بعد عقود من رحيله، لا يزال “هوس” أسطورة الروك الأميركي إلفيس بريسلي يجتاح جماهيره، حيث تم بيع حذاء شهير له بمبلغ ضخم.
وأشارت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، إلى أن حذاء “الملك” الأزرق الشهير المصنوع من جلد الغزال، بيع بمبلغ 152 ألف دولار، في دار المزادات البريطانية “هنري ألدريج آند سون”.
وبدأت المزايدة على الحذاء، الذي وصف بأنه “قطعة مميزة من التذكارات التي مثلت ظاهرة في الثقافة الشعبية في القرن العشرين”، بمبلغ 69 ألف دولار، ووصل سعره إلى 152 ألفا.
وكان بريسلي يرتدي الحذاء، الذي يبلغ قياسه 44، داخل وخارج المسرح خلال الخمسينيات من القرن الماضي، وفقا للوصف الموجود على موقع المزاد.
وارتدى بريسلي الحذاء أثناء غنائه “I Want You, I Need You, I Love You” و”Hound Dog” في برنامج “The Steve Allen Show” عام 1956، بحسب ما قاله البائع بالمزاد، وأهدى الحذاء لاحقا لصديقه آلان فورتاس عام 1958، في الليلة التي سبقت مغادرته الخدمة في الجيش الأميركي.
وتم التحقق من صحة المعلومات عن الحذاء من جانب جيمي فيلفيت، وهو صديق مقرب لبريسلي ومؤسس متحف خاص بالفنان الراحل.
سائق الشاحنة الذي أصبح ملك الثقافة الشعبية الأميركية
لم يكن السيد فيرنون بريسلي يعلم أن وليده الجديد “إلفيس” سيكون ذا شأن كبير؛ ربما اعتبره بشرى خير بعد وفاة توأمه الثاني أثناء ولادتهما في صباح بارد بالثامن من يناير/كانون الثاني عام 1935م.
لكن بالتأكيد أن وفاة أحد طفليه جعلته يحيط الآخر الذي عاش بما يمكنه توفيره من عناية واهتمام رغم بساطة حاله في مجتمع لا يزال يعاني من آثار الكساد الكبير. وبذلك ينشأ إلفيس بريسلي الطفل الذي سيصبح ملك “الروك آند رول” بين أسرة محبة رغم تواضع أحوالها وفقرها.
أسرة فقيرة تنتقل كثيرا
نشأ إلفيس طفلا وحيدا في أسرة فقيرة. عمل والده فيرنون بسلسلة من الوظائف البسيطة، وعام 1938 -حين كان إلفيس في الثالثة من عمره- حُكم على الأب بالسجن 3 سنوات لتزويره شيكا، وقضى بسبب ذلك أقل من عام خلف القضبان.
وبسبب الفقر كانت الأسرة تتنقل دائما، ورغم ذلك كان إلفيس محاطا بالمحبة من جميع المحيطين في مجتمعه الصغير في كل من مدينتي توبيلو وممفيس.
ومنذ صغره كان إلفيس شغوفا بالموسيقى، وفي مدرسته الإعدادية رُشح لعدد من المسابقات وحصل على أول غيتار كجائزة في إحدى المسابقات عام 1946.
وفي عام 1948، انتقلت عائلة بريسلي من توبيلو إلى ممفيس بحثا عن فرص أفضل. وهناك، التحق إلفيس بمدرسة هيومز الثانوية. وتخرج عام 1953 ليصبح أول فرد في أسرته يحصل على الشهادة الثانوية. وبعد التخرج، عمل في محل ميكانيكي وسائق شاحنة قبل أن يبدأ مسيرته الموسيقية بأول تسجيل له مع أغنية “لا بأس” (That’s All Right) في يوليو/تموز 1954 وهو بعد في الـ19 من عمره.
هديته لأمه تُرد له
عندما كان في الـ19 من عمره، دخل إلفيس بريسلي إلى استوديو “ممفيس” (Memphis) ودفع 4 دولارات لتسجيل بعض الأغاني هديةً لوالدته، وعندما سمع صاحب الاستوديو سام فيليبس صوت إلفيس، أعجب بجودة صوته، فدعاه للتدرب مع بعض الموسيقيين المحليين.
وبعد أن سمع فيليبس صوت إلفيس بريسلي وهو يغني أغنية “لا بأس” (That’s All Right) التي منحها بريسلي نكهة ريفية بطابع الغرب الأميركي، وافق على إصدارها كأغنية منفردة ضمن علامة “صن ريكوردز” (Sun Records) التجارية الخاصة به. وانتشر التسجيل بشكل واسع لتبدأ مسيرة بريسلي المهنية.
أولى خطوات النجاح
خلال العام التالي، اجتذب إلفيس عددا متزايدا من المعجبين في الجنوب الأميركي، وفي عام 1955، باعت شركة “صن ريكوردز” عقده إلى شركة “مؤسسة راديو أميركا” (Radio Corporation of America) للتسجيل، مقابل مبلغ قياسي بلغ 40 ألف دولار، وسجلت له المؤسسة ثاني أغنياته “فندق هارت بريك” (Heartbreak Hotel) التي حققت انتشارا واسعا على المستوى الأميركي في أوائل عام 1956. ثم تسجيله أسطوانة كاملة على الوجهين بأغنيتي “كلب الصيد” (Hound Dog) و”لا تكن قاسيا” (Don’t Be Cruel).
ذروة الشهرة
في سبتمبر/أيلول 1956، ظهر إلفيس في البرنامج الشعبي “عرض إد سوليفان” (The Ed Sullivan Show)، وهو برنامج تلفزيوني وطني منوع، ومن خلاله نال إعجاب عدد كبير من المراهقين الذي دخلوا في حالة هستيرية بسبب وجوده على المسرح بمظهره وأغانيه البسيطة.
طرح بدلة جون ترافولتا في مزاد علني .. بسعر خرافي