قالت وسائل إعلام فلسطينية، الأربعاء، إن الجيش الإسرائيلي قصف منزلا بجوار منزل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بمخيم الشاطئ غربي غزة.
وذكرت تقارير إعلامية أن القصف الإسرائيلي حدث أثناء تواجد مجموعة من الصحفيين في ذلك المكان، بعد الإعلان عن اغتيال إسماعيل هنية في طهران.
وفي أعقاب القصف، أعلنت قناة “الجزيرة” القطرية مقتل مراسلها إسماعيل الغول والمصور المرافق له رامي الريفي.
ونقلت وكالة “رويترز” عن أنس الشريف، زميل الصحفيين القتيلين، قوله إن الغول وريفي كانا في مهمة تصوير قرب منزل هنية.
وواصل الكيان الصهيوني عملياتها العسكرية في قطاع غزة، الأربعاء، في أعقاب اغتيال هنية في طهران
وقال الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق الأربعاء، إن العمليات العسكرية مستمرة في وسط وجنوب قطاع غزة.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد القتلى في القطاع منذ بدء الحرب إلى 39445.
وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت بين من نقل إلى المستشفيات “45 شهيدا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة” حتى صباح الأربعاء.
وأشارت إلى أن إجمالي عدد الجرحى “بلغ 91073 إصابة منذ السابع من أكتوبر”.
الصاروخ الذي قتل هنية أطلق من إيران
كشفت تقارير صحفية إسرائيلية حصلت عليها صحيفة العراق الاربعاء تفيد بالقول أن الصاروخ الذي قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، أطلق من داخل إيران.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إنه “بحسب تحليل المعلومات الواردة من إيران، يتبين أن الصاروخ الذي قتل هنية (بين الثلاثاء والأربعاء) أطلق من داخل إيران، ولم يأت من طائرة أو مسيّرة” كما زعمت طهران.
وكانت وسائل إعلام مقربة من إيران، أكدت أن الصاروخ الذي قتل هنية ومرافق له في الثانية من صباح الأربعاء بتوقيت طهران، جاء من خارج إيران.
ويثير التحليل الذي تحدثت عن القناة 12، الحديث عن “اختراق أمني كبير” داخل إيران، سمح باستهداف أبرز قائد سياسي لحماس داخل طهران.
وقالت حركة حماس وإيران إن هنية اغتيل في الساعات الأولى من صباح الأربعاء في طهران، مما أشعل موجة من التهديدات بالثأر من إسرائيل، في منطقة تعصف بها بالفعل الحرب في قطاع غزة واشتعال الصراع في لبنان.
وأكد الحرس الثوري الإيراني مقتل هنية بعد ساعات من حضوره حفل تنصيب الرئيس الجديد للبلاد مسعود بزشكيان، وقال إنه يجري تحقيقا.
ورغم الافتراضات بأن إسرائيل هي التي نفذت الهجوم، لم تعلن الحكومة الإسرائيلية مسؤوليتها وقالت إنها لن تعلق على عملية الاغتيال.
أول تعليق أميركي على اغتيال هنية
أكد أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي، الأربعاء، أن واشنطن لم يكن لديها علم بعملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ولم تشارك بها.
وفي تصريحات خلال منتدى في سنغافورة، دعا بلينكن إلى وقف إطلاق النار في غزة، معتبرا أن ذلك “ضرورة دائمة”.
وجدد الوزير الأميركي مطالبته بـ”إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة”.
وفي مانيلا، عاصمة الفلبين، وجه صحفيون أسئلة إلى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن حول اغتيال هنية، فأجاب: “ليس لدي أي شيء أقوله بشأن هذا الأمر”.
وتابع: “سمعنا بالتأكيد هذه التقارير، ولكن ليس لدي أي معلومات إضافية لأقدمها”.
وبمجرد الإعلان عن اغتيال هنية، صدرت عن إيران وحزب الله وكتائب القسام بيانات وعيد بالانتقام لهنية، وتهديد بتكلفة إسرائيل ثمنا باهظا على فعلتها.
المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، قال إن من “واجب إيران الانتقام لحادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية المريرة والصعبة”.
ولم يكن تهديد خامنئي بالانتقام لهنية الأول من جانب طهران، حيث قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن طهران ستجعل “المحتلين الإرهابيين يندمون على فعلتهم الجبانة”.
وأضاف بزشكيان، وفق وسائل إعلام إيرانية رسمية، أن بلاده “ستدافع عن كرامتها وسلامة أراضيها”.
كما أصدرت جماعة حزب الله اللبنانية بيانا لم توجه فيه اتهاما مباشرا لإسرائيل، لكنها قالت إن عملية اغتيال هنية “ستزيد المقاومين المجاهدين في كل ساحات المقاومة إصرارا وعنادا على مواصلة طريق الجهاد، وستجعل عزيمتهم أقوى في مواجهة العدو الصهيوني”.
من جانب آخر، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، إن اغتيال القائد السياسي للحركة إسماعيل هنية “ينقل المعركة لأبعاد جديدة”، مؤكدة أن دماءه “لن تذهب هدرا”.
بلينكن يهاتف رئيس وزراء قطر
تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هاتفيا مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأربعاء، حسبما قال مسؤول أميركي كبير.
وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن بلينكن تواصل هاتفيا مع المسؤول القطري في محاولة لإبقاء محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس “على المسار الصحيح”.
وجاءت المكالمة الهاتفية بعد الهجوم الذي أدى إلى مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران.
وكان رئيس الوزراء القطري قد ندد بهذا الحادث، حيث قال على حسابه في منصة “إكس” إن “نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟”.
وقتل هنية في هجوم بصاروخ موجه في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، استهدف مقر إقامته في طهران، التي كان يزورها لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
وقال الحرس الثوري في بيان: “استهدف مقر إقامة هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران”، مما أدى إلى مقتله هو وأحد حراسه.
وأضاف البيان: “يجري التحقيق في أسباب وأبعاد هذا الحادث وسيتم إعلان النتائج لاحقا”.