هو الشَّاب مصطفى سليمان من أُصول سوريَّة، تمَّ اختياره من قِبل أكبر شركة تقنيَّات في العالَم (مايكروسوفت) لقيادة مشاريع الذَّكاء الاصطناعي فيها.

قَبل الحديث عن شخصيَّته المُلهِمة، وكيف تمكَّن من السَّير في مُجتمع عباقرة التقنيَّات بصورةٍ عامَّة وعالَم الذَّكاء الاصطناعي، الَّذي يزحفُ بقوَّة لِيُهيمنَ على مختلف جوانب الحياة في خطوات متصاعدة ومتسارعة، لا بُدَّ من التوقُّف عِندَ إعلان مصطفى سليمان في أوَّل ظهور له بعد تسلُّمه منصبه الكبير في مايكروسوفت، فقَدِ اختصرَ مشاريع عملاق التكنولوجيا العالَميَّة بعبارة في غاية الأهميَّة، يقول (إنَّ الاستراتيجيَّة الجديدة للذَّكاء الاصطناعي، تركز على تطوير مساعدين يعتمدون على الذَّكاء الاصطناعي بذاكرة طويلة المدَى، وتوفير وظائف متكاملة تهدف إلى تسهيل حياة النَّاس).

ما يضعُه مصطفى سليمان من برامج واسعة ينسجم تمامًا وما تتعرض له حياة النَّاس من مخاطر كبيرة، ففي سطرَيْنِ يُعالج المستقبل القريب والأبعد، قد يقول البعض، إنَّها مشاريع استثماريَّة، تَسير عَلَيْها الشَّركات الكبرى وهذا لا يتناقض مع ما نقرؤه في المسارات الَّتي يرسمها مهندس الذَّكاء الاصطناعي العربي الأصل مصطفى سليمان، فلا يخفى على أحَد حجم المخاوف، الَّتي تغزو عقول الكثيرين، وسط النِّقاشات والتَّحليلات والاستقراءات الَّتي تزخر بها حياتنا اليوميَّة، وما تبثُّه وسائل الإعلام المختلفة من تناقص الوظائف وتراجع فرص العمل، بسبب غزو الروبوتات لمختلف مناحي الحياة، وتصاعد انتشار الذَّكاء الاصطناعي في مفاصل العمل اليومي.

في خطَّته الَّتي تهدف إلى توفير فرص عمل متكاملة يفتح الكثير من الأبواب، الَّتي تُشجِّع الشَّباب على البحث في مختلف المجالات، ليس البحث وحده وإنَّما السَّعي لكسبِ المهارات، الَّتي من شأنها تحقيق الهدف الرَّئيس في دخول المِهن الجديدة، خصوصًا تلك الَّتي يوفرها الذَّكاء الاصطناعي. وبِدُونِ شكٍّ، فإنَّ ما يتحدَّث به الشَّاب الطَّموح المُثابر مصطفى سليمان يختلف عن الكثيرين من قادة شركات التقنيَّات العالَميَّة، وسبب ذلك، أنَّه عاشَ تجربةً حياتيَّة مختلفة، والده مهاجر سوري إلى بريطانيا ووالدته البريطانيَّة تعمل في التَّمريض، وبَيْنَما يرى بِعَيْنَيْه المستقبل ويعمل جاهدًا لِتَحقيقِ ما يصبو إِلَيْه، فإنَّ عَيْنَيْه ترصد حياة الطَّبقة الوسطى في الدّوَل الغربيَّة ويتفرد بمعرفته بمعاناة كثيرة للنَّاس من هذه الطَّبقة في العالَم العربي وبقيَّة دوَل العالَم.

نجح مصطفى سليمان في دخول عالَم التقنيَّات وحقَّق نجاحات كبيرة في وقت مبكر من حياته. ومَن يتابع منجزاته يفخر به، هو النّموذج النَّاجح والمتفوِّق لجميع الشَّباب في الشَّرق والغرب، ويُلهِم الكثيرين لتتبُّعِ منافذ النَّجاح، إذ يثبت أنَّ منجزات العقول لا علاقة لها بالبيئة الَّتي يعيش المرء، وإنَّما تتوقف على حجمِ الطُّموح وبذلِ الجهود والإقدام على المشاريع بعقلانيَّة.

مهندس الذَّكاء الاصطناعي العربي مصطفى سليمان يستحقُّ أن نفخرَ به.

وليد الزبيدي

كاتب عراقي

[email protected]

 

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد