أكد محافظ كركوك الذي أقالته السلطات العراقية، الامريكي الجنسية الدكتورنجم الدين كريم، أن “حلم دولة كوردستان المستقلة ما زال حياً”، مؤكداً “أننا سوف نستعيد كركوك” التي سيطرت عليها الحشد الشعبي والقوات العراقية في 16 تشرين الأول الجاري.
وقال كريم، في مقابلة مع شبكة “CNN” الأمريكية، إن “البارازني لم يتنح ولكن مدته انتهت، وقد وعد شعب كوردستان بأنه لن يظل رئيسا ولا يريد تمديد مدته أو الترشح لانتخابات، فهذا شيء طبيعي أن يفعله. لقد حمل راية إجراء استفتاء استقلال كوردستان، وتم الاستفتاء بسلام جداً، ولكن للأسف رد فعل الحكومة العراقية والدول المجاورة كان قاسياً، إلا أن هذا الحلم ما زال حياً، وما زلت مقتنع بشدة بأن كوردستان ستكون دولة مستقلة في يوم من الأيام وغالبا أقرب مما يعتقد الكثيرون”.
وحول ما إذا كانت إدارة كردستان ارتكبت “خطأ في الحسابات” بالنسبة لتوقيت الاستفتاء، قال كريم: “قبل الاستفتاء في كوردستان، كان هناك مظاهرات تأييد وكل الأحزاب السياسية لم تقل أبدا أنها ضد الاستفتاء وكانت تؤيد الاستقلال، والشخص الوحيد الذي حاول معارضة الاستفتاء لم يستطع جمع أكثر من ألفي شخص”.
وأضاف: “كنا نعلم أن هناك مخاطرة، والسعي نحو الاستفتاء لم يكن نزهة، وتوقعنا أن نتائج محاولة الانفصال عن بلد يقمعنا منذ أكثر من 100 عام قد تكون كذلك، ولكن ما لم نتوقعه هو أن أصدقاءنا والأشخاص الذين حاربنا معهم ودافعنا ليس فقط عن دولتنا بل أيضا دولتهم ضد تنظيم (داعش) والإرهابيين أن يقفوا مع الظالمين ويدعمونهم”.
وعما إذا كان يشعرون بالندم على المضي قدما في إجراء الاستفتاء رغم التحذيرات منه في هذا التوقيت ووسط الحرب ضد داعش، قال كريم: “في الواقع لا، أعتقد أن هذا القرار كان يجب اتخاذه وردود الفعل ستكون كما هي في أي توقيت”.
وأوضح أن “المناقشات التي أجريتها مع أصدقائنا الغربيين من دول مختلفة كانت فقط لا تفعلوا ذلك الآن بل بعد الانتخابات. وقلنا لهم لماذا لا تقولون ذلك علانية وسوف نقبل به، ولكن أن تقولوا فقط لا تفعلوا ذلك الآن لأن التوقيت غير مناسب ليس كافيا بالنسبة لنا”.
وتابع بالقول: “أعتقد أن هذا الاستفتاء كان يجب أن يتم، وقد خسرنا مؤقتا بعض المناطق الآن التي تعتبر محتلة وليس متنازع عليها، وطالبنا بالحوار بعد الاستفتاء ولكنهم رفضوا، وأعتقد أن شعبنا يدعم ذلك، وكما قال (الرئيس الأمريكي الراحل جون) كينيدي النصر له ألف أب والهزيمة يتيمة”، مؤكداً: “سوف نستعيد كركوك” التي سيطرت عليها الحشد الشعبي والقوات العراقية.
وقال مدير شرطة الأقضية والنواحي في كركوك، العميد سرحد قادر، إن وزارتي الداخلية في إقليم كوردستان والعراق اتفقتا على عودة الضباط والشرطة النازحين إلى ممارسة أعمالهم بالمحافظة، مشيراً إلى أن “263 ضابط ورجل شرطة سيعودون اليوم إلى المحافظة”.
وأضاف مدير شرطة الأقضية والنواحي في كركوك، أنه “على أي ضابط أو رجل شرطة اصطحب معه خلال النزوح عجلة أو سلاح أن يعيدها”، مؤكداً أن “العودة ستتم بموجب الاتفاقية المبرمة بين الوزارتين”.
وأعلنت رئاسة مجلس وزراء إقليم كوردستان، عن وجود “يد تخريبية” تريد إثارة الفتنة والشغب ونحن نستنكر ذلك بشدة، ونحذر بأن كل من سيقوم بأعمال تخريب وشغب سيلقى حساباً قانونياً عسيراً.
نص البيان
يبدو أنه كانت هنالك محاولات للقيام بأعمال عنف وتخريب، الليلة، في عدة مناطق بإقليم كوردستان، ما أثار قلق واستياء المواطنين، نطالب قوات الأمن “الأسايش” والشرطة بالسيطرة على الوضع وعدم السماح بحصول أي فعل (غير مرغوب به)، ومنع أي اعتداء على المقرات الحزبية والمراكز الحكومية والسياسية.
يبدو أن هناك يداً تخريبية تريد إثارة الفتنة والعنف وهذا ما ندينه بشدة ونحذر بأنه سيتم فرض العقوبات القانونية الشديدة على أي شخص يثير الفتنة والعنف، كما نطالب المواطنين الأعزاء بالعودة إلى منازلهم والحفاظ على الهدوء، والتعاون الكامل مع القوات الأمنية.
رئاسة مجلس وزراء إقليم كوردستان
29/10/2017