كشف مسؤولون أمريكيون في تقرير خاص لصحيفة العراق التحضيرات التي قامت بها الولايات المتحدة الامريكية لاستهداف منشأة لتخزين الأسلحة في سوريا تابعة للحرس الثوري الإيراني “حرس خميني” ، وذلك ردا على الهجمات التي تشنها الجماعات المدعومة من إيران على القوات الأمريكية في المنطقة.
وأضاف المسؤول: “لقد استخدمنا ذخائر دقيقة”، وتابع أن “الجيش الأمريكي كان يراقب الموقع لفترة من الوقت قبل الضربة للتأكد من أن ذلك سيتم بأقل عدد ممكن من الضحايا ويمنع الحرس الثوري من استخدامها”.
وذكر: “أود أن أقول لك إننا على يقين تام من أن هذا لم يتسبب في خسائر مدنية، وأن الأفراد إذا كانوا هناك كانوا مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني من حيث الجماعات التابعة لهم”.
وقال مسؤول دفاعي كبير، للصحفيين، إن الولايات المتحدة اتخذت “إجراءات إضافية للتواصل مباشرة مع إيران” وسط الصراع بين إسرائيل وحركة “حماس”، وأن واشنطن “لا تسعى إلى تصعيد الصراع في المنطقة”.
وأضاف: “في ضوء التوترات المتزايدة الناجمة عن الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس، اتخذنا إجراءات إضافية للتواصل مباشرة مع إيران والجماعات المتحالفة معها في العراق ولبنان وشركائنا الإقليميين”.
وتابع: “نهدف إلى توضيح أن أعمالنا العسكرية لا تشير إلى تغيير في نهجنا تجاه الصراع بين إسرائيل وحماس، وليس لدينا أي نية لتصعيد الصراع في المنطقة، وأن التزامنا بالدفاع عن النفس وحماية الأفراد الأمريكيين يظل كما هو”.
وفي سياق متصل، قال مسؤول عسكري أمريكي كبير إن الولايات المتحدة أخطرت روسيا من خلال خط عدم الاشتباك بشأن الغارة على المنشأة.
ورد المسؤول على سؤال عما إذا كانت روسيا قد تم إخطارها بالضربة: “لقد استخدمنا خط عدم الاشتباك”.
ويستخدم الجيشان الأمريكي والروسي في سوريا هذا الخط فيما يتعلق بالعمليات العسكرية.
من ناحية أخرى، قال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة وضعت بطاريات صواريخ باتريوت إضافية في قواعدها في الشرق الأوسط نتيجة للهجمات المستمرة التي تشنها الجماعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا.
وقال المسؤول: “قمنا بتحصين قواعدنا الأمريكية ببطاريات باتريوت إضافية، وزيادة الدوريات الجوية الدفاعية المضادة لمزيد من ردع الهجمات والدفاع عن قواتنا”.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في وقت سابق، عن نشر عدد غير معروف من بطاريات باتريوت من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، لكنه لم يكشف عن مكان إرسالها على وجه التحديد.
وشدد على أنه “لا نية لدى الولايات المتحدة لتوسيع الصراع في المنطقة”، وفيما يخص نتيجة الضربة، قال المسؤول إنه “لا نستطيع تأكيد تواجد إيرانيين في المنشأة لحظة استهدافها”، وأضاف “أظهرنا مرة أخرى الليلة استعدادنا لاستخدام القوة العسكرية، ولا ينبغي لأحد أن يشكك في استعداد وزارة الدفاع وخياراتها للدفاع عن قواتنا بما يخدم مصلحتنا”.
وتأتي الصواريخ بعد أن ردت الولايات المتحدة بضربة انتقامية استهدفت منشآت تستخدمها ميلشيات تابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني.
وقال “البنتاغون”، في بيان: “في صباح يوم 24 مارس/ آذار، قرابة الساعة 8:05 بالتوقيت المحلي، استهدفت 10 صواريخ قوات التحالف في القرية الخضراء في شمال شرق سوريا”.
وقاعدة القرية الخضراء تقع في شمال شرق سوريا، ويتمركز بها نحو 900 جندي أمريكي في سوريا.
وأضاف البيان أن “الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات بين أفراد القوات الأمريكية أو قوات التحالف ولم يلحق أضرار بالمنشآت”.
وأكد: “كما أوضح الرئيس (جو) بايدن، سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا وسنرد دائما في الوقت والمكان اللذين نختارهما”.
وذكرت شبكة CNN في وقت سابق أن جنديين عولجا في الموقع، بينما تم نقل الثلاثة الآخرين إلى منشآت طبية في العراق، وقال مسؤولون إن حالتهم مستقرة.
وفي أعقاب هجوم المسيرة، قال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال إريك كوريلا، الخميس، إن الولايات المتحدة يمكن أن تنفذ ضربات إضافية إذا لزم الأمر، وأضاف: “نحن على استعداد لمواجهة أي هجمات إيرانية إضافية”.
أول عمل عسكري للرئيس الأمريكي جو بايدن غارة جوية تستهدف “ميليشيات تدعمها إيران”
نفذت الولايات المتحدة الأمريكية غارة جوية استهدفت “ميليشيات مدعومة من إيران” في سوريا، في أول عمل عسكري تقوم به إدارة بايدن.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الجيش شن غارة جوية استهدفت ميليشيات تدعمها إيران في سوريا.
وأضافت الوزارة أن الهجوم أسفر عن تدمير “عدة منشآت عند نقطة حدودية يستخدمها عدد من الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران”.من جهتها قالت وزارة الخارجية السورية إنها “تدين بشدة العدوان الأمريكي الجبان”.
وأضافت في بيان “إنها إشارة سيئة فيما يتعلق بسياسات الإدارة الأمريكية الجديدة التي ينبغي أن تلتزم” بالمعايير الدولية.
وأقر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الإجراء ردا على هجمات أخيرة استهدفت قوات من الجيش الأمريكي والتحالف الدولي في العراق.
وقال البنتاغون إن الهجوم الذي وقع بالقرب من الحدود العراقية شرق سوريا كان “ردا عسكريا مناسبا” تم اتخاذه “مع مراعاة الإجراءات الدبلوماسية”، بما في ذلك استشارة شركاء التحالف.
وجاء الهجوم بعد مقتل متعاقد مدني في هجوم صاروخي على أهداف أمريكية في العراق في وقت سابق من الشهر الجاري.
كما أُصيب جندي أمريكي وخمسة متعاقدين آخرين عندما ضربت صواريخ مواقع في أربيل، بينها قاعدة يستخدمها التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
توجيه رسالة، تحليل بول آدامز
ربما تكون الرسائل حول الضربة أكثر أهمية من الضربة نفسها.
فقد جاءت الضربة بعد عشرة أيام من الهجوم الصاروخي في 15 فبراير/شباط على أربيل.
وقد أعرب وزير الدفاع الأمريكي عن شكره للحكومة العراقية على مساهمتها الاستخباراتية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الضربات الجوية نُفذت “بالتشاور مع شركاء التحالف”.
كما لم تحدث الهجمات على الأراضي العراقية، مما قلل من أي إحراج للحكومة في بغداد.
باختصار، يبدو أن واشنطن تضع حدا مميزا بينها وبين التصرفات الأحادية الأكثر تعقيدا للإدارة السابقة.
ولكن في الوقت الذي تستكشف فيه إدارة بايدن طرقا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، فإن الضربات ترسل أيضا رسالة إلى طهران مفادها: لمجرد أننا على استعداد للجلوس والتحدث لا يعني ذلك أنه يمكن لوكلاء طهران في جميع أنحاء المنطقة فعل ما يريدون.
ماذا نعرف عن الغارة الجوية؟
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الضربة التي شنتها الجمعة كانت “بتوجيه من الرئيس بايدن”.
واستهدفت منشآت تقع في نقطة مراقبة حدودية يستخدمها عدد من الميليشيات المدعومة من إيران، بما في ذلك كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء المتحالفة مع حكومة دمشق.
وسبق أن نفذت كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء أو دعمت هجمات صاروخية طالت أهدافا أمريكية في البلاد.
لكن كتائب حزب الله نفت ضلوعها في الهجمات الأخيرة ضد المصالح الأمريكية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن “كتائب حزب الله” و”كتائب سيد الشهداء” كانت ضمن الجماعات المسلحة المدعومة من إيران التي استهدفها هجوم يوم الخميس، شرقي سوريا.
ووصفت العملية بأنها “رد عسكري متناسب” اتُخذ “مع إجراءات دبلوماسية”، منها مشاورات مع شركاء في التحالف.
وقال بيان البنتاغون إن “العملية ترسل رسالة لا لبس فيها”.
وأضاف البيان أن “الرئيس بايدن سيعمل على حماية الأفراد الأمريكيين وقوات التحالف. في الوقت نفسه، تصرفنا بطريقة متعمدة تهدف إلى تهدئة الوضع العام في كل من شرقي سوريا والعراق”.
وأسفرت الضربة الجوية الأمريكية عن مقتل 17 مقاتلا إيرانيا على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لوكالة فرانس برس إن “الضربات دمرت ثلاث شاحنات محملة بالذخيرة”، مضيفا “كان هناك العديد من الضحايا”.
وأعلنت جماعات غير معروفة مسؤوليتها عن عدة هجمات استهدفت موظفين أمريكيين. لكن بعض المسؤولين العراقيين والغربيين يقولون إن هذه الجبهة هي لميليشيات قائمة على الأرض، حيث أنها تتمكن من شن هجمات دون محاسبة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في حديث للصحافة إنه “واثق من الهدف الذي سعينا وراءه”.
وأضاف “نحن نعرف ما ضربنا”. “نحن على ثقة من أن هذا الهدف كان يستخدم من قبل نفس المسلحين الشيعة الذين نفذوا الضربات” في 15 فبراير/ شباط.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن على الولايات المتحدة أن توضح بشكل مباشر خططها للمنطقة، وانتقد التحذير الذي وجهته الولايات المتحدة إلى موسكو قبل “أربع أو خمس دقائق” من الضربة التي نفذتها ضد حليفها الرئيسي سوريا.
وقال السكرتير الصحفي للبنتاغون، جون كيربي، إن الضربة كانت تهدف إلى معاقبة الميليشيات ولكن ليس لتصعيد التوترات مع إيران، التي تسعى الولايات المتحدة معها لاستئناف المحادثات بشأن الاتفاق النووي الذي تخلى عنه الرئيس السابق دونالد ترامب، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.