للمرة الأولى، يتمكن حزب العمال الكوردستاني من إيصال أحد مرشحيه إلى مجلس النواب العراقي، عبر قائمة ‹الجيل الجديد› التي يتزعمها شاسوار عبد الواحد، والتي ترشح عبرها 14 مرشحاً من حركة حرية المجتمع الكوردستاني (أحد أجنحة PKK) للانتخابات التشريعية العراقية، فيما يحذر مواقبون من تبعات نجاح مرشح عن PKK، على محافظة السليمانية، كون الحزب مدرجاً على قوائم الإرهاب التركية والأمريكية.
وباءت، في السابق، كافة محاولات العمال الكوردستاني لإيصال مرشحيه إلى برلمان كوردستان أو البرلمان العراقي، لكن في الانتخابات الأخيرة، تمكن الحزب وللمرة الأولى، من إيصال إحدى مرشحاته عن حركة حرية المجتمع الكوردستاني إلى مجلس النواب العراقي، بعد حصولها على 2643 صوتاً في السليمانية من خلال قائمة ‹الجيل الجديد› التي يتزعمها شاسوار عبد الواحد.
يسرى رجب كمر، مرشحة PKK الفائزة في انتخابات مجلس النواب العراقي، وفي أول تصريح لها بعد إعلان النتائج، أدلت لوسائل إعلام مقربة من PKK، بتصريحات مناهضة لتركيا، وقالت إن إحدى نقاط برنامجها في البرلمان هو جمع الأصوات المناهضة للتدخل الخارجي والاحتلال والتصدي لها.
مضيفة أن «المادة الأولى من الدستور العراقي تؤكد على وطن موحد ذو سيادة، كما أن المادة الثامنة من الدستور تنص على أن العراق لا يسمح بأي تدخل من أية دولة».
ودعت كمر بشكل صريح إلى مواجهة تركيا، وقالت إن «الدولة التركية اجتاحت أراضي العراق عشرات الكيلومترات وبنت ثكنات وقواعد عسكرية ولها نية سيئة، لذا يجب علينا إفشال هذا المخطط الاحتلالي و التصدي له».
بالصدد، يرى المحلل السياسي شيرزاد زكريا في تصريحه لـ (باسنيوز)، إن PKK، وسواء كان بحق أو لا، مصنف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والحكومة التركية كتنظيم إرهابي، ومشاركة شخص محسوب على هكذا تنظيم في العملية السياسية بالبلاد سيكون لها آثار سلبية على العملية بأكملها، وليس مستبعداً أن تتقدم تركيا بدعوة قضائية ضد هذه المرشحة.
ويقول زكريا: «كان من المواضح أن حزب العمال الكوردستاني يعمل بكل ثقله لإنجاح مرشحته ضمن قائمة الجيل الجديد، حيث دعت قوات قنديل (حيث قيادة PKK) صراحة إلى انتخاب مرشحتهم».
ويضيف «إن نجاح مرشح عن PKK في السليمانية يكشف عن اتساع تواجد ونفوذ الحزب، برضى من القوى المسيطرة على المحافظة، وهو الأمر ذاته الذي دفع بتركيا إلى عدم رفع الحظر عن مطار السليمانية الدولي».
ويشير المحلل السياسي، إلى أن الاتحاد الوطني الكوردستاني دعم PKK في مراحل سابقة بشكل كبير، حتى تمكن من الوصول إلى البرلمان العراقي، ويردف، قائلاً: «إن نجاح هذه المرشحة سيكون له تأثير سلبي على الاتحاد الوطني، في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد لتحسين علاقاته مع تركيا، عدا عن الآثار السلبية التي ستترتب على كامل المحافظة، فتركيا حالياً هي لاعب أساسي في المنطقة، وليس من صالح إقليم كوردستان تدهور علاقاته مع تركيا أو إيران أو أي دولة أخرى بسبب العمال الكوردستاني».
إلاّ أن فايق كولبي، وهو محلل سياسي مقرب من PKK، يعتبر في تصريح لـ (باسنيوز)، أنها الديمقراطية، وأن على الجميع احترام قرار الشعب، ويقول: «نحن نعتقد أن مشاركة حركة حرية المجتمع الكوردستاني ضمن قائمة الجيل الجديد، ونجاح إحدى مرشحاتها خطوة إيجابية وليست سلبية، لكن من الضروري معرفة أنه لكل مقام مقال، ولا يجوز لها أن تحول البرلمان العراقي إلى منصة تمارس فيها العداء لتركيا، في هذه المرحلة».
ويؤكد المحلل السياسي سوران سيوكاني من السليمانية لـ (باسنيوز)، أن تركيا تبدي حساسية بالغة تجاه نجاح مرشح عن PKK في الانتخابات البرلمانية، معرباً عن توقعه في أن تكون لأنقرة ردود فعل حيال المسالة، لكنه يشير إلى أن «الجيل الجديد ليست جزءً من الاتحاد الوطني، وليس من المفروض أن يكون للأمر تأثيراً مباشراً على الاتحاد».