ألقت السلطات الأمريكية هذا الأسبوع في تكساس القبض على روبرت جيه أونيل، جندي البحرية السابق الذي يدعي أنه قتل زعيم عصابات “القاعدة” أسامة بن لادن.
وتم حجز أونيل، 47 عاما، يوم الأربعاء الماضي في فريسكو، ووجهت له تهمة جنحة من الدرجة الأولى بالاعتداء مما تسبب بإصابة جسدية، وتهمة جنحة من الدرجة الثالثة تتعلق بالتسمم العام، على الرغم من أن سجلات السجن لم تدرج سوى تهمة الاعتداء.
ورفضت شرطة فريسكو الكشف عن مزيد من المعلومات حول الاعتقال، فيما تم إطلاق سراح أونيل في نفس اليوم بكفالة مالية قدرها 3500 دولار. وكان أونيل في زيارة للمدينة لتسجيل بودكاست في صالة سيجار محلية.
وأصبح أونيل، وهو عضو سابق في فريق “SEAL 6″، مشهورا على نطاق واسع بعد أن حصل على الفضل في قتل العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، أسامة بن لادن، خلال غارة سرية للجيش الأمريكي في عام 2011.
وروى أونيل القصة في مذكراته الصادرة في عام 2017 بعنوان “المشغل”. ولم تؤكد حكومة الولايات المتحدة أو تنفي هذه القصة مطلقا.
وفي عام 2016، ألقي القبض عليه لقيادته مخمورا في مونتانا، لكن أسقط المدعون لاحقا التهم عنه.
ويعد المحارب المخضرم أحد داعمي شركة تخمير القوات المسلحة، وهي شركة تصنيع جعة صغيرة في فيرجينيا ظهرت وسط الجدل الدائر حول رعاية “Bud Light” لمؤثر من مجتمع الميم يدعى ديلان مولفاني.
11 سبتمبر: من بينهم 15 سعوديا تعرّف على منفذي الهجمات
في 11 سبتمبر/ أيلول من عام 2001 استولى انتحاريون على طائرات ركاب أمريكية وصدموا بها ناطحتي سحاب في نيويورك مما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص.
فقد تم الاستيلاء على 4 طائرات كانت تحلق فوق شرق الولايات المتحدة في وقت واحد من قبل مجموعات صغيرة من الخاطفين.
وتم استخدام تلك الطائرات كصواريخ عملاقة موجهة لضرب مبان بارزة في نيويورك وواشنطن. فقد ضربت طائرتان البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي في نيويورك.
وضربت الطائرة الثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) العملاق الواقع خارج العاصمة واشنطن.
وتحطمت الطائرة الرابعة في حقل في ولاية بنسلفانيا بعد أن قاوم الركاب الخاطفين وسيطروا عليهم. ويُعتقد أن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدام تلك الطائرة في مهاجمة مبنى الكابيتول (مقر مجلسي النواب والشيوخ) في واشنطن العاصمة.
وبلغ اجمالي عدد ضحايا الهجمات 2977 شخصاً (باستثناء الخاطفين التسعة عشر) سقط معظمهم في نيويورك.
وقتل جميع ركاب وطواقم الطائرات الأربع وعددهم 246. أما في البرجين فقط قتل 2606 أشخاص مباشرة أو فيما بعد متأثرين بإصاباتهم.
وفي مبنى البنتاغون قتل 125 شخصاً. وقد قامت مجموعة إسلامية متطرفة تعرف باسم “القاعدة” بالتخطيط للهجمات انطلاقاً من أفغانستان بقيادة أسامة بن لادن.
وحمّلت “القاعدة” الولايات المتحدة وحلفائها مسؤولية الأزمات والصراعات التي يعيشها “العالم الإسلامي”.
ونفذ 19 شخصاً عمليات خطف الطائرات وتوزعوا على أربع مجموعات ضمت ثلاث منها خمسة أفراد والرابعة ضمت أربعة وهي التي خطفت الطائرة التي تحطمت في ولاية بنسلفانيا.
وضمت كل مجموعة شخصاً تلقى التدريب على قيادة الطائرات في مدارس طيران في الولايات المتحدة.
وكان 15 خاطفاً من مواطني المملكة العربية السعودية مثل بن لادن نفسه، واثنان من الإمارات العربية المتحدة وواحد من مصر وواحد من لبنان.
وضمت كل مجموعة شخصاً تلقى التدريب على قيادة الطائرات في مدارس طيران في الولايات المتحدة.
وكان 15 خاطفاً من مواطني المملكة العربية السعودية مثل بن لادن نفسه، واثنان من الإمارات العربية المتحدة وواحد من مصر وواحد من لبنان.
وتحت عنوان ” صناعة الإرهابي” تحدث برنامج بانوراما في بي بي سي بالتفصيل عن شخصيته.
وقال البرنامج إن شقة صغيرة في ألمانيا تقع على بعد أميال كثيرة من نيويورك كانت مقرا للجماعة الإرهابية التي قتلت نحو 3 آلاف شخص في أمريكا.
وكان محمد عطا مؤسس تلك الخلية الإرهابية التي عرفت باسم خلية هامبورغ، فلماذا فعل ذلك؟
ولد محمد عطا وتربى في مصر حيث كان يسود غضب واسع على حكومة الرئيس السابق مبارك التي كان ينظر إليها خصومها على أنها فاسدة وغير ديمقراطية.
ماذا حدث في 11 سبتمبر 2001؟
بعد 10 سنوات على مقتله، ماذا تبقى من إرث أسامة بن لادن؟
وكان ذلك الغضب يشمل أمريكا أيضا التي دعمت حكومة مبارك وينظر إليها على أنها الحليف الأقوى لإسرائيل.
لكن تحقيقات برنامج” بانوراما” أثبت أنه توجه خلال تلك الفترة إلى أفغانستان لتلقي تدريبات في معسكرات تنظيم القاعدة ولحق به هناك الشحي والجراح.
وفي معسكرات التدريب التي يديرها التنظيم الذي كان يتزعمه حينئذ أسامة بن لادن تلقى الثلاثة تدريبات على الأساليب الإرهابية باستخدام الأسلحة والمتفجرات والمواد السامة.
كما تدرب الثلاثة على تزوير الوثائق والقيام بأنشطة تمويهية. ويعتقد أن عطا قد اختير لقيادة المجموعة بسبب ما لديه من مقومات للقيادة وما تلقاه من تدريبات خاصة.
وعندما عاد إلى هامبورغ في خريف عام 1998 كان قد أصبح بالفعل أحد قادة العمليات في تنظيم بن لادن وكان قد بدأ يخطط للهجمات الإرهابية التي سينفذها ضد الولايات المتحدة.
وقد اعتمد عطا على كتيب تعليمات وضعه تنظيم القاعدة في تكوين خلية سرية وعثر على شقة صغيرة لتكون فيما بعد مقرا للقاء أعضاء الخلية.
كما كان هناك أيضا عضو رابع هو رمزي بن الشيبه الذي كان من المفترض أن يشارك في اختطاف الطائرة التي تحطمت في بنسلفانيا.
اسمه بالكامل هو عبد العزيز عبد الرحمن محمد العمري، وهو سعودي الجنسية من مواليد عام 1979. وقد وصل إلى الولايات المتحدة في يونيو/حزيران من عام 2001 بتأشيرة سياحية حيث أقام في مدينة هوليوود بولاية فلوريدا الأمريكية وهناك تعلم الطيران، وشوهد مع عطا في مطار بورتلاند.
شقيق وائل، وهو سعودي الجنسية من مواليد عام 1974. وقاتل في الشيشان مع شقيقه ثم توجه إلى أفغانستان حيث تم تجنيده لتنفيذ الهجمات. وقد وصل إلى الولايات المتحدة في ابريل/نيسان من عام 2001 حيث أقام في ولايتي فلوريدا وفيرجينيا وهناك تلقى دروسا في الطيران.
اسمه بالكامل سطام بن محمد عبد الرحمن السقامي، وهو سعودي الجنسية من مواليد عام 1976. كان طالبا في كلية الحقوق عندما تم تجنيده مع ماجد موقد ثم ذهب إلى أفغانستان وهناك تم اختياره لتنفيذ الهجمات. وقد وصل إلى الولايات المتحدة في ابريل/نيسان من عام 2001.
الغزو الأنجلو – أمريكى للعراق نفذه الآلاف الجنود فى مارس 2003 بذريعة امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، ما دفع جورج بوش الابن لتوجيه انتقادات واتهامات لاذعة لنظام صدام حسين، والذى لم يثبت تورطه فى تفجيرات 11 سبتمبر أو وقوفه خلال المنفذين إلا أن السياسة الخارجية الأمريكية فى هذه الفترة اعتمد نهج “من ليس معى فهو ضدى”.
وخلف الغزو الأمريكى للعراق خسائر بشرية تقدر بما يقرب من مليون قتيل وجريح وتشريد الملايين وتكبيد العراق خسائر مادية ضخمة تقدر بتريليونات الدولارات، وانزلاق الدولة العراقية فى حالة عنف طائفى بلغ ذروته خلال عامى 2006 و2007.
كانت قناة “cbs” الأمريكية قد كشفت عن وثائق تظهر أن قرار غزو العراق اتخذه وزير الدفاع الأمريكى الأسبق دونالد رمسفيلد بعد ساعة من وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001 على واشنطن ونيويورك، وذلك دون الإشارة إلى الأسباب والدوافع الحقيقية التى دفعت رمسفيلد للإقدام على هذه الخطوة.
وقالت القناة الأمريكية، إن الوثائق التى حصلت عليها تشير لمخاطبة دونالد رمسفيلد لمعاونيه العسكريين عقب أحداث 11 سبتمبر بالتفكير فى ضرب صدام حسين في الوقت نفسه وليس فقط زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وبالتزامن مع قرار رمسفيلد كثف الرئيس جورج بوش الابن جهوده لإقناع الكونجرس والرأى العام بخططه لغزو العراق واتهامه بالتحالف مع تنظيم القاعدة، محذرا من البرنامج النووى العراقى المزعوم لإنتاج أسلحة الدمار الشامل.
ويبدو أن اتفاقا قد جرى فى الخفاء بين إدارة جورج بوش الابن وحكومة بريطانيا، فقد نشرت الحكومة البريطانية برئاسة تونى بلير تحذيرات فى العام 2002 من المخاطر التى يشكلها امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، وذلك في محاولة لكسب تأييد الشعب البريطانى والرأي العام لصالح القيام بغزو العراق.
واستمرت عملية شن الحروب المعلوماتية عبر وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية على مدار أشهر وبشكل مكثف حول التهديدات والمخاطر التى يمثلها امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، رغم عدم وجود دليل واحد يثبت امتلاك العراق لتلك الأسلحة المزعومة التى روج الإعلام الأمريكى والبريطانى لها.
ومع تزايد الضغوطات الأمريكية من الكونجرس والمواطنين، أعلن الرئيس الأمريكى جورج بوش الابن فى يناير 2003 أعلن بوش جاهزية واستعدادها للتحرك عسكريا إذا رفض العراق نزع أسلحة الدمار الشامل التى يملكها.
وزعم الرئيس الأمريكى حينذاك فى خطاب ألقاه بقاعدة “فورت هود” بولاية تكساس وهي أهم القواعد العسكرية الأمريكية أن واشنطن لا تريد غزو العراق وإنما تحرير الشعب العراقى، معربا عن ثقته فى حسم القوات الأمريكية للمعركة فى أسرع وقت.
واتهمت إدارة بوش الابن حينذاك نظام الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين بأنه يمثل تهديدا حقيقيا لواشنطن وحلفائها لاستخدامه أسلحة الدمار الشامل سابقا كما استخدامها ضد شعبه، متهما صدام بتحدى مطالب الأمم المتحدة بعدم تقديم إقرار جدير بالثقة عن برامجه للأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية لمفتشى المنظمة الدولية.
وقبيل التحرك الأمريكى – البريطانى لغزو الأخيرة أبلغت حكومة الأخيرة النائب العام اللورد بيتر هنرى جولدسميث بضرورة إعداد قرار بشأن مدى مشروعية شن الحرب على العراق دون الحاجة لقرار أممى جديد لإضفاء الشرعية على الغزو، وهو ما وافق عليه جولدسميث بعد أن ظل يرفض لعدة أشهر.
وخلال فترة الغزو الأمريكى للعراق الذى استمر لـ19 يوما تعرضت الدولة العراقية لأشرس حرب إعلامية مارسها الإعلام الأجنبى وشاركت فيها قناة الجزيرة القطرية، ونفذت واشنطن ما يقرب من 570 عملية عسكرية من 2003: 2007 تفاوتت فى كثافتها فيها.
واستعانت القوات الأمريكية بما يقرب من 170 ألف جندى أمريكى عام 2007 للسيطرة على البلاد، وذلك فى ظل انتشار العمليات المقاومة التى تنفذها كيانات عراقية مسلحة واحتدمت العمليات حتى اضطرت واشنطن للإبقاء على 50 ألف جندى فقط بعد انتهاء العمليات فى أغسطس 2010.
ودفع العراق ثمنا باهظا للوجود الأمريكى فى البلاد الذى دام حوالى تسع سنوات سادت فيها مختلف مظاهر الفوضى والدمار، ودفعت واشطن والحلفاء الداعمين لها فى غزو العراق خسائر فادحة في الأرواح حيث قتل 4500 جندى وأصيب نحو 30 ألفا آخرين بينما قتل 179 جنديا بريطانيا، وذلك بسبب العمليات العسكرية لفصائل المقاومة العراقية التي كانت في معظمها تنتمي إلى الطائفة السنية.
وبعد فشلها التام فى إرسال الاستقرار أو العثور على أية أسلحة دمار شامل كما زعمت واشنطن فى بداية العمليات العسكرية على العراق، قررت واشنطن فى ديسمبر 2011 سحب جيشها بالكامل من العراق تطبيقا للاتفاقية الأمنية الموقعة مع حكومة بغداد عام 2008، وبعد أن رفضت الأخيرة منح آلاف الجنود الأمريكيين حصانة قانونية.
وتعانى الدولة العراقية إلى بعد مرور 15 عاما على الغزو الأمريكى من الفتن الطائفية والفساد والتدخلات الإقليمية فى الشئون الداخلية، فضلا عن ظهور جماعات إرهابية ومتطرفة بسبب السياسات المتعاقبة لأمريكا والحكومات العراقية المتعاقبة بعد الغزو.
وفي عام 2014 مع ظهور تنظيم داعش، دخل العراق فى حرب أهلية وسيطر متطرفون على مناطق شاسعة شمال العراق، بما في ذلك مدينة الموصل، ثانى أكبر المدن العراقية.