أرسلت الممثلة الإسرائيلية المعروفة غال غادوت، رسالة فيديو من منزلها في لوس أنجلوس، إلى عائلات الرهائن المحتجزين داخل قطاع غزة.
وقالت غادوت، التي سبق لها أن خدمت في الجيش الإسرائيلي: “100 يوم من دونهم. من المستحيل أن نتخيل، أنتم أبطال وسنبذل كل ما في وسعنا لإعادتهم إلى الوطن. ليس هناك خيار آخر”.
وأضافت الممثلة التي اشتهرت بدور “المرأة الخارقة”: “هناك معنى لكل ما تفعله. لكل تجمع. مقطع فيديو. مقال. مسيرة. إن العالم كله يراك ويسمعك”، في إشارة على ما يبدو إلى الحراك الذي تشهده إسرائيل للضغط على الحكومة من أجل إعادة الرهائن.
وأكملت: “قضية الرهائن موجودة في كل بيت وفي بيتي أيضا. علينا أن نواصل العمل ولن نتوقف حتى يعودوا إلى منازلهم. أنا أحتضن كل واحد منكم”.
وحث كثير من المشاهير حول العالم على ضرورة وقف القتال المستمر منذ 100 يوم بين إسرائيل وحركة حماس، والعمل على عودة المحتجزين.
وانطلقت شرارة الحرب عندما هاجم مسلحون من حماس بلدات في جنوب إسرائيل مما أطلق حملة عسكرية إسرائيلية عنيفة سقط فيها ما يقرب من 24 ألف قتيل فلسطيني.
ونوفمبر الماضي، أعلنت إسرائيل وحماس الهدنة الأولى في الحرب، التي قضت بوقف القتال لتبادل نساء وأطفال من الرهائن المحتجزين في غزة مقابل نساء وأطفال تحتجزهم إسرائيل، مع السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.
وتم تمديد وقف إطلاق النار لمدة أسبوع وإطلاق سراح 105 من الرهائن وحوالي 240 أسيرا فلسطينيا، قبل أن تستأنف الحرب في الأول من ديسمبر
صرخة غضب من “ساحة الرهائن”
عبّر آلاف الإسرائيليين خلال تجمع حاشد، السبت، في تل أبيب عن ألم شعبهم وتضامنهم مع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في غزة، فيما وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باستمرار السعي للإفراج عن الرهائن المحتجزين.
وفي مكان قريب، تم أيضا الكشف عن نفق أعيد بناؤه في ساحة بالمدينة ويهدف إلى إظهار محنة الرهائن الذين خطِفوا في 7 أكتوبر وما زالوا محتجزين في القطاع الفلسطيني.
في موقع التجمع الذي أعيدت تسميته رمزيا “ساحة الرهائن”، قال إيدان بيغيرانو (47 عاما) “سنستمر في المجيء إلى هنا كل أسبوع حتى إطلاق سراح الجميع”.
وبعد الظهر سار أقارب الرهائن مسافة 30 مترا من النفق المعاد بناؤه.
وقالت إيال موار قريبة أحد الرهائن إنها تدرك جيدا أن “هذا ليس سوى جزء صغير” مما يعيشه الرهائن الذين تنتشر صورهم في إسرائيل. وعمّها أبراهام موندر (79 عاما) هو واحد من نحو 250 شخصا خطِفوا في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل خلال هجمات شنتها حماس انطلاقا من غزة.
واحتُجز نحو 250 شخصا رهائن خلال هجوم حماس بحسب إسرائيل التي قالت إن 132 منهم ما زالوا في غزة، وتم تأكيد مقتل 25 منهم.
وأطلِق سراح نحو 100 رهينة خلال هدنة في نهاية نوفمبر، في مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، بموجب اتفاق توسطت فيه قطر.
وأضافت إيال: “نحن نعلم أن الظروف مروعة” بالنسبة إلى الرهائن إذ “لا يوجد هواء نقي وليس هناك سوى القليل جدا من الطعام. لا دواء، لا ضوء، ينامون على الأرض”، ناهيك عن “حالتهم النفسية”.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، الجمعة، أنه سيتم إرسال أدوية إليهم “خلال أيام قليلة” بعد اتفاق مع قطر.
والإسرائيليون مقتنعون بأن الرهائن محتجزون في شبكة الأنفاق التابعة لحماس في قطاع غزة.
وكانت التعبئة لا تزال كبيرة مساء السبت في تل أبيب حيث تجمع الآلاف وكانوا يهتفون كلمة “الآن” عندما تناوبت شخصيات على المطالبة بالإفراج عن الرهائن.
ماذا قال ماكرون؟
وفي رسالة مسجلة بثتها شاشات كبيرة، وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يوجد عدد من مواطنيه بين الرهائن، بأن “فرنسا لن تتخلى عن أبنائها”، ودعا إلى “استئناف المفاوضات مرارا وتكرارا من أجل إطلاق سراحهم”.
وقال ماكرون في كلمة عبر الفيديو بثّت خلال تجمع لأقارب الرهائن في تل أبيب إن “الأمة الفرنسية مصمّمة على أن يتم الإفراج عن كل الرهائن الذين أخذوا في الهجمات الإرهابية 7 أكتوبر. فرنسا لا تتخلى عن أبنائها. لذلك يجب أن نستأنف مرارا وتكرارا المفاوضات من أجل الإفراج عنهم”.
وتابع: “لا تستسلموا، ولا تيأسوا أبدا لأننا لا نقبل ولن نقبل أي تضحية (بالرهائن). لذلك سنفعل كل شيء ويمكنكم الاعتماد علي لإعادتهم جميعا إلى منازلهم بيننا”.
“العدل الدولية” لن تمنع إسرائيل من القتال في غزة
اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن محكمة العدل الدولية لن تردع إسرائيل عن مواصلة حربها في قطاع غزة “حتى تحقيق النصر الكامل” وفق تعبيره.
جاء ذلك بعد أن رفعت جنوب إفريقيا دعوى قضائية، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال نتنياهو في خطاب بثه التلفزيون، السبت: “لن يوقفنا أحد، لا لاهاي (المدينة الهولندية حيث تقع محكمة العدل الدولية) ولا محور الشر. لا أحد”.
كما كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي التأكيد على أن الحرب في غزة لن تتوقف قبل تحقيق أهدافها، وهي القضاء على حركة حماس واستعادة الرهائن المحتجزين في القطاع.
وأضاف أن الهجوم العسكري على غزة “قضى بالفعل على معظم كتائب حماس” في القطاع الفلسطيني المحاصر.
لكنه قال إن الفلسطينيين الذين نزحوا من شمال قطاع غزة “لن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم قريبا”.
وتابع نتانياهو: “هناك قانون دولي ينص ببساطة على أنه إذا أبعدت سكانا لا تسمح لهم بالعودة ما دام الخطر قائما. والخطر قائم. يدور قتال هناك (في شمال غزة)”.
ومن جهة أخرى، قال نتنياهو إن إسرائيل تخطط لزيادة “ضخمة” في ميزانيتها الدفاعية، في إطار تعزيزات عسكرية تهدف إلى تغطية احتياجاتها لسنوات مقبلة، مضيفا أن أحد أهدافها هو إنشاء قطاع تصنيع عسكري مستقل.
وتابع أن لجنة مشتركة بين الوزارات ستقدم خلال 8 أسابيع خططا للتمويل الإضافي الضخم، لـ”تحقيق هذا الاستقلال في تعزيز القوات وأمور أخرى مطلوبة لضمان أمننا في السنوات المقبلة”.
للمزيد | أبرز ردود فعل الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية