أظهر بحث جديد أن الروائح المنبعثة من بعض أنواع الفواكه الناضجة أو الأطعمة المخمرة يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في كيفية التعبير عن الجينات داخل الخلايا.
ودفعت هذه النتائج العلماء إلى التساؤل عما إذا كان استنشاق المركبات المتطايرة والمحمولة بالهواء، يمكن أن تكون وسيلة لعلاج السرطان أو أمراض التنكس العصبي البطيئة.
وأكد العلماء أن فكرة توصيل الدواء عن طريق الأنف ليست فكرة جديدة، إلا أنها بالطبع قفزة هائلة يمكن تحقيقها من خلال التجارب على الفئران.
وأشار العلماء إلى أنه قد تكون هناك أيضًا مخاطر صحية غير متوقعة مرتبطة بالمركبات التي تم اختبارها، لذلك هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم العواقب النهائية لهذا الاكتشاف المثير للاهتمام بشكل أفضل.
وقال أنانداسانكار راي، عالم الأحياء الخلوي والجزيئي في جامعة “كاليفورنيا” (UC): “التعرض لرائحة يمكن أن يغير بشكل مباشر التعبير الجيني، حتى في الأنسجة التي لا تحتوي على مستقبلات للرائحة، هذا كان بمثابة مفاجأة كاملة”.
وقام الفريق بتعريض ذباب الفاكهة والفئران لجرعات مختلفة من أبخرة ثنائي الأسيتيل لمدة 5 أيام، ويعد “ثنائي الأسيتيل” مركب متطاير تفرزه الخميرة في تخمير الفاكهة، وتم استخدامه تاريخيًا لإضفاء رائحة تشبه رائحة الزبد في الأطعمة مثل الفشار، وهو موجود أحيانًا في السجائر الإلكترونية ويعد أيضا أنه منتج ثانوي للتخمير.
وفي الخلايا البشرية المزروعة في المختبر، وجد الفريق أن “ثنائي الأسيتيل” يمكن أن يكون بمثابة مثبط هيستون دياسيتيلاز “HDAC”، وقد أحدث تغيرات واسعة النطاق في التعبير الجيني لدى ذباب الفواكه والفئران، بما في ذلك خلايا أدمغة الحيوانات، ورئتي الفئران، وقرون استشعار الذباب.
وتعد “HDACs” إنزيمات تساعد على التفاف الحمض النووي بشكل أكثر إحكامًا حول الهستونات، لذلك إذا تم تثبيطها، يمكن التعبير عن الجينات بسهولة أكبر، ويتم بالفعل استخدام مثبطات “HDAC” كعلاج لسرطان الدم.
وقال راي: “النتيجة المهمة التي توصلنا إليها هي أن بعض المركبات المتطايرة المنبعثة من الميكروبات والغذاء يمكن أن تغير الحالات اللاجينية في الخلايا العصبية وغيرها من الخلايا حقيقية النواة”.
وتابع: “تقريرنا هو التقرير الأول عن المواد المتطايرة الشائعة التي تتصرف بهذه الطريقة”.
وأضاف راي أنه وبالنظر إلى الأبحاث الأخرى التي تظهر أن استنشاق ثنائي الأسيتيل يسبب تغيرات في خلايا مجرى الهواء قد لا يكون هذا المركب هو المرشح المثالي للعلاج، ونحن نعمل بالفعل على تحديد المواد المتطايرة الأخرى التي تؤدي إلى تغييرات في التعبير الجيني.
وأشار الباحثون في ورقتهم البحثية إلى أنه “بالنظر إلى تعرضنا المتكرر لنكهات وعطور معينة، فإن النتائج الموضحة هنا تسلط الضوء على اعتبار جديد لتقييم سلامة بعض المواد الكيميائية المتطايرة التي يمكن أن تعبر غشاء الخلية”.
عصائر الفاكهة قد تزيد مخاطر الإصابة بالسرطان
كشفت دراسة علمية موسعة أن تناول كميات كبيرة من المشروبات السكرية، حتى عصائر الفواكه يمكن أن يزيد خطر الإصابة بمرض السرطان.
ووجدت الدراسة، التي نشرت تفاصيلها صحيفة “الغارديان” البريطانية، في وقت سابق ، أن هناك صلة بين الاستهلاك المنتظم لكل أنواع المشروبات السكرية واحتمال الإصابة بالمرض.
وقالت الدراسة التي أعدها باحثون فرنسيون في جامعة السوربون إن المعني بالمشروبات السكرية، عصير الفاكهة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.
وتتبعت الدراسة 100 ألف حالة على مدار 5 سنوات من أجل الوصول إلى هذه النتائج، التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية.
وهذه أول دراسة تكتشف علاقة واضحة بين تناول السكر ومرض السرطان.
وتم جمع البيانات عبر استبيان تناول صحة تغذية عشرات الآلاف من الفرنسيين البالغين، و79 في المئة منهم نساء.
وكان على المشاركين تعبئة بيانات عن صحتهم وغذائهم مرتين خلال 24 ساعة، لمعرفة مقدار استهلاكهم من الطعام والشراب ونوعيته، وأثر ذلك على صحتهم.
وخلال الدراسة جرى تشخيص 2200 حالة سرطان، بما في ذلك 693 سرطانا من الثدي.
وكانت دراسات سابقة قد ربطت بين تناول المشروبات السكرية والسمنة، التي تؤدي في نهاية المطاف إلى السرطان، لكن الباحثين الفرنسيين يقولون إن السكر يؤدي بنفسه إلى السرطان.
هذا ووجدت الدراسة أن ارتباط السرطان بعصائر الفواكه قوي تماما مثل الكولا، وذلك بعدما تقسيم العينة التي تشرب السكريات إلى واحدة تتناول العصائر فقط، وأخرى تتناول الكولا وحدها.
لكن كثيرين يطرحون سؤالا: هل ينبغي أن نقلع عن هذه المشروبات؟ تجيب الدكتورة ماتيلدا توفير التي قادت البحث إن الفكرة ليست تجنب هذه الأغذية بل “التوازن في استهلاكها”.
ولفتت إلى أن التوصية التي تؤكد عليها العديد من وكالات الصحة العامة هي استهلاك أقل من كوب واحد من هذه المشروبات يوميا، وفي حال كان الإنسان يتناولها من وقت إلى آخر فذلك أفضل، ولن يواجه نتيجة ذلك أي تداعيات.
لكن شرب كوب واحد يوميا من هذه المشروبات، يرفع احتمال خطر الإصابة بمرض السرطان، بحسب الباحثة الفرنسية.
ولفتت إلى أن عصائر الفواكه أفضل قليلا من المشروبات الغازية، ذلك أنها تحتوي على بعض الفيتامينات وقليل من الألياف.
أسئلة متكررة
تقول أبحاث قديمة إن التوقف عن تناول السكر يقلل من انتشار مرض السرطان لأن الخلايا السرطانية تحتاج إلى الغلوكوز والسكر لإتمام عملية التمثيل الغذائي ، في حين أن الخلايا الاعتيادية يمكنها الاستفادة من الدهون والكيتونات في عملية التمثيل الغذائي .
وبعض التجارب على الحيوانات أثبتت نجاح تجربة تقليل السكريات على انتشار الخلايا السرطانية ، لكن تجارب أخرى بينت أن بعض الخلايا السرطانية بدأت تتعايش مع الحالة الجديدة دون سكريات .
هل يؤثر طول الإنسان على انتشار مرض السرطان ؟
تؤيد دراسات حديثة عديدة هذه النظرية، إذ تقول بعض الدراسات إن انتشار مرض السرطان يرتبط بالبيئة التي ينشأ فيها الإنسان، ومراحل تطور الإنسان في الطفولة، ولذلك يعتقد أن نمو الإنسان الكبير يزيد بصورة طفيفة نسبة انتشار مرض السرطان
هل تزيد المعطرات ومزيلات الروائح من نسبة انتشار مرض السرطان ؟
تحتوي معظم مزيلات الروائح على الألمنيوم لأنه يقلل من إفراز العرق ويزيد من التغلب على الرائحة، لكنه يشكل خطرا على نظام الأعصاب في جسم الإنسان حسب تقارير الدائرة الاتحادية لقياس المخاطر في ألمانيا.
أما المؤسسة الأوروبية لمراقبة المواد الغذائية فقد أصدرت من جانبها تقريرا يحدد أضرار الألمنيوم على جسم الإنسان، وأوضحت فيه النسبة التي يمكن أن تحتويها المواد الغذائية من الألمنيوم، ونصحت بأن لا تتجاور ميليغراما واحدا لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
ومن يستعمل مزيلات الروائح بصورة مستمرة فإنه يتجاوز هذه النسبة القليلة، ولذلك تزداد نسبة الإصابة بالأمراض أو التأثير على الجهاز العصبي للإنسان. ورغم ذلك لا توجد أية إثباتات علمية تؤكد تأثير الألمنيوم على نسبة الإصابة بمرض السرطان.
هل تؤثر إشعاعات الهاتف الجوال على انتشار مرض السرطان ؟
نشرت منظمة الصحة العالمية تقريرا عام 2011 بينت فيه آثار الإشعاعات الناجمة من محطات الإرسال ومن الجوال والرادارات وأنها قد تزيد نسبة الإصابة بمرض السرطان. كما أن دراسة أخرى تحدثت عن تأثير الجوال على زيادة نسبة الإصابة بسرطان الدماغ لمن يستعمل الجوال كثيرا.
ورغم ذلك لم تثبت الأبحاث العلمية بصورة مؤكدة تأثير الجوال على زيادة نسبة الإصابة بالمرض، خاصة أن الدراسات السابقة لم توضح كيف تؤثر الإشعاعات على انتشار الخلايا السرطانية.
هل تصوير الثدي الشعاعي يقي من انتشار سرطان الثدي ؟
هذا الاعتقاد خاطئ حسب موقع شبيغل أونلاين الإلكتروني، فتصوير الثدي الشعاعي وسيلة تشخيصية فقط ولا يمكنه إيقاف أو منع الخلايا السرطانية من الانتشار. ويستعمل التصوير الشعاعي فقط لمعرفة هل مرض السرطان موجود أو لا، ولمعرفة درجة انتشاره في الجسم
إلى أي درجة يلعب العامل الوراثي دور في احتمالية الإصابة بمرض سرطان الثدي ؟
إذا كانت القرابة من الدرجة الأولى فيكون للعامل الوراثي دور كبير في الإصابة بالمرض.
ماذا نفعل بهدف التصدي للمرض في حال وجود تاريخ مرضي في العائلة ؟
لا بد من إجراء الفحوصات بشكل دوري خاصة في حال إصابة أحد أفراد العائلة في سن صغير، فهذه العوامل تستدعي إجراء الفحص الجيني لتحديد احتمال الإصابة
هل يمكن إصابة الرجال والأطفال بسرطان الثدي ؟
لا يمكن إصابة الأطفال بسرطان الثدي ولكن يمكن الرجال بنسبة 1.5%.
إذا أصيبت المرأة أثناء فترة الحمل بالمرض هل يمكن أن يؤثر ذلك على صحة الجنين ؟
لا تتأثر صحة الجنين في حال الإصابة بسرطان الثدي ولكن يمكن أن تضطر الحامل لإسقاط الجنين في الثلاث الشهور الأولى من فترة الحمل ويتوقف ذلك على المرحلة المرضية التي وصلت إليها.
كيف تستطيع المرأة اكتشاف الإصابة بسرطان الثدي ؟
إذا كانت العائلة لديها تاريخ مرضي فذلك ينذر باحتمالية الإصابة، وفي حال ملاحظة المرأة لأي أعراض غريبة في الثدي يجب عليها استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة.
في أي مرحلة عمرية يجب أن نبدأ من خلالها بإجراء الفحوصات الطبية المتعلقة بسرطان الثدي ؟
بعد سن البلوغ، ولكن بعد سن الـ 40 ترتفع احتمالية الإصابة بالمرض، ولا يوجد سن معين نستطيع إبعاده عن احتمالية الإصابة بالمرض.
ما مدى خطورة حبوب منع الحمل ؟ وهل يمكن أن تكون سبب في الإصابة بمرض سرطان الثدي ؟
لا أفضل تناول حبوب منع الحمل لأنها تؤثر على الهرمونات، وتختلف حبوب منع الحمل التي تتناسب مع كل جسم، فهناك حبوب تتناسب مع سيدة ولا تتناسب مع الأخرى، وعند تناولها يجب أن تكون تحت الملاحظة الطبية، ولا توجد علاقة مباشرة بين الإصابة بالمرض وتناول حبوب منع الحمل.
هل الكيماوي يتسبب في زيادة الوزن عن الطبيعي ؟
الكيماوي لا يتسبب في زيادة الوزن ولكن العلاج الهرموني يمكن أن يتسبب في زيادته.
هل الكيماوي يسبب النسيان أو ضعف الذاكرة ؟
لا يؤثر الكيماوي على الذاكرة بأي شكل.
ما هي التمارين التي يمكن أن تقوم بها مريضة سرطان الثدي ؟
تمارين للكتف والمشي واليوجا وغيرها من التمارين التي يمكن استشارة الطبيب فيها.
ما مراحل انتشار مرض السرطان ؟
بشكل عام يمكن القول بأن مرض السرطان تقسم إلى ثلاث: مرحلة الانتشار في موضع النشوء، ومرحلة الانتشار في منطقة النشوء، ومرحلة الانتشار العام.
كيف تؤدي الفيروسات إلى حدوث مرض السرطان ؟
هناك بعض الفيروسات التي تتميز بقدرتها على التسبب بالأورام مثل فيرس التهاب الكبد الوبائي من نوع ب، أو الفيرس الذي يسبب أورام البلعوم والأنف، وقد بينت الدراسات وجود علاقة لهذا الفيروس ببعض الأورام الليمفاوية التي تظهر بعد زراعة الأعضاء أو عند مرضى الإيدز.
ما أمراض الدم التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث سرطان الدم ؟
هناك أمراض غير خبيثة بالدم يمكن لها بعد سنوات أن تتحول إلى أمراض خبيثة، مثل فقر الدم اللاتنسجي ومرض تكسر كريات الدم الحمراء الليلي الفجائي، وهناك أمراض دم خبيثة مزمنة تتحول إلى سرطان دم حاد بعد سنوات مثل تكاثر كريات الدم الحقيقي وتليف النخاع العظمي وسرطان الدم المزمن النخاعي أو الليمفاوي.
ما مضاعفات مرض سرطان الدم الليمفاوي المزمن ؟
تشمل مضاعفات مرض سرطان الدم الليمفاوي المزمن ما يلي:
تضخم كبير في الغدد الليمفاوية بحيث يمكن أن يصل حجم الغدة الليمفاوية إلى أكثر من 5 سم
فقر دم ونقصان الصفائح الدموية بشكل شديد جدا، ينتج عنه ميل إلى النزيف تحت الجلد أو في أعضاء أخرى حساسة من الجسم
الأمراض المناعية: يترافق مرض السرطان في بعض الأحيان مع حدوث خلل في عمل جهاز المناعة في جسم المريض بحيث يصبح جهاز المناعة لديه يكون أجساما مضادة تهاجم وتحطم كريات الدم الحمراء أو الصفائح الدموية بالرغم من إنتاجها بدرجة كافية في النخاع العظمي فيؤدي ذلك إلى فقر دم يرقان أو انخفاض الصفائح الدموية مع الميل إلى النزيف
نقصان الأجسام المضادة مما يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من العدوى البكتيرية
هل يمكن الشفاء من مرض السرطان بشكل عام ومن سرطان الدم (اللوكيميا) بشكل خاص شفاء تاما ؟
الشفاء التام من مرض السرطان ممكن في العديد من أنواع السرطان بواسطة العلاج الجراحي المترافق مع العلاج الإشعاعي أو الدوائي أو كليهما معا، وهذا ينطبق على الأنواع المذكورة من السرطان في حال اكتشافها وهي لم تنتشر بعد خارج موضع النشوء أو بنسبة أقل في حال كونها محدودة ضمن منطقة النشوء
إلى جانب ذلك هناك العديد من أنواع السرطان التي يمكن الشفاء منها بشكل تام في حال انتشارها، ومن أشهر هذه السرطانات سرطان الدم أو الأورام الليمفاوية الخبيثة .
ما هو ورم الثدي الخبيث أو ما يعرف بسرطان الثدي ؟
هو ورم خبيث ينشأ في أنسجة الثدي، نتيجة نمو الخلايا الموجودة في قنوات الحليب نمواً غير طبيعياً، خارج عن السيطرة، بسبب حدوث طفرة في الحمض النووي للخلايا، ومع تطور المرض ينتشر الورم الخبيث إلى أجزاء أخرى من الجسم، منها العقد اللمفاوية، أو الجلد، أو العظام، أو الكبد، أو الدماغ .
مشاكل الثدي عند السيدات كثيرة، هل جميعها مرتبط بالورم الخبيث ؟
قلة منها مرتبط بالورم الخبيث، أي أن ما نسبته (٩٠٪) من مشاكل الثدي عند السيدات لا علاقة له بالأورام وآلام الثدي ناتجة عن استخدام المنبهات والتدخين والكحول والعلاج الهرموني، ومعظم الكتل حميدة، خاصة في عمر ما قبل ٤٠ عام ولكن ينبغي استشارة الطبيب المختص دائما للتأكد
هل أمكن للعلم تحديد أسباب معروفة لورم الثدي الخبيث ؟
ليس هناك أسباب محددة، ولكن توجد عوامل تزيد من فرصة أو احتمالية حدوثه، إلا أن وجود هذه العوامل لا يعني أن الإصابة بالمرض هو أمر حتمي، ومن هذه العوامل : العمر حيث تزداد نسبة الإصابة كلما تقدمت المرأة بالعمر، ولهذا نلاحظ أن نحو (50%) من الحالات يتم تشخيصها بعد سن الخمسين السنة في العالم العربي وبعد سن الستين في العالم الغربي – شعوبنا عامة أصغر عمرا .
ومن العوامل الأخرى العلاج الهرموني ( وخاصة الحبوب التي تحتوي على البروجستين)، وحدوث الطمث في سن مبكرة (قبل ال 11 سنة)، وعدم الإنجاب أو تأخر حدوث الحمل لما بعد سن الخامسة والثلاثين، والامتناع عن الرضاعة الطبيعية، ووجود تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بالمرض،
كما تلعب الجينات دوراً في حدوث المرض فوجود طفرات في بعض الجينات يزيد من احتمالية الإصابة ولكن نسبة الوراثة لا تتجاوز 5-10% من الحالات، علاوة على ذلك فإن العوامل البيئية وأسلوب الحياة مثل السمنة الزائدة والتعرض للأشعة حتي العلاجية والموارد الكيماوية تساهم في زيادة احتمال الإصابة .
هل بالإمكان الوقاية من هذا الورم ؟
ممارسة الحياة بصورة صحية تساعد في حماية الإنسان من الأمراض بشكل عام ومنها الأورام ومن هذه السلوكيات التركيز على الغذاء الصحي (الخضار والفواكه والتقليل من اللحوم الحمراء وليس الامتناع عنها)، وممارسة الرياضة بانتظام وخاصة رياضة المشي، المحافظة على وزن ضمن المعقول (لا يزيد ولا ينقص عن 15-20 كجم عن الوزن المثالي)، والابتعاد طبعاً عن التدخين بكل أشكاله وصوره وعن الكحول .
ما أهمية الكشف المبكر ؟
الفحص الذاتي والفحص الدوري والكشف المبكر، أهمية بالغة جداً في مواجهة ورم الثدي، حيث تتجاوز نسبة الشفاء من مرض السرطان (90%) من الحالات التي يتم تشخيصها في المرحلة الأولى وفي ظل تطور علاج الورم الخبيث، أصبحت أهمية الكشف المبكر فعلياً مرتبطة بتوجه السيدة للطبيب مبكراً في حال ملاحظة أي تغيرات جديدة على الثدي وليس فقط عن طريق التصوير السنوي (فحص الماموغرام)
إذ إن فحص الماموغرام قد يكتشف الورم بحجم صغير قبل أن يكون ملموساً، ولكن حتى لو اكتشفت السيدة نفس الورم (إذا كانت تمارس الفحص الذاتي بانتظام)، فمن الممكن أن يستدعي نفس العلاج فيما لو تم كشفه عن طريق الماموغرام لأن نوعية مرض السرطان أصبحت تلعب دورا مهما في تحيد العلاج المناسب وليس ا حجمه فقط، ومن الجدير بالذكر أن (20%) من الأورام لا تظهر في فحص الماموغرام وإنما بالفحص السريري والعكس صحيح
كيف نتجنب التشخيص الخاطئ ؟
التوجه إلى ذوي الاختصاص وعدم التسرع في اتخاذ قرار بناء على رأي طبيب واحد هو أمن الطرق ليس فقط للتشخيص السليم وإنما العلاج السليم، فكثير من الحالات تكون أورام حميدة وتحتاج إلى متابعة فقط وإذا كانت أورام خبيثة فإنها تحتاج إلى علاج قبل الجراحة، وحتى في حال إجراء الجراحة إذا لم تكن تامة، ستؤخر علاج المريضة. لأنها ستحتاج إلى جراحة مكملة قبل أن تأخذ العلاج السليم. ولا أستطيع أن أؤكد وأشجع على أهمية العلاج المناسب قبل الجراحة بصورة كافية، فإن هذا هو توجه الطب الحديث حاليا، وتأخير الجراحة بحثا عن العلاج المناسب لأسبوع أو اثنين لا يؤدي إلى انتشار الورم على العكس من الاعتقاد السائد .
ما فائدة العلاج المناسب قبل التداخل الجراحي ؟
هناك عدة فوائد منها :
تصغير حجم الورم وإجراء تداخل جراحي بنتائج جراحية مظهرية ممتازة دون استئصال الثدي .
الدقة في اختيار العلاج المناسب للمريض حيث يمكن تغيير العلاج حسب تجاوب المريض .
الدقة في تحديد احتمالية رجوع مرض السرطان عند السيدة دون الاعتماد على الإحصائيات من الدراسات المستقاة من آلاف السيدات اللاتي خضعن لنفس العلاج، وذلك من خلال معرفة نسبة تجاوب الورم مع العلاج بعد تداخل جراحي بسيط
حين يكون الورم كبيرا أو منتشر للعقد الليمفاوية أو ملتهبا ومنتقل لجلد الثدي فلا يجوز التداخل الجراحي قبل إعطاء الدواء المناسب .
كيف يتم تحديد نوعية العلاج الكيميائي أو الهرموني للمريض ؟
العلاج يعتمد على نوعية الورم، واعتبارات معينة مثل الحالة الصحية للمصابة وعمرها وتطلعاتها وكذلك حجم الورم ومعدل انتشاره. فليست كل الأورام بحاجة إلى علاج كيميائي مثلا، فالعلاج البيولوجي يستخدم في (20%) من الحالات ، والهرموني أو الكيميائي في (65 –70%) من الحالات، وبما أن العلاج يعتمد على النوعية للورم قد تحتاج سيدة حجم الورم لديها صغير لعلاج أكثر (كيميائي وبيولوجي مثلا) من سيدة بنفس العمر مصابة بمرض حجمه أكبر من السيدة الآخر .
ما هي أبرز المضاعفات والآثار التي يتركها العلاج على المريض ؟
مضاعفات العلاج مؤقتة، أسوأها تساقط الشعر المؤقت، مع العلم بأن لدى جميع السيدات يعود الشعر للنمو من جديد وأفضل من السابق. المضاعفات الأخرى بسيطة جداً مثل الإرهاق على سبيل المثال، حيث يمكن التغلب عليه بممارسة الرياضة بانتظام، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن رياضة اليوغا مثلاً تخفف من الإرهاق الناتج عن تلقى العلاج الكيميائي بنسبة تتراوح بين (50-75%) كما تقلل من فرص رجوع مرض السرطان .
ما أهمية الدعم النفسي في استجابة المصابة للعلاج ؟
الزوج والأسرة أهم داعم للسيدة خلال مرحلة العلاج، حيث يساهم الدعم النفسي في مقدرة المصاب على مواجهة الواقع والاستمرار في العلاج والتغلب على تداعيات العلاج والعودة إلى الحياة الطبيعية مما ينعكس إيجابيا ليس على المصاب أو المصابة فقط بل على الأسرة والمجتمع .
هل الطب البديل الذي تلجأ إليه بعض النساء عند الإصابة يغني عن العلاج الطبي أو يساعده ؟
الطب البديل بشكل عشوائي عند الإصابة هو تصرف غير سليم، وقد يضيع على المريضة الوقت وهي تبحث عن الوهم، فليس هناك تركيبة سحرية للشفاء، وإن كانت بعضها (مثل العسل أو حليب الإبل أو حبة البركة أو التمور) قد تساعد المريضة ولكنها لا يمكن أن تشفى وكثير من أدوية الطب البديل وخاصة الطبيعية لها آثار جانبية خطرة .