يعود القلق إلى مدينة الرقة السورية معقل “داعش” السابق، مع الحملة الأمنية الجديدة التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضد التنظيم الإرهابي الذي استعادت منه المدينة عام 2017.
وبينما ينتشر مئات من المقاتلين المدججين بأسلحتهم في المدينة وتجوب مدرعات في أنحائها، يبدو القلق واضحاً على وجوه السكان والأطفال الذين يلازمون منازلهم، استجابة لنداء عبر مكبرات الصوت يطلب منهم عدم التجول في أحيائهم أثناء تمشيطها، حسبما ذكرت وكالة “فرانس برس” في تقرير لها من المدينة التي تشهد منذ أيام بدء حملة جديدة ضد “داعش”.
وقال الحسن إن الحملة تهدف إلى “السيطرة على نشاط خلايا داعش الإرهابية”، وأضاف: “يبدو وكأن هناك تخطيطا كبيرا للسيطرة على السجون وإحداث بلبلة وفوضى أمنية، وبناء على هذه المعطيات أطلقنا الحملة”.
ويرى الحسن أن التنظيم “يحاول إعادة هيكلة نفسه من خلال هذه العمليات”.
وكانت “قسد” أعلنت أنّها أحبطت نهاية العام الماضي هجوما استهدف مقرا لها يضم سجنا فيه المئات من عناصر التنظيم في مدينة الرقة في شمال البلاد.
الاستقرار
في أحد أحياء مدينة الرقة، يراقب يوسف الناصر من على سطح بيته قوات الأمن الكردية أثناء تمشّيطها المنازل واحدا تلو الآخر، بحثا عن خلايا التنظيم الذي عاد ليهدّد الاستقرار في معقله السابق في سوريا.
يقول الناصر (67 عاماً) للوكالة إن أقصى ما يتمناه هو “استقرار المدينة والحفاظ على أمنها” الذي كان مناله صعباً.
ويوضح الناصر بينما يلازم منزله في حي شعبي على أطراف المدينة “إذا عاد تنظيم داعش ستقع كارثة”.
ومنذ إعلانه “دولة الخلافة” وسيطرته على مناطق واسعة، شكّلت الرقة المعقل الأبرز للتنظيم في سوريا وشهدت على فظاعات وإعدامات وحشية ونجح في بثّ الرعب فيها.
وبعد معارك عنيفة خاضتها ضده، تمّكنت قوات سوريا الديموقراطية بدعم أميركي، من طرد التنظيم منها في أكتوبر 2017.
ورغم خسارة أبرز معاقله تباعا، يواصل التنظيم تبنّي هجمات من خلال خلاياه النائمة. وتمكن من إثارة الخوف مجددا في نفوس سكان الرقة بعدما تسلّل اثنان من أفراده، في هجوم قال التنظيم إنه “في سياق الانتقام المتواصل لأسرى المسلمين”، خصوصاً النساء المحتجزات في مخيمات في شمال شرق سوريا.
وتشهد مداخل المدينة إجراءات أمنية مشددة مع انتشار حواجز يتولى عناصرها التفتيش والتدقيق في الهويات.
وتنقل الوكالة عن فايزة الحسن (45 عاما) بعد تمشيط عناصر من قوات الأساييش منزلها: “لم نعد نشعر بأمان لأن يخرج أطفالنا من المنزل بسبب عدم الاستقرار في الفترة الأخيرة”.
وتضيف “الوضع في الوقت الحالي صعب جداً”.
أحمد الحمد (30 عاماً) يقول إنه وفي كل مرة يسمع فيها عن هجوم ينفذه التنظيم، يخشى أن يعيش مجددا تجربة النزوح، ويرى أنه “مهما تم إطلاق الحملات الأمنية، لن يكون بإمكانهم سحب كل الأسلحة الموجودة”.
ويقول الشاب الذي يقطن في حي الرميلة قرب سجن يضم أفرادا من التنظيم: “نتخوف من وجود السجن المكتظ بعناصر التنظيم والمجرمين”، معتبراً أنه “يجب أن يكون في مكان يبعد أكثر من عشرة كيلومترات على الأقل عن المدينة”.
ويضيف بحسرة “نتخوف من كل شيء لأننا لا نملك شيئا: لا مؤسسات ولا إمكانيات مادية واقتصادية”.