قال مصدر عسكري أوكراني رفيع المستوى، اليوم الاربعاء ، إن كييف تتوقع تسلّم أول دفعة مقاتلات من طراز F-16 من حلفائها الغربيين في الفترة من يونيو إلى يوليو.
وتسعى كييف للحصول على مقاتلات F-16 أميركية الصنع، لمساعدتها في مجابهة تفوق روسيا الجوي خلال الحرب التي اندلعت منذ أكثر من عامين.
وحتى الآن، أعلنت الدنمارك وهولندا والنرويج وبلجيكا التزامها بتزويد أوكرانيا بمقاتلات طراز F-16.
وقال إيليا يفلاش المتحدث باسم القوات الجوية هذا الأسبوع، إن بعض الطيارين الأوكرانيين يستأنفون تدريبهم على قيادة الطائرات الحربية.
ودرب شركاء أوكرانيا الغربيون، الطيارين، والطاقم الأرضي لعدة أشهر.
واضطر الجيش الأوكراني إلى الاعتماد على أسطول صغير نسبياً من الطائرات، التي تعود إلى الحقبة السوفيتية في مسعى للتصدي للغزو الروسي الذي بدأ في فبراير 2022.
ومع تقدم القوات الروسية ببطء في منطقة دونباس الشرقية، وشن هجوم جديد في الشمال الشرقي بالقرب من مدينة خاركوف، يرى مسؤولون أوكرانيون أن مقاتلات F-16 سيكون لها دور حيوي في تعزيز القوات الجوية.
وفي أكثر من مناسبة، حض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه الغربيين على “تسريع تسليم” طائرات مقاتلة من طراز F-16 بالإضافة إلى منظومات باتريوت.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مارس الماضي: “هذا العام، ستحلق طائرات مقاتلة جديدة في سمائنا، وعلينا أن نجعل هذا العام عاماً فعالاً في الدفاع عن أنفسنا ضد القنابل الموجهة والطائرات الروسية وصواريخها”.
تأخير تدريب الطيارين الأوكرانيين
وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير نشر في مارس الماضي، ترجمته صحيفة العراق إلى أن تأخير تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة مقاتلات أميركية طراز F-16 في مركز تدريب جديد في رومانيا يسلط الضوء على حالة من “الارتباك والفوضى” واجهت تحرك التحالف العسكري السريع لتقديم هذا النوع من المقاتلات، وفق الصحيفة.
وقالت الصحيفة الأميركية، إن ذلك لا يعني أن الطيارين الأوكرانيين لا يجري إعدادهم، فمن المتوقع أن يكون 12 طياراً، أي أقل من سرب كامل، جاهزين لقيادة مقاتلات F-16 بحلول الصيف (يوليو)، بعد 10 أشهر من التدريب في الدنمارك وبريطانيا والولايات المتحدة.
ومع عودة الطيارين الأوكرانيين إلى بلادهم، ستكون أوكرانيا تسلمت ما لا يقل عن 6 مقاتلات F-16 من أصل 45 مقاتلة تعهد الحلفاء الأوروبيون بتقديمها، حسب الصحيفة.
وتشتد حاجة أوكرانيا إلى المزيد من الأسلحة بكافة أنواعها مع انخفاض مخزونها من قذائف المدفعية وغيرها من الذخائر، ورجحت الصحيفة وصول مقاتلات F-16 إلى أوكرانيا مُسلحة بصواريخ وقنابل قصيرة ومتوسطة المدى، ما يُعوض جزئياً النقص في الذخائر الأرضية.
غموض بشأن الجدول الزمني
مع ذلك، اتفق مسؤولون غربيون على أنه لا يزال هناك قدر كبير من الغموض يكتنف موعد إرسال كل دولة طائراتها، وعدد الطائرات التي سترسل، ومدى سرعة تدريب الطيارين، وكيفية تأمين عدد كاف من الأشخاص القادرين على صيانة الطائرات بشكل صحيح.
وبدأ تدريب الطيارين الأوكرانيين في أغسطس 2023 في قاعدة “سكريدستروب” الجوية بجنوب الدنمارك، لكن افتقارهم للمهارات اللغوية وعدم معرفتهم بأساليب الطيران الغربية أدى إلى تباطؤ الأمور. وقال مسؤولون دنماركيون إن الطيارين الأوكرانيين لم يكونوا جاهزين للطيران حتى يناير.
وتعهدت كلا من الدنمارك وهولندا والنرويج وبلجيكا بإرسال نحو 45 طائرة مقاتلة إلى أوكرانيا، ما يكفي لتكوين 3 أسراب صغيرة. ومن المقرر أن ترسل الدنمارك أول 6 طائرات في أواخر الربيع، وسترسل 13 مقاتلة أخرى خلال العام الجاري وحتى عام 2025.
ولم تحدد الدول الأخرى موعداً لتسليم مقاتلات F-16 إلى أوكرانيا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الهولندية يوريآن إيسر إن هولندا، التي تعهدت بـإرسال 24 مقاتلة، ستحتفظ بالطائرات حتى تصبح أوكرانيا مستعدة لاستلامها.
لافروف
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستعتبر تزويد أوكرانيا بمقاتلات “إف-16” بمثابة إشارة متعمدة من حلف “الناتو” في المجال النووي.
وقال وزير خارجية روسيا في حديث لوكالة “نوفوستي” نشر اليوم الخميس: “لطالما كانت مقاتلات إف-16 هي وسيلة الإيصال الأساسية في إطار ما يسمى بالمهام النووية المشتركة لحلف شمال الأطلسي، لذلك لا يسعنا إلا أن نعتبر توريد هذه الأنظمة إلى نظام كييف بمثابة إشارة متعمدة من قبل الناتو في المجال النووي”.
وأضاف: “إنهم يحاولون إشعارنا بأن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مستعدان لفعل أي شيء في أوكرانيا”.
وفي الوقت نفسه، أكد الوزير أن توريد مقاتلات “إف-16” لن يغير الوضع على خط التماس القتالي، محذرا من أنه “سيتم تدمير هذه الطائرات وشأنها في ذلك شأن غيرها من الأسلحة التي قدمتها دول الناتو إلى أوكرانيا”.
كما أعرب لافروف عن أمله في أن تعيد التدريبات الروسية البيلاروسية بأسلحة نووية غير استراتيجية الغرب إلى رشده.
وكانت الولايات المتحدة سمحت في السابق لحلفائها بنقل طائرات “إف-16” إلى أوكرانيا كما تشارك واشنطن في تدريب الطيارين والمتخصصين على صيانة هذه الطائرات.
ومن المتوقع أن تحصل أوكرانيا على أكثر من 60 طائرة “إف-16″، ستقدمها النرويج والدنمارك وهولندا وبلجيكا. وكانت مساعدة وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الأمن الدولي، سيليست والاندر، قد أكدت أن تسليم الطائرات والمعدات اللازمة لصيانتها لأوكرانيا سيتم هذا العام.