يعتقد الجيش الإسرائيلي أن حماس “تحاول تحقيق نجاح كبير”، مثل هجوم عبر الحدود أو هجوم كبير آخر ، والذي يمكن أن تعتبره الحركة انتصارا على إسرائيل حيث يبدو أن جولة القتال الحالية تقترب من نهايتها، حسبما قال ضابط كبير في القيادة الجنوبية للجيش للصحفيين يوم الأربعاء.

وقال الضابط ا إنه يعتقد أن قدرات المخابرات العسكرية ستمنع الحركة من شن هجوم كبير على إسرائيل، لكنه أقر بأن عملية أصغر حجما قد تكون ممكنة.

وأضاف الضابط، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه، “لا أعتقد أن بإمكان حماس القيام بعملية برية مفاجئة كبيرة، لكنها قد تقوم بهجوم”.

وقال إن حماس قد تحاول شن هجوم واسع النطاق على منطقة تل أبيب الحضرية، بعد أن امتنعت عن إطلاق صواريخ على المدينة في الأيام الأخيرة.

وفقا للمخابرات العسكرية للجيش الإسرائيلي، لدى الحركة ذخائر بعيدة المدى تكفي على الأقل لشن عدة وابل من عشرات الصواريخ على تل أبيب.

وجاء تحذير الضابط وسط ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل وحماس للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، بعد أكثر من 10 أيام من القتال قُتل خلالها ما لا يقل عن 227 فلسطينيا، العشرات منهم من الأطفال، إلى جانب 12 إسرائيليا، بينهم طفل (5 سنوات) وفتاة تبلغ من العمر 16 عاما.

ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن غالبية الفلسطينيين الذين قُتلوا في النزاع كانوا نشطاء في مجموعات مسلحة ويقول إنه يتخذ احتياطات كبيرة لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين عندما يكون ذلك ممكنا.

عند سؤاله عما إذا كان الجيش الإسرائيلي قد فوجئ بأي شيء يتعلق بكيفية استخدام الفصائل الفلسطينية لصواريخها، أقر الضابط بأن وابلا هائلا من حوالي 150 صاروخا أطلقته حماس على مدينة أشكلون الجنوبية في وقت مبكر من القتال، فاجأ الجيش إلى حد ما لأنه لم يتوقع هجوما بهذا الحجم. في ذلك الهجوم، تعرض نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية” أيضا لخلل بسيط، ولكن تم إصلاحه لاحقا. وفي ذلك القصف قُتلت سيدتان في أشكلون وأصيب العشرات.

منزل متضرر بشدة جراء إطلاق صواريخ على مدينة أشكلون جنوب إسرائيل، 11 مايو، 2021. (JACK GUEZ / AFP)

وقال الضابط إن الجيش فوجئ أيضا بأن الفصائل الفلسطينية في القطاع لم تستخدم بعد مجموعة متنوعة فتاكة بشكل خاص من الصواريخ المطورة في غزة، والمليئة بمئات الكيلوغرامات من المتفجرات ولها مدى قصير للغاية، مما يجعل من الصعب للغاية اعتراضها ويكون تأثيرها مدمرا للغاية في حال سقوطها.

تم استخدام أحد هذه الصواريخ خلال جولة من القتال استمرت لعدة أيام بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في نوفمبر 2019، مما تسبب في إحداث حفرة كبيرة، ولكن دون وقوع إصابات أو أضرار.

وقال الجيش يوم الأربعاء إنه دمر أحد هذه الصواريخ وقصفه من الجو قبل أن يتسنى استخدامه.

وقال الضابط إنه غير متأكد من سبب عدم استخدام هذا النوع من الصواريخ بعد، أو سبب استخدام حماس لعدد صغير فقط من الطائرات المسيرة المتفجرة، والتي اعترضها الجيش الإسرائيلي جميعا حتى يوم الأربعاء.

وقال الضابط في القيادة الجنوبية إنه حتى الآن في الحملة العسكرية ، التي أطلقت عليها إسرائيل اسم عملية “حراس الأسوار”، نجح الجيش الإسرائيلي في منع محاولات حماس لشن هجمات كبيرة، باستثناء منع إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، وهو مجال أقر الضابط بأن الجيش يواجه صعوبة في منعه.

بحسب المسؤول، حاولت حماس ثلاث مرات على الأقل خلال جولة القتال الحالية إرسال جنود كوماندوز إلى إسرائيل من قطاع غزة عبر الأنفاق التي تصل إلى الحدود ولكنها لا تعبرها.

منعت إسرائيل محاولات التسلل الثلاث هذه، حيث قصفت الأنفاق مرتين أثناء تواجد نشطاء حماس في الداخل بالقرب من مدينة خان يونس في غزة وهاجمتهم مرة قبل دخولهم الممر الجوفي، بحسب الضابط.

توضيحية: نفق تابع لحماس يمتد من غزة إلى إسرائيلظ، 2014. (AP Photo / Jack Guez، Pool)

في مثل هذا الهجوم، كان من المفترض أن تدخل مجموعة صغيرة من مقاتلي النخبة في حماس إسرائيل من غزة وتهاجم وتختطف جنودا على الحدود، أو في حالة أكثر خطورة، تهاجم بلدة حدودية إسرائيلية. مثل هذه المهمة ستكون بالتأكيد مهمة انتحارية للمسلحين المشاركين فيها، لكنها ستكون بمثابة انتصار علني على الجيش الإسرائيلي.

حرب إسرائيل مع حماس في عام 2014 كانت تهدف بشكل خاص إلى منع مثل هذه الهجمات عبر الحدود من خلال أنفاق تمتد من غزة إلى الأراضي الإسرائيلية. في العام الماضي، أكملت إسرائيل بناء جدار تحت الأرض حول غزة يمنع الفصائل الفلسطينية من حفر مثل هذه الأنفاق العابرة للحدود.

 

بالنظر إلى جهود الجيش، في تسلل محتمل من غزة إلى إسرائيل، قال الضابط الكبير إن الجيش يعتقد أن النشطاء كانوا سيخرجون من نفق قريب من الحدود وسيستخدمون مجموعة متنوعة من عمليات التضليل لمنحهم الوقت الكافي لدخول الأراضي الإسرائيلية من خلال ثغرة في السياج الأمني. من المحتمل أن يشمل ذلك تدمير كاميرات المراقبة في المنطقة، وإطلاق قذائف الهاون في جميع أنحاء المنطقة لمنع قوات الجيش الإسرائيلي من الاقتراب وإطلاق قنابل الدخان لإخفاء مواقعهم.

وقال الضابط إن الجيش الإسرائيلي كان يعلم أن بحوزة حماس الأنفاق التي استُخدمت في محاولات التوغل الثلاث وفكر في تدميرها، لكنه قرر بدلا من ذلك اتخاذ “مخاطرة محسوبة” وضربها بمجرد أن تحاول حماس استخدامها. وقال إن عددا من كبار نشطاء حماس قُتلوا في هذه الضربات.

انفجارات تضيء سماء الليل فوق مبان في مدينة غزة أثناء غارات جوية إسرائيلية على القطاع الفلسطيني، 18 مايو، 2021. (MAHMUD HAMS / AFP)

بالإضافة إلى ذلك، قال الضابط إن الجيش حقق أيضا نجاحا نسبيا في إحباط جهود حماس والجهاد الإسلامي لتنفيذ هجمات صاروخية موجهة مضادة للدبابات، باستثناء تلك التي قتلت الجندي الإسرائيلي عومر طبيب.

وقال الضابط الكبير إن الجيش دمر حتى الآن ما لا يقل عن 40 خلية للصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، تاركا لكل من حماس والجهاد الإسلامي معا نحو عشرين قاذفة صواريخ موجهة مضادة للدبابات.

بعض ضحايا القصف الصاروخي من غزة: الصف العلوي (يسار) عومر طبيب (يمين) عيدو أفيغال. الصف الثاني (يسار) ليا يوم طوف (على اليمين) سوميا سانتوش؛ الصف الثالث (يسار) نادين عواد (يمين) خليل عواد ؛ الصف الرابع (يمين) نيلا غورفيتش (يسار) رمات غان بعد الضربة الصاروخية (Oren ZIV / AFP)

لكن على الرغم من هذه النجاحات، يواجه الجيش  الإسرائيلي طوال جولة العنف الحالية صعوبة في منع حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني من إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، مما سمح للحركتين بإطلاق آلاف الصواريخ على جنوب ووسط إسرائيل، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصا.

حتى مساء الأربعاء، أطلقت حماس والجهاد الإسلامي ما يقرب من 4000 صاروخ على إسرائيل، ربعها تقريبا قذائف هاون على التجمعات السكنية الإسرائيلية المتاخمة مباشرة لحدود غزة والباقي صواريخ متفاوتة المدى. في هذه الجولة من القتال، كان الجهاد الإسلامي في فلسطين مسؤولا بشكل أساسي، ولكن ليس حصريا، عن إطلاق قذائف الهاون، بينما أطلقت حماس في الغالب الصواريخ.

ومع ذلك، يعتقد الجيش في الأيام الأخيرة أنه طور عددا من التقنيات والقدرات الجديدة للعثور بسرعة أكبر على منصات إطلاق الصواريخ التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية، لا سيما تلك التي تحتوي على أنظمة إطلاق صواريخ متعددة، مما يسمح لها بتدمير جزء منها على الأقل قبل أن تتمكن الفصائل من إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

وقال الضابط “في بعض الأحيان تضرب وعندها ترى ’الألعاب النارية’ للصواريخ الأخرى في الحجر تنفجر”.

كما قام الجيش الإسرائيلي بتحسين قدرته على العثور على قذائف الهاون، التي يمكن دفنها وإخفائها بسهولة، ولكنها لا تزال تتطلب وجود شخص على الأرض لتشغيلها.

صباح الأربعاء، قُتل خمسة نشطاء فلسطينيين قاموا بإطلاق قذائف هاون باتجاه جنوب إسرائيل في قصف للجيش الإسرائيلي، بحسب الضابط.

نشطاء حماس يستعدون لإطلاق قذيفة هاون في شريط فيديو ترويجي أطلقته الحركة في 19 مايو، 2021. (Screen capture)

وقال المسؤول إن تكتيكات الجيش تضمنت نشر أفضل للطائرات المسيرة والقوات البرية لرصد إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون ثم ضرب مصادر الهجمات.

لكنه أضاف أن “الصواريخ وقذائف الهاون لا تزال تشكل تحديا كبيرا”.

على مر السنين، تعلمت الفصائل المسلحة في القطاع إخفاء صواريخها ومنصات إطلاقها بشكل أفضل من خلال دفنها تحت الأرض أو داخل منطقة مدنية مكتظة بالسكان وإطلاقها عن بُعد.

بعد وقت قصير من إدلاء المسؤول بتصريحاته، أطلق نشطاء في القطاع وابلا كبيرا من الصواريخ وقذائف الهاون على جنوب ووسط إسرائيل، مما أجبر عددا كبيرا من الإسرائيليين على دخول الملاجئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد