح عضو الحزب الديمقراطي أنه “بالنسبة لبايدن، فحال تردده أو ظهر بشكل غير ملائم فيما يخص إجاباته التي تظهر ضعف لياقته الذهنية والبدنية، فإن ذلك سيؤثر بشكل كبير على حظوظه الانتخابية، خاصة أنها النقطة التي يركز عليها ترامب”.
وأشار “عفيفي” إلى أن فريق الحملة الانتخابية لبايدن حرص خلال الأسابيع الماضية على إجراء تدريبات للرئيس الأمريكي للتعامل مع الأسئلة الموجهة له، وإعداد الإجابات المناسبة لكل التساؤلات، حتى لا يترك فرصة لـ”أي هفوة”.