خرجت الفنانة العراقية شذى حسون، عن صمتها إزاء موجة الانتقادات التي طالتها، بسبب خطأها في غناء النشيد الوطني، في حفل افتتاح “مهرجان العراق الدولي”.
وأكّدت شذى حسون أنها كانت تحت وطأة الضغط والتعب الكبيرين، بسبب عملها الشاق على مدى الشهور الأربعة الأخيرة، وعدم النوم والأكل خلال الأسبوع الأخير.
وشدّدت على أن همّها الأول كان رفع اسم بلدها، ما وضعها تحت ضغط كبير ورهبة وخوف وإرهاق وإرباك، مضيفةً: “في النهاية كلنا خطّاؤون”، وفقا لصحيفة “لها”
وقالت حسون التي ترأس المهرجان بنسخته الأولى، “هل أراك ناعماً منعماً وسالماً مكرماً” بدلاً من “سالماً منعَّماً وغانماً مكرَّماً”، في النشيد العراقي الذي كتبه الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان ولحّنه الموسيقار اللبناني محمد فليفل عام 1934.
وبدى أن الفنانة العراقية لم تحضّر للنشيد بشكل كافٍ، بل اعتمدت على ذاكرتها التي خانتها على المسرح، وفي محاولة منها لتدارك الموقف المحرج بعد تكرار الأخطاء، لجأت الى الحاضرين من أجل الغناء معها وإكمال الكلمات التي يبدو أنها نسيتها بالكامل.
انتقادات شديدة و«العصائب» تركب الموجة
قوبل «مهرجان العراق الدولي» الذي أقيم، مساء الثلاثاء، في ساحة الاحتفالات الكبرى في «المنطقة الخضراء»، حيث توجد فيها معظم المقار الرئاسية، بموجة انتقادات شديدة عبرت عنها مختلف الاتجاهات المدنية والثقافية والدينية، بالنظر للخطأ الذي وقعت فيه المطربة شذى حسون أثناء غنائها للنشيد الوطني، إلى جانب ما رافقه من ظهور ممثلات وموديلات بملابس «تفتقر إلى الحشمة» بنظر كثيرين الأمر الذي زاد من حدة الانتقادات الموجهة للمهرجان أقيم بالتزامن مع «اليوم الوطني» للبلاد الذي صادف الثلاثاء.
ورغم أن نقابة الفنانين العراقية أعلنت أنها غير مسؤولة أو راعية للمهرجان، أو أن المهرجان لم يحظ بدعم حكومي، فإن معظم الانتقادات وجهت إلى السلطات الرسمية واتهمتها بتمويل المهرجان من «أموال الشعب».
وتناولت انتقادات الجانب الثقافي والفني من المهرجان، ورأت أنه «متواضع وغير مفيد» رغم حضور مجموعة كبيرة من الفنانين العرب لأول مرة إلى بغداد في مهرجان من هذا النوع، ومن بين الحضور الفنانات، هالة صدقي وصفية العمري وبشرى منذر، وإيناس الدغيدي ودانيلا رحمة، إضافة إلى الممثل السوري جمال سليمان والإماراتي حبيب غلوم.
وتباينت الآراء حول الجهة الحقيقة المنظمة للمهرجان، وما إذا كانت رسمية أو غير رسمية، لكن بعض المقربين من كواليسه يؤكدون أنه من تنظيم شركة فنية تابعة للمطربة شذى حسون وممول من جهات راعية غير رسمية.
ولم يشهد المهرجان حضورا رسميا، باستثناء حضور وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي وهو من الشخصيات المنضوية تحت مظلة قوى «الإطار التنسيقي».
وشأن معظم الاحتفالات التي تقام في بيئة اجتماعية محافظة «وشبه دينية»، واجه المهرجان موجة انتقادات شديدة انتقلت عدواها إلى بعض الكتل والجماعات السياسية، في مؤشر على «رغبة بعض الجماعات في إحراج حكومة السوداني» ومن ورائه قوى «الإطار التنسيقي» التي عارضت وانتقدت في أوقات سابقة مهرجانات من هذا النوع ومنعت إقامتها في بعض الأحيان.
لكن اللافت أن «عصائب أهل الحق» أحد الأطراف المهمة في الإطار التنسيقي، ركبت موجة الانتقادات الشديدة للحفل ودعت إلى محاسبة القائمين عليه، وبعد بيان شديد اللهجة أصدرته الجماعة ضد المهرجان، أعلن النائب عن كتلة «الصادقون» التابعة للعصائب محمد البلداوي، اليوم الأربعاء، جمع تواقيع نيابية لمحاسبة القائمين على المهرجان.
وقال البلداوي في تصريحات إعلامية إن «ما جرى في ساحة الاحتفالات لا يمت للعراق بأي صلة، وإن الإساءة للعراق في احتفالية العيد الوطني انتكاسة على المستوى الثقافي». وأضاف أن «الاحتفال لم يراع فاجعة الحمدانية والمناسبات الدينية، والحفل جرى في مكان الاحتفال بعيد الجيش والمناسبات الرسمية ولا يمكن اعتباره حرية شخصية».
وهاجم عضو «العصائب» والمفوض في هيئة الإعلام والاتصالات محمود الربيعي المهرجان بقوة، وقال في تدوينة عبر منصة «إكس»: «الإساءة للعراق والعراقيين في المهرجان المخزي بساحة الاحتفالات، ومظاهر السقوط والانحلال لن نسمح أن تمر بلا حساب ولا عقاب». وأضاف أن «إقالة المسؤولين ومحاسبتهم على هذه الإساءة مهما كانت عناوينهم ومناصبهم لن تداوي الجرح لكنها ستمنع تكراره، حاربنا المحتوى الهابط في المواقع ولن نسكت عنه في الواقع».
وهاجم عضو «العصائب» ورئيس لجنة الشهداء والضحايا في البرلمان، حسن سالم هو الآخر المهرجان عبر بيان مطول، طالب فيه رئيس الوزراء ووزير الثقافة بـ«منع تكرار مثل هذه المهرجانات ومحاسبة المسؤولين عليها لمخالفتها الشرائع الدينية والأعراف الاجتماعية».
بدوره، أعرب «مركز النخيل للحقوق والحريات الصحافية»، الأربعاء، عن أسفه لحجم «الإسفاف والابتذال» الذي رافق فعاليات مهرجان العراق الدولي. ودعا المركز في بيان إلى «إجراء تحقيق بمجريات هذا المهرجان والمسؤول عن توجيه الدعوات ووفق أي أسس تمت، كونها قضية تمس اسم العراق ويومه الوطني». وشدد على «ضرورة التحقيق بالمعلومات والأنباء كافة التي تحدثت عن إنفاق مبالغ مالية كبيرة على هذا الحدث الذي أثار استهجان الأوساط الشعبية والفنانين والمثقفين والإعلاميين».
“ملابس فاضحة” تثير الجدل في مهرجان العراق الدولي.. هجوم شعبي ورسمي و”المتهمة” شذى حسون
أحدث مهرجان العراق الدولي، حالة من الجدل داخل الأوساط المحلية العراقية على خلفية استغلاله سياسياً.
وأقيم الثلاثاء، احتفالا كبيرا في ساحة الاحتفالات وسط العاصمة بغداد بمناسبة العيد الوطني العراقي، نظمته الفنانة شذى حسون وبدعم مالي من شركات مختلفة.
وأثار الاحتفال موجة كبيرة من السخط الشعبي والرسمي، بسبب الزي الذي ارتدته أكثر من مشاركة في الاحتفال، بأزياء اعتبرها البعض “فاضحة”.
وشن رئيس تيار الحكمة، عمار الحكيم هجوماً لاذعاً على المهرجان، بداعي أن المهرجان تخلله سلوكيات مشينة خارجة عن التقاليد والأعراف العراقية.
وقال الحكيم في بيان صادر عنه إن ما حصل من بعض التصرفات، والفقرات المؤسفة في الاحتفال بالعيد الوطني العراقي في ساحة الاحتفالات ببغداد، لا يمت لما يرتضيه الذوق العام بصلة، فضلا عن أنه تضمن فقرات وفعاليات أساءت للوطن لذكرى يوم استقلاله العظيمة”.
الحكيم طالب السلطات العراقية المختصة بضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة، والحذر حتى لا يتم تحويل المناسبة إلى ابتذال بدلاً من الاحتفال.
من جانبها أعلنت الحكومة العراقية رسمياً أنها غير مسؤولة عن المهرجان من قريب أو بعيد، وقال المستشار السياسي لرئيس الوزراء سبهان ملا جياد في تصريحات صحفية محلية إن “الحكومة العراقية ليس لها أي علاقة بإقامة مهرجان العراق الدولي، والجهة القائمة على تنظيمه هي الفنانة شذى حسون وبدعم مالي من شركات مختلفة”.
وشدد على أن المهرجان تم استغلاله من قبل بعض الأشخاص والجهات للاستهداف السياسي ضد الحكومة الحالية، ومحاولة التأثير على إنجازات الحكومة.
جوائز مهرجان العراق
شاركت هالة صدقي في مهرجان العراق وتم تكريمها ومنحها جائزة أفضل ممثلة في الوطن العربي عن مسلسل “جعفر العمدة”، وعبرت عن سعادتها من خلال فيديو شاركته على “إستغرام” لحظة تسلمها الجائزة وعلقت: “جائزة ثانية أفضل ممثلة في الوطن العربي شكرا شكرا عراق أوورد”
كما تم تكريم رامي صبري ومنحه جائزة أفضل مطرب عربي لعام 2023 عن أغنيته “يمكن خير”، وعلق على تكريمه قائلاً: “من العراق الحبيب جائزة أفضل مطرب لسنة 2023 لمهرجان العراق الدولي ألف شكر للجمهور المصري والعربي وشكر خاص جدا للفنانة الصديقة شذى حسون”.
كما تم تكريم رامي صبري ومنحه جائزة أفضل مطرب عربي لعام 2023 عن أغنيته “يمكن خير”، وعلق على تكريمه قائلاً: “من العراق الحبيب جائزة أفضل مطرب لسنة 2023 لمهرجان العراق الدولي ألف شكر للجمهور المصري والعربي وشكر خاص جدا للفنانة الصديقة شذى حسون”.
الحكومة تخلي مسؤوليتها من مهرجان العراق الدولي: البعض استخدمه للاستهداف السياسي
علّق المستشار السياسي لرئيس الوزراء سبهان ملا جياد، يوم الأربعاء، على “الضجة” السياسية والشعبية وردود الإفعال على مهرجان العراق الدولي.
وقال جياد، في حديث لوكالة شفق نيوز، إن “الحكومة العراقية ليس لها أي علاقة بإقامة مهرجان العراق الدولي، والجهة القائمة على تنظيمه هي الفنانة شذى حسون وبدعم مالي من شركات مختلفة”.
واعتبر أن “المهرجان جرى استغلاله من قبل بعض الأشخاص والجهات للاستهداف السياسي ضد الحكومة الحالية، ومحاولة التأثير على أداءها وإنجازاتها بهكذا ضجة، كما أن المهرجان ليس له أي علاقة بالعيد الوطني العراقي”.
وأثار مهرجان العراق الدولي الذي أقيم ليلة أمس الثلاثاء في ساحة الاحتفالات ببغداد بمناسبة اليوم الوطني العراقي، موجة من الانتقادات والاستياء الواسع سياسياً وشعبياً بسبب ظهور بعض المشاركات فيه بأزياء اعتبرها البعض “فاضحة”، وأصدرت جهات سياسية عدة بيانات استنكار ومطالبات بمحاسبة القائمين على هذا المهرجان، فيما لم تخل ساحة الحكومة العراقية من طائلة الاتهامات التي وجهت لها بالسماح بعقد هذا المهرجان وسط العاصمة بغداد.
توضيح رسمي حول مهرجان العراق الدولي وكشف الجهة المنظمة والممولة
أصدر مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية عارف الساعدي، يوم الخميس، توضيحاً بشأن مهرجان العراق الدولي الذي أقيم في ساحة الاحتفالات داخل المنطقة الخضراء الحكومية، وحضره شخصيات ثقافية وفنية عراقية وعربية، فيما كشف عن الجهة المنظمة والممولة لهذا المهرجان.
وقال الساعدي، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إن “الفنانة شذى حسون، قدمت طلبا تروم فيه إقامة مهرجان تكريمي للفنانين العراقيين والعرب، وأن رئاسة الوزراء ووزارة الثقافة دعمت الفكرة (مهرجان يُكرَّم فيه فنانون عرب وعراقيون يستحقون التكريم) ولكن الفنانة لم تحصل على أي دعم مالي، لأن الطلب مقدم من شركة خاصة، لكن الدعم تلخص في تهيئة الساحة لنصب المسرح فيها وبعض اللوجستيات من استقبال الضيوف وتوديعهم”.
وأضاف أن “لا علاقة للحكومة بالتنظيم الفني إطلاقاً، ولا بدعوات المكرمين، رغم أن المهرجان كان فيه من الشخصيات والأسماء المهمة ما يرفع من قيمته، مثل حبيب غلوم وجمال سليمان ووليد توفيق وجواد الشكرجي وعواطف نعيم وعبدالستار البصري والاء حسين واياد راضي وعلي فاضل وغيرهم من الأسماء المحترمة، تم تكريمهم بطريقة لائقة ومفرحة، وتحدثوا بجمال فائق عن بغداد وعودة عافيتها بالفن والشعر والسلام”.
وأشار الساعدي، إلى أن “منصة التكريم لم يرتق لها الا هؤلاء الفنانون وأمثالهم المحترمون، فضلا عن لجنة التحكيم عالية الجودة، ومن ضمنهم نقيب الفنانين جبار جودي، والدكتورة شذى سالم وآخرون”.
وأقر مستشار السوداني، بوجود أخطاء عدة رافقت المهرجان، مثل وجود بلوكرات وفانيشستات، معتبرا ذلك “أمراً غير لائق”.
وأخلى الساعدي، مسؤولية الحكومة في ما حصل من لغط، بالقول: “هل دورنا أن نفتش النساء في بوابة الحفل؟ أو ننشر وصايا للبس والأزياء؟.. لو فعلنا مثل هذا الامر لشُتمنا اكثر واكثر، ولو منعنا المهرجان من الأساس لقيل إن بغداد أصبحت قندهار”.
وعن موعد المهرجان، أوضح أنه كان يوم 29 أيلول الماضي، وارسلت الدعوات من قبل إدارة المهرجان بناء على هذا الموعد، ولكن ما حدث من كارثة في الحمدانية والحداد الذي أعلن عنه العراق دفع ادارة المهرجان الى تأجيل الحفل الى يوم 3 / 10 والذي صادف انه متزامن مع اليوم الوطني، وهذا يعني ان المهرجان لم يقم احتفالا باليوم الوطني، انما هو موعد تأجل لا أكثر ولا أقل”.
وبشأن حملة التسقيط التي حصلت ممّا وصفهم بالمبتزين أردف الساعدي بالقول: “نحن لا يمكن ابتزازنا بالاموال لكي نشتري السكوت، والكلام يشمل أحد الفنانين المقيمين في مصر، مستدركاً بالقول: “معيب جداً على من يدعي الفن أو الثقافة وعمله الأساس ابتزاز الناس بالبوستات والشتائم لغرض الحصول على الأموال”.