على إثر استيلاء حركة #طالبان على معدّات عسكريّة كبيرة ومتطوّرة خلّفتها القوات الأميركية في أفغانستان، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة حول العالم مقطع مصوّر قيل إنه يُظهر “عناصر من طالبان يقودون طائرة مروحيّة أميركية على الأرض، وهي تترنّح بهم”. لكن هذا الفيديو قديم ومنشور قبل أكثر سنة على أنه مصوّر في #ليبيا.
 
تظهر في الفيديو مروحيّة عسكرية وهي تسير مترنّحة على طريق معبّد في ما يبدو أنها منطقة صحراوية.
وجاء في التعليقات المرفقة: “طالبان تستولي على هليكوبتر وتلهو بها في مطار كابول”.
 ونُشر الفيديو مع هذا الادّعاء على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية فيسبوك وتويتر وإنستغرام ويوتيوب، ونشُر كذلك مرفقاً بالادعاء نفسه بلغات عدّة حول العالم.
هل سيطرت حركة طالبان على طائرات أميركية؟
سمحت هزيمة الجيش الأفغاني لطالبان بالاستيلاء على معدات عسكرية أميركية كبيرة، بينما انتشرت صور لمقاتلي الحركة وهم يعرضون هذه الأسلحة على وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يسبب إحراجًا لإدارة الرئيس جو بايدن.

وتنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات فيديو لمقاتلين من طالبان يستولون على شحنة أسلحة معظمها قدمته القوى الغربية إلى الجيش الأفغاني، وهم يقفون أمام عدد من مروحيات بلاك هوك الهجومية، أو يتنقلون في آليات مصفحة مزوّدة بقاذفات صواريخ.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إنه حتى لو لم يكن لدى طالبان طيارون قادرون على قيادة المروحيات الأميركية، يخطط البنتاغون لتدميرها.

حقيقة الفيديو
لكن الفيديو المتداول للمروحيّة المترنّحة لا علاقة له بكلّ ذلك.

فقد أظهر التفتيش عن الفيديو باستخدام محرّكات البحث أنه منشور قبل سنة وثلاثة أشهر على الأقل على موقع يوتيوب.

ونُشر هذا المقطع في حزيران 2020، وقيل إنه يُظهر مروحيّة سيطر عليها مقاتلون ليبيون في مدينة طرابلس أو في مدينة ترهونة المجاورة.

ماذا جرى في ذلك الوقت في ليبيا؟
في الأيام الأولى من حزيران 2020 سيطرت قوات حكومة الوفاق (آنذاك) على مدينة طرابلس وطردت قوات المشير خليفة حفتر من معاقله في الغرب الليبي، لا سيما مدينة ترهونة مركز عمليات قواته.

ويكفي مجرّد نشر هذا الفيديو قبل أكثر من سنة لنفي أن يكون له أي علاقة بسيطرة حركة طالبان في الأيام الماضية على السلطة في أفغانستان واستيلائها على كمية كبيرة من الأسلحة الأميركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد