الملوية في مدينة سامراء وجامع ابي دلف اصبح محل جدا لرواد التواصل ألإجتماعي خلال اليومين الماضيين والحديث هنا عن ، خطأ تأريخي، تمثل بوضع المئذنة المذكورة ووصفها بالمأذنة الملوية في احدى صفحات الجواز الالكتروني الجديد.
ترجع أقدم إشارة تاريخية لجامع أبي دلف إلى المؤرخ “البلاذري” في كتابه الشهير “فتوح البلدان”، وذكر فيه أن الخليفة العباسي المتوكل على الله بنى مدينة سماها “المتوكلية”، وفيها شيد مسجدًا سمي فيما بعد بمسجد “أبو دلف” في عام 246هـ/ 859م، ويقع شمال مدينةسامراءالتي نمت بسرعة وانتهت سريعا حيث حكمها 8 خلفاء من العباسيين هم: “المعتصم بالله، المنتصر بالله، الواثق بالله، المتوكل على الله، المستعين بالله، والمعتز بالله، والمهتدي بالله، والمعتمد على الله، وهجرها المعتمد نحو سنة 889م.
التخطيط العمراني للمسجد:
جامع أبو دلف بسامراء من أكبر المساجد الإسلامية في العالم كله، تبلغ مساحته 46800 متر مربع، ويبلغ طول أضلاعه 260م، 180م، وبني المسجد على مساحة مستطيلة يتوسطها صحن مكشوف تحيط به أروقة أكبرها رواق “القبلة”، الذي يتكون من 3 بلاطات، ويحتوي على 24 صفًّا من الدعائم، بالإضافة إلى الرواق الشرقي والغربي الذي يحتوي على 4 صفوف من الدعائم، أما الجهة الشمالية من الجامع يوجد به 3 صفوف فقط.
في العصر الأموي تم بناء أعمدة حجرية، وقد استبدلت بدعامات تحمل السقف مشيدة بالآجر، ويحيط بالجامع من الخارج جدار من الطوب الآجر ارتفاعه 10 أمتار به 40 برجا نصف دائرية بارزة بنحو مترين لتدعيم الجدار، أما عن الجزء المسقف من الجامع يرتكز على دعائم مثمنة الأضلاع متصلة بأعمدة من الرخام في الأركان، ويحيط بمحراب الجامع عمودان رخاميان تنتهي بتيجان رومانية الشكل
وتختلف مئذنة سامراء عن باقي مآذن المساجد في العالم الإسلامي بسبب شكلها الحلزوني الفريد، فهي متسعة المساحة من الأسفل، ويقل اتساعها صعوداً حتى بلوغ القمة بارتفاع يبلغ حوالي 52 متراً، وهي مؤلّفة من طبقات متعددة، كما أنها تنتصب خارج الجامع، أي أنها تعد بناء منفصل قائم بذاته.
نهاية مسيرة الرعب لابن سامراء “أبي بكر البغدادي”
بعد سنوات من المطاردة، تمكنت قوات خاصة أمريكية الأحد من قتل زعيم تنظيم “داعش ألإرهابي” أبو بكر البغدادي في إدلب بسوريا. وجاء مقتل ابن سامراء “العاق” ليضع نهاية لمسيرة المطلوب الأول عالميا والتي امتلأت بالرعب والقسوة وعانت منها عدة دول في العالم على مدى السنوات الخمس الماضية.
البغدادي ابن سامراء العاق
ولد البغدادي باسم إبراهيم عواد السامرائي في 1971 في الطوبجي إحدى المناطق الفقيرة في مدينة سامراء الواقعة في شمال العاصمة العراقية بغداد والتي حمل النسبة إليها.
وكان من أفراد عائلته بعض الدعاة المتشددين من السلفيين الذين يعتبرون العديد من المذاهب الأخرى كفرا ويرون حُرمانية في الأديان الأخرى.
انضم البغدادي لحركة التمرد السلفي في عام 2003 الذي قادت فيه الولايات المتحدة اجتياح العراق وسقط في أيدي الأمريكيين الذين أطلقوا سراحه بعد عام اعتقادا منهم أنه ليس سوى محرض على الاحتجاج المدني ولا يمثل تهديدا عسكريا.
ولم يلفت البغدادي أنظار العالم حتى الرابع من يوليو/تموز 2014 عندما صعد درجات المنبر في الجامع النوري العتيق القائم منذ مئات السنين متشحا بعباءة سوداء خلال صلاة الجمعة ليعلن قيام دولة الخلافة.
وقدم البغدادي نفسه يومها باعتباره “الخليفة إبراهيم، أمير المؤمنين”.
وتدفق آلاف المتطوعين على العراق وسوريا من مختلف أنحاء العالم لكي يصبحوا “جند الخليفة” وانضموا إليه في حربه على الحكومة العراقية وعلى حلفائها الأمريكيين والغربيين.
وفي ذروة قوة تنظيم “داعش ألإرهابي” عام 2016، حكم التنظيم الملايين في مساحة كبيرة تمتد من شمال سوريا عبر مدن وقرى في الواديين على امتداد نهري دجلة والفرات حتى مشارف العاصمة بغداد.
وأعلن التنظيم مسؤوليته عن هجمات ارتكبها إما أفراده أو آخرون يستلهمون أفكاره في عشرات المدن بما في ذلك باريس ونيس وأورلاندو ومانشستر ولندن وبرلين وفي دول أخرى في المنطقة منها تركيا وإيران والسعودية ومصر.
ونشرت أغلب خطب البغدادي كتسجيلات صوتية فيما يمثل وسيلة أكثر ملاءمة للطابع السري الحذر الذي ساعده لفترة طويلة في تفادي المراقبة والضربات الجوية التي قتلت أكثر من 40 من كبار قادته.
واقترن هذا الحذر بقسوة لا تعرف الرحمة قضى بها على خصوم وحلفاء سابقين حتى في صفوف السلفيين. وشن حربا على الجناح السوري في تنظيم القاعدة الذي عرف باسم جبهة النصرة بعد انفصاله عن الظواهري الزعيم العالمي للتنظيم في 2013.
البغدادي.. طريد المناطق الصحراوية بين سوريا والعراق
ورغم تلقيه هزائم موجعة في العراق وسوريا، تظاهر البغدادي في أحدث رسائله الصوتية في سبتمبر/أيلول الماضي بالشجاعة ورباطة الجأش قائلا إن العمليات اليومية مستمرة وحث أتباعه على العمل على تحرير النساء السجينات في العراق وسوريا بسبب ما قيل عن صلاتهن بالتنظيم.
غير أن فقدان الأرض في العراق وسوريا جرده من بريق الخلافة وجعله طريدا في المنطقة الصحراوية الحدودية بين البلدين.
واضطر البغدادي للتنقل سرا في سيارات عادية أو شاحنات الحاصلات الزراعية بين مخابئه على جانبي الحدود لا يرافقه سوى سائقه وحارسين.
وتعد المنطقة أرضا مطروقة لرجاله. فقد كانت بؤرة التمرد السني على القوات الأمريكية في العراق في البداية ثم على الحكومات العراقية التي حكمت البلاد بقيادة الشيعة.
وخوفا من تعرضه للاغتيال أو الخيانة لم يتمكن من استعمال الهواتف ولم يكن يثق سوى في عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من الأفراد للتواصل مع مساعديه العراقيين الرئيسيين.