نشرت شرطة أوهايو الأميركية مقطع فيديو يوثق لحظة إطلاق شرطي النار على امرأة سوداء حامل، مما أدى إلى وفاتها وجنينها في وقت لاحق ويظهر الفيديو، الذي التقط بواسطة كاميرا الشرطة، ضابطا يطلق النار على امرأة، بعدما رفضت مغادرة سيارتها.
وفي الفيديو، يمكن سماع العنصر الأمني يصرخ مرارا وتكرارا “اخرجي من السيارة، اخرجي من السيارة”. وحين سألت عن السبب، رد عليها “لقد قالوا إنك سرقت أشياء.. لا تغادري”.
وحين رفضت السائقة، وهي أم لولدين عمرهما 3 و6 سنوات، الخضوع للأمر وحاولت الابتعاد بسيارتها، أطلق عليها النار عبر الزجاج الأمامي.
وقالت صحيفة “نيويورك بوست” الأميركية إن الضحية تدعى تاكيا يونغ وتبلغ من العمر 21 عاما، مشيرة إلى أن الحادث وقع يوم 24 أغسطس.
وذكر رئيس بلدة بليندون، جون بيلفورد، لوكالة “أسوشيتد برس”، أن الضباط قدموا المساعدة الطبية للسائقة، لكنها توفيت في وقت لاحق. وأعلن أيضا عن وفاة جنينها، الذي كان من المتوقع أن يرى النور في نوفمبر المقبل.
وفي تعليقها على الفيديو “الصادم”، قالت عائلة يونغ، في بيان: “لا يمكن إنكار أن وفاة تاكيا كان من الممكن تجنبها، وكانت أيضا إساءة استخدام جسيمة للقوة والسلطة”.
وتسعى الأسرة حاليا إلى توجيه لائحة اتهام جنائية للضباط.
حوادث مماثلة
بعد مقتل شاب أسود بستين رصاصة لرجال الشرطة إثر ارتكابه مخالفة مرورية، خرجت مظاهرات تطالب بالعدالة للشاب جايلاند. وأوقف إداريًا عناصر الشرطة الثمانية المعنيّون بمقتله، في انتظار انتهاء التحقيق القضائي.
وبينما دعت السلطات إلى الهدوء، سار حشد نحو مقر بلديّة المدينة، رافعًا لافتات تُطالب بـ”العدالة لجايلاند”. وقُتل جايلاند ووكر (25 عامًا) في 27 حزيران/يونيو أثناء هروبه من الشرطة إثر ارتكابه مخالفة مروريّة. ويُظهر مقطع فيديو عنيف جدًا نشرته الشرطة الأحد، الشابّ وقد اخترق الرصاص جسده.
وكانت جمعيّات مناهضة للعنصريّة دعت إلى يوم رابع من التظاهرات، الأحد، في هذه المدينة التي تقطنها 190 ألف نسمة والقريبة من كليفلاند. وظلّت هذه المسيرات سلميّة، باستثناء بعض التوتّر الذي سُجّل عندما اقترب متظاهرون من طوق أمنيّ وشتموا عناصر الشرطة. وقال رئيس المنظمة الأمريكية للدفاع عن الحقوق المدنية (NAACP) ديريك جونسون إن ما حصل “جريمة قتل”، وأكد: “هذا الرجل الأسود قتل (..) بسبب مخالفة مرورية محتملة. هذا لا يحصل للسكان البيض في الولايات المتحدة”.
وفي ختام تجمع أول بقيت بعض الحشود في الشارع للاحتجاج مع حلول المساء لكن لم تسجل أي أعمال عنف. وقد تواصل الاحتجاج أيضًا حتى المساء، مع بقاء نحو مئة شخص الأحد في الشارع، لكن هذه المرة سجلت بعض التجاوزات مع إضرام النار في سلال مهملات وتحطيم نوافذ بعض الآليات الثقيلة، مثل كاسحات ثلوج، نشرت حول مركز الشرطة لحمايته. وانتشر عناصر مكافحة الشغب وأطلقوا الغاز المسيل للدموع لصد الحشود. وفيما ظلت المعلومات حول مقتل الشاب الصادرة عن السلطات قليلة جدًا لأيام عدة، نشرت سلطات أكرون الأحد مقطعين مصورين.
تحقيق قضائي
المقطع الأول عبارة عن تجميع لمقاطع مصورةوللقطات من شاشات كاميرات خاصة بعناصر الشرطة، مرفق بتعليق. أما الثاني فيشمل عملية المطاردة وإطلاق النار بالكامل وأخذ من كاميرا شرطي أيضًا. وجاء في التعليق المرافق أن ووكر لم يوقف سيارته ولاذ بالفرار وبدأت الشرطة عندها مطاردته وأطلق عناصر عدة من الشرطة النار على سيارته.
وبعد عملية مطاردة استمرت دقائق عدة، خرج ووكر من سيارته التي كانت لا تزال تتقدم وفر مشيًا. وحاول عناصر الشرطة عندها السيطرة عليه بمسدسات تايزر من دون جدوى. ولحق به عدة عناصر من بينهم إلى موقف سيارات. والمشاهد عندها مبهمة جدًا لتمييز ما حصل بوضوح، لكن الشرطة أكدت ان الرجل البالغ 25 عامًا تصرف بطريقة أثارت خشية من أنه يشكل “تهديدًا قاتلًا”.
وفتح كل عناصر الشرطة المتواجدين النار مطلقين رصاصات عدة. وأعلنت وفاة ووكر في المكان. ويذكر هذا الحادث بمقتل رجال سود آخرين خلال حوادث مع الشرطة ما أثار احتجاجات واسعة على العنصرية وعنف الشرطة.
وقال رئيس بلدية المدينة دان هوريغن إنّ “كثيرين سيرغبون في التعبير عن سخطهم علنًا، وأنا أؤيّد تمامًا حقّ السكّان في التجمّع السلمي”. وعبّر خلال مؤتمر صحافي عن حزنه الكبير، مضيفًا: “لكنّي آمل في أن يكون الناس مدركين أن العنف والدمار ليسا الحلّ”.
وأعلن كذلك فتح تحقيق مستقل. وقال بوبي ديشيلو، محامي أسرة ووكر، لصحيفة نيويورك تايمز: “أنا محام منذ 22 عامًا ولم يسبق لي أن شاهدت شيئًا من قبيل ما هو وارد في مقطع الفيديو هذا”.
وقال رئيس الشرطة ستيف ميليت من جهته إنّ تقرير الطبيب الشرعيّ سجّل وجود 60 إصابة في جثّة ووكر. وأكد ديتشيلو أن الرجل أصيب بستين رصاصة. وقد أوقِف إداريًا عناصر الشرطة الثمانية المعنيّون بمقتله، في انتظار انتهاء التحقيق القضائي.
وكتب نجم كرة السلة الأمريكي لوبورن جيمس وهو من أكرون في تغريدة، أنه يصلي من أجل مدينته. وألغت بلدية المدينة الخميس مهرجانا سنوياّ كان منتظرًا في عطلة نهاية الأسبوع الطويلة لمناسبة العيد الوطني (4 تمّوز/يوليو)، معتبرة أنّ “الوقت ليس مناسبًا للاحتفالات”.
السجن 22 سنة ونصف لضابط الشرطة السابق المدان بقتل جورج فلويد
قضت محكمة أمريكية بالسجن 22 سنة ونصف، على ضابط الشرطة الأبيض السابق الذي قتل رجلا أمريكيا من أصل أفريقي في مدينة مينيابولس في شهر مايو/أيار من العام الماضي.
وقال القاضي إن الحكم الصادر بشأن ديريك شوفين، استند إلى “إساءة استخدامك لمنصب الثقة والسلطة، وكذلك الوحشية الخاصة التي أظهرتها” ضد فلويد.
وتوفي فلويد، 48 عاما، بعد أن جثا شوفين على رقبته لمدة تسع دقائق.
وأثار الحادث، احتجاجات في شتى أنحاء العالم ضد العنصرية ووحشية الشرطة.
وأدين شوفين، 45 عاما، بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثانية وتهم أخرى الشهر الماضي. ووصف محاميه حادثة القتل أثناء محاكمته بأنه “خطأ تم عن حسن نية”.
كما منع شوفين من امتلاك أسلحة نارية مدى الحياة.
ويتهم شوفين وثلاثة آخرون، بشكل منفصل بانتهاك الحقوق المدنية لجورج فلويد.
ورحبت عائلة فلويد وأنصارها بالحكم.
وكتب المحامي بن كرومب على تويتر: “هذه العقوبة التاريخية تقرّب عائلة فلويد وأمتنا خطوة أخرى من التعافي من خلال إغلاق (القضية) وإجراء المحاسبة”.
وقالت بريدجيت فلويد، شقيقة الضحية، إن الحكم “يظهر أن مسائل وحشية الشرطة تؤخذ في نهاية الأمر على محمل الجد” ولكن لا يزال هناك “طريق طويل لنقطعه”.
وقال الرئيس جو بايدن، إن الحكم “يبدو مناسبا” لكنه اعترف بأنه لا يعرف كل التفاصيل المتعلقة به.
ماذا قيل خلال جلسة النطق بالحكم؟
طالب شقيق فلويد، تيرينس، خلال جلسة النطق بالحكم، بالعقوبة القصوى ضد شوفين والتي تصل إلى 40 عاما.
وقال: “لماذا؟ ما الذي كنت تفكر فيه؟ ما الذي كان يدور في رأسك عندما كانت ركبتك على رقبة أخي؟”.
وظهرت جيانا، ابنة الضحية، البالغة من العمر سبع سنوات، في تسجيل فيديو في المحكمة، وهي تقول إنها تفتقد والدها وتحبه.
وقالت: “أسأل عنه طوال الوقت”. وأضافت: “والدي كان يساعدني دائما في تنظيف أسناني”.
واشار القاضي إلى ان القضية كانت مؤلمة للمجتمع والبلد، ولكن قبل كل شيء، لعائلة فلويد.
وقال القاضي بيتر كاهيل: “ما لا يستند إليه الحكم هو العاطفة، أو التعاطف، ولكن في نفس الوقت، أريد أن أعترف بالألم العميق والهائل الذي تشعر به جميع العائلات وخاصة عائلة فلويد”.
وقال شوفين للمحكمة إنه قدم تعازيه لأسرة فلويد، قائلا إنه سيكون هناك “بعض المعلومات الأخرى في المستقبل” وأعرب عن أمله في أن “تمنحهم التطورات البعض من الراحة”.
إلا انه لم يعتذر.
وقالت والدة شوفين، كارولين باولنتي، في المحكمة إنه “رجل طيب”. وأضافت: “لطالما آمنت ببراءتك ولن أتراجع عن ذلك”.
قصة جورج فلويد
اشترى جورج فلويد علبة سجائر من متجر صغير في مايو/أيار 2020. وأعتقد أحد العاملين في المتجر أنه استخدم ورقة نقدية مزيفة واتصل بالشرطة بعد أن رفض فلويد إعادة السجائر.
عندما وصل الضباط، أمروا فلويد بالخروج من سيارته المتوقفة وقيدوا يديه. تلا ذلك صراع عندما حاول الضباط وضع فلويد الذي كان يصرخ في سيارة الفرقة الخاصة بهم. ثم تكابلوا عليه وطرحوه أرضا على وجهه.
ثم جثا شوفين بركبته على عنق فلويد لأكثر من تسع دقائق.
وقال فلويد أثناء ذلك أكثر من 20 مرة إنه لا يستطيع التنفس، وكان ينادي والدته، وتوسل لضابط الشرطة قائلا “من فضلك، من فضلك، من فضلك”.
وعندما وصلت سيارة الإسعاف، كان فلويد بلا حراك. وتم الإعلان عن وفاته بعد حوالي ساعة.
وتم تصوير وفاته من قبل دارنيلا فرايزر، البالغة من العمر الآن 18 عاما، والتي كانت تسير مع ابن عمها عندما شاهدت كيفية اعتقاله.
وقالت إنها بدأت في تسجيل الحادث على هاتفها لأنها رأت “رجلا مرعوبا يتوسل لإبقائه على قيد الحياة”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حصلت فرايزر على جائزة بوليتزر الخاصة، وهي أرفع جائزة في الصحافة الأمريكية.