انتشرت الصداقة الإلكترونية عن طريق الإنترنت مع انتشار وسائل الاتصالات السريعة والمتوفرة، هذه الصداقة فيها إيجابيات، منها إقامة صداقات بسهولة مع الشخصيات الاجتماعية والسياسية والمثقفين وأصحاب الرأي والقرار والنخب الاجتماعية، تقول الدكتورة أميرة حبراير الخبيرة النفسية، إن التواصل مع هؤلاء للتعرف على أخبارهم ونشاطاتهم والإفادة منهم، بما يخدم الفرد والمجتمع. أما سلبيات هذه الصداقة فقد تكون لها أهداف ونوايا سيئة تسبب مشاكل. ويؤكد خبراء الطب النفسي أن برامج المحادثات الإلكترونية، والبريد الإلكتروني عبارة عن جواز مرور للتواصل عبر عالم الإنترنت مع العالم كله بلا حدود، أو معوقات، ويتوقف التعامل مع هذا العالم الجديد على مدى الوعي الشخصي، فربما ينخدع الشباب في هذه الخدمات المجانية؛ مما يدفعهم للإقبال عليها دونما خوف أو محاذير.. وتكون النتيجة التعرض لمخاطر نفسية عديدة أبرزها ما يعرف “بإدمان الإنترنت” نتيجة قضاء وقت أمام الأجهزة دونما كلل أو ملل لإرسال كم هائل من الرسائل الإلكترونية أو الدردشة مع أصدقائهم الإلكترونيين. كذلك أن الإنترنت قد سبب أمراضاً عدة من أهمها:
• أمراض الاغتراب الاجتماعي.
• فتور العلاقات بين الأشخاص.
• تفاقم الخطورة مع الشباب الذين يعانون من الفراغ، فتصبح برامج الدردشة، أو الإنترنت عموماً هي الهم الأول في حياتهم.
سلبيات تكوين الصداقات عبر الإنترنت
من الناحية المثالية ينبغي ألا تتوقع الصداقة من الأشخاص الذين تدخل معهم في دردشة على الإنترنت، فما الذي يضمن لك أن الشخص الذي تتحدث معه يتمتع بأسلوبك نفسه في التفكير وعقائدك في حياتك؟
فالدردشة النصية أو حتى المسموعة والمرئية، لا يمكن أن تحدد أي شيء عن الشخص، فإن دافع أي غريب يريد صداقتك على الإنترنت لا يعني بالضرورة أن هذه علاقة صداقة، ولاسيما إذا كنتِ فتاة، فلابد وأن تعلمي أن طلب الصداقة من الغرباء يحمل وراءه أغراضاً وخيمة.
وإذا كنت تستخدم المواقع الاجتماعية بهدف تكوين الصداقات، فإن إضافة هذا الشخص يعني تمكينه من الوصول إلى جميع التفاصيل الخاصة بك، وإذا كان شخصاً ليس جيداً فإنه سيستخدم بياناتك الشخصية لدوافع خبيثة.
إيجابيات المصادقة عبر الإنترنت
في أندر الحالات تنمو الصداقات عبر الإنترنت، والشخص الذي قمت بإضافته يمكن أن يصبح صديق عمرك فيما بعد.
وفي حالة ما إذا كنت تعيش بعيداً عن بلدك، فإن صداقات الإنترنت يمكن أن تكون مصدراً جيداً للدعم؛ لأنه سيمكّنك من التغلب على الشعور بالوحدة.
فهذا سيعلمك درساً أو اثنين؛ وهو أن تتفاعل مع هذا الشخص وتتعرف على الكثير من الأشياء الجديدة، ولكن ضع في اعتبارك النقاط الواردة أدناه من أجل تجربة ناجحة للصداقة عبر الإنترنت.
تذكّر..
عندما تبدأ في محادثة مع شخص لا تعرفه، فلا تتحدث كثيراً عن نفسك في الأيام الأولى، أعط نفسك فرصة لفهم هذا الشخص، وإذا وجدت أنه يمكن الثقة به والتقت روحاكما معاً، فيمكنك هنا مشاركته أفكارك ومشاعرك.
أيضاً احذر من إعطائه بيانات الاتصال الخاصة بك كالعنوان ورقم الهاتف المحمول عند الدخول معه في دردشة، وعند التحدث مع شخص عبر المواقع الاجتماعية، تأكد أنه لا يمكن الوصول إلى بياناتك وصورك.
وأخيراً لابد من الإشارة إلى أن العلاقات على الإنترنت تفتقر إلى الجانب العاطفي، وكل شخص لديه تعريفه الخاص عن صداقة الإنترنت.
فإذا كنت تبحث فقط عن شخص تشاركه أفكارك، وتزيد به قائمة أصدقائك، فصداقات الإنترنت ستكون في صالحك، ولكن لا تتوقع أن تحظى بصداقة طويلة المدى من شخص غريب على الإنترنت.