الأفلام التى تتناول حياة شخصية سياسية ليست أمرا غريبا لكنها تنتظر مرور فترة زمنية لا بأس بها قبل أن تظهر.. لكن الحال مع ديك تشينى نائب الرئيس الأمريكى الأسبق يختلف.. ضجة على مواقع التواصل الاجتماعى بسبب تقمص الممثل كريستيان بيل لشخصية تشينى سواء فى زيادة وزنه أو المكياج المقنع.
الجانب السياسى للفيلم الذى سيصدر فى ديسمبر المقبل، كان تحت الأضواء أيضا.. فالفيلم فى نظر كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعى يبدو وكأنه يظهر بوش فى صورة رئيس لا يتحمل المسئولية لكون ديك تشينى هو المسئول والمخطط لغزو العراق.
يبدأ إعلان فيلم Vice بمشهد طلب جورج بوش من ديك تشينى أن يكون نائبه.. عندها يقول تشينى “جورج .. أنا رئيس مجلس إدارة شركة كبيرة وقبلها كنت وزير دفاع وكنت أيضا كبير موظفى البيت الأبيض لكن نائب رئيس هى وظيفة رمزية فى غالبيتها .. لكن إذا كان بيننا اتفاق فيمكننى تولى بعض المهام العادية الروتينية مثل الجيش والسياسة الخارجية والطاقة”.. وبالطبع يوافق جورج بوش.
هنا الإعلان جعل جورج بوش رئيسا مهمشا بينما ديك تشينى هو الرئيس الفعلى وهو الذى يتخذ القرارات المهمة بما فيها حرب العراق.
وبحسب موقع “كوارتز” فإنه فى السابق كانت النظرة العامة لإدارة بوش هى أنها الإدارة التى تسببت فى تدهور السياسة الأمريكية ونتج عنها بشكل غير مباشر صعود ترامب والتيار اليمينى المتطرف فى الدول الغربية.
لكن الأن فإن فيلم Vice ربما يأتى متماشيا مع موجة جديدة فى الإعلام الأمريكى تتعاطف مع بوش أو على الأقل تظهره فى شكل أقل سوء.. وهى النغمة التى بدأت بعدد من التقارير الإيجابية تجاه عائلة بوش مثل إبراز انتقاداته لترامب الذى عرف باختلافاته الحادة مع بوش الأب والابن وأيضا مع جيب بوش شقيق الرئيس الأمريكى الأسبق والذى كان يطمح ليكون ثالث أفراد العائلة فى البيت الأبيض.
الممثل ويل فاريل كان اشتهر بتقمص شخصية جورج بوش فى برنامج SNL عاد فى يناير 2018 لتأدية نفس الشخصية قائلا إنه فعل هذا ليذكر الناس أن جورج بوش كان رئيسا سيئا للغاية.
وكان يقول فى البرنامج ” فى عهدى لم نكن نلجأ لروسيا للتلاعب بالانتخابات بل كنا نلجأ للمحكمة العليا كأمريكيين” وذلك فى إشارة لرفع حملة بوش الانتخابية قضية فى المحكمة العليا تطلب إعادة حصر الأصوات فى فلوريدا فى انتخابات 2000 الأمر الذى ألقى ظلالا من الشك وقتها على شرعية جورج بوش كرئيس لأمريكا.. وأضاف أيضا “لا تنسوا أننا الأن فى حالة حرب مستمرة كنت بدأتها أنا”.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قالت إن بوش الذى ترك المنصب وشعبيته منخفضة أصبحت صورته تتحسن مع الوقت خلال 10 سنوات التالية.
قارن هذا بفيلم مثل “W” الذى صدر عام 2008 وكان يظهر الممثل جوش برولين فى دور “جورج بوش الابن” كشخص فاشل يحاول صنع مجد لنفسه ليتفوق على والده الذى كان عضو كونجرس ثم رئيسا لأمريكا وكيف أن والده كان ينظر له باعتباره عبء على العائلة يشرب الخمور بكثرة ولن يحقق شيئا فى حياته.. فكانت النتيجة أنه يشن حرب أفغانستان والعراق ويترك البلاد فى أزمة سياسية.
لكن فى فيلم Vice يظهر الممثل سام روكويل فى دور بوش بشكل مختلف فهو شخص تبدو نيته حسنة يتعرض للخداع والتلاعب من قبل ديك تشينى الراغب فى الاستحواذ على السلطة الحقيقية لدرجة تسليمه أهم الملفات التى يتولاها رئيس أمريكا “الجيش والسياسة الخارجية والطاقة”.