نعت نقابة الفنانين العراقيين، اليوم الاثنين، رحيل الفنان التشكيلي “محي خليفة” الذي وافته المنية أثر مرض عضال.
بعد عشرين عاما هزه الشوق الى إقامة معرض استعادي لمجمل اعماله في الرسم خلال شهر شباط المقبل. حصاد رحلته مع الرسم 2000 لوحة، وأكثر من 50 كومكس (اغلفة مجلات). انه الفنان (محي خليفة) الذي اختار وصف “فنان السلام” عنوانا لصفحته على شبكة التواصل الاجتماعي.
يقول: “نشأت في منطقة الفضل التي تعج فيها الصراعات السياسية والاجتماعية، وكان فائق حسن وضياء العزاوي من سكنة المنطقة، عرفت فيها معنى الحزن لأني عشت يتيما، ما جعلني انزوي واعيش مع حكايات امي، واهرب الى ضفاف دجلة قرب منطقة (المجيدية) اصنع من الطين اشكال الخيول العربية”.
وتابع: “شقيقاتي الأكبر مني يرسمن بمهارة وحرفية عالية من دون ان يشجعهن أحد للدخول الى عالم الفن ويحترفن الرسم، فتأثرت بلوحات كانت تعلق على جدران البيت، تمثل الزقاق والمحلة والطبيعة ونسوة في السوق، كان هذا العالم المحفز الحقيقي لأدخل عالم الرسم وانا في المرحلة الابتدائية، ووجدت التشجيع من معلم الرسم (سالم البياتي) صاحب اختام بغداد والذي كان له الأثر الكبير في حياتي، فقد اعتبرني رسام المدرسة، ما عزز الثقة في نفسي لأرسم اول منظر طبيعي عام 1968، وكان حصيلة حماسي ان اصمم مجلة كاملة للأطفال فيها قصص من حكايات امي ورسوماتي. وبمساعدة الفنان الكبير طالب مكي استطعت العمل كرسام في (مجلتي والمزمار) واذكر حينها كانت تقع على شارع أبو نؤاس في عمارة (الرواف)، فكان لي ما اريد وكأني اعيد التوازن الى نفسي من خلال ما أقوم به من عمل فني او الرسم الصحفي”.
في مرحلة المتوسطة عمل في مجلة المسرة مقابل اجر جيد ما عزز في روحه التواصل، فأصبح الرسم عشقه الازلي واليومي، يرسم من دون توقف “اشعر أني موهوب وليس محترف. درست على يد فائق حسن في كلية الفنون وتعرفت على كبار الفنانين مثل قاسم ولي ورضا الحبيب وغيرهم”.
وعن اهم اعماله يقول: “رسمت لوحة بقياس (2 م وعرض 180 سم) لملكة الأردن (نور الحسين) عام 1994 واشتراها مني صاحب متحف فني، وكانت الملكة حينها قد رعت معرضي عن الخيول الملكية في الأردن. ورسمت خلال رحلتي الفنية ما يصل الى 2000 لوحة وشاركت في رسم 50 غلاف مجلة منها مجلات عراقية وعربية، ايضا لدي جدارية بعنوان (امرأة بابلية) في أحد القصور الرئاسية رسمتها عام 1990 لا اعرف ان كانت موجودة الى الان ام لا، اما عملي (ليل بغداد) في إحدى حدائق الكاظمية تعرض للتخريب والتكسير”.
على صفحته الشخصية في شبكة التواصل الاجتماعي وضع اسم (فنان السلام) لأنه ” ادعو للجمال والسلام من خلال اعمالي الفنية، ما سيجده المتلقي من خلال المعرض الشخصي الذي استعد لإقامته على قاعة دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، وسيتضمن سيرة حياتي و60 لوحة. علما ان اخر معرض شخصي لي كان عام 2000 على قاعة الرواق في بغداد”.