رغم خروج النظام السوري من مناطق واسعة في سوريا وأبرزها في محيط العاصمة دمشق لحساب فصائل المعارضة تشي البيانات التي أصدرتها وزارتي الدفاع والداخلية التابعتان له خلال الساعات الماضية بأن قواته بصدد «المقاومة».
كما تشير البيانات الخاصة بفصائل المعارضة المسلحة إلى أن هدفها الآن يتركز على دمشق، قائلة ظهر يوم السبت إنها تقترب من إطباق الحصار الكامل على العاصمة السورية.
ووفقًا لرئاسة الجمهورية السورية ما يزال رئيس النظام السوري، بشار الأسد يتابع عمله ومهامه من مكتبه في دمشق، ومن جهته ذكر وزير داخليته، اللواء محمد الرحمون لوسائل إعلام أنهم «فرضوا طوقًا أمنيًا قويًا جدًا على أطراف دمشق، ولا يمكن لأحد أن يكسره»، على حد تعبيره.
ويقيم بشار الأسد في القصر الجمهوري الواقع على جبل قاسيون، ويعتبر هذا القصر المقر الرسمي لرئيس الجمهورية السورية، ومركز إدارة شؤون الحكم في البلاد.
وبالإضافة إلى القصر الجمهوري هناك مواقع أخرى يعتقد أن الأسد يستخدمها لإدارة مهامه، خصوصًا في ظل الأوضاع الأمنية القائمة في البلاد، وبينها «قصر الشعب» الذي يقع على قاسيون، والمكتب الرئاسي في كفرسوسة، ومواقع سرية أو بديلة، بحسب ما قال خبراء وباحثون لقناة «الحرة الأمريكية».
ما القوات المسؤولة عن حمايته؟
تتوزع مهمة حماية القصر الجمهوري على 3 جهات بحسب الباحث السوري في مركز «عمران للدراسات الاستراتيجية»، محسن المصطفى والخبير العسكري السوري، إسماعيل أيوب.
الجهة الأولى هي «الحرس الجمهوري»، القوة الرئيسية المسؤولة عن حماية قصر الأسد، وكانت تأسست منذ عقود لضمان حمايته وحماية نظامه بالتحديد.
ومنذ سنوات طويلة كان يتم اختيار عناصر «الحرس الجمهوري» بعناية شديدة، بناء على اللياقة البدنية والولاء للنظام، والانتماء الطائفي في كثير من الأحياء، بحسب المصطفى.
ويقول إن «الحرس الجمهوري يضم وحدات مدربة تدريبا عاليا»، لكنه يستبعد أن تكون له قوة فاعلة، بناء على معطيات الميدان التي شهدتها سوريا خلال الأسبوع الفائت.
الجهة الثانية هي «الفرقة الرابعة مدرعات»، ورغم أن هذه الوحدة العسكرية ليس من مهامها حماية القصر، إلا أنها تلعب دورا كبيرا منذ عقود في تأمين محيط العاصمة دمشق.
ويقود «الفرقة الرابعة» شقيق بشار ماهر الأسد، وطالما ارتبط اسمها بتنسيق عمليات تهريب الكبتاجون انطلاقا من سوريا، وارتكاب جرائم وحشية، كان أبرزها عندما شهد سجن صيدنايا استعصاءً، في عام 2008.
«خط دفاع أول»
ويشرح الخبير العسكري، إسماعيل أيوب أن «الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة تسمى منذ سنوات طويلة في البلاد على أنها خط الدفاع الأول عن العاصمة السورية دمشق».
قبل عام 2011 كان يبلغ عدد جنود «الحرس» حوالي 20 ألف جندي، وكذلك الأمر بالنسبة للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد.
ويشير أيوب إلى أن كلا الوحدتين مدعومتان بدبابات متطورة مثل «تي 82»، وعربات دفاع جوي من نوع «بانتسير».
ومن جهته يوضح الباحث السوري المصطفى أن «الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة بمثابة جسم دفاعي عن القصر الجمهوري».
ويضاف إليهما «القوات الخاصة»، التي يقودها اللواء سهيل الحسن. وهذه الوحدات الثلاث هي المسؤولة عن حماية القصر الجمهوري، وفق حديث الباحث لموقع «الحرة».
لكنه يردف بالقول: «من غير المعروف ما إذا كانت الفرق ستقاتل مع سقوط أرياف دمشق ومحيطها؟ أين سيقاتلون؟ في المدن؟ بانتظار معرفة نتائج معركة حمص التي تقودها فصائل المعارضة».
ويؤكد على ذلك الخبير العسكري أيوب، إذ يرى أنه في حال سيطرة فصائل المعارضة على حمص ستكون هذه القوات المسؤولة عن القصر الجمهوري محاصرة، ولا مكان لها للهروب إلا إلى لبنان.
وفي المقابل، يوضح أن فصائل المعارضة لم تصل إلى محيط دمشق ببندقيات فقط، بل بطائرات مسيرة حديثة وبمدفعية ودبابات، وبالتالي «ستؤدي إلى مقاومة من القوات المسؤولة عن حماية القصر الجمهوري إلى مقتل أفرادها وضباطها ومقتل الكثير من المدنيين وتدمير المنشآت».
هلاهل وتكبير داخل القصر الجمهوري : التلفزيون السوري يعلن سقوط نظام الاسد رسميا