مع خروج تفشي فيروس كورونا المستجد في إيران عن سيطرة السلطات، ظهرت معطيات جديدة مقلقة عن فئة من المجتمع الإيراني لا أمل لها في العلاج في حال أصيبت بالفيروس.
ووفق تقارير لوسائل إعلام إيرانية، هناك قلق متزايد إزاء الخطر الذي يشكله الفيروس على عشرات الآلاف من ضحايا الأسلحة الكيميائية الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي وأمراض رئوية.
وقد نجا ما يقدر بـ 100 ألف إيراني من هجمات الأسلحة الكيماوية التي شنها صدام حسين خلال الحرب الايرانية العراقية التي استمرت من عام 1980 الى عام 1988.
ويعاني الكثير منهم من إعاقة بسبب الأمراض المزمنة الناجمة عن التعرض للخردل وغاز الأعصاب، وحتى الآن، فقد حصد الفيروس أرواح العديد منهم.
وأعلنت إيران الأربعاء 147 وفاة جديدة بوباء كورونا المستجد، ما يشكل عددا قياسيا يوميا في أحد البلدان الأكثر تضررا بالفيروس ويرفع الحصيلة الاجمالية للوفيات الى 1135.
الحاج مرتضى مالك، وهو عقيد متقاعد في الحرس الثوري، وهوجاتو سلام أبو الغلام إرامي، القائد السابق لصلاة الجمعة في غمسار، هما من بين ضحايا الأسلحة الكيميائية الذين لقوا حتفهم في الأيام الأخيرة بعد إصابتهما بالفيروس.
وقد تعرض الاثنين لأسلحة كيماوية خلال الحرب الإيرانية العراقية بعد أن شن صدام هجمات متعددة ضد الجنود والمدنيين الإيرانيين في غرب إيران.
وتفيد تقارير بأن قدامى المحاربين الآخرين في الحرس الثوري الإيراني الذين تعرضوا لعوامل كيميائية قد توفوا مؤخراً بعد إصابتهم بالفيروس.
ووفق تقرير لموقع راديو “ليبرتي” نشر الناشط السياسي الإصلاحي فيزولالله عربوسخي تغريدة على تويتر في 6 مارس قال فيها إن الفيروس قتل 18 شخصاً عانوا من التعرض للأسلحة الكيميائية.
ولم تصدر السلطات أي أرقام عن عدد الناجين من الأسلحة الكيميائية الذين لقوا حتفهم بسبب الفيروس، بيد أنها حذرت من أن هؤلاء الاشخاص يواجهون خطرا أكبر وسط تفشى الفيروس الذي انتشر الى جميع المقاطعات.
وقالت المؤسسة الحكومية لشؤون الشهداء والمحاربين القدامى في بيان صدر في 26 فبراير إن قدامى المحاربين في هجمات بالأسلحة الكيميائية معرضون بشكل خاص للفيروس، ودعت وأسرهم إلى اتخاذ تدابير وقائية.