قال فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، الخميس، إن بلاده تدرس إدخال تعديلات محتملة في عقيدتها بشأن استخدام الأسلحة النووية.
وكان بوتين يتحدث للصحفيين عن تغيير العقيدة النووية في ختام زيارة له إلى فيتنام.
كما تحدث غداة زيارة كوريا الشمالية، التي تمتلك أسلحة نووية أيضا، حيث عقد قمة مع زعيمها كيم جونغ أون.
وتنص العقيدة الحالية على أن روسيا ربما تستخدم مثل هذه الأسلحة ردا على هجوم نووي أو في حالة التعرض لهجوم تقليدي يشكل تهديدا وجوديا للدولة، بما يعني اللجوء لتلك الأسلحة الفتاكة في الأحوال الدفاعية.
وذكر بوتين أن روسيا “لا تحتاج إلى تنفيذ ضربة نووية وقائية”. بوتين يهدد باستخدام النووي إذا تعرضت سيادة بلاده للاعتداء
وكان معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) قد قال، الإثنين، إن الدول التي تمتلك أسلحة نووية تعزز من ترساناتها بسبب زيادة حدة الصراعات على مستوى العالم، مشيرا إلى زيادة مستمرة في عدد الرؤوس النووية الجاهزة للاستعمال.
وذكر المدير التنفيذي للمعهد دان سميث، أن إجمالي الرؤس النووية الحربية يتناقص في العالم بسبب تفكيك أسلحة الحقبة الباردة، لكن “هناك في المقابل زيادة سنوية في أعداد الرؤوس الحربية الجاهزة للعمل”.
واعتبر أن “هذا الأمر مقلق”، محذرا من ارتفاع عدد الأسلحة التي يجري تطويرها وزيادة ملحوظة في اعتماد الدول على الردع النووي.
“العقيدة النووية” لروسيا؟
عاد مصطلح “العقيدة النووية” لروسيا إلى الواجهة مرة أخرى، بعد تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين بإمكانية “تغييرها”.
ولوحت روسيا أكثر من مرة باستخدام السلاح النووي، على خلفية حربها المستعرة منذ أكثر من عامين ضد أوكرانيا.
وقال بوتين، الخميس، إن روسيا تدرس “إدخال تعديلات محتملة” في عقيدتها بخصوص استخدام الأسلحة النووية، وذكر أنها لا تحتاج إلى تنفيذ ضربة نووية “وقائية”.
تصريحات “نارية” لبوتين من فيتنام
صرح فلاديمير بوتين الرئيس الروسي الخميس أنه “لا يستبعد” احتمال إرسال أسلحة إلى كوريا الشمالية، مؤكدا أن إرسال كوريا الجنوبية أسلحة إلى أوكرانيا سيكون “خطأ كبيرا”.
وسبق أن هدد الرئيس الروسي بداية يونيو بإرسال أسلحة إلى دول اخرى، ردا على قيام الغربيين بتزويد كييف بأسلحة والسماح لها باستخدام صواريخ غربية في استهداف الأراضي الروسية.
وقال بوتين للصحافيين خلال زيارته فيتنام:
– نحتفظ بحق إرسال أسلحة إلى مناطق أخرى في العالم، مع أخذ اتفاقاتنا مع كوريا الشمالية في الاعتبار. ولا أستبعد هذا الاحتمال.
– تسليم أسلحة فتاكة في منطقة الحرب في أوكرانيا سيكون خطأ كبيرا. آمل ألا يحصل ذلك. إذا حصل، علينا اتخاذ قرار مناسب لن يروق على الأرجح للمسؤولين الكوريين الجنوبيين.
– على سول “ألا تقلق” من الاتفاق بين بيونغيانغ وموسكو لأنه لا يمكن أن يطبق “إلا إذا تعرض أحد موقعيه لاعتداء”.
– لا مبرر للخوف من تعاوننا في هذا المجال.
– أكد بوتين أن بلاده لم تطلب مشاركة عسكرية مباشرة لكوريا الشمالية في النزاع الأوكراني، وقال “لن نطلب ذلك من أحد ولم يطرح أحد علينا هذا الأمر”.
– انتقد توسع حلف شمال الأطلسي في آسيا، معتبرا أن “نظاما من الكتل في طور التشكل” في القارة المذكورة.
– حلف شمال الاطلسي يتمركز (في القارة) على شكل إقامة دائمة. هذا الأمر يشكل بالتأكيد تهديدا لكل دول المنطقة، وبينها روسيا. نحن مجبرون على الرد وسنقوم بذلك.
الولايات المتحدة تعلّق
صرح المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر تأتي ردا على تصريحات بوتين، الخميس للصحافيين “أنه أمر مقلق للغاية، قد يؤدي إلى زعزعة استقرار شبه الجزيرة الكورية بحسب نوع الأسلحة” التي قد ترسلها موسكو إلى بيونغيانغ.
كذلك قال جون كيربي مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين إن الاتفاقية علامة على يأس روسيا لأنها تحتاج إلى مساعدة خارجية في حربها ضد أوكرانيا.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي قد عبّر يوم الثلاثاء عن قلقه من الدعم الذي قد تقدمه روسيا لبرنامج الصواريخ والبرنامج النووي التابعين لكوريا الشمالية.
فما هي “عقيدة روسيا النووية”؟
تمثل العقيدة النووية لروسيا مجموعة من القواعد التي وضعتها الدولة لتقنين استخدام الأسلحة النووية.
تنص العقيدة الحالية على أن موسكو “ربما تستخدم مثل هذه الأسلحة ردا على هجوم نووي، أو في حالة التعرض لهجوم تقليدي يشكل تهديدا وجوديا للدولة”.
إلا أن تعديلا جرى قبل نحو 4 أعوام على هذه العقيدة، يسمح لروسيا باستخدام السلاح النووي للردع، بمعنى المبادرة بضربة نووية “استباقية” من دون التعرض لهجوم.
تنص العقيدة الحالية بعد تعديلها، أن بإمكان روسيا توجيه ضربة نووية إذا حصلت على معلومات مؤكدة وموثوقة عن نية جهة ما إطلاق صواريخ تجاهها.
كما تسمح بتوجيه ضربات نووية ردا على تعرضها، أو أحد حلفائها، لهجوم بأي نوع من أسلحة الدمار الشامل (النووية أو الكيماوية أو البيولوجية)، أو هجوم بأسلحة تقليدية يهدد وجود الدولة، أو تعرض مواقع حساسة روسية لهجوم ما.
منذ بدء الحرب في أوكرانيا، يدعو بعض المحللين العسكريين الروس إلى أن تخفض موسكو الحالات التي تتيح لها الاستخدام النووي.
خسارة حزب “مؤيد بوتين” في إنتخابات سلوفاكيا