وقال الحريري في خطاب الاستقالة الذي بثته قناة المستقبل اللبنانية:” إخواني وأحبائي أبناء الشعب اللبناني العظيم، أتوجه إليكم بهذا الخطاب في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ بلادنا والأمة العربية التي تعيش ظروفا مأساوية أفرزتها التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية”.

وتابع” فأنتم يا أبناء الشعب اللبناني العظيم بما تحملونه من مُثل وقيم وتاريخ مشرق كنتم منارة العلم والمعرفة والديقمراطية، إلى أن تسلطت عليكم فئات لا تريد لكم الخير دعمت من خارج الحدود وزرعت بين أبناء البلد الواحد الفتن وتطاولت على سلطة الدولة وأنشأت دولة داخل الدولة وانتهى بها الأمر أن سيطرت على مفاصلها وأصبح لها الكلمة العليا والقول الفصل في شؤون لبنان واللبنانيين”.

 

إيران والفتن

وأضاف:” أشير بكل صراحة ودون مواربة إلى إيران التي ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب. يشهد على ذلك تدخلاتها في الشؤون الداخلية للبلدان العربية في لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن. يدفعها إلى ذلك حقد دفين على الأمة العربية ورغبة جامحة تدميرها والسيطرة عليها”.

وأردف:” وللأسف وجدت من أبنائنا من يضع يده في يدها بل ويعلن صراحة ولاؤه لها والسعي لخطف لبنان من محيطه العربي والدولي بما يمثله من قيم ومثل وأقصد في ذلك حزب الله الذراع الإيراني ليس في لبنان فحسب بل في البلدان العربية”.

وقال:” خلال العقود الماضية استطاع حزب الله للأسف فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه الذي يزعم أنه سلاح مقاومة وهو الموجه إلى صدور إخواننا السوريين واليمنيين فضلا عن اللبنانيين”.

قطع أيادي السوء

وتابع :” لست بحاجة إلى سرد هذه التدخلات وكل يوم يظهر لنا حجمها والتي أصبحنا نعاني منها ليس على الصعيد الداخلي اللبناني فحسب ولكن على صعيد علاقتنا مع أشقائنا العرب. وما خلية حزب الله في الكويت عنا ببعيد مما أصبح معه لبنان وأنتم أيها الشعب اللبناني العظيم في عين العاصفة ومحل الإدانات الدولية والعقوبات الاقتصادية بسبب إيران وذراعها حزب الله”.

وأضاف “أريد أن قول لإيران وأتباعها أنهم خاسرون وستقطع الأيادي التي امتدت إلى الدول العربية بالسوء وسيرتد الشر إلى أهله. لقد عاهدتكم أن أسعى لوحدة اللبنانيين وإنهاء الانقسام السياسي وترسيخ مبدأ النأي بالنفس وقد لقيت في سبيل ذلك أذى وترفعت عن الرد في سبيل الشعب اللبناني. هناك حالة إحباط وتشرذم وانقسامات وتغليب المصالح الخاصة على العامة وتكوين عداوات ليس لنا طائل منها. نحن نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي شابت قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.

وختم :” إني أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية مع يقيني أن إرادة اللبنانيين أقوى وسيكونون قادرين على التغلب على الوصاية من الداخل والخارج”.